أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-2-2017
4538
التاريخ: 7-2-2017
21725
التاريخ: 27-2-2017
9747
التاريخ: 7-2-2017
21375
|
قال تعالى : {أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا} [النساء : 53] .
لما بين حكم اليهود بأن المشركين أهدى من النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) وأصحابه بين الله سبحانه إن الحكم ليس إليهم إذ الملك ليس لهم فقال {أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ} وهذا استفهام معناه الإنكار أي ليس لهم ذلك وقيل المراد بالملك هاهنا النبوة عن الجبائي أي أ لهم نصيب من النبوة فيلزم الناس اتباعهم وطاعتهم وقيل المراد بالملك ما كانت اليهود تدعيه من أن الملك يعود إليهم في آخر الزمان وأنه يخرج منهم من يجدد ملتهم ويدعو إلى دينهم فكذبهم الله تعالى {فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا} أي لو أعطوا الدنيا وملكها لما أعطوا الناس من الحقوق قليلا ولا كثيرا وفي تفسير ابن عباس لو كان لهم نصيب من الملك لما أعطوا محمدا وأصحابه شيئا وقيل أنهم كانوا أصحاب بساتين وأموال وكانوا لا يعطون الفقراء شيئاً .
_________________________
1. تفسير مجمع البيان ، ج3 ، ص 108 .
{أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً} . والمعنى ان اليهود ليس لهم دولة وملك ، ولو كان لهم نصيب من السلطان لاحتكروا جميع الخيرات ، ولم يتركوا لأحد شيئا ، حتى ولو كان مقدار النقير الحقير . . وصدق اللَّه العظيم ، ونبوءة القرآن الكريم ، فقد كانوا ، وما زالوا لا يطيقون نعمة اللَّه على عبد من عباده ، فإن استطاعوا انتزاعها منه بالدس والمؤامرة ، أو بالربا ، أو بالإغراء ببناتهم ونسائهم فعلوا ، وان كان لهم شيء من القوة سلبوا ونهبوا وأجروا الدماء نهرا ، فمن اليوم الذي اغتصبوا فيه أرض فلسطين سنة 1948 أخرجوا أهلها من ديارهم بعد أن أقاموا مذابح للنساء والأطفال في أكثر من مكان . . وفي سنة 67 قامت إسرائيل بمساندة الاستعمار بعملية الاغتيال لأجزاء أخرى من البلاد العربية ، وكررت فعلتها الأولى من الذبح والتشريد ، وليس هذا بغريب على تاريخهم وطبيعتهم .
وقد ملك العرب ، وامتد سلطانهم مئات السنين ، وانتشر شرقا وغربا ، وكان اليهود من جملة رعاياهم ، فأقاموا العدل بين الجميع ، وأحسنوا لليهود وغيرهم من أهل الأديان ، حتى قال المنصفون من علماء الغرب كغوستاف لوبون : « ما عرف التاريخ فاتحا أرحم من العرب » وشهد غيره منهم بمثل شهادته . . ولا بدع ( فكل إناء بالذي فيه ينضح ) كما قال ابن الصيفي .
ومن المفيد أن ننقل ما ذكره صاحب المنار عند تفسير هذه الآية منذ 60 عاما حين كانت فلسطين في حكم العثمانيين ، قال ما نصه بالحرف :
« وحاصل معنى الآية ان هؤلاء اليهود أصحاب أثرة وشح مطاع يشق عليهم ان ينتفع منهم أحد ، فإذا صار لهم ملك منعوا الناس أدنى النفع وأحقره ، فكيف لا يصعب عليهم أن يظهر من العرب نبي يكون لأصحابه ملك يخضع له اليهود ، وهذه الصفة لا تزال غالبة على اليهود ، حتى اليوم ، فإن تم لهم ما يسعون إليه من إقامة دولة بفلسطين يطردون المسلمين والنصارى ، ولا يعطونهم نقيرا . . والدلائل متوفرة على ان القوم يحاولون امتلاك الأرض المقدسة ، وحرمان غيرهم من جميع أسباب الرزق . . وقد ادخروا لذلك مالا كثيرا ، فيجب على العثمانيين أن لا يمكنوا لليهود في فلسطين ، ولا يسهلوا لهم امتلاك أرضها ، وكثرة المهاجرين ، فإن في ذلك خطرا كبيرا . . » . وقال صاحب تفسير المنار : « ان الآية لا تثبت ولا تنفي ملك اليهود في فلسطين ، وإنما بينت ما تقتضيه طباعهم من العمل في فلسطين وغيرها لو ملكوا » .
