أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-12-2016
2584
التاريخ: 1-12-2016
1756
التاريخ: 23-9-2016
1560
التاريخ: 23-9-2016
1924
|
الكتابة والادب والعلوم:
لاشك ان الكتابة هي اروع واعظم ما انتجه العقل السومري.
الكتابة المسمارية والالواح الطينية او الفخارية:
وهي اهم انماط الكتابة التي ظهرت في بلاد ما بين النهرين وقد سميت بالكتابة المسمارية او الخط المسماري نسبة الى القلم الذي يشبه المسمار وهو مصنوع من المعدن ومدبب وله شكل مثلث منشوري والذي كان يستخدم في الكتابة .وكان الكاتب يمسك بهذا القلم مائلا ويضغط به ضغطا خفيفا على لوح من الطين مسجلا المعلومات المختلفة ثم يعرض هذا اللوح للنار او لحرارة الشمس حتى يجف ويشبه الفخار.
وترجع اقدم هذه الالواح الطينية او الفخارية الى حوالي عام 3200ق.م، وكانت الكتابة تقرأ عليها من اليمين الى اليسار. وفي اول الامر كانت الكتابة عن صور تعبر كل منها عن رمز معين وبعد ذلك تطورت هذه الصور فصغر حجمها وبسط شكلها بحيث اصبح تدوينها بسرعه وسهولة ثم تحولت الى علامات صوتية تعبر عن الاصوات التي ينطق بها لا عن الصورة نفسها .ولم تكن الكتابة السومرية واحدة في كل المدن السومرية وانما كانت تختلف من مدينة الى اخرى، و بقاء طابع اصلي واحد في كل انماط هذه الكتابة.
وكانت الكتابة المسمارية على الالواح الطينية والفخارية تستخدم في تسجيل المعاملات التجارية من عقود وصكوك وتسجيل الوثائق الرسمية والاحكام القضائية والقوانين والاساطير الدينية والوصفات الطبية الخطابات الشخصية.
وفي حوالي عام 2700ق.م، انشئت دور للكتب في المن السومرية حفظت بها الالواح المسمارية. وقد عثر على احد دور الكتب في مدينة (تلو) السومرية كانت تضم مجموعة من الالواح عددها ثلاثون لوحا ومنظمة بشكل دقيق وكانت تشتمل على نماذج من الادب السومري وفي حوالي عام 2000ق.م، اخذ بعض الكتاب السومريين يدونون على الالواح تاريخ بلادهم القديم ويسجلون ايامهم التي يعيشونها. كما عثر على الواح تضم ابتهالات دينية ومرثيات واشعار جميلة.
وفي بعض المعابد السومرية عثر على بعض الالواح المدرسية عليها جداول حسابية وتمارين هندسية وغيرها، وكانت تلحق بالمعابد مدارس لتعليم النشئ الكتابة والقراءة والعلوم المختلفة. وفي العاصمة الاشورية نينوى عثر في مكتبتها على 25000 من الالواح الفخارية اشتملت على وثائق رسمية ورسائل وعقود تجارية ونصوص علمية ودينية وتاريخية.
الاداب والعلوم:
في الادب:
كانت نماذج الادب السومري تتميز بغزارة مادتها وان كانت اساليبها اقل جودة، بينما ارتقى انتاج الادب البابلي الى مستوى فائق. ويمكن تميز نموذجين اساسين من الإنتاج الادبي، الاول شعري ، والنوع الثاني مدون بعبارات نثرية.
وفي النموذج الشعري يتكون كل بيت من شطر او مقطع واحد، ويوجد اختلاف في الشكل والمضمون الشعري بين الشعر السومري والشعر الاكادي، ومع الخلفية السامية. وكانت موضوعات الشعر تشمل مواقف معينة تتعلق بحقائق الحياة، او بخلفية احداث هامة لها تاثير على البشر ومن ذلك ملحمة كلكامش اما النموذج النثري فكان يشمل النصوص الملكية التي ترجع الى بلاد بابل وآشور وتتناول وصف الانجازات البطولية لبعض الملوك ومنها اخبار(سنحاريب) ودورة في معركة (هالولة) وحملة سرجون التي توغل بها عبر جبال وغابات ارمينيا وتتناول وصف طبيعة هذه المناطق.
كما تناول النثر النزاع الاسطوري بين مردوخ وتياما ضمن قصة بدء الخليقة... .
في العلوم:
الرياضيات:
تستنبط اهم المعلومات عن علم الرياضيات في بلاد الرافدين من نوعين من النصوص، النصوص الرياضية المسمارية: النوع الاول في الجداول الرياضية، والنوع الثاني في قضايا علمية ، وتم اثبات النوعين منذ العهد البابلي القديم.
