أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-3-2021
1753
التاريخ: 7-3-2021
1990
التاريخ: 10-3-2021
3151
التاريخ: 8-1-2021
1467
|
مكة المكرمة (جغرافيا):
تقع مكة المكرمة عند تقاطع درجتي العرض 21ْ 25ْ شمالاً والطول 49ْ و39ْ شرقاً. وتبعد نحو 60 كيلو متراً عن شاطئ البحر الأحمر.
يحتضنها وادي إبراهيم الخليل، الذي ينحدر من الشمال إلى الجنوب، وفي أعلاه انحراف نحو الشرق. وترتفع الجبال على جانبي الوادي وتحيط به، بحيث تحدد مداخله تحديداً دقيقاً.
تتجاوز مساحة مكة 4800 هكتار، وبلغ عدد سكانها أكثر من 600 ألف نسمة عام 2003، وهم يتضاعفون في أيام المواسم، ولاسيما في موسم الحج... .
وقد خصها الله تعالى في كتابه الكريم، وذكرها بأسماء عديدة، بلغت أحد عشر اسماً، ومن هذه الأسماء: مكة وبكة والبلد الآمن والبلد الأمين والحرم الآمن وأم القرى، وأقسم بها وأعطاها ما لم تحظ به أي مدينة في الدنيا. أما عند الجغرافي بطلميوس Ptoleme فقد ورد ذكرها باسم ماكورابا Macoraba وهذا اللفظ قريب من لفظ مكرب المعروف عند أهل اليمن والمرجح أنه
يأتي بمعنى المقرب إلى الله أو المقدس.
يبلغ ارتفاع وادي مكة نحو 330 متراً فوق سطح البحر، وإلى غربه يرتفع جبل قعيقعان وإلى الشرق جبل أبي قبيس، ويطلق عليهما الأخشبان (الأخشب من الجبال الخشن العظيم). لا ينمو على الأخشبين من النبت إلا القليل، وسطوحهما جرداء تتناثر فيهما غدران تتباين عمقاً واتساعاً. وعند حضيض أبي قبيس تقع (الصفا) تقابلها في الجنوب الشرقي (المروة)، وفيهما نزل قول الله تعالى}إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ{ (البقرة 158). وفي منتصف الطريق بينهما تهبط الأرض في بطن الوادي. وإلى جنوب جبل قعيقعان وغربي أبي قبيس يرتفع جبل عمر، وكان اسمه العاقر في الجاهلية، ويطلق على الجزء الشمالي من قعيقعان جبل الهندي.
هذه هي الجبال الرئيسة المشرفة على مكة، وهناك أسماء كثيرة لجبال أخرى أقل أهمية، و بعضها أجزاء من الكتل الرئيسة أو امتدادات لها.
و قد أدى هذا التوزيع إلى تحديد مداخل مكة الرئيسية الثلاثة :
- المدخل الغربي: بين جبلي قعيقعان وعمر، وهو الموصل إلى جدة.
- المدخل الجنوبي: في مسفلة مكة، ويسمى طريق اليمن.
- المدخل الشمالي: من المعلاة، ويوصل إلى منى وعرفات والطائف. وقد تعارف الناس على أن (المعلاة) هي كل ما ارتفع عن مستوى أرض المسجد الحرام و(المسفلة) هي كل ما كان دونه، و تؤدي هذه المداخل - أو الطرق – إلى قلب مكة، وبينها اتصالات حول جبل قعيقعان، فهناك طريق يتفرع من الطريق الغربي، يتجه شمالاً ماراً بالحجون إلى وادي فاطمة إلى مر الظهران، حيث يلتقي بطريق آخر يتفرع من الطريق الشمالي، ويتصل طريق الحجون بطريق الشمال في معلاة مكة بطريق كدا شمال جبل الهندي.
وأشهر موارد المياه في مكة بئر زمزم في الحرم. وقد أحصى الجغرافيون العرب موارد مياه المنطقة في الجاهلية وعند ظهور الإسلام وما طرأ عليها من تطور، وبه استطاع السكان استغلال المياه الجوفية عن طريق الآبار والمجاري الجوفية، وأهم هذه الموارد عند جبل عرفات، ويصل إلى مكة بمجرى جوفي عليه آبار مفتوحة في أكثر من مكان في مكة. وقد يسقط على مكة المطر مرات قليلة في العام، وهو من النوع المداري المفاجئ العنيف، مما قد يؤدي إلى أضرار كثيرة، والمسجد الحرام أشد تعرضاً لهذه الأخطار لانخفاضه؛ مما دعا إلى اتخاذ إجراءات وقائية لحمايته وصيانته. ويضاعف من تأثير الحرارة إحاطة الجبال بمكة بسفوحها العارية، فتكتسب في الجو الصافي حرارة تعكسها أو تختزنها ثم تشعّها، ولا تكاد تجد الرياح منفذاً إلى بطن الوادي فيصبح الجو راكداً مرهقاً. وقد أثر هذا الجفاف في ظاهرات البيئة الطبيعية والبشرية الأخرى، فقل فيها النبات الطبيعي.
