أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-11-2016
847
التاريخ: 13-11-2016
989
التاريخ: 13-11-2016
985
التاريخ: 13-11-2016
1066
|
اهم ما عرف عن حضارة تدمر يرجع الى العصر الروماني لكثرة الوثائق التاريخية والاثار التي تعطينا فكرة واضحة عن حضارتها.
وبوجه عام كانت تدمر مدينة عربية شرقية بالرغم من الطابع (الهليني- الروماني) الذي غلب عليها .
واهم مظاهر حضارة تدمر:
نظام الحكم:
تأثرت النظم الادارية عند التدمريين بالأساليب والمفاهيم اليونانية ويتبين من الوثائق ان تدمر كان فيها مجلسان لإدارتها(مجلس الشيوخ) ويدعى Boule (ومجلس العشائر) ويدعى Demos ويضم كل البالغين من افراد القبيلة.
اما مجلس الشيوخ فكان يضم اصحاب الجاه والثروة من السكان ورئيس هذا المجلس كان له مركز هام في شؤون الدولة. وفي القرن الثاني الميلادي ازداد نفوذ مجلس الشيوخ بينما نفوذ مجلس العشائر واثناء حكم اسرة اذينة تناقص نفوذ كلا المجلسين.
وكان يشرف على شؤون المدينة رئيس يدعى (أراجون) وموظف يدعى (متقن المدينة) ويتولى الشؤون المالية ،وموظف يدعى Procurator ويشرف على الاسوار وموظف يطلق عليه Agoronomos وهذه الوظيفة تشبه وظيفة المحتسب في النظام الاسلامي.
وتولى الشؤون القضائية وفض المنازعات موظف يدعى Juridicus وهناك قائد للجيش يدعى Argapad وقائد لحماية المدينة ولا توجد معلومات كثيرة عن اختصاصات هؤلاء الموظفين ولا علاقتهم بعضهم ببعض. وغالبا كانت السلطة في يد رئيس المدينة الارجوان الذي كان يشرف ايضا على حامية المدينة.
وفي عهد اسرة اذينة كانت السلطات كلها في ايد الملك الذي تولى بنفسه الاشراف على ادارة الشؤون للمدينة، مما اضعف سلطة المجالس التشريعية والتنفيذية .
وبالإضافة الى هذه التنظيمات كان للمدينة قوة من الشرطة تتولى حماية القوافل والطرق التجارية من هجمات البدو، وذلك برئاسة احد زعماء التجار الاثرياء كما كانت هناك قوة عسكرية (ميليشيا) تتخذ مواقعها عند الابار والمواضع الهامة في الصحراء. وفي اوقات الحروب كان يجمع جيش يتولى (الستراتيجوس) قيادته وادارة شؤون القتال.
ولقد اشتهر التدمريون في فن الرماية وكان لديهم امهر رماة السهم وقد كون الرومان كتائب منهم استخدموها في حروبهم. وكانت لهم ايضا شهرة بفرسانهم وقد الف منهم اذينة فرقة جهزها بالدروع وصفائح من المعدن يلبسها الفارس برأسه الى قدميه لحمايته من الاذى كما كسيت الخيل والابل بصفائح معدنية لوقايتها على نحو ما كان يفعل الفرس اثناء القتال. وقد اكتسبت هذه الفرقة شهرة كبيرة في الحروب مع الفرس والرومان.
الحياة الاقتصادية:
التجارة:
كانت التجارة تمثل النشاط الاول لأهل تدمر واهم مصدر لدخلهم نتيجة لموقعها الهام الذي كانت تلقى عنده طرق القوافل القادمة من مختلف الجهات مما جعلهم يتصلون بأسواق العراق وايران والهند والصين والخليج العربي والحجاز واليمن، فضلا عن اسواق الشام ومصر وجزر البحر المتوسط والبلاد الاوربية المطلة عليه مثل اسبانيا والغال (فرنسا) وروما.
وبعد سقوط دولة الانباط انتقل مركز التجارة الى تدمر وتجمعت فيها رؤوس الاموال والذهب والفضة.
وتبين من احدى النصوص التي عثر عيها وترجع الى عام 100ق.م، ان القوافل التجارية كانت تمر بمدينة تدمر في اثناء تنقلاتها بين مدينة دورا والشام ويتضح من قوائم الجمارك على السلع التجارية ان اهم البضائع التي كانت تشملها متاجرهم الانسجة الصوفية والحرير والارجوان والعاج والزجاج والعطور وزيت الزيتون الجبن والفواكه والخمر.
وكان مجلس شيوخ المدينة يحدد رسوم الجمارك التي تحصل عن البضائع التي تمر بها او تباع فيها.
