أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-11-2016
948
التاريخ: 2-11-2016
668
التاريخ: 2-11-2016
928
التاريخ: 2-11-2016
726
|
الفنون:
صاحب التقدم السياسي في أور نشاط معماري وتطور فني لم يبق للأسف من نماذجهما غير القليل. فقد بقيت من آثار معابد أور بقايا زقورة فخمة أقيمت في عهد أرونمو على أطلال زقورة أقدم منها نسبت إلى أيام أسرة أور الأولى(1).
وقد شيدت فوق ربوة متسعة تنهض في الزاوية الغربية من الحرم المقدس للمدينة وهو حرم مسور واسع ذو بوابات، وشادها أصحابها من ثلاث مسطحات أو "طوابق" متتالية تميل قاعدتها الرباعية وجدران مسطحها الأول ميلًا قليلًا إلى الداخل، وتتعاقب المشكاوات على جوانبها، وتتوجها مقصورة علوية. وشادوا بناءها من اللبن كعادة أسلافهم ثم كسوا جدرانها الخارجية بالآجر الأحمر المرصوص فوق ملاط من القار. وكان يؤدي إلى مسطحها الاول ثلاثة طرق صاعدة طويلة ذات درجات كثيرة، طريق أوسط وطريقان جانبيان. وأكملت هذه الزقورة ورصف فناؤها في عهد شولجي بن أورنمو، ثم حظيت بتعديلات كثيرة حتى جددت بعد أمد طويل من إنشائها في عهد نبوخذ نصر ثم أكملها نابو نهيد خلال العصر الكلداني المتأخر حيث كسيت المقصورة العلوية بالطوب المزجج ذي اللون الأزرق اللامع، وترجع بقاياها الحالية إلى ما بقي من هذا التجديد بعد تخربها في العصر الفارسي، ولو أن ذلك لا ينفي أنها نشأت فخمة منذ بدايتها بحيث كانت تشرف على مدينتها وترتفع مقصورتها عن آية عمارة دنيوية أو دينية فيها. ويفترض بعض الباحثين أن مسطحاتها كانت تتضمن أشجارًا غرست في نقط متفرقة منها.
ونسب إلى عهد أورنمو معبد آخر للمعبود إنليل في مدينته نيبور "نفر" بلغت مساحة المسطح الأول لزقورته 57×38 مترًا، وكشف عن جانب من السور المبني باللبن الذي أحاط بها هي وبقية توابع المعبد.
ولوحظ من التجديدات العقائدية في معباد أور أن تماثيل معبوداتها أصبحت توضع داخل مشكاوات مرتفعة يؤدي إليها درج، بعد أن كانت توضع فوق قواعدها أمام المشكاوات وليس داخلها(2).
وسرت رقة الطابع في نقوش العصر، وإن ظلت شواهدها قليلة هي الأخرى، ومنها عدة مناظر سلسة الخطوط نقشت على نصب كبير من الحجر الجيري أقيم باسم أورنمو بمناسبة إنشائه أحد المعابد، وبلغ ارتفاعه الأصلي نحو ثلاثة أمتار. وتكرر تصوير الملك على وجهيه بلحية طويلة وعباءة طويلة مرسلة واسعة الأكمام وقلنسوة عريضة الحافة نصف كرية، يقدم تسابيحه ويسكب قرابينه أمام ننار إليه القمر وحامي أور وزوجته الربة ننجال وغيرهما من الأرباب أصحاب العروش والتيجان ذات القرون، يتبعه ولي عهده أو كبير أتباعه في وضع ابتهال خاشع حي. ورفع بعض أولئك الأرباب بيمينه حلقة وعصا، يحتمل أنهما كانا من أدوات قياس المعبد في بداية بنائه. غير أن أطراف مناظر النصب هي تصوير أرونمو ينقل بعض أدوات البناء، وقد سلكها في عصا رفعها على كتفه على نحو ما يحمل الراعي زاده في عصاه، وتبعه تابع يعاونه في حملها، ثم تصوير سلم خشبي كبير في وضع مائل مجسم خلال مرحلة من مراحل البناء، وتصوير معبودة مجنحة تطل من بين السحب تصب ماء من قدرها كأنها ملاك(3) ...
