أقرأ أيضاً
التاريخ:
1194
التاريخ: 3-11-2016
915
التاريخ: 3-11-2016
1104
التاريخ: 3-11-2016
1193
|
سلالة (اور) الجديدة (الثالثة) (2059-1950 ق . م.) :
1- اورنامّو (2059- 2041 ق. م) :
وخلال وقت تحرير البلاد من الجوتيين كان يحكم مدينة (اور) احد اتباع بطل التحرير المسمى (اورنامّو) . ويبدو أن هذا التابع قد نهض ضده سيده واستقل عنه ، ويعتقد ان ذلك تم اثر حرب نشبت بينهما . ولا شك في أن ذلك قد حدث قبل أن يتمكن (اورنامّو) من ان يطلق على نفسه لقب (ملك اور) وان يختم الطوب المشوي بخاتمه الذي حمل هذا اللقب الجديد .
وقد اخضع "اورنامو" باقي المدن السومرية والاكادية لسلطانه واصبح قائدا للبلاد بلا منازع. والدليل على ذلك انه اجاز لشخصه لقبا جديدا متمما للأول .... البطل القوي ملك سومر واكاد ... اي ان "اور" اصبحت عاصمة البلاد، وشاهدا على زوال سلطة " اوتوشيجال".
ويشهد على احقية (اورنامّو) بهذا اللقب الجديد النشاط المعماري الواسع الذي قام به في مدن سومرية وأكّادية عديدة مثل (اور) و (لارسا) و (تللو – لاجاش) و (نيبّور) وحتى في (اوروك) نفسها عاصمة خصمه وقائد التحرير . وشق ايضا قناة ري باسم اله القمر (سن) اله عاصمته (اور) ، كما ينسب اليه ايضا تجديد سور هذه المدينة .
أهم مخلفات (اورنامّو) المادية :
لقد عثر خلال اعمال التنقيب عن الآثار على كثير من مخلفات هذا الملك المادية فكُشف مثلا على الصعيد المعماري ما يسمى بالـ (زقّورة) (1) ، التي امر بتشييدها لاله القمر (نانّا) في العاصمة (اور) .
وقد وصلنا أيضاً من عهده عدد من النصب التذكارية المنحوتة من الحجر واهمها جميعاً المصور على اللوحة 12 (2) . هنا نقش الفنان في خمسة حقول على الوجه الأمامي لهذا النصب عدة مشاهد تمثل مواضيعها دور الملك في تشييد المعابد وارساء دعائم السلام وشق أقنية الري في البلاد . وكان هذا النصب المنحوت من الحجر الكلسي قد اكتشف في مدينة (اور) محطما الى عدة قطع . وبلغ ارتفاعه بعد الترميم ثلاثة امتار تقريبا وهو محفوظ حاليا في متحف جامعة (فيلاديلفيا) .
2- شولجي (2041-1991 ق . م) :
خلف (شولجي) اباه على العرش وحكم مدة خمسين عاما قضاها في تثبيت دعائم حكمه في بلاد ما بين النهرين وفي انجاز مشاريع عمرانية عديدة في مدن (سومر) و (أكاد) . كما اتاحت له هذه المدة الطويلة على العرش الفرص لشن الحروب ضد الشعوب والقبائل التي اعترضت سبيله في تنفيذ مخططاته التوسعية .
وتؤكد كثرة المعابد التي امر هذا الملك بتشييدها او ترميمها باسم الآلهة في اشهر المدن السومرية والأكّادية نشاطه المعماري الواسع النطاق شأنه في ذلك شأن والده . كما انها تشكل الدليل على الخراب الذي كان لم يزل قائما حتى عهده نتيجة لحكم الجوتيين الدخلاء .
ومن اهم هذه المعابد في (اوروك) للربة (انّين) وفي (اريدو) للاله (انكي) (=ايا) وفي (لارسا) لاله الشمس (شمش) وفي (تللو- لاجاش) للاله (نينجيرسو) وفي مدينة (كوتّا) للاله (نيرجال) (3) وفي (ادب) و (كاسالّو) لآلهتها المحلية (4) .
لقد قضى (شولجي) الفترة الأولى من حكمه في اقامة هذه المنشآت المعمارية .
وربما هدف من وراء ذلك كسب تأييده كهنة الآلهة السومرية والأكّادية له ، الذين لعبوا دورا كبيرا في توجيه الرأي العام في المدن لصالح الحاكم أو ضده . ولكن جهوده هذه لم تحل دون قيام معارضة ضده في الداخل ، بدليل ان المدن الأكّادية وقعت ايضا تحت ضغطه كما في عهد ابيه (5) . وكذلك ذاقت مدينة (بابل) الأمرين في عهده وخاصة عندما هاجمها ونهب كنوز معابدها (6) اثر عصيان قام به اهلها ضده . وهذا دليل على ان هذه المدن عادت تحضر نفسها للاستقلال عن السلطة السومرية الجديدة في (اور) . وبالرغم من ذلك فقد استطاع ان يثبت دعائم حكمه في الداخل ، مما سمح له لتهيئة نفسه وجيشه لخوض غمار حروب خارجية ضد شعوب وقبائل البؤر البشرية الأخرى ، التي بقيت تطمح الى غزو الأراضي السومرية والأكّادية.
