أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-21
1366
التاريخ: 18-1-2016
2472
التاريخ: 17-1-2016
2362
التاريخ: 2023-03-09
1110
|
ان الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام) يعبر عن قابلية تغير بعض الصفات الوراثية للطفل في رحم الام بكلمة (البداء)، في ضمن حديث طويل بهذا الصدد فيقول : (ثم يوحي الله تعالى الى الملكين : اكتبا عليه قضائي وقدري، ونافذ امري واشترطا لي البداء فيما تكتبان...)(1) فهذا يدل على ان القضاء والقدر في حق الطفل ليس امرا قطعياً، بل قابل للتغيير والتبديل حسب بداء الله تعالى... (... فيقولان : يا رب، ما نكتب؟ فيوحي الله عز وجل اليهما ان ارفعا رأسيكما الى رأس امه، فيرفعان... فاذا اللوح يقرع جبهة امه. فينظران فيجدان في اللوح : صورته، ورؤيته، واجله وميثاقه، شقياً او سعيدا، وجميع شأنه فيكتبان جميع ما في اللوح ويشترطان البداء فيما يكتبان)(2)، (البداء: الظهور، وهو المأخوذ من بدأ يبدو أي ظهور كما اذا قلنا : بدت السفن في البحر)(3) أي : ظهرت، وليس بمعنى بدأ يبدأ او بدا يبدو له مثل (بدأ السباق) وبذلك يكون معنى البداء متعلقاً بالمخلوق لا الخالق، أي : ان عدم العلم والجهل بالحال والمستقبل لدى المخلوق فعند ظهور الامر (أيا كان) تقول بدا الامر بهذه الصورة، فنعلم به بعد جهلنا نحن، وننسب القول لله عز وجل لأنه السبب في ظهور الأمر بصورته الواقعية بعد ان كنا متوقعين خلافه.
ـ المصير اللا محتوم :
نجد في هذا الحديث نكتتين لطيفتين : الأولى : ان اللوح ليس في ساعد الام. ولا في صدرها بل في جبينها، ان الجبهة بالرغم من انها من الناحية الجسمية لا تزيد على انها احد اعضاء البدن، الا ان بالإمكان ان تكون كناية على الجهاد المعنوي، وعن أفكار الدماغ عند الام. وعلى هذا فان مجموعة المقررات التكوينية لجسم الام وفكرها تكون معدة لبناء الطفل، والنكتة الثانية: ورود كلمة (البداء) بالنسبة الى الامر الالهي، والملائكة ايضا يثبتون اللوح بشرط البداء، وفي هذا دلالة صريحة على ان جميع الصفات الوراثية في رحم الام ليست مصيرا حتميا، فان هناك عوامل (قد تكون البيئة والتربية منها) تغير تلك الصفات. اذا كانت جميع الصفات الوراثية حتمية غير قابلة للتغيير، واذا كانت جميع الصفات الرذيلة في الابوين تنتقل الى الاولاد تماما شانها شان لون العين او الجنون والحماقة.. لم يكن معنى لإرسال الأنبياء من قبل الله تعالى، وكانت الشرائع والتعاليم السماوية لغوا لا فائدة فيها، كما انه من العبث قيام المحاولات الاصلاحية والمذاهب التربوية في المجتمعات البشرية لأنها لا تستطيع ان تؤثر في السلوك الموروث، ويميل نمو الجسم في اتجاهات مختلفة استجابة للوسط فتصبح صفاته الفطرية حقيقة او تظل خاملة، فمن المحقق ان ميولا وراثية معينة تتعدل تعديلا كبيراً بظروف تكويننا.
________________
1ـ الطفل بين الوراثة والتربية ص125.
2ـ الكافي : 6،14.
3ـ الطفل بين الوراثة والتربية : ص126.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|