الملامح البشرية:
من المنتظر إذاً ألا تكون الزراعة أساساً للحياة الاقتصادية في مكة، وأن تستفيد - في الوقت نفسه - من موقعها المتوسط على محور الواحات الممتدة بين اليمن والشام، وبين البحر الأحمر ورأس الخليج العربي، وأن تنظم رحلة الشتاء إلى اليمن والحبشة، ورحلة الصيف إلى الشام وفارس، وكانت قوافل قريش كبيرة ؛ فالقافلة المكيّة التي حاول المسلمون اعتراضها، وأدت إلى غزوة بدر كانت مكوَّنة من ألف بعير فيها أموال عظام تقدر بخمسين ألف دينار.
وكانت هذه القوافل في تنظيمها مظهراً لتضامن قريش وتعاونها الاقتصادي؛ ففي تلك القافلة لم يبق بمكة قرشي ولا قرشية له مثقال فصاعداً إلا بعث به في العير، وكان لهذا التضامن الاقتصادي أساسه الاجتماعي والديني، فإحساس قريش بأنهم أهل الحرم، واعتزازهم بأنفسهم دفعهم إلى تدعيم نشاطهم الاقتصادي ليكفلوا لأنفسهم مورد رزق منتظماً، وليتمكنوا من القيام بالأعباء التي يفرضها عليهم وضعهم الديني في سدانة البيت وسقيا الحجيج ورفادتهم.
وكانت قريش قبل تنظيم تجارتها بين الشام واليمن، إذا أصاب واحداً منها فقر خرج هو وعياله إلى موضع وضربوا على أنفسهم خباءً حتى يموتوا، يفعل هذا ولا يستجدي الناس! حتى جاء هاشم بن عبد مناف، وكان سيد قومه وأنكر هذا الذي يفعله بعض قريش، ووجههم إلى تنظيم روابطهم التجارية مع الشمال والجنوب، شتاءً إلى اليمن، وصيفاً إلى الشام، فما ربح الغني قسمه بينه وبين الفقير حتى كان غنيّهم كفقيرهم. وجاء الإسلام وهم على ذلك، فلم يكن في العرب بنو أب أكثر مالاً ولا أعز من قريش. ولما كانت مكة حرماً آمناً لم تكن قريش في حاجة إلى أن تخططها على أساس دفاعي، كما حدث في بقية الواحات الممتدة بين اليمن والشام، ولم تظهر أي حاجة إلى بناء أسوار تحيط بها أو حصون يأوي إليها سكانها عند التهديد بأي خطر، أو أبواب ضخمة تتحكم في الوافدين إليها والصادرين عنها. وقد عُني الجغرافيون العرب بوصف مكة على عهد النبي[صلى الله عليه وآله]، فقالوا: (إن الحرم كان مركز الحياة الاجتماعية والاقتصادية والدينية، تحيط به منازل قريش، مقسمة على أساس النّسب، والمهم منها شعب بني هاشم - رهط النبي[صلى الله عليه وآله] - إلى الشمال الشرقي من الحرم، وبهذا كان أقرب إلى
المعلاة، وكانت المنازل تُبنى على سفوح المرتفعات المشرفة على الوادي وشعابها).
وكان لقريش دار ندوة يجتمع فيها شيوخهم يتدارسون أمرهم ويجمعون على الرأي قبل أن يبرموه، وعلى الرغم مما كان بين بطون قريش من تنافس، فإن وحدة القبيلة ومنزلتها الكبيرة بين العرب كانت السمة الغالبة التي تختفي في طياتها المنافسات الداخلية.
أما من الناحية الدينية فكانت قريش تجتهد في أمر دينها، ولهذا أطلق عليهم اسم (الحمس) أي المتحمسين والمتشددين في أمر الدين، وعدوا من الحمس بعض القبائل التي وجدوا فيها الإقبال على الشعائر الدينية في الجاهلية، حتى إنهم كانوا لا يطوفون حول البيت بثياب عصوا الله فيها. فالقبيلة إذاً، كانت وحدة متماسكة، لها ميراثها التاريخي القديم، بأساسه الديني ومظاهره في حياتهم الاجتماعية والاقتصادية، ومنزلتهم بين العرب، و حياتهم القائمة على التجارة وخدمة البيت الحرام.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
العتبة الحسينية تطلق فعاليات المخيم القرآني الثالث في جامعة البصرة
|
|
|