وكان من الضروري انشاء علاقات سياسية واقتصادية مع الفرس والرومان والاورام والقبائل العربية فب البادية التي كان يفرض زعمائها اتاوة سنوية او ضريبة معينة مقابل مرور القوافل التجارية سالمة في اراضيها.
كما اقتضت سلامة القوافل التجارية ارسال حراس مسلحين بصحبتها واقامة مراكز للأمن والاستراحة في مواضع متعددة من البادية. وقد اولى الامبراطور الروماني هدريانوس عناية خاصة بحماية طرق القوافل البرية التي تصل تدمر بنهر الفرات الذي كان احد الشرايين المهمة للتجارة العالمية في ذلك العهد ويقوم بمهمة قناة السويس في الوقت الحاضر.
ومن اجل ذلك سعى(هدريانوس) الى تحسين علاقاته بالفرس ووضع حامايته على شواطئ الفرات الغربية ويقال انه انشأ اسطولا فيه كما اهتم بالمحافظة على الامن في البادية.
ونتيجة لذلك تمكنت تدمر من توسيع تجارتها وزادت في عدد قوافلها وجمعت ثروة هائلة. وكثيرا ما ورد في النصوص ذكر (زعيم القافلة) وزعيم السوق وكانت لهما ولكبار مكانه مرموقة في المجتمع.
الزراعة:
كانت الزراعة مهملة في باديء الامر في تدمر ثم تقدمت بعد ذلك على اثر بناء السدود لجميع مياه الامطار فيها واستغلالها في الري.
ومن الاثار الباقية في تدمر سد طوله نصف ميل واقيم بين تلين لتجميع مياه الامطار فيه.
الحياة الاجتماعية:
كان سكان تدمر يشملون طبقات المواطنين الاحرار والعبيد والاجانب. والمواطنون الاحرار كاموا ينتمون الى عدة قبائل منتشرة في هذه المنطقة مثل بني انوبات بلتي برسيه جد بعل، زيدبعل، حتار حشائش، حنف، قمر وغيرها.
ولم يكونوا متكافئين في منزلة الشرف، فهنالك فئة خاصة لها مكانة شرفية عالية، تختص بالوظائف الادارية الرفيعة وتمسك بزمام التجارة، وتتمتع بالثروة والنفوذ، وهؤلاء كانوا يتشبهون في معيشتهم بالرومان والبعض كانوا يتسمون بأسماء اغريقية او رومانية. اما فئة العامة العريضة فكانت اقل شأنا وتضم الفلاحين والعمال والمشتغلين في القوافل التجارية. ولطبقة العبيد ادنى منزلة وبعض العبيد المحررين كانوا يتمتعون بمكانة افضل نسبيا في المجتمع.
وطبقة الاجانب وكانت تشمل جاليات يونانية ورومانية وفارسية ويهودية وهؤلاء فضلوا السكن في تدمر على الاماكن الاخرى، وتقيم كل منها في حي خاص بالمدينة.
وكان الفرس يتمتعون في تدمر بمكانة عالية ويعاملون كأنهم من المواطنين الاحرار .اما الجالية الاجنبية الاخرى فكانت اقل منزلة ومنهم الرومان الذين كانوا يشغلون بعض الوظائف وبينهم بعض التجار الذين يقيمون لأغراض تجارية بصفة مؤقته، وكانوا يسكنون في خانات خاصة ويخضعون لمراقبة موظف خاص يشرف على الغرباء والزوار الاجانب.
وكان هنالك جالية اليهودية نزحت الى تدمر في زمن غير معروف على وجه التحديد وربما كان ذلك بعد سقوط القدس في ايدي الرومان في عهد الامبراطور (تيتوس) واخذوا يشتغلون بالتجارة وكونوا ثروات هائلة كما قام بعضهم بالتبشير لديانتهم بين السكون.
وكان لبعض اليهود شأن كبير في المدينة بينهم (يوليوس اورليوس شميط) الذي كان يرأس احدى القوافل التجارية وينفق عليها من ماله الخاص وقد اقيم له تمثال في عام 257م. ويذكر ان اليهود الذين كانوا ينتمون الى منطقة الفرات كانوا يكرهون تدمر، واشتركوا مع الفرس والرومان في حروبهم ضد حكام تدمر وخاصة في عهد الملكة الزباء.
وكان لكل جالية اجنبية رئيس من بين افرادها يتولى الاشراف على شؤنها.
