أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-11-2016
654
التاريخ: 13-11-2016
1128
التاريخ: 13-11-2016
1129
التاريخ: 13-11-2016
888
|
يعتبر المؤرخون المحدثون الأنباط من أصل عربي (1). اما المؤرخون المسلمون فيرون انهم لم يكونوا عربا ويطلقون عليهم اسم (الآراميين)، وكان خطهم ولغتهم آرامية الا انهم من حيث اللغة كانوا اقرب الى العرب. ويجمع بعض الباحثين بين هذين الرأيين ويرون ان الأنباط في أول عهدهم حيث وردوا الى هذه البقاع كانوا آراميين خلصا، وبعد استقرارهم بسيناء وشمال الحجاز اختلطوا بالعرب فظهرت من هذه الاختلاط طبقة الأنباط العرب، ويعتبر البعض ان لفظ (نبطي) مشتق من اسم نبايوط بن إسماعيل، الذي ورد ذكره في التوراة، ويرون ان هذا الشعب من نسله.
كانت البطراء عاصمة الأنباط تقع في شبه جزيرة سيناء في المنطقة التي تعرف اليوم باسم وادي موسى، وكانت هذه المدينة نقطة التقاء الطرق التجارية لشمال وجنوب الجزيرة العربية وعلى راس طريق الشام ومصر وميناء غزة، ولذا فقد كانت أهم نقطة عبور (ترانزيت)، وكان اليهود يطلقون على هذه المنطقة الجبلية اسم (سلع) الذي يعني (صخرة) او (جبل) ويرادفه لفظ (بترا) اليوناني والروماني واللاتيني، وكان اقدم سكان هذه المنطقة شعب يطلق عليه اسم (الحوريين) الذين كانوا يسكنون المغارات والكهوف، واعقبهم شعب من اصل سامي يسمى الادوميين الذين ورد ذكرهم في سفر التكوين, وفي عهد ملك داود وقعت هذه المنطقة تحت سيطرة اليهود، وفي حملة نبوخذ نصر (بخت نصر) على فلسطين ساعد الادوميون هذا الغازي الاشوري حيث كانوا قد ضاقوا بسيطرة اليهود عليهم، ومكافأة لهم على نصرتهم له منحهم استقلالهم من جديد فمدوا سيطرتهم الى الحدود المصرية والبحر المتوسط، ثم قام الأنباط بالهجوم من ناحية المنطقة في حدود القرن الرابع قبل الميلاد مدينة عامرة حتى أوائل القرن الثاني الميلادي ثم سقطت في يد الرومان (في عام 196 ميلادية).
ورغم ان البطراء كانت تقع في منطقة جبلية حافة تفتقر الى سبل الحياة الا انها كانت تحظى بتجارة زاهرة ويسكنها عدد كبير من الناس بفضل موقعها، ونظرا لاتصالهم بالرومان فقد اتخذت لونا حضاريا أوروبيا، وتدل على ذلك آثارها الباقية اليوم، ويربط البعض بينها وبين اسم (رقيم) الذي ورد ذكره في القرآن.
وورد ذكر الأنباط في النقوش الاشورية، فيزعم اشور بانيبال (أواخر القرن السابع قبل الميلاد) ان شخصا باسم ناتان كان قد هزم الملك النبطي، ويبدو ان هؤلاء كانوا الانباط الذين عاشوا بالقرب من العراق، حيث كان الشعب النبطي، كما سبق القول، ينتشر حتى العراق. وورد ذكر انباط البطراء بوصف تفصيلي جذاب في كتاب ديودور الصقلي المؤرخ اليوناني فيذكر هذا الكتاب ان انتيجون خليفة الاسكندر في مقدونيا قام بغزو البطراء للمرة الثانية الا انه فشل في فتحها، ثم اضطر الى عقد الصلح معها ومنذ ذلك التاريخ حظيت البطراء بمكانة كبيرة وقوة لها وزنها، ثم بدأت في الفتوحات فاستولت على الاراضي شمالا حتى دمشق وجنوبا حتى صحراء الحجاز الشمالية، وزحفت غربا حتى دلتا مصر وكان ذلك إبان ضعف الدولة السلوقية، ووردت في النقوش أسماء ثلاثة عشر ملكا نبطيا من بينهم الحارثة الثالث (من 86 الى 62 قبل الميلاد)، الذي تمت الفتوحات المذكورة في عهده، ويعرف في التواريخ الإغريقية بأنه كان صديقا ومحبا للإغريق.
___________________
(1) للحصول على دلائل على هذا الزعم يرجع الى (العرب قبل الاسلام)، ص74، (وتاريخ اللغات السامية).
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|