المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05

معنى كلمة هجر‌
2-1-2016
تربس البصل او تربس القطن او تربس التبغ Thrips tabaci Lind
22-5-2019
القائمون بامر الاصلاح والشروط الواجب توفرها فيهم
7/12/2022
خنفساء الشوندر السلحفاتية
31-3-2018
الظروف البيئية الملائمة للتين
28-12-2015
Theodorus,s Constant
23-1-2020


علي (عليه السلام) لم يحتج في ما ثبت عنه بأي قول يشير إلى النص عليه  
  
1343   09:08 صباحاً   التاريخ: 17-11-2016
المؤلف : السيد سامي البدري
الكتاب أو المصدر : شبهات وردود
الجزء والصفحة : ج2 , ص 55 - 67
القسم : العقائد الاسلامية / شبهات و ردود / إمامة الائمـــــــة الاثني عشر /

الرد على الشبهة :

أولا:

لقد ثبت تاريخيا ان الإمام علي (عليه السلام) قد احتج بحديث الغدير في اكثر من مناسبة كان اشهرها في المصادر التاريخية والحديثية الميسرة بين أيدينا هي مناشدته للناس في مسجد الكوفة بعد عودته من حرب الجمل.

قال عبد الحق الدهلوي البخاري (1) في كتابه اللمعات في شرح المشكاة في تعليقه على حديث الغدير:

" وهذا حديث صحيح لا مرية فيه و قد أخرجه جماعة كالترمذي و النسائي و احمد و طرقه كثيرة جدا رواه ستة عشر صحابيا (2) و في رواية لأحمد انه سمعه من النبي (صلى الله عليه واله) ثلاثون صحابيا و شهدوا به لعلي (عليه السلام) لما نوزع أيام خلافته و كثير من أسانيده صحاح و حسان و لا التفات لمن قدح في صحته‏ (3) ولا إلى قول بعضهم (ان زيادة اللهم وال من والاه إلى آخره) موضوع فقد ورد ذلك من طرق صحح الذهبي‏ (4) كثيرا منها كذا قال الشيخ ابن حجر في الصواعق المحرقة".

أقول: روى احمد بن حنبل عن عبد الله بن عمر الجشمي البصري (ت 235) عن عبيد الله بن عمر القواريري عن يونس بن أرقم عن يزيد بن زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى (ت 83) قال شهدت عليا في الرحبة (5) قال:

" انشد الله رجلا سمع رسول الله و شهد يوم غدير خم إلا قام و لا يقوم إلا من رآه فقام اثنا عشر بدريا فقالوا نشهد انا سمعنا رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول يوم غدير خم (الست أولى بالمؤمنين من أنفسهم و أزواجه أمهاتهم فقالوا بلى يا رسول الله قال فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه)" (6) .

وفيه أيضا بسند آخر قال و اخذل من خذله" (7) .

وفيه أيضا بسنده عن أبي الطفيل عامر بن واثلة (ت 100) (8) قال:

" جمع علي (عليه السلام) الناس في الرحبة ثمّ قال لهم:

انشد الله كل امرئ سمع من رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول يوم غدير خم ما سمع لما قام فقام ثلاثون من الناس فشهدوا.

قال أبو واثلة فخرجت و كأن في نفسي شيئا فلقيت زيد بن أرقم فقلت له إني سمعت عليا (عليه السلام) يقول كذا و كذا.

قال فما تنكر قد سمعت رسول الله يقول ذلك له" (9) .

وقوله (فخرجت و كأن في نفسي شيئا) يبدو منه ان أبا الطفيل استعظم النتائج المترتبة على حديث الغدير و هي هلاك و ضلالة من خالف عليا أو خذله أو قاتله أو قدَّم نفسه عليه لذلك راح يستزيد عن القضية اكثر (10) .