وفي هذا الخصوص تحدثنا الحوليات الملكية من عصور لاحقة انه غار تسع مرات ضد القبائل (اللولبية) في الشمال الشرقي من ارض سومر وأكّاد . وأما بالنسبة لـ (عيلام) فقد اتصفت الفترة الأولى من علاقاته معها بالسلام وزوج ابنته لـ (باتيزي) مدينة (انشان) العيلامية . ولكنه عاد فهاجمها والحق بها الدمار الكامل ورجعت (عيلام) كما كانت سابقا احدى مقاطعات دول ما بين النهرين القوية .
ثم وجه انظاره نحو الجهة الشمالية الغربية من ارض أكّاد وغزا اراضي القبائل (السوبارتية) ووسع مناطق نفوذه باتجاه الشمال على مناطق من شرق آسية الصغرى . واضطرت هذه البلدان للخضوع من جديد للسلطة السومرية ، بعد ان تمتعت بحريتها لمدة زادت على قرن وربع من الزمن بعد انهيار الامبراطورية الأكّادية .
ولم ينس (شولجي) ان يضم مراكز تجمع القبائل (العمورّية) في الجهة الغربية من مملكته ، وكان بعضها قد استقر مع مرور الزمن في ارض (بابل) تارة سلما واخرى حربا . واصطحبت معها عبادة آلهتها التي ذكرنا اسماء بعضها واستمر تدفقها الى اواسط بلاد ما بين النهرين وجنوبها حتى شكلت مع (الأكّاديين) الأكثرية الساحقة من الشعب الذي تحكمه الطبقة السومرية الجديدة ومهدت بذلك لقيام ما يسمى المملكة البابلية القديمة .
3- نهاية حكم سلالة (اوّرنامّو) :
تربع على عرش سلالة (اورنامّو) بعد (شولجي) ثلاثة ملوك كانوا على التوالي (امار - سن ) الذي حكم مدة تسعة اعوام (1991 – 1983 ق . م .) ثم (شو – سن) سبع سنوات (1982-1975 ق . م .) وبعده (ابي – سن) ، الذي كان آخر ملوك هذه السلالة وحكم خمسة وعشرين عام (1975-1950 ق . م .) .
وقد لقب هؤلاء الثلاثة انفسهم بـ ... البطل القوي ، ملك أور ، ملك جهات العالم الأربع .... ويقول الملك (امار – سن في احدى كتاباته أن .....
الاله انليل اله نيبّور قد نطق باسمه .... وفي هذا دليل على دعوته الى التقليد السومري القديم الذي يذكرنا بالقاب ملوك سومر الأوائل وتقربهم من الاله القومي الأكبر ، اله مدينة نيبّور (الّيل) . ويقول هذا الملك أيضاً عن شخصه انه .... الابن المحبوب للاله سن ولاله الشمس ، اله بلاده .... وحذا حذوه (شو – سن) بقوله .... شو – سن حبيب انونيت ...
وقد قام هؤلاء وخاصة (امار – سن) بنشاط معماري ضخم ، اذ شيد معابدا للآلهة في مدن (اور) و (اريدو) و (نيبّور) ومثله فعل ايضا (شو – سن) في مدينتي
(اور) و (سوسا) . وهذا يدلنا على ان عيلام بقيت تابعة للنفوذ السومري في عهد هذا الملك ، والا لما كان قادرا ان يبني معبدا في هذه العاصمة العيلامية العريقة في قدمها ، العنيدة في مقاومتها لنفوذ دول ما بين النهرين القوية . وقد ظلت تقاومها الى ان نجحت اخيرا واسرت آخر ملوك سلالة (اور الجديدة) .
__________________
1) Woolley. C. L. Ur Excavtlons, V, 1939.
-) Moortgat, A., Die kunst des Alten Mesopotamlen, Tf. 161.
2) Moortgat, A., op. cit, Tf. 194.
3) Schrader, in ZDMG, 29 : 37.
-) Amlaud, ZA, III; 94.
-) Thureau-Dangin, Die sumerischen und akkadischen königsinschriften, S. 190 g.
4) American Journal of Semitic Language, XX, 216.
5) Meyer, op. cit. S. 556.
6) Meyer, op. cit. S. 554.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|