الحياة الاجتماعية:

كانت الاسرة هي وحدة المجتمع السومري، وكان الزواج يخضع لكثير من الشرائع الوضعية المعقدة، وبعد الزواج تحتفظ الفتاة لنفسها (بالبائنة)التي تقدمها لها والدها.

والرجل هو رب البيت وله السيطرة على جميع افراد اسرته وكان من حقه ان يبيع زوجته لسداد ما عليه من دين ويستطيع ان يطلقها اذا كانت عاقر وتعدم اذا ثبتت عليها جريمة الزنا كما تقتل غرقا اذا كانت اما وامتنعت عن مباشرة واجبات الامومة.

وكانت الزوجة تشارك في الحياة العامة فالى جانب اعمال البيت كانت تشارك زوجها في اعمال الحقل وقد تنوب عنه في القيام بهذه الاعمال كلها، اذا تغيب زوجها لمدة طويلة ولويكن لها ولد كبير .

كما كانت الزوجة تستطيع ان تشتغل بالتجارة مستقلة عن زوجها وتستخدم عدد ممن العبيد الخصوصيين ومن حقها ان تحتفظ بهم او تطلق سراحهم متى تشاء. وكانت الطبقات العليا في المجتمع تنعم بعيشة مترفة فيها يستعملن الاصباغ والادهان للتجميل ويستخدمن ادوات الزينة من الحلي المتنوعة ومنها القلائد والاقراط والخواتم ودبابيس الشعر.

وكان الاغنياء يشيدون القصور فوق الاراضي المرتفعة تعلو نحو 40 قدم في بعض الاحيان وكان يتعذر الوصول الى اليها الاعن طريق واحد وكأنها حصون منيعة.

ونظرا الى ندرة الاحجار في بلاد سومر فقد شيدت اغلب هذه القصور من الطوب الاجر وزينت جدرانها باشكال هندسية وزخرفية من قوالب الاجر ذاتها، كما كانت تطلي الجدران بالجص وينقش فوقه بعض الزخارف البسيطة.

وكانت حجرات البيت تطل على فناء داخلي واسع، والاثاث بسيط في اغلب الاحيان وان كان بعض الاغنياء يتمتعون بأثاث ورياش فاخرة. اما منازل العامة فكانت تبنى من الغاب او من الطوب اللبن، ولكل منزل فناء خاص له باب في نهايته يؤدي الى حجرة كبيرة تتفرع منها بقية الحجرات. وكان في كل منزل بئر يزود صحابها في اعمال الزراعة .

وكانت المنازل تتجمع خارج اسوار المعبد، ويحيط بها جميعا سور ضخم تتخلله بوابات كبيرة تؤدي الى المزارع والمراعي  الواسعة التي تربي فيها الاغنام وقطعان الماشية. وفي كثير من المنازل عثر على لوحات طينية عليها كتابات مسمارية تضمنت معلومات غزيرة عن الجوانب النشاط الفردي، كما تضمن بعضها بيانا بمحتويات المنزل والمحاصيل والادوات المختلفة التي في مخزنه.

وقد عثر على لوحات اخرى تضمنت رسائل شخصية ووصفات طبية وبعض النصوص الدينية.