أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-11-2016
776
التاريخ: 2023-12-16
994
التاريخ: 13-11-2016
1003
التاريخ: 13-11-2016
854
|
فيما يتعلق بنماذج البيوت التدمرية التي نعرفها من قبل او التي نقب عنها مؤخرا فهي ليست كثيرة ولكنها كافية لإعطائنا فكرة واضحة نوعا ما عن البيت التدمري في حوالي القرن الثاني بعد الميلاد .
فليست كل بيوت التدمريون (1) الاحرار مثل الفيلا الرائعة القائمة في شرقي (معبد بعل) (2) والتي نزلت ارضيات غرفها بالفسيفساء وبلطت باحاتها بالبلاط الجميل (3) وزينت جدرانها بزخارف الجص النادرة وهي تتفيأ بظل معبد (بل) رب الارباب التدمري وتتفتح على بساتين الواحة.
اما بيوت اللبن (4) فكانت كثيرة واثارها منتشرة خاصة على ضفة الوادي الغربية في مقابل (الآغورا) .
ان البيوت التي نعرفها هي بيوت الميسورين والاغنياء وهي لا تخرج في مخططها عن مخطط البيت الشرقي : مدخل بدهليز وباحة ذات اروقة محمولة على اعمدة وفي الباحة يوجد احواض ماء وزهور وتماثيل وتكتنفها الغرف ، والغرفة الرئيسة (5) تكون موجهة للشمس ويوجد في بعض هذه البيوت طابق ثان يطل حتما نحو الداخل .
وتطلى هذه البيوت عادة بالألوان المختلفة وتحدد الجدران بالزخارف الجصية (6) والصور الجدارية اللطيفة ، ويوجد كذلك في هذه البيوت مخابئ للزيوت والخمور و افران للخبز .
وقد وجد القليل من الاثاث في هذه البيوت ولكن يمكن ان نستنتج من المنحوتات ومما عثر عليه وجود ارائك وكراسي (7) قابلة للطي وافرشة مزركشة (8) ، وبسط لطيفة وفخاريات ملونة ومزينة باشكال نباتية وحيوانية وكتابات ، وهناك ايضا التماثيل والقدور والكؤوس (9) ، ومن المؤكد ان بعض هذه البيوت كان فيها مصليات ومكتبات واسطبلات وقسم خاص لسكن العبيد (10) .
اما عن استقرار وسكن الغساسنة فقد اشرنا اليه سابقا وذكرنا انهم لم يكونوا يرغبون في العيش في مدينة محصنة ، ذات ابنية وقصور، على عادة اهل الحضر وانما كانوا يفضلون التنقل والعيش في مخيمات عسكرية على طريقة اهل البادية(11) .
لذلك فلامجال للحديث عن الناحية العمرانية والسكن لدى الغساسنة لانهم لم يكونوا يقيمون في المدن بل في مخيمات ، ولم يثبت ان كان لديهم ولع بتشييد القصور والمباني العظيمة كما يفعل الملوك المستقرون في الحواضر والمدن (12) .
_________
(1) علي، تاريخ العرب، ج4، ص677؛ الحاج، حضارة العرب، ص153.
(2) عاقل، تاريخ العرب، ص150؛ مظهر، قصة الديانات، ص24.
(3) مظهر ، المرجع نفسه ، ص25 ؛ البني ، تدمر والتدميريون ، ص199؛ عاقل ، المرجع نفسه ، ص150 .
(4) البني، المرجع نفسه، ص199؛ Malcolm, A. R., Colledge the Arts of Palmyre, London, 1976, P. 42. .
(5) علي، المفصل، ج5، ص36.
(6) خان ، الاساطير العربية ، ص127 ؛ علي ، تاريخ العرب ، ج5 ، ص196 .
(7) خان، المرجع نفسه، ص127؛ الدبس، الموجز في تاريخ سورية، ص229.
(8) علي ، تاريخ العرب ، ج5 ، ص200 .
(9) البني ، المرجع السابق ، ص200 ؛ سيريغ ، تدمر والشرق ، مج2 ، ص63 .
(10) القلقشندي ، صبح الاعشى ، ج4 ، ص91 .
(11) القلقشندي ، المصدر نفسه ، ج4 ، ص92 .
(12) البني، المرجع نفسه، ص201.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|