الفن والعمران:
اول ما نشأ الفن في تدمر كان ذا طابع محلي ونتيجة للاختلاط والمؤثرات الخارجية فقد امتزج الفن التدميري بعناصر يونانية ورومانية وفارسية وعراقية وسورية. ويظهر التأثير اليوناني – الروماني في المخطط العمراني العام للمدينة فمعظم المباني كانت وفق الطراز الهيلينستي بزخارفه العديدة والمتنوعة .
وفي بقية المظاهر الفنية يتجلى الاسلوب الشرقي الاصيل النابع من التقاليد البابلية والاشورية والسورية والعربية بوجه عام.
فن النحت:
ويعتبر النحت ابرز الفن التدمري وبعض الزخارف تبدو كأنها نفذت على خشب لا حجر بسبب دقتها المتناهية.
وكان الفنانون التدمريون ينحتون الحجر في سهولة ويسر ويستخدمون في زخارفهم الجص وعجينة الجبس ويقتصر ذلك على تزيين الأفاريز والنوافذ واقدم المنحوتات التي عثر عليها ترجع الى منتصف القرن الاول قبل الميلاد وتتميز بصفات مشتركة في وضع الجسم وتفاصيله والثياب البسيطة التي ترتديها تشمل تماثيل وآلهة يمتطون خيولا وجمالا وتماثيل للالهين عغلبول ويرحبول وهناك تماثيل غير كاملة لعظماء المدينة وشيوخ قبائلها واعضاء مجلس الشيوخ وكبار الموظفين والقادة والتجار والكهنة تخليدا لذاكراهم.
وهذه التماثيل مثبته فوق اعمدة ووضعت في شوارع المدينة ومعابدها وفي ميدانها واغلبها كان بالحجم الطبيعي وفي الهيئة التقليدية ووضعت عليها ثياب طويلة تصل الى القدمين وفق النسق البارثي وهو عبارة عن قميص وسروال مزركش او تبعا للزي المحلي ويتكون من ثوب كويل وعباءة فوقه وفي الاقدام تلبس الصنادل او الاخفاف والاحذية ومن المنحوتات الدينية توجد مشاهد لاله منفردين او مجتمعتين منقوشة على جدران المعابد او افاريزها او سقوفها .
ومنها مناظر تمثل التقدمات الدينية في صورة شخص او اكثر يشعل محرقة البخور واشخاص يقدمون النذور قربانا للالهة.
وتوجد مشاهد لألهة ومتعبدين في اوضاع مختلفة على مذابح القرابين وهناك عدد كبير من صور الجدران الملونة (الفريسكات)، ذات الطابع (الهيلينستي) في التفاصيل وتتمشى مع التقاليد الشرقية القديمة استخدم الفنانون في تنفيذها طبقة من مؤنة الجير الاملس والجاف واعدوا الالوان من (الاكاسيد) المعدنية بعد تخفيفها بالماء.
ومن بين هذه الصور اشكال اغصان الشمر مثل غصن الكرمة بأوراقه وعناقيد العنب وكانت تزين بها واجهة العمائر وغيرها.
في اول عهد تدمر ام يكن هنك مخطط عمراني محدد ثم اتبعت المخطط العمراني اليوناني- الروماني الذي كان شائعا في المدن السورية خلال العهدين الهيلينستي والروماني.
ومع الازدهار الاقتصادي والسياسي اللذين عاشتهما تدمر خلال القرن الاول للميلاد اخذت المدينة تتسع وتنظيم فمدت الشوارع الواسعة بينها شارعان رئيسيان احدهما شارع عريض معروف (بطريق دمشق) يتقاطع في الشارع الاخر، ويعرف (بالشارع الكبير) او (طريق الاعمدة) وفي مكان التقاطع شيدت (التيترابيل)، وهي مصطبة من اربع (1) دكات ضخمة فوق كل منها اربعة اعمدة غراينتية بينها تمثال وفوق الاعمدة تيجان كورنثية تحمل سقيفات مزينة بأفاريز واطناف غاية في الذوق.
ومن هذا الشارع الرئيسي تتفرع طرقات مستقيمة تؤدي الى بيوت المدينة ... كما تؤدي الى معابد المدينة ومنها معبد بعل شمين... واذا ما سرنا قليلا نجد في الجبهة الاخرى من الشارع مسرح تدمر الذي بنى في النصف الاول من القرن الثاني الميلادي على الطراز الروماني... ويحف بالمسرح رواق بشكل قوس يؤدي الى بناء مجلس الشيوخ او المجلس البلدي وهو يضم في صدره ردهة للاجتماعات فيها مسطبة الاغوار اب الميدان حيث تعتقد الاجتماعات العامة وهذا البناء من منجزات القرن الثاني ومشيد في بدايته قوس نصر كبير وعلى جوانبه اقيم 275عمودا اسطواني الشكل طول كل منها 10م وقطره متر واحد ولا يزال 150عمودا منها قائما حتى الان ويطلق عليه (الرواق الاعظم).
