أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-11-2014
2664
التاريخ: 13-10-2014
1924
التاريخ: 13-10-2014
4627
التاريخ: 16-11-2014
2257
|
هذا المنهج الذي ابتكره حسب ما تدّعيه الدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ أُستاذها الأمين الخولي المصري ، عبارة عن استقراء اللفظ القرآني في كل مواضع وروده للوصول إلى دلالته وعرض الظاهرة الأسلوبية على كل نظائرها في الكتاب المحكم ، وتدبّر سياقها الخاص في الآية والسورة ثمّ سياقها العام في المصحف كلّه التماساً لسرّه البياني .
وحاصل هذا المنهج يدور على ضوابط ، وهي :
ألف : التناول الموضوعي لِما يراد فهمه من القرآن ، ويُبدأ بجمع كل ما في الكتاب المحكم من سور وآيات في الموضوع المدروس .
ب : ترتّب الآيات فيه حسب نزولها ؛ لمعرفة ظروف الزمان والمكان كما يُستأنس بالمرويات في أسباب النزول من حيث هي قرائن لابست نزول الآية ، دون أن يفوت المفسّـر أنّ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب الذي نزلت فيه الآية .
ج : في فهم دلالات الألفاظ يُقدّر أنّ العربية هي لغة القرآن ، فتلتمس الدلالة اللغوية الأصلية التي تعطينا حس العربية للمادة في مختلف استعمالاتها الحسية والمجازية .
ثمّ يخلص لِلَمحِ الدلالة القرآنية بجمع كل ما في القرآن من صيغ اللفظ وتدبّر سياقها الخاص في الآية والسورة وسياقها العام في القرآن كله .
د : وفي فهم أسرار التعبير يُحتكم إلى سياق النص في الكتاب المحكم ملتزمين ما يحتمله نصاً وروحاً ، ويعرض عليه أقوال المفسّرين فيُقبل منها ما يقبله النص .
هذا خلاصة هذا المنهج الذي ابتكره الأُستاذ الخولي المصري واقتفت أثره تلميذته بنت الشاطئ ، فخرج من هذا المنهج كتاب باسم ( التفسير البياني للقرآن الكريم ) في جزءين تناول تفسير السور التالية في الجزء الأوّل : ( الضحى ، والشرح ، الزلزلة ، النازعات ، العاديات ، البلد ، التكاثر ) كما تناول في الجزء الثاني تفسير السور التالية : ( العلق ، القلم ، العصر ، الليل ، الفجر ، الهمز ، الماعون ) .
ولاشك أنّه نمط بديع بين التفاسير ؛ إذ لا يماثل شيئاً ممّا أُلّف في القرون الماضية من زمن الطبري إلى العصر الأخير الذي عُرف فيه تفسير الإمام عبده وتفسير المراغي ، فهذا النمط لا يشابه التفاسير السابقة ، غير أنّه لون من التفسير الموضوعي أوّلاً ، وتفسير القرآن بالقرآن ثانياً ، والنقطة البارزة في هذا النمط هو استقراء اللفظ القرآني في كل مواضع وروده في الكتاب .
وبعبارة أُخرى : يهتم المفسّر في فهم لغة القرآن بالتتبع في جميع صيغ هذا اللفظ الواردة في القرآن الكريم ثمّ يخرج من ضمّ بعض إلى بعض بحقيقة المعنى اللغوي الأصيل ، وهو لا يترك هذا العمل حتى في أوضح الألفاظ ، مثلاً تتبع في تفسير قوله سبحانه : ( ألَمْ نَشرَحْ لَكَ صَدرَكَ ) كل آية ورد فيها مادة ( الشرح ) بصورها ، أو كل آية ورد فيها مادة ( الصدر ) بصيغه المختلفة ، وهكذا في كل كلمة حتى وإن كان معناها واضحاً عندنا لكنّه لا يعتني بهذا الوضوح ، بل يرجع إلى نفس القرآن ثمّ يطبّق عليه سائر الضوابط من تدبّر سياق الآية وسياق السورة ، وسياق الآية العام في القرآن كله .