وثمة منظر على ختم يصور إبي سين ملك أور حليق اللحية برداء ذي ثنيات عريضة مزركشة يرسل أطرافه على ذراعه ويقيم بأطراف أنامله آنية دقيقة تلقاها من كاهن يواجهه في أدب وبساطة، أو يهديها إليه. وبدت ملامح الرجلين، على صغر صورتيهما، هادئة سمحة متفائلة بما يناسب الموقف أو المنظر الذي صورا فيه(4).
وجارى فن النحت فن النقش في تطوره. وبقيت من نماذجه عدة رءوس نحت بعضها من الديوريت ونحت بعضها من الألباستر، وطعمت بعض عيونها بالمحار الأبيض واللازورد الأزرق، مما يعني أن الأحجار المناسبة للنحت كانت تستورد من أجله بخاصة، وقد بذل الفنانون فيها جهدًا ملحوظًا لإظهار تعبيرات الوجوه ومسطحات عظامها وهيئات الشفاة، وتصفيفات الشعر للرجال والنساء، وتفاصيل أغطية الرأس التي كان منها الشال والعقال للرجل والعصابة للمرأة، وإن ظلت العيون فيها جميعها جاحظة متسعة.
ومن أمتع ما بقي من هذه الرؤوس، رأسان تعتبران من روائع الفن الواقعي في عصرهما، إحداهما لأنثى "أو معبودة" نضرة الوجه زادت من حلاوتها نقاوة حجر المرمر الذي قدت رأسها منه، وقد انسابت جدائل شعرها على كتفيها من تحت عصابة رأس سميكة ملفوفة. والرأس الأخرى من الفخار لرجل ملتح يرتدي عمامة هرمية لطيفة فوق رأسه(5).
واحتفظت أور بمقابر بعض أمرائها وأثريائها، وشابهت ... المقابر في أسلوبها طرز المقابر القديمة التي سبقت العصر الأكدي فيها، وتميزت عمارتها ببناء سقوف حجرات دفنها على هيئة عقود مقبية أو على هيئة الهرم الناقص، مع استخدام الدبش فيها. وما من شك في أنها كانت تتضمن، مثلما تضمنت المقابر السابقة عنها، ما تعبر به عن ترف حياة أصحابها ورقة أذواق عصرهم.
من الأدب السومري:
احتفظت ألواح الألف الثاني ق. م وما بعده بآداب سومرية الصبغة والأسلوب، نسخها أصحابها عن أصول قديمة، وصعب تحديد عهود هذه الأصول تحديدًا مقنعًا، ولهذا لا نرى من بأس في أن نستشهد هنا بعدد منها خلال الحديث عن عصر إحياء الحضارة السومرية باعتباره عصر بلوغها ذروة نضوجها، دون أن ينفي ذلك احتمال تأليف بعضها قبله بكثير واحتمال تأليف بعضها بعده بقليل. وتضمنت تلك الآداب قصصًا وملاحم وأساطير ومحاورات دنيوية ودينية، كانت من أشهرها قصة الطوفان، وملاحم إينمركار، ولوجال بندا، ومغامرات جلجميش، ونزول الربة إنانا إلى العالم السفلي، ومحاورة الفلاح والراعي، ومحاورة الصيف والشتاء، ... ، وذلك فضلًا عن أمثال سائرة، ونصوص تعليمية تصور حياة الدراسة وتصور مواد التدريس، واشتركت هذه وتلك مع غيرها من الآداب القديمة في ملامح عامة، مثل غلبة الطابع الديني عليها، وكثرة استخدامها الرمز للتعبير عن الفكرة والحادثة، وكثرة التكرار اللفظي الذي يناسب الإلقاء والإنشاد أكثر مما يلائم القراءة، وصعوبة التمييز فيها بين ما هو شعر وبين ما هو نثر. ثم تميزت من ناحيتها بخصائص معينة ظهرت فيها أكثر مما ظهرت في غيرها، ومنها بداية بعض قصصها ومحاوراتها بملخص يمهد لها، أو بمقدمة ميثولوجية تكسبها نوعًا من القداسة.