وهذه الاعمدة قد شيد معظمها من المرمر الابيض وبعضها من الجرانيت وكلها ذات تيجان كورنثية وترتبط الاعمدة ببعضها من اعلى وتتفرع من الشارع الكبير دروب فرعية تقام على جانبها البيوت والحوانيت والمخازن.
وفي داخل المدينة كانت توجد حمامات ودور فخمة استخدم في تزيينها الفسيفساء والرخام واهمها قصر الملكة الزباء الذي يعتبره معجزة في فن النحت .
المعابد:
واهمها معبد بعل الذي كان يعتبر ايضا هيكلا لكبار آلهة التدمريين الاخرين مثل يرحبول وعغلبول، وهذا المعبد ابرز واروع ما خلفته تدمر من اثار كما يعتبر اكبر معبد في الشرق الادنى القديم وقد اشترك المعماريون والفانون التدمريون في تجديده وتوسيعه وترميمه جيلا بعد جيل حتى نهاية عهود تدمر.
وهذا المعبد مقام على ارض مرتفعة وامامه قوس كبير وهو يتألف من صحن او باحة مكشوفة مربعة واسعة تتصل بدرج عريض يؤدي الى بوابة فخمة امامها رواق كبير وهذه البوابة كانت تغلق بأبواب مزخرفة بالبرونز المذهب وحول صحن المعبد من جهاته الاربعة اروقة مزدوجة مقامة على العديد من الاعمدة ذات التيجان الكبيرة ومثبت عليها حوامل للتماثيل.
وجملة هذه الاعمدة 400، والباقي منها 100عمود مقامة في صفوف منتظمة وتعلوا واجهة الاروقة افاريز نحتت عليها نقوش بديعة تمثل مشاهد دينية مختلفة وتحتها بعض المحاريب.
ويحيط بالهيكل المركزي الشهير (هيكل بعل شمين)او (هيكل الشمس) من جميع الجهات رواق محمول على اعمدة مزينة بتيجان كورنتية من البرونز المذهب وفوقها افاريز نقشت عليها مناظر دينية وتغطى هذه الأروقة بسقوف من الحجر مزينة بنقوش تمثل مشاهد دينية واشكال نباتية رائعة.
وفي داخل الهيكل شيد محرابان زينت سقوفهما بنقوش بديعة للغاية وبالقرب من هيكل بعل ومن قوس النصر اكتشف حديثا مسرح مدرج.
المدافن:
كان اهل تدمر يطلقون على القبر (بيت الابدية) وكانوا يضعون موتاهم في مدافن خارج اسوار المدينة ويجري دفن الموتى في احتفالات دينية تنصب فيها موائد الطعام .
وهذه المدافن تعتبر ميدانا اخر اظهر فيه فنان ذلك العصر ببراعته الخالدة وذوقه الرفيع.
وتوجد في تدمر ثلاثة نماذج من الدافن هي:
1) المدفن البرج:
وهو اول نماذج المدافن في تدمر واقدمها وفي مظهره الخارجي يشبه البرج المربع ويزيد عددها على مائة مدفن متناثرة حول المدينة.
وهذا النوع من المدافن قد مر في تطوره بعدة مراحل، ويتكون من طابقين او ثلاثة او خمسة طوابق، وقد يتجاوز ارتفاعها عشرين م، وعرضها حوالي 10م، وكان يدفن فيها العديد من العائلات والاعيان، وبعض هذه المدافن اتخذ شكل اهرامات بسيطة.
وللصعود من طابق الى اخر تستخدم ادراج ملتوية وفي جنبات كل طابق توابيت و(معازب) للدفن عليها بعض الاشكال الجنائزية.
وفي واجهة الدفن الرئيسية شرفة بارزة تضم منحوتات تمثل صاحب المدفن واهله الى جانب لوحات كتب عليها تاريخ الدفن. كما انتشر هذا النوع من المقابر في اطراف الشام والعراق ويعتبر نمطا خاصا لبناء القبور لدى التحضرين.
2) المدفن البيت:
ظهر هذا النوع من المدافن في القرن الثاني الميلادي، وشبه الى حد كبير بيت من طابق واحد وله مدخل مزين بالنقوش الجميلة مثبت عليه باب من ضلفتين ووراءه دهليز يؤدي الى باحة تضم اربعة اعمدة تحمل رواقا يحيط بجوانبه المبنى والسقف منقوش بالكثير من الزخارف الهندسية.
