أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-11-2016
1376
التاريخ: 13-11-2016
953
التاريخ: 13-11-2016
862
التاريخ: 13-11-2016
822
|
لقد كان التدمريون يعتنون بطريقة دفن موتاهم فمن يلاحظ طريقة العناية بالمدافن التدمرية وتنوع تلك المدافن وجمالها وازدهار النحت الجنائزي عليها يعرف مدى اهتمامهم بدفن موتاهم.
ومن الملاحظ ان متوسط عمر التدمريون لم يكن طويلا خصوصا الصغار والشبان ، وان الموت كان يشغل حيزا كبيرا من نشاط التدمريون اليومي (1) وان صناعة التجهيز للحياة الاخرى كانت رائجة عندهم (2) ، حيث كانت لديهم حوانيت تهتم بالموكب ومن ثم بالدفن .
وواضح جدا من المنحوتات التدمرية وجود الندب واللطم وشق الاثواب وتجريح الصدور وعرض الميت على الاهل والاصدقاء (3) .
ولقد عُرف التحنيط لدى التدمريون فقد عثر في احدى المدافن على بعض الجثث المحنطة (4) .
ومن ابرز المظاهر في تكريم الموتى بتدمر هي الوليمة الجنائزية التي تتم في مناسبات معينة حيث يشترك الاهل بأكل طعام معين (على روح الميت اذا صح التعبير) (5) وتوضع الزهور امام القبور ويستعمل النخيل لحمل الستار الذي يفصل الاموات عن عالم الاحياء (6) وقد عرفت تدمر ثلاثة نماذج من المدافن هي:-
1. المدفن البرج :-
وهو اول نماذج المدافن التدمرية واقدمها ويشبه مظهره الخارجي البرج المربع ، وقد مر هذا النوع من المدافن بمراحل متعددة من التطور واضحى في النهاية يضم في داخله اربعة او خمسة طوابق تتجاوز العشرين مترا في ارتفاعها وتتسع لمئات القبور الجدارية ، ويصعد فيها من طابق الى طابق بأدراج ملتوية ويوجد في كل طابق توابيت عليها بعض المنحوتات الجنائزية كرسم يبين التطور الذي وصل اليه التدمريون في مجال النحت ، وكان للمدفن في واجهته الرئيسة (7) شرفة بارزة فيها منحوتات تمثل صاحب المدفن واهله ومعها لوحات مكتوبة تؤرخ المدفن .
2. المدفن البيت :-
وقد ظهر هذا النوع من المدافن منذ القرن الثاني الميلادي وهو شديد الشبه بالبيت ذي الطابق الواحد (8) ، ويمكن اجمال وصفه بان له مدخلا جميلا غنيا بالنقوش بباب حجري وراءه دهليز ينفتح على باحة فيها اربعة اعمدة والسقف غني بالزخارف الهندسية ، ويوجد حول الباحة وعلى طول الجدران مصاطب جعلت فيها معازب يضم كل منها ثلاثة قبور فوق بعضها وفوق المصاطب يوجد منحوتات جنائزية تمثل اصحاب المدفن مع عائلاتهم (9) .
3. المدفن الارضي :-
لقد انتشر هذا النوع من المدافن في القرنين الثاني والثالث الميلادين حيث يكون هذا المدفن في العادة محفورا في الطبقة الصخرية بشكل حرف T المقلوب وينزل الى المدفن بسلم مستقيم (10) او منعطف او منحدر مدرج ويكون عمقه حوالي سبعة امتار ويتألف عادة من باحة مزينة وفي واجهة المدفن الخارجية توجد نافذة حجرية مخرمة للإنارة والتهوية وينزل منها الى باحة داخلية تتوسط جناحا رئيسيا في صدر المدفن وجناحين جانبيين وتحفر في جدران الاجنحة صفوف متوازية من المعازب العميقة وفي كل معزبة يوجد حوالي ستة قبور فوق بعضها . ويوجد في متحف دمشق نموذج لهذا النوع من المدفن هو مدفن (يرحاي) الذي يعود تاريخه للقرن الثالث الميلادي (11) .
_______
(1) البني ، تدمر والتدمريون ، ص201 .
(2) البني، المرجع نفسه، ص202؛ Malcolm, the Art, P. 62.
(3) الملاح، الوسيط، ص191.
(4) البني ، المرجع نفسه ، ص202 ؛ سيريغ ، تدمر والشرق ، مج2 ، ص67 .
(5) قنواتي ، جورج شحاته ، المسيحية والحضارة العربية ، بيروت – 1984 ، ص44 ؛ خان ، الاساطير العربية ، ص140 .
(6) البني، المرجع نفسه، ص206.
(7) العلي ، محاضرات ، ج1 ، ص52 ؛ علي ، المفصل ، ج3 ، ص129 .
(8) الجميلي ، محاضرات ، ص125 ؛ البني ، حول المشروع التدمري ، مج13 ، ص119 .
(9) علي، المفصل، ج3، ص136؛ سالم، دراسات، ج1، ص219.
(10) عاقل ، تاريخ العرب ، ص150 ؛ الاشقر ، زينب ملكة تدمر ، ج1 ، ص12 .
(11) الاشقر ، المرجع السابق ، ج1 ، ص13 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|