وقد رتبت الجداول الرياضية لعملتي الضرب والقسمة، وشملت ايضا المربعات والمكعبات والجذور الاساسية وقوائم الاعداد. كما وردت تمارين مسائل رياضية اعدت للطلاب المتقدمين في هذه المادة تتعلق بمسائل معمارية او مساحية او غيرهما، وتدل على مدى الانجاز الذهني لدى رياضتي هذه البلاد في العصور القديمة.
والنوع الثاني في نصوص القضايا العلمية وكانت تشمل المعادلات الجبرية التربيعية وعمليات اخرى تمت صياغتها بتعابير هندسية . وقد استخدم البابليون الاوائل الجذور التكعيبية بمهارة كما كانوا ملمين بالجذور التربيعية.
وكانت الحسابات في الرياضيات تعتمد على نظام عد ستيني وعلى نظام قيمة مرتبي (مكاني) كما استخدم النظام العشري في داخل النظام الستيني.
ولكن الرقم(صفر) لم يكن معروف حتى العصر السلوقي ، كذلك كان الرياضيون البابليون ملمين ببعض الخواص الاساسية للمثلث والمستطيل والدائرة، ولكنهم لم يهتموا بخواص السطوح والخطوط والحجوم، لذلك كانت الهندسة اقل تطورا من الجبر عندهم.
الفلك:
ظهر علم الفلك في بلاد ما بين النهرين بعد علم الرياضيات بأكثر من الف سنة وبعد منتصف الالف الاول قبل الميلاد حيث بدأ اهتمام المختصين في جنوب البلاد بالظواهر التي تلاحظ في السماء وخاصة حركة الكواكب والقمر والتبدلات في طوال النهار والليل .
وقد تميز البابليون عن سائر الامم القديمة بعلم الفلك الذي نشأ عن اهتمامهم بدراسة حركة النجوم بقصد ارشاد السفن والقوافل في سفرها وللتنبؤ بالمستقبل والمصير للملوك وبلادهم. وكان لتقدم علم الرياضيات اثره في دفع علم الفلك خطوة حاسمة للأمام وقد وجدت الرياضيات في الفلك ميدان رحبا في التطبيق.
وكان سكان وادي الرافدين يعتمدون على دورة القمر منذ اقدم العصور كوسيلة ملائمة لقياس الزمن وتبدأ السنة الجديدة وفق هذا التقويم مع ظهور اول قمر جديد عقب الاعتدال الربيعي وتقسم الى اثنتي عشر شهرا، ويتكون كل شهر من تسعة وعشرين او ثلاثين يوما، ويقسم اليوم الى اثنتي عشر ساعة مزدوجة . ولم يكن من السهل دائما رؤية الهلال الجديد بسبب ظهور الغيوم والضباب والعواصف الرملية من وقت لأخر في سماء البلاد. كذلك استخدم الفلكيون الرياضيات لتقرير وقت ابتداء الشهر الجديد.
ولما كانت السنة القمرية اقصر من السنة الشمسية بأحد عشر يوما تقريبا فقد كان التفاوت يبلغ فترة فصل كامل بمرور كل تسع سنين.
وبعد مضي عدة قرون جرى حل مشكلة التفاوت بين السنة الشمسية والقمرية بشكل تحكمي، حيث قرر الملك كبس او اضافة شهر او شهرين الى السنة، وفي عام 747ق.م، امر الملك نبوناصر بكبس سبعة اشهر في تسعة عشر سنة قمرية.
وفي عهد بختنصر لاحظ الفلكيون مسارات الشمس والقمر، ولاحظوا ظاهرتي الكسوف والخسوف، وحددوا وقت الانقلاب الصيفي والشتوي والاعتدالين الربيعي والخريفي، والبابليون هم اول من ميز بين النجوم الثابتة والكواكب السيارة تميزا دقيقا وقاموا برصد حركة الكواكب السيارة وتجوالها.
والى جوار معابدهم اقام البابليون ابراج عالية يتكون كل منها من طبقات مكعبة الشكل يعلوا بعضها بعضا ويتناقض حجم المكعب كلما زاد الارتفاع ويحيط بالبرج سلم خارجي. وهذه الابراج كانت مراصد فلكية يستخدمها الكهنة في رصد حركة الكواكب السيارة التي يعتقدون انها تكشف عن كل شي في حياة الناس. ومن هذه الكواكب الزهرة، وجوبتير، وفينوس، وميركيري، ومارس، وساترون.