وحول الباحة وعلى طول الجدران بنيت مصاطب اقيمت بداخلها معازب ويضم كل منها ثلاثة قبور موضوعة فوق بعضها وعلى المصاطب منحوتات جنائزية تمثل اصحاب المدفن وعائلاتهم.
3) المدفن الارضي:
وقد انتشر هذا النوع من المدافن في القر نين الثاني والثالث الميلادي وكان يحفر القبر في طبقة صخرية بشكل حرف T المقلوب بعمق سبعة امتار ويستخدم في النزول الى المدفن درج مستقيم او منعطف او منحدر مدرج.
وكان المدفن الارضي يتكون من باحة تزينها (مضائد) بارزة قليلا عن الجدارين الجانبين في واجهة المدافن الخارجية نافذة حجرية مخرمة للإنارة والتهوية تطل على باحة داخلية تتوسط جناحا رئيسيا في صدر المدفن وجناحين جانبيين وفي جدران هذه الاجنحة حفرت صفوف متوازية من المعازب العميقة وتضم كل منها حوالي ستة مقابر فوق بعضها وفي كل قبر يوضع احد الموتى ويغلق عليه بتمثال نصفي له.
الديانة:
وهي لا تختلف عن الاديان التي كانت سائدة في شمال سوريا وعند القبائل العربية في البادية. وكانت تتميز غالبا (بالنظام الشمسي) الذي ارتكزت عليه ديانة عرب الشمال وكان التدمريون يعبدون آلهة متعددة ترمز الى مظاهر الطبيعة مثل بقية الساميين في هذه العصور القديمة ويزيد عددها على اربعين الها، وقد وردت في الكتابات التدمرية اسماء حوالي 22 صنما بعضها كان معروفا عند العرب ويحمل اسماء عربية والبعض الاخر آرامي او بابلي الاصل.
واعظم آلهتهم شأنا واشهرها الاله(شمش) او الاله (بعل) ويطلق عليه ايضا(بل) وهو يمثل الشمس التي عبدوها وشيدوا لها اعظم الهياكل والاله (بعل شمين) وهو اله السماء الذي يحمي الزراعة .
ومنها الاله (يرح بعل) او(يرحبول)وهو اله القمر والاله عجل بل والت اي اللات والاله رحم او رحيم والاله عزيز واو عزيز ويعتبر حامي القوافل التجارية والاله اي عشتار والاله حدد.
وكثيرا ما كانت اشهر هذه الالهة تعبد مجتمعة في المعبد وترسم في صورة جماعية يتوسطها الاله بعل وعلى يمينه الاله بعل شمين وعلى اليسار الاله يرحبول.
وكان لرجال الدين نفوذ قوي في تدمر، وبعضهم كان يقيم في المعابد الرئيسية. وفي كثير من المناسبات كانت تقام حفلات دينية يقدم فيها الطعام والخور. والى جانب العبادات الوثنية التي كانت اوسع انتشار كان يعيش في تدمر كثير من اليهود كانوا يمارسون شعائرهم الدينية في حرية تامة ويتمتعون بحقوق المواطنين التدمريين .
كما انتشرت المسيحية في تدمر ويستدل على ذلك بورد اسماء عدد من اساقفة تدمر مدونة في سجلات الاعمال الكنسية ومنهم الاسقف (مارينوس) الذي حضر المجمع (النيقاوي) في عام 325م، والاسقف (يوحنا) وقد حضر اعمال مجمع (خلقيدون) الذي انعقد عام 451م.
ومنهم ايضا الاسقف يوحنا الثاني الذي نفي في عام 518م، في عهد الإمبراطور يوسطينوس لدفاعه عن عقيدة المجمع الخلقيدوني التي تقوم بوجود طبيعتين للمسيح.
الكتابة:
اقدم كتابة تدمرية عثر عليها ترجع الى عام 9ق.م، وقد استعمل التدمريون في تدوينهم احدى اللهجات العربية وفي الكتابة استخدموا الخط الارامي، وقاموا بتطويره الى نموذج تدمري كما فعل الانباط وامكن ترجمته بالاستعانة بالترجمة اليونانية التي كانت موجودة الى جانب النصوص التي تم اكتشافها.
وفي ذلك الوقت كانت الارامية لغة الكتابة والثقافة في المنطقة الواقعة في غرب نهر الفرات . وفي بعض الكتابات التدمرية تظهر بعض المصطلحات والكلمات العربية الاصلية ومنها اسماء بعض الاصنام العربية.
_________
(1) عدنان البني: الفن التدمري ص66-69.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|