والذي يُؤخذ على هذا النوع من التفسير أنّه أمر بديع قابل للاعتماد ، غير أنّه لا يكفي في تفسير الآيات الفقهية بلا مراجعة السنّة ؛ لأنّها عمومات فيها مخصّصها ، أو مطلقات فيها مقيّدها ، أو مجملات فيها مبيّنها .
نعم هذا النمط من التفسير يُغني عن كثير من الأبحاث اللغوية التي طرحها المفسرون ؛ لأنّ المفسّـر في هذا النمط يريد أن يستخرج معنى اللفظ من التدبّر في النص القرآني ، نعم معاجم العربية وكتب التفسير تعينه في بداية الأمر .
وربّما يوجد في روايات أهل البيت في مواضع ، هذا النوع من النمط ، وهو الدقة في خصوصيات الآية وجملها ومفرداتها .
1 ـ روى الصدوق بإسناده عن زرارة قال :
قلت لأبي جعفر ( عليه السَّلام ) : أَلا تخبرني من أين علمت وقلت : إنّ المسح ببعض الرأس وبعض الرجلين ؟ فضحك فقال : ( يا زرارة قاله رسول اللّه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) ونزل به الكتاب من اللّه عزّ وجلّ ؛ لأنّ اللّه عزّ وجلّ قال : ( فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ ) فعرفنا أنّ الوجه كلّه ينبغي أنّ يُغسل ، ثمّ قال : ( وأَيْدِيَكُمْ إلى المَرَافِقِ ) فعرفنا أنّه ينبغي لهما أن يُغسلا إلى المرفقين ، ثمّ فصل بين الكلامينِ فقال : ( وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ ) أنّ المسح ببعض الرأس لمكان ( الباء ) ثمّ وصل الرجلين بالرأس ، فعرفنا حين وصلهما بالرأس أنّ المسح على بعضهما ، ثمّ فسّر ذلك رسول اللّه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) للناس فضيّعوه ) (1) .
2 ـ روى الكليني بسند صحيح عن حمّاد بن عيسى ، عن أبي عبد اللّه ( عليه السَّلام ) أنّه سئل عن التيمّم ، فتلا هذه الآية : ( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا ) وقال : ( فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ ) قال : ( فامسح على كفّيك من حيث موضع القطع ) (2) .
فقد استظهر الإمام في التيمّم كفاية المسح على الكفين بحجّة أنّه أُطلق الأيدي في آية السرقة والتيمّم ولم تقيّد بالمرافق وقال : {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ} [المائدة : 6] فعُلم أنّ القطع والتيمّم ليس من المرفقين .
وأمّا التعبير عن الزند بموضع القطع ـ مع انّه ليس موضع القطع عند السرقة كما مرّ ـ فإنّما هو ؛ لأجل إفهام مبدأ المسح بالتعبير الراسخ ذلك اليوم ، أي موضع القطع عند القوم .
3 ـ سأل أبو بصير أحد الصادقين ( عليهما السَّلام ) هل كانت صلاة النبي إلى بيت المقدس بأمر اللّه سبحانه أو لا ؟ قال : ( نعم ، ألا ترى أنّ اللّه تعالى يقول : {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ} [البقرة : 143] (3).
____________________________________
1 ـ الوسائل : 1 ، الباب 23 من أبواب الوضوء ، الحديث 1 ، والآية 6 من سورة المائدة .
1 ـ الوسائل : 2 ، الباب 13 من أبواب التيمم ، الحديث2 ، والآية 38 و 6 من سورة المائدة .
3 ـ الوسائل : 3 ، الباب 2 من أبواب القبلة ، الحديث 2 ، والآية 143من سورة البقرة .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|