على الرغم من ان الخليفة التاريخية لهؤلاء الاقوام قبل عهد سمسو ايلونا خليفة حمورابي غير معروفة لا في احداثها ولا عدد ملوكها، الا ان اول حاكم تعرفنا به المصادر من ذلك العهد هو جندش الذي باءت محاولته للتغلغل داخل مملكة بابل بالفشل. ولكنها كانت مقدمة للتغلغل الكاشي السلمي في بابل حتى ظهور اجوم الثاني.

يعد اجوم الثاني تاسع ملوك هذه الاسرة واليه ينسب القضاء على دولة الاقليم البحري كما يحسب له اعادة تماثيل الاله مردوخ وزوجته واصلاح مقاصيرها بعد اربعة وعشرين عاما من الغزو الحيثي. وقد اشار نص من عهده إلى هذا الحدث بالقول ان الملوك الكاشيين قادرون على الاخذ بيد الاله مردوخ. وهي اشارة ذات دلالة مجازية تستهدف بعدا سياسيا في محاولة لكسب مشاعر البابليين نحوهم كحكام تحترم المقدسات والمعبودات، فضلا عن امكانية دعم شرعية حكمهم بهذا الأمر على اساسا ان مجيئهم من خارج منطقة الرافدين كان دائما ما يجعل النظرة لهم توجه على انهم غزاة.

وتجدر الاشارة إلى انه منذ نجاح الغزو الكاشي حوالي عام 1460 ق.م. في القضاء على دولة الاقليم البحري، ومنطقة بابل تظهر كوحدة سياسية واحدة. ولقد اتبع الحكام الكاشيون على المدن – الدولة السومرية سياسة سلمية اهتمت بالأعمال الانشائية وابتعدت عن اساليب القسر والاجبار تاركة للمدن السومرية حرية الحركة في ادارة شئونها الداخلية. ولعل هذا التوجه هو الذي دفع بعض الباحثين لاعتباره سببا مباشرا إلى استمرار حكم الكاشيين قرابة الاربعة قرون. وهي مدة تعدت اي فترة حكم لأسرة محلية.

بيد انه في المقابل تصبح المبادأة في توجيه الاحداث بالمنطقة خارج اطار بلاد الرافدين على عهد الكاشيين وفي يد قوى اخرى، وهو الأمر الذي مثل الملمح الرئيسي لتوجيه الاحداث وتوازنات القوى بالمنطقة. فقد مر بنا سلفا الاشارة إلى تنامي قوة الحيثيين. كذلك بدأت قوة الخوريين في التعاظم اقصى شمال بلاد الرافدين بمنطقة ديار بكر لتمتد مع مرور الوقت وحتى نهاية العصر البابلي القديم من كردستان وحتى الالاخ في شمال غربي سوريا. وقد تجمعت هذه العناصر مع الهند واروبية في شكل دولة ذات كيان موحد من حوالي عام 1500 ق.م. وهي مملكة تياني. وقد اتخذت من مدينة واش شوكاني عاصمة لها، وموقعها يصعب تحديده، وان اتجه الظن إلى منطقة تل الفخارية الحالية على نهر الخابر شرقي تل حلف وحران. وخلال القرنين الخامس عشر والرابع عشر قبل الميلاد اتسع نطاق هذه الدولة ليمتد من ساحل البحر المتوسط وحتى جبال زاجروس. كذلك كانت هناك مملكة آشور التي اقتسمت مع الدولة البابلية الثالثة وادي الرافدين لفترة امتدت اثار هذا الانقسام فيها لأكثر من عشرة قرون.

ولسوف نعرض لقائمة بأسماء الملوك الكاشيين وسني حكمهم التقريبية، قبل القاء الضوء على انجازات بعض المبرزين منهم. ولعل حدوث فجوات في تناول تاريخ هؤلاء الملوك متسلسلا انما يرجع لقلة المصادر المنشودة عن فترة حمكهم واكتناف الغموض للعديد من احداث سني عهدهم.

اما عن قائمة الملوك من عهد كارا انداش وحتى عهد انليل نادين احي، فهي تشتمل على ثلاثة وعشرين اسما امتدت سني حكمهم من حوالي عام 1415 ق.م. وحتى 1154 ق.م. وعلى النحو التالي:

1-      كارا انداش          حوالي 1415 ق.م.

2-      كانداش جاربي الأول       ؟

3-      كاريجالزو الأول               ؟

4-      كاداشمان انليل الأول             1374 – 1360 ق.م.

5-      بورنا بورياش الثاني       1359 – 1333 ق.م.

6-      كارا – حارداش         1333 ق.م.

7-      نازي – بوجاش         1333 ق.م.

145

8-      كاريجالزو الثاني     1332 – 1308 ق.م.

9-      نازي – ماروتاش        1307 – 1282 ق.م.

10-    كاداشمان تورجو      1281 – 1264 ق.م.

11-    كاداشمان انليل الثاني         1263 – 1255 ق.م.

12-    كودور – انليل       1254 – 1246 ق.م.

13-    شاجا راكتي شورياش      1245-1233 ق.م.

14-    كاشتيلياش الرابع         1243- 1225 ق.م.

15-    تولكولتي نينورتا        1224-1216 ق.م.

16-    انليل نادين شومي       1224- ؟   ق.م.؟

17-    كاداشمان حاربي الثاني      1223 – 1222 ق.م.  ؟

18-    اداد شوما ايدينا          1221 – 1216 ق.م. ؟

19-    اداد شوما أوسور       1215-1186  ق.م.  ؟

20-    ميليشيباك       1185-1171  ق.م.  ؟

21-    مردوك ابلا ايدينا الأول       1170 – 1158  ق.م. ؟

22-    زابابا شوما ايدينا         1157       ق.م.

23-    انليل نادين احي       1156 – 1154  ق.م.

وتستند معلوماتنا عن تاريخ الكاشيين اما على محتويات رسائل تل العمارنة عن مملكة بابل او وثيقة التاريخ المعاصر التي دونها كاتب آشوري في القرن السابع قبل الميلاد.