ومن الجدير ذكره هنا ان حديث الغدير الذي استنشده علي (عليه السلام) لم يكن يتضمن ذكر علي (عليه السلام) فقط بل تضمن أيضا ذكر أهل بيته، و قد روى الحاكم النيسابوري الرواية كاملة عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال:

" خرجنا مع رسول الله (صلى الله عليه واله) حتى انتهينا إلى غدير خم عند شجيرات خمس و دوحات عظام فكنس الناس ما تحت الشجيرات ثمّ استراح رسول الله (صلى الله عليه واله) عشية فصلى ثمّ قام خطيبا فحمد الله و اثنى عليه ثمّ قال:

أيها الناس إني تارك فيكم أمرين‏ (11) لن تضلوا ان اتبعتموهما و هما كتاب الله و أهل بيتي عترتي ثمّ قال أ تعلمون أني أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم ثلاث مرات قالوا نعم فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) من كنت مولاه فعلي مولاه " (12) .

وفي رواية الطبراني بعد قوله عترتي و ان اللطيف الخبير نَبَّأَني انهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض و سألت ذلك لهما، فلا تقدّموهُما فتهلكوا و لا تقصروا عنهما فتهلكوا، و لا تعلموهم فانهم اعلم منكم" (13) .

وقد ورد حديث النبي (صلى الله عليه واله) في أهل بيته في مناسبات شتى و لم يكن مقتصرا على مناسبة غدير خم.

قال ابن حجر الهيثمي:" اعلم ان لحديث التمسك بذلك طرقا عديدة كثيرة وردت عن نيف وعشرين‏ ( 14) صحابيا و في بعض تلك الطرق انه قال ذلك بحجة الوداع بعرفة (15) و في أخرى انه قاله بالمدينة في مرضه و قد امتلأت الحجرة بأصحابه (16) وفي أخرى انه‏ قال ذلك بغدير خم و في آخر انه قال ذلك لما قام خطيبا بعد انصرافه من الطائف‏ (17) (18) .

ثانيا:

وفي ضوء حديث الثقلين وحديث الولاية كان علي (عليه السلام) أيام حكومته يوضح للناس حقيقة منزلته و منزلة أهل البيت (عليهم السلام).

فمن كلماته قوله (عليه السلام):" لا يقاس بآل محمد (صلى الله عليه واله) من هذه الأمة أحد و لا يُسَوّى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا هم أساس الدين و عماد اليقين إليهم يفي‏ء الغالي و بهم يلحق التالي، و لهم خصائص حق الولاية و فيهم الوصية و الوراثة الآن إذ رجع الحق إلى أهله و نقل إلى منتقله" (خ 2).

وقوله (عليه السلام):" أين الذين زعموا انهم الراسخون في العلم دوننا كذبا و بغيا علينا، ان رفعنا الله و وضعهم، و أعطانا و حرمهم، و أدخلنا و أخرجهم، بنا يستعطى الهدى، و يستجلى العمى، ان الأئمة من قريش غُرسوا في هذا البطن من هاشم، لا تصلح على سواهم، و لا تصلح الولاة من غيرهم" (خ 152).

وقوله (عليه السلام):" و خلف فينا راية الحق، من تقدمها مرق، و من تخلَّف عنها زهق، و من لزمها لحق".

وقوله (عليه السلام):" هم عيش العلم و موت الجهل .. لا يخالفون الحق و لا يختلفون فيه، و هم دعائم الإسلام، و ولائج الاعتصام، بهم عاد الحق إلى نصابه، و انزاح الباطل عن مقامه و انقطع لسانه عن منبته" (خ 239).

وقوله (عليه السلام) عن نفسه:" و أنا من رسول الله كالضوء من الضوء و الذراع من العضد" (الكلام رقم 451).

وقوله (عليه السلام):" لقد علمتم اني أحق بها من غيري" خ 74.

وقوله (عليه السلام):" أما و الله لقد تقمصها ابن أبي قحافة و انه ليعلم ان محلي منها محل القطب من الرحى ينحدر عني السيل و لا يرقى إلىَّ الطير" (خ 3).

