المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06

ترجمة ابن راجح
2024-08-08
المقصود من عبارة (وبئر معطّلة وقصر مشيد)
20-10-2014
الدعاء عند ختم القرآن
20-11-2021
المبيدات الفطرية (مبيد بروسميدون Procymidone 50%WP)
5-10-2016
دور علي (عليه السلام) خلال الوفاة وبعدها
7-2-2019
Hofmann Elimination
29-10-2020


التهذيب يمكن ان يكون فخاً  
  
2042   12:57 مساءاً   التاريخ: 14-11-2016
المؤلف : كين واليزابيث ميلور
الكتاب أو المصدر : التربية السهلة
الجزء والصفحة : ص120ـ122
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

في محاولة منهم لتنمية التهذيب وتشجيع الاحترام عند الطفل، يضيف العديد من الاهل عبارة (من فضلك) او (اتفقنا) إلى آخر السؤال.

* هلا شربت الحليب من فضلك ؟

* هلا ذهبت الى هناك ولعبت على السجادة، من فضلك ؟

* هلا أنهيت فروضك الان لتتمكن من الخلود الى النوم باكراً، اتفقنا ؟

يُفترض بعبارة (من فضلك) وكلمة (اتفقنا) أن تشكلا نوعا من علامات شفهية فارقة تحول الى تعليمات. يختلف مستوى الاكراه المرتبطة بهذه (الطلبات) بحسب الحدة في طريقة كلامنا. عندما لا يفعل الاولاد ما نطلبه منهم بهذه الطريقة، نشعر بشكل عام بالاستياء ونفاد الصبر. وفي هذه الحالات، يصبح جليا ان اسئلتنا زائفة. وكلما شددنا على عبارة (من فضلك) او كلمة (اتفقنا) بقوة اكبر، كلما بدا واضحا اكثر ان الطلب هو مجرد تعليمات :

* هلا خلدت الى النوم الان، من فضلك !؟

* هلا التزمتم الهدوء يا أولاد، من فضلكم ؟

تنقل التعليمات، التي ندعي انها طلبات، رسائل متداخلة ومشوشة جداً لأولادنا. في ما يلي بعض الاحتمالات :

* اطلب منك ان تفعل هذا، لكني لا اشعر بما يكفي من الثقة لأقول لك هذا مباشرة.

* أنا مسؤول عنك لكني اطلب اذنا منك قبل ان اتحكم بك.

* آمل ان تهتم بي عبر تنفيذ ما طلبته منك، من دون ان احتاج لان افرض ارادتي مباشرة واقول لك ما عليك ان تفعله.

تذكروا ان اولادنا يأخذون كل رسالة من هذه الرسائل ويستخدمونها ليدفعوا انفسهم الى فعل ما يحتاجون لفعله في حياتهم. هل هذا هو الارث الداخلي الذي تريد لأولادك ان يرثوه؟ نحن لا نريد ان نفعل، علما اننا نعرف اناساً سعداء بفعل هذا. يمكننا ان نسمي هذا (التربية من موقع الضحية).

نعتقد ان افضل طريقة هي ان نعطي للأولاد تعليمات واضحة.. وان نتابع معهم بحيث يقومان بما هو مطلوب منهم. فمن شأن هذا ان يوفر الكثير من الوقت ومن الارباك والبكاء على الاهل.

* اخلد الى النوم الآن.

* اهدأوا يا أولاد.

عندما تتوقعون من اولادكم ان يقوموا بشيء ما من دون ان يكون لديهم أي خيار، فأعطوهم تعليمات. وعندما يكون لديهم خيار، كما هو الحال غالبا، فاطلبوا منهم ان يقوموا بما تريدون.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.