أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-1-2023
1100
التاريخ: 24-11-2014
2182
التاريخ: 17-9-2021
2630
التاريخ: 7-10-2014
2160
|
إنّ الجملة تتركّب من مفردات عديدة يحصل من اجتماعها جملة مفيدة للمخاطب ، فالعلم بالمفردات شرط لازم للتفسير ، فلولا العلم بمعنى ( الصعيد ) كيف يمكن أن يُفسّر قوله سبحانه : {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [المائدة : 6].
وقد قام ثلّة من الباحثين بتفسير مفردات القرآن ، و في طليعتهم أبو القاسم حسين بن محمد المعروف بالراغب الأصفهاني ( المتوفّى عام 502هـ ) فألّف كتابه المعروف بـ ( المفردات ) و هو كتاب قيّم ، وأعقبه في التأليف مجد الدين أبو السعادات مبارك بن محمد الجزري المعروف بابن الأثير ( 544 ـ 606هـ ) فألّف كتابه ( النهاية في غريب الحديث والأثر ) وهو و إن كان يفسر غريب الحديث لكن ربّما يستفيد منه المفسّر في بعض المواد .
نعم ما ألّفه المحقّق فخر الدين بن محمد بن علي الطريحي ( المتوفّى عام 1085هـ ) باسم ( مجمع البحرين ومطلع النيرين ) يعمّ غريب القرآن والحديث معاً ، و هذا لا يعني عدم الحاجة إلى الرجوع إلى سائر المعاجم ، كالصحاح للجوهري ( المتوفّى 393هـ )، ولسان العرب لابن منظور الأفريقي ( المتوفّى عام 707هـ ) ، والقاموس للفيروز آبادي ( المتوفّى عام 834 هـ ) .
وفي المقام أمر مهمّ ، وهو أن يهتمّ المفسِّر بأُصول المعاني التي يشتق منها معان أُخرى ، فانّ كلام العرب مشحون بالمجاز والكنايات ، فربّما يُستعمل اللفظ لمناسبة خاصة في معنى قريب من المعنى الأَوّل فيبدو للمبتدئ أنّ المعنى الثاني هو المعنى الأصلي للكلمة يفسر بها الآية مع أنّها معنى فرعيّ اشتق منه لمناسبة من المناسبات .
وأفضل كتاب أُلّف في هذا الموضوع أي إرجاع المعاني المتفرعة إلى أُصولها ، كتابان :
أ : ( المقاييس ) لأحمد بن فارس بن زكريا ( المتوفّـى عام 395 هـ ) و قد طُبع في ستة أجزاء .
ب : ( أساس البلاغة ) لمحمود الزمخشري ( المتوفّى عام 538 هـ ) ، فبالمراجعة إلى ذينك المرجعين يعرف المفسِّر المعنى الأصلي الذي يجب أن يفسّر به الكلمة في القرآن الكريم ما لم تقم القرينة على خلافه ، ولنأتِ بمثال : قال سبحانه في قصة آدم : {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} [طه: 121] فإنّ كثيراً من المتعاطين لعلم التفسير يتخذون الكلمتين ذريعةً لعدم عصمة آدم بذريعة أنّ لفظة ( عصى ) عبارة عن المعصية المصطلحة ، و( الغواية ) ترادف الضلالة ، لكن الرجوع إلى أُصول المعاني يعطي انطباعاً غير ذلك ، فلا لفظة ( عصى ) ترادف العصيان المصطلح ولا الغواية ترادف الضلالة .
أمّا العصيان فهو بمعنى خلاف الطاعة .
يقول ابن منظور : العصيان خلاف الطاعة ، والعاصي الفصيل إذا لم يتبع أُمّه (1) .
فمَن خالف أمر مولاه ، أو نُصح الناصح ، يقال : عصى ، وعلى ذلك فليس كلمة ( عصى ) إلاّ موضوعة لمطلق المخالفة ، سواء أكانت معصيةً كما إذا خالف أمر مولاه ، أو لم تكن كما إذا خالف نُصح الناصح .
ولا يمكن أن يُستدل بإطلاق اللفظ على أنّ المورد من قبيل مخالفة أمر المولى .
وأمّا الغيّ فهو ـ كما في لسان العرب ـ يُستعمل في الخيبة والفساد والضلال (2) ، ومن الواضح أنّ هذه المعاني أعمّ من المعصية الاصطلاحية ، ومن مخالفة نُصح الناصح .
___________________
1 ـ لسان العرب : 14 / 67 .
2 ـ المصدر السابق : 14/140.
|
|
دور في الحماية من السرطان.. يجب تناول لبن الزبادي يوميا
|
|
|
|
|
العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|