وفي ضوء ذلك يتضح ان الولاية لعلي (عليه السلام) في حديث الرسول (صلى الله عليه واله) لا تعني المحبة و النصرة (19)، لان هذين الأمرين من حق‏ كل مؤمن، و علي (عليه السلام) أول المؤمنين، و ليست لغيره سوابق في الإيمان و الجهاد كسوابقه بل ليست لغيره من الطاعة و الانقياد لله و رسوله كانقياده و طاعته، و حقه في المحبة و النصرة محفوظ من هذه الناحية، و إنما أراد بالولاية تلك الولاية الخاصة بالرسول دون غيره من المؤمنين، هذه الولاية التي تجعل المؤمنين إلى آخر الدنيا في جانب و الرسول في جانب آخر، و ولاية الرسول التي ينفرد بها هي ولاية الله تعالى، و ولاية الله تعالى لا تقف عند حدود المحبة و النصرة، بل تمتد إلى جانب الإتباع و الطاعة و الاحتكام إليه، و الوقوف عند أمره و نهيه حيا كان او ميتا (20) ، و هذا هو المعنى الذي فهمه أبو واثلة و استعظمه، لان معناه عليه ان يرتبط بعلي (عليه السلام) كارتباطه برسول الله (صلى الله عليه واله) حتى بعد موته و هكذا كان أمره إذ عرف أبو الطفيل عامر بن واثلة انه من شيعة علي (عليه السلام) و شهد مشاهده كلها، و بقي أبو الطفيل بعد علي (عليه السلام) و قد سأله معاوية يوما كيف وَجْدُك على خليلك أبي الحسن يا بن واثلة قال: كحب الفاقد لأخيها وزوجها و ولدها و إلى الله تعالى أشكو التقصير (21) .

ثالثا:

وإذا أراد القارئ الكريم مزيدا من التفصيل عن حديث الغدير وما أثير حوله من اشكالات سندية و دلالية و أجوبة علماء الشيعة على ذلك فعليه بكتاب الغدير ج 1 للعلامة الاميني (رح) و كتاب عبقات الأنوار ج 6 9 تعريب و تلخيص العلامة الميلاني فإنهما أوسع و افضل ما كتب في هذا الباب.

____________________

(1) عالم سني انظر ترجمته في كتاب سبحة المرجان ص 52.

(2) بل سمعه من النبي(صلى الله عليه واله) كل من كان معه في حجة الوداع و هم ما بين سبعين ألف إلى مائة ألف و قد أحصى العلامة الاميني في كتابه الغدير الجزء الأول مائة و عشرة من الصحابة في ضوء المصادر الحديثية و التاريخية التي تيسرت له. رجوع

(3) كان ممن قدح في صحة حديث الغدير ابن حزم الأندلسي في ما نقل عنه ابن تيمية في منهاج السنة ج 86: 4، و قال ابن تيمية في الصفحة نفسها عن حديث الغدير انه ليس في الصحاح و لكن هو مما رواه العلماء و تنازع الناس في صحته و نقل عن البخاري و إبراهيم الحربي و طائفة من أهل العلم بالحديث انهم طعنوا فيه و ضعفوه. و ذهب إلى تضعيفه أيضا الإيجي في المواقف ج 391: 8، و الرازي في كتابه نهاية العقول، و قد استوفى الرد عليهم صاحب العبقات، انظر خلاصة عبقات الأنوار ج 135: 4046.

(4) قال الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء ج 277: 14:" جمع الطبري( ابن جرير) طرق حديث غدير خم في أربعة أجزاء رأيت شطره فبهرني لسعة رواياته و جزمت بوقوع ذلك. و نقل عنه ابن كثير في تاريخه ج 214: 5 انه قال و صدر الحديث( من كنت مولاه فعلي مولاه) متواتر اتيقن ان رسول الله(صلى الله عليه واله) قاله، و أما( اللهم وال من والاه) فزيادة قوية الاسناد.

أقول: و قد ذكر ياقوت في معجم الأدباء ج 83: 8518. ان بعض الشيوخ ببغداد قال بتكذيب حديث غدير خم و قال ان علي بن أبي طالب كان باليمن في الوقت الذي كان رسول الله(صلى الله عليه واله) بغدير خم فبلغ أبا جعفر الطبري ذلك فابتدأ بالكلام في فضائل علي بن أبي طالب و ذكر طرق حديث غدير خم، قال ياقوت قال أبو بكر بن كامل حضرت أبا جعفر الطبري حين حضرته الوفاة فسألته ان يجعل كل من عاداه في حل فقال كل من عاداني و تكلم فيَّ إلا رجلا رماني ببدعة قال ياقوت و دفن ليلا خوفا من العامة لانهم كانوا يتهمونه بالتشيع.

