المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
المباشرة
2024-11-06
استخرج أفضل ما لدى القناص
2024-11-06
الروايات الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / الطلاق.
2024-11-06
الروايات الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / النكاح.
2024-11-06
الروايات الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / الأطعمة والأشربة.
2024-11-06
المتولي للصدقات
2024-11-06

طرف
25-8-2019
خصائص الخدمات الصحية - الخدمات الصحية غير قابلة للتأجيل
2023-02-15
خلق الجنّة والنار
11-08-2015
تعامل الانبياء مع الناس
2024-07-20
شروط ابرام عقد الصلح الاداري المتعلقة بموضوع الخصومة
2023-05-28
أصل حشرات المواد المخزونة
2024-01-21


الولاية وأولو الأمر  
  
1265   08:31 صباحاً   التاريخ: 23-11-2016
المؤلف : السيد مرتضى العسكري
الكتاب أو المصدر : معالم المدرستين
الجزء والصفحة : ج1 - ص 502- 509
القسم : العقائد الاسلامية / الامامة / إمامة الأئمة الأثني عشر /

أ- ولاية عليّ في القرآن الكريم‏ :

...[الولاية ثابتة للإمام ] عليّ على المؤمنين بعد رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) وهذا بعينه ما عنته الآية الكريمة : {إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ‏} المائدة/ 55.

ويؤيد ذلك الروايات الآتية :

في تفسير الطبري، وأسباب النزول للواحدي و شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني و أنساب الأشراف للبلاذري و غيرها (1) :

عن ابن عباس و أبي ذرّ و أنس بن مالك و الإمام عليّ و غيرهم ما خلاصته : (إنّ فقيرا من فقراء المسلمين دخل مسجد الرسول( صلى الله عليه [ واله ] ) و سأل، و كان عليّ راكعا في صلاة غير فريضة (2) ، فأوجع قلب عليّ كلام السائل، فأومأ بيده اليمنى إلى خلف ظهره، و كان في إصبعه خاتم عقيق يماني أحمر يلبسه في الصلاة، و أشار إلى السائل بنزعه، فنزعه و دعا له و مضى فما خرج أحد من المسجد حتّى نزل جبرئيل (عليه السلام) بقول اللّه عزّ و جل: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ ...

الآية (3) ، فأنشأ حسّان بن ثابت يقول أبياتا منها قوله:

أبا حسن تفديك نفسي و مهجتي‏

 

و كلّ بطي‏ء في الهدى و مسارع‏

فأنت الّذي أعطيت إذ أنت راكع‏

 

فدتك نفوس القوم يا خير راكع‏

فأنزل فيك اللّه خير ولاية

 

فأثبتها في محكمات الشرائع‏ (4) .

     
 

إيراد على دلالة الآية :

أورد بعضهم على مفاد الروايات السابقة أنّ لفظ الآية: الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ‏ جمع، فكيف يعبر بلفظ الجمع و يراد به الواحد و هو الإمام عليّ (عليه السلام)؟

قال المؤلف: توهّم من قال ذلك، فإنّ الّذي لا يجوز إنّما هو استعمال اللّفظ المفرد و إرادة الجمع منه، أمّا العكس فجائز و شائع في المحاورات، و قد ورد نظائره في موارد متعدّدة في القرآن الكريم، مثل التعابير الّتي وردت في سورة المنافقين:{بسم الله الرحمن الرحيم * إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} [المنافقون: 1] إلى قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ} [المنافقون: 5]‏ إلى قوله: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ * يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [المنافقون: 7، 8].

قال الطبري في تفسير السورة:

إنّما عني بهذه الآيات كلّها عبد اللّه بن أبي سلول ... و أنزل اللّه فيه هذه السورة من أوّلها إلى آخرها، و بالنحو الّذي قلنا، قال أهل التأويل و جاءت الأخبار (5) .

وروى السيوطي بتفسير الآيات عن ابن عباس انّه قال:

وكلّ شي‏ء أنزله في المنافقين- في هذه السورة- فإنما أراد عبد اللّه بن أبي‏ (6) .