هذا ما قاله عالم من علماء المسلمين في تفسير هذه الآية : { أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً } . قاله قبل أربعين عاما من قيام دولة إسرائيل بفلسطين ، وان دل هذا على شيء فإنما يدل على صدق محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في نبوته ورسالته ، حيث أخبر بوحي من السماء قبل أكثر من ألف وثلاثمائة سنة ان اليهود لو ملكوا لكان منهم الذي حدث بالفعل سنة 1948 وسنة 1967 :
{أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} [الزمر : 22] .
___________________________
1. تفسير الكاشف ، ج2 ، ص 350-351 .
قوله تعالى : { أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ } إلى قوله : { نَقِيراً } النقير فعيل بمعنى المفعول وهو المقدار اليسير الذي يأخذه الطير من الأرض بنقر منقاره ، وقد مر له معنى آخر في قوله : { وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً } الآية .
وقد ذكروا أن « أَمْ » في قوله : { أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ } ، منقطعة والمعنى : بل ألهم نصيب من الملك ، والاستفهام إنكاري أي ليس لهم ذلك .
وقد جوز بعضهم أن تكون « أم » متصلة ، وقال : إن التقدير : أهم أولى بالنبوة أم لهم نصيب من الملك؟ ورد بأن حذف الهمزة إنما يجوز في ضرورة الشعر ، ولا ضرورة في القرآن ، والظاهر أن أم متصلة وأن الشق المحذوف ما يدل عليه الآية السابقة : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ } الآية ، والتقدير : ألهم كل ما حكموا به من حكم أم لهم نصيب من الملك أم يحسدون الناس ؟ وعلى هذا تستقيم الشقوق وتترتب ، ويتصل الكلام في سوقه.
والمراد بالملك هو السلطنة على الأمور المادية والمعنوية فيشمل ملك النبوة والولاية والهداية وملك الرقاب والثروة ، وذلك أنه هو الظاهر من سياق الجمل السابقة واللاحقة فإن الآية السابقة تومئ إلى دعواهم أنهم يملكون القضاء والحكم على المؤمنين ، وهو مسانخ للملك على الفضائل المعنوية وذيل الآية : { فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً } يدل على ملك الماديات أو ما يشمل ذلك فالمراد به الأعم من ملك الماديات والمعنويات .
فيئول معنى الآية إلى نحو قولنا : أم لهم نصيب من الملك الذي أنعم الله به على نبيه بالنبوة والولاية والهداية ونحوه ، ولو كان لهم ذلك لم يؤتوا الناس أقل القليل الذي لا يعتد به لبخلهم وسوء سريرتهم ، فالآية قريبة المضمون من قوله تعالى : { قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ } : [الإسراء : 100] .
_______________________
1. تفسير الميزان ، ج4 ، ص 319 .
إنّ اليهود ليس لهم ـ من جهة المكانة الاجتماعية ـ تلك القيمة التي نؤهلهم للقضاء بين الناس والحكم في أمورهم ، ولم يفوض الناس إليهم حق الحكم والقضاء بينهم أبدا ليكون لهم مثل هذا العمل : {أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ} ؟
هذا مضافا إلى أنّهم لا يمتلكون أية قابلية وأهلية للحكومة المادية والمعنوية على الناس ، لأن روح الاستئثار قد استحكم في كيانهم بقوّة إلى درجة أنّهم إذا حصلوا على مثل هذه المكانة لم يعطوا لأحد حقّه ، بل خصّوا كل شيء بأنفسهم دون غيرهم {فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً} (2) .
فبالنظر إلى أنّ هذه الأحكام التي يطلقها اليهود صادرة عن مثل هذه النفسية المريضة التي تسعى دائما إلى الاستئثار بكل شيء لأنفسهم أو لغيرهم ممن يعملون لصالحهم ، على المسلمين أن لا يتأثروا بأمثال هذه الأحاديث والأحكام وأن لا يقلقوا لها .
______________________
1. تفسير الأمثل ، ج3 ، ص 163 .
2. «النقير» مشتقة من مادة النقر (وزن فقر) الدق في شيء بحيث يوجد فيه ثقبا واشتق منه المنقار ، وقال بعض : النقير وقبّة صغيرة جدّا في ظهر النّواة ويضرب به المثل في الشيء الطفيف .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|