أقول: اتهم الطبري بالتشيع لروايته حديث الغدير في كتابه الذي ذكره الذهبي و حديث الوصية في كتابه التاريخ و كانت عقيدته كما ذكر ياقوت هي الاعتقاد بإمامة أبي بكر و عمر و عثمان و علي( ع) و ما عليه أصحاب الحديث في التفضيل و كان يكفر من كفَّر أصحاب رسول الله من الروافض و الخوارج و لا يقبل أخبارهم و لا شهاداتهم( معجم الأدباء ج 83: 8518).

(5) الرحبة: ساحة مسجد الكوفة الأرض الواسعة المخصصة للاجتماعات الواسعة.

(6) ج 119: 1 قال في الفتح الرباني إسناده صحيح.

(7) ج 119: 1 و فيها( إلا ثلاثة لم يقوموا فأصابتهم دعوته).

(8) صحابي ولد في أحد و أدرك من عمره ثماني سنوات مع النبي(صلى الله عليه واله).

(9) ج 370: 4.

(10) و قد روى حديث المناشدة هذا من التابعين منهم سعيد بن وهب، و زيد بن يثيع، و عبد خير، و حبة العرني، و عمرو بن ذي مر، و سعيد بن حدان، و أبو سليمان، و زاذان، و عميرة بن سعد، و غيرهم و قد اخرج أحاديث هؤلاء أبو نعيم في حلية الأولياء و ابن كثير في البداية و النهاية و الخطيب في تاريخ بغداد و النسائي في الخصائص و ابن المغازلي في المناقب و ابن حجر العسقلاني في الإصابة و ابن الأثير في أسد الغابة و غيرهم.

(11) في رواية مسلم و احمد( ثقلين).

(12) المستدرك على الصحيحين 110: 3، 533: 3 تاريخ دمشق ترجمة علي( ع) ج 36: 2 الحديث رقم 534 و قد رواه البلاذري أيضا في الحديث رقم 48 من ترجمة علي( ع) ص 110 تحقيق المحمودي و فيه قول النبي(صلى الله عليه واله) ( كأني قد دعيت فأجبت و ان الله مولاي و انا مولى كل مؤمن و انا تارك فيكم ...) و رواه ابن كثير في البداية و النهاية ج 2 ص 206 عن سنن النسائي و رواه أيضا محمد بن جرير الطبري عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم و عن عطية عن أبي سعيد الخدري و رواه أيضا ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة ص 23. كما رواه أيضا في كنز العمال ج 13: 401 الحديث رقم( 36340) تصحيح الشيخ صفوة السقا.

(13) المعجم الكبير ج 5: ص 167 الحديث رقم 4971 و قال في مجمع الزوائد 164: 9 فيه حكيم بن جبير و هو ضعيف قال ابن حجر في التقريب ضعيف رمي بالتشيع.

(14) في غاية المرام للبحراني وصلت الأحاديث من طرق السنة إلى 39 حديثا.

(15) كما روى ذلك الترمذي في ج 621: 5 و المزي في تهذيب الكمال ج 51: 10 و الخطيب التبريزي في المشكاة ج 258: 3 و الطبراني في المعجم الكبير ج 63: 3 ح 2679.

(16) أخرجه العصامي في سمط النجوم العوالي ج 502: 2 برقم 136 عن أبي بكر بن أبي شيبة، و ذكره أيضا البزار في زوائده.

(17) أخرجه في الصواعق ص 75 عن ابن أبي شيبة.

(18) الصواعق المحرقة 9079.

(19) كما ذهب إلى ذلك الدهلوي صاحب التحفة الاثني عشرية و الشيخ النبهاني في كتابه الشخصية الإسلامية ج 69: 2 و غيرهما من علماء السنة.

(20) قال السيد كاظم الحائري: ان ولاية المعصوم غير مخصوصة بأيام حياته و نفهم ذلك من قوله تعالى( النبي اولا بالمؤمنين من انفسهم) و من قوله( صلى الله عليه و آله) من كنت مولاه فهذا علي مولاه.( الامامة و قيادة المجتمع للحائري ص 213).

(21) كتاب الوافدين من الرجال على معاوية للعباس بن بكار الضبي ص 26.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.