وموجز القصة كما نقلها أهل السير و ورد في التفاسير:

(انّ أجير عمر بن الخطاب، جهجاه الغفاري، ازدحم بعد غزوة بني المصطلق مع سنان الجهني حليف بني الخزرج على الماء فاقتتلا فصرخ الجهني:

يا معشر الأنصار! وصرخ جهجاه: يا معشر المهاجرين! فغضب عبد اللّه بن أبيّ و معه رهط من قومه و فيهم زيد بن أرقم، غلام حديث السنّ فقال: أقد فعلوها؟ قد نافرونا و كاثرونا في بلادنا، و اللّه ما اعدّنا و جلابيب قريش هذه إلّا كما قال القائل: سمّن كلبك يأكلك! أما و اللّه لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعزّ منها الأذلّ، ثمّ أقبل على من حضره من قومه، فقال: هذا ما فعلتم بأنفسكم أحللتموهم بلادكم، و قاسمتموهم أموالكم، أما و اللّه لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحوّلوا إلى غير بلادكم، فسمع ذلك زيد بن أرقم و مشى به إلى رسول اللّه و أخبره و عنده عمر بن الخطاب‏ (7) .

فقال عمر بن الخطاب: دعني أضرب عنقه يا رسول اللّه. فقال: إذا ترعد له آنف كثيرة بيثرب. قال عمر: فإن كرهت يا رسول اللّه أن يقتله رجل من المهاجرين، فمر به سعد بن معاذ و محمد بن مسلمة فيقتلانه. فقال: إنّي أكره أن يتحدث الناس أنّ محمدا يقتل أصحابه‏(8).

فذهب عبد اللّه إلى رسول اللّه، و حلف أنّه لم يكن شي‏ء من ذلك، فلام الأنصار زيدا على قوله. و قالوا لعبد اللّه: لو رأيت رسول اللّه يستغفر لك.

فلوّى رأسه و قال: أمرتموني أن أومن فآمنت، و أمرتموني أن أعطي زكاة مالي فأعطيت، فما بقي لي إلّا أن أسجد لمحمّد، فنزلت السورة فيه و هو المقصود بقوله تعالى: هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى‏ مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا(9) .

وهو المقصود من قوله تعالى: وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ ...)(10) .

في هذه السورة عبّر اللّه عن عبد اللّه بن أبيّ القائل الواحد، بقوله تعالى: هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ‏ و بقوله عزّ اسمه: وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ‏. القائل و الفاعل واحد كما أجمع على ذلك المفسّرون، و أطبقت الروايات على ذلك، و إنّما أوردنا هذا على سبيل المثال‏ وإلّا فنظائرها متعدّدة في القرآن الكريم مثل قوله تعالى : {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ} [التوبة: 61].

{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ ...} [آل عمران: 173].

{يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ ...} [آل عمران: 154].

هذه إلى غيرها ممّا عبّر فيها بلفظ الجمع و أريد بها الواحد، تعدّد نظائرها في القرآن الكريم.

ب- أولو الأمر: عليّ و الأئمة من ولده‏ :

أثبتت الروايات المتظافرة المتواترة السابقة أنّ عليّا هو مولى المؤمنين و وليّ أمرهم بعد رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ])، كما أنّها تفسّر المراد من أولي الأمر في الآية الكريمة:

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ‏ } النساء/ 59.

ودلّت على ذلك أيضا الأحاديث الآتية:

أ- في شواهد التنزيل عن علي أنّه سأل رسول اللّه عن الآية و قال: يا نبي اللّه من هم؟ قال: أنت أوّلهم.

ب- و عن مجاهد: وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ‏.

قال: علي بن أبي طالب ولّاه اللّه الأمر بعد محمّد في حياته حين خلّفه رسول اللّه بالمدينة فأمر اللّه العباد بطاعته و ترك الخلاف عليه.

ج- وعن أبي بصير، عن أبي جعفر:

أنّه سأله عن قوله اللّه: أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ‏.

قال: نزلت في عليّ بن أبي طالب.