التنجيم او الفاءل:
وطبق بلاد الرافدين فلسفة قديمة، ومفادها انعكاس احداث السماء على الارض، فكان يعتقد انه اذا ما تم التعرف عن كثب على احوال الالهة والملوك والبلدان في اصولها السماوية وصلاتها بالكواكب ومجموعات النجوم فأنه يصبح ممكنا التنبؤ بالمستقبل المحيط بالارض وتلطيف نوائبة الى حد ما. وذلك هو التنجيم الذي ارتبط بعلم الفلك وقد اصبح علم التنجيم من العلوم المهمة في البلاط الاشوري، ويتضح ذلك من النصوص الملكية والرسائل المتعلقة به.
وقد عثر على عدد من الالواح في مكتبة اشور- بانيبال، تضم مجموعة من الفئول النجمية، وتشير الى حركة الكواكب والى ظاهرة الكسوف وزمن القمر الجديد، ومنها تستخلص تنبؤات تتعلق بالملك وبلاده.
وكان لكل من علم التنجيم وعلم الفلك اثرة في الاوساط الاجتماعية وعقلية مختلفة، كما كان لها تاثير في مصر وبلاد الغرب في العصر الهيلينستي، حيث استفاد علماء الفلك في ذلك العصر من منجز تعلم الفلك في بلاد ما بين النهرين.
اشهر علماء الفلك في بلاد الرافدين:
(1) نيو- ريماني:
وهو اشهر علماء الفلك في بلاد الرافدين، وكلداني الاصل وقد جاءت جداول الاهلة والاقمار وخسوفاها التي رسمها صحيحة للغاية وترجع الى بداية القرن الرابع قبل الميلاد.
(2) كدينو:
واعظم الفلكيين البابليين على الاطلاق وقد بدأ في مزاولة نشاطاته في حوالي عام 375ق.م، واعطى الامد المضبوط للسنة الشمسية بفارق لا يزيد على اربع دقائق و32ثانية.
الطب :
تستخلص المعرفة عن طبيعة ومدى علم الطب في بلاد ما بين النهرين، من النصوص الطبية التي عثر عليها وتظهر حكمة الطبيب وهي تتالف من كتيبات مختصرة ومجموعات من الوصفات الطبية، الحقت برسائل واشارات جاء ذكرها في شرائع قانونية مع افكار وردت في نصوص ادبية تصور علاقة الطبيب بالمريض ومكانة الطبيب الاجتماعية.
وقد امتزج الطب عند البابلين بالدين والسحر معا، اذ كان يعتقد ان المرض هو بمثابة عقوبة تسلطها الالهة على البشر بسبب الآثام التي يقترفها.
ويمكن ان تطلق الالهة ايدي الشياطين على الشخص المصاب او تجعله يخر صريعا لنوبة يسلطها احد السحرة. ولذلك كان علاج المرضى في اول الامر من اختصاص الكنهة، وذا طابع سحري- ديني، اذ يعمد الكاهن او العراف الى اكتشاف الذنب او العيب الخفي المسؤول على اثارة حنق الالهة كما يقوم الكاهن بطرد الشياطين، باستخدام الطقوس والتعازيم السحرية، وبعد تجري محاولة استرضاء الالهة بأقامة الصلوات وتقديم القرابين، والى جانب الطب الكهنوتي السحر- ديني (اشيبوتو) كان يوجد طب اخر ذو طابع عقلاني مفيد (اسوتو).
ومنذ عهد حامورابي اصبحت مهنة الطب مستقلة على اثر التنظيمات التي ادخلها على تلك المهنة ويقوم بها اطباء يتناولون اجورهم من المرضى الذين يعالجونهم وتحدد اسعار اجراء العمليات المعينة وتوقع عليهم عقوبات خاصة اذا اخطأوا في العلاج وتسببوا في وفاة بعض المرضى او عطلوا شفائهم وتقضي هذه العقوبة ببتر يد الطبيب وبعقوبة الموت اذا وقع في اخطاء وظيفية جسيمة. ولم يكن الطبيب( آسو) كاهنا او ساحرا بل كان شخصا معتبرا ينتمي الى الطبقة الوسطى في المجتمع البابلي- الاشوري.
وكان الطبيب يقضي اعوام طويلة في المدارس حيث يتعلم العلوم الاساسية المعروفة في عصوره ثم يقوم بالتدريب لعدة سنوات اخرى مع زميل اقدم منه يتعرف خلالها على اسرار مهنته . وقد حظى الاطباء في كل العصور بتقدير واحترام عاليين، وكان الحري شديدا على طلب مشورتهم وكان الملوك يتبادلون الاطباء مع بعضهم البعض في كثير من الحالات.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|