قلت: إنّ الناس يقولون: فما منعه أن يسمّي عليّا و أهل بيته في كتابه فقال أبو جعفر:

قولوا لهم؛ إنّ اللّه أنزل على رسوله الصلاة و لم يسمّ ثلاثا و لا أربعا حتّى كان رسول اللّه هو الّذي يفسّر ذلك، و أنزل الحجّ فلم ينزل طوفوا أسبوعا حتّى فسّر لهم ذلك رسول اللّه، و أنزل: أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ‏ فنزلت في عليّ و الحسن و الحسين و قال رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) أوصيكم بكتاب اللّه و أهل بيتي إنّي سألت اللّه أن لا يفرق بينهما حتّى يردا عليّ الحوض، فأعطاني ذلك‏ (11).

ج- قول النبيّ( صلى الله عليه [ واله ] ) : مثل أهل بيتي كسفينة نوح (عليه السلام) و مثل باب (حطّة) في بني إسرائيل‏ :

روى من الصحابة و أهل البيت كلّ من الإمام علي و أبي ذرّ و أبي سعيد الخدري و ابن عباس و أنس بن مالك:

أنّ رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) قال:

«مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا و من تخلّف عنها غرق».

وفي ألفاظ بعضهم :

«ومثل باب حطّة في بني إسرائيل».

المصادر:

ذخائر العقبى للمحبّ الطبري ص: 20.

مستدرك الحاكم 2/ 343، و 3/ 150.

حلية الأولياء لأبي نعيم 4/ 306.

تاريخ بغداد للخطيب 12/ 19.

مجمع الزوائد للهيثمي 9/ 168.

الدر المنثور للسيوطي بتفسير الآية: {وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَ قُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ‏} البقرة/ 58.

وفي تاريخ الخلفاء للسيوطي ص: 270 بترجمة المنصور: عن المأمون عن الرشيد عن المهدي عن المنصور عن أبيه عن جده عن ابن عباس عن النبيّ (صلى الله عليه واله) :

«مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا و من تخلّف عنها هلك».

كنز العمّال، ط. الأولى 6/ 153 و 216.

الصواعق لابن حجر ص: 75، رواها عن الدار قطني و الطبراني و ابن جرير و أحمد بن حنبل و غيرهم.

كلّ ما ذكرناه في ما سبق نصوص من الكتاب و السنّة تدلّ على تعيين اللّه ورسوله (صلى الله عليه واله) وليّ الأمر بعد الرسول (صلى الله عليه واله) .

_____________________

(1) تفسير الطبري 6/ 186. و أسباب النزول للواحدي ص 133- 134، و في شواهد التنزيل 1/ 161- 164 خمس روايات عن ابن عباس و في ص 165- 166 روايتان عن أنس بن مالك، و ستّ روايات أخرى في ص 167- 169. و أنساب الأشراف للبلاذري ح 151 من ترجمة الإمام 1/ الورقة 225. و غرائب القرآن للنيسابوري بهامش الطبري 6/ 167- 168. وأخرج السيوطي كثيرا من رواياتها في تفسيره 2/ 293- 294، و قال في لباب النقول في أسباب النزول ص 90- 91 بعد إيراد الروايات:( فهذه شواهد يقوّي بعضها بعضا).

(2) يستفاد ذلك من رواية أنس حيث قال: خرج النبيّ إلى صلاة الظهر فإذا هو بعلي يركع.

ونظيرها رواية ابن عباس، و كلتاهما في شواهد التنزيل 1/ 163- 164.

(3) إلى هنا أوردنا ملخّصه من شواهد التنزيل.

(4) نقلا عن كفاية الطالب الباب 61 ص 228، و بقية مصادر الحديث في تاريخ ابن كثير 7/ 357.

(5) تفسير الطبري 28/ 270.

(6) تفسير السيوطي 6/ 223.

(7) تفسير الطبري 28/ 75.

(8) تفسير الطبري 28/ 74.

(9) تفسير الطبري 28/ 74.

(10) لخّصنا روايات متعددة وردت في تفسير الطبري 28/ 71 فما بعدها، و تفسير السيوطي 6/ 222 فما بعدها إلى غير ذلك ممّا ورد في التفاسير و السير.

(11) الأحاديث: أ، ب، ج وردت متواليات في شواهد التنزيل 1/ 148- 150.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.