تخلف من قصة الطوفان السومرية أقلها(6) وصور هذا القليل زمنًا بعيدًا خلق فيه آن وإنليل وإنكي ونينهورساج البشر "أصحاب الرؤوس السود"، والنباتات والحيوانات، وتكاثر الخلق والكائنات ونزلت الملكية من السماء إلى الأرض، حيث بدأ العمران من خمس مدن أشرف الإله آن "أو إنليل" على إنشائها في مواضع طاهرة وسماها بأسمائها، وهي: إريدو ... ولاراك وسيبار وشوروباك، وخصصها لعبادة خمسة من الأرباب والربات. ثم قضى بأن يغمر الفيضان الأرض لأمور لم تحتفظ بها السطور الباقية من القصة، وأعلن قضاءه في مجلس الأرباب، فدب الذعر في قلوبهم لا سيما ننتو وإنانا، وقلوب الملوك المقدسين. وكان أشدهم اهتمامًا به المعبود إنكي الحكيم رب مياه الأعماق، وملك صالح يدعى زيو سدرا. وأراد إنكي أن يخبر زيوسدرا باليوم الموعود بطريق غير مباشر، فأوحى إليه بأن يقف بجوار جدار مقدس وأن يستمع منه إلى صوته، وأتاه الصوت قائلًا: "سوف ألقي إليك كلمتي، فاستمع لأمري. بقضائنا سوف "يكتسح" الفيضان مراكز العبادة ويقضي على سلالة البشر. ذلك قرار مجلس الأرباب، وقضاء آن وإنليل ... ".ويبدو أنه نصحه بأن يبني سفينة كبيرة وينقل إليها ما تستطيع أن تحتمله من المخلوقات... ، فصدع بأمره وعمل بنصيحته.
وفي اليوم الموعود هبت الأعاصير هبة عنيفة وأطاحت بالعواصم ومراكز العبادة وصحبها فيضان كاسح، واستمر ذلك سبعة أيام وسبع ليال اكتسح الفيضان الأرض فيها ودفع السفينة قدمًا ...
وبعد فترة ما بزغ المعبود أوتو رب الشمس فأنار السماء والأرض، وفتح زبوسدرا فتحة في جدار سفينته وتطلع منها فرأى أشعة أنوار ربه، وعلم بصفحه، فركع وضحى من أجله بفحل وشاة: كما استرضى بقية الأرباب الكبار.
ونادى آن وإنليل: "نسمة السماء ... نسمة الأرض"، فظهرت الخضرة على الأرض من جديد ونما النبات، ووهب الرب الأكبر زيوسدرا حياة سرمدية، فعاش في أرض العبور أرض دلمون، دار الشروق على البحر، وكان خلوده سببًا في الحفاظ على النبات وعلى سلالة البشر والاحتفاظ بأسمائهم.
ويحتمل من سياق لوح صغير أن زيوسدرا كان قد تلقى الحكمة عن أبيه شوروباك أحد ملوك ما قبل الطوفان، وورد في وصاياه أنه شوروباك بن وبرتوتو، وكان من قوله لولده: نصيحة أقدمها لك فتقبل نصيحتي، وكلمة أقولها لك، فأعرها سمعك، ولا تهمل وصيتي ولا تتعد كلمتي. وقوله: لا ينبغي اقتناء حمار مزعج النهيق، ولا ينبغي زراعة حقل على الطريق(7).
وحظي جلجميش ملك أوروك(8) بنصيب كبير من القصص السومري، وترتب على كثرة ما كتب أن ظهرت له صورتان، صورة احتفظت له بشجاعته وجرأته ولكنها لم تأب أن تعترف بتسليمه بالأمر الواقع حين يتبين عجزه أمام عدوه، وصورة أخرى جعلته مغامرًا مغوارًا لا يهن له عزم ولا يشق له غبار مهما واجهه من المصاعب.
وظهر جلجميش في صورته الأولى حاكمًا على مدينة أرورك ولكنه كان بمدينته أقل منزلة من أجا ملك كيش التي أكدت الأساطير السومرية أنها كانت أول مدينة نزلتها الملكية بعد الطوفان، وربما كان تابعًا له، وبيدو أن أجا هذا اشتط ذات مرة في طلب الجزى منه، فثارت نفس جلجميش وابتغى أن يرفع النير عن بلده، فجمع شيوخ المدينة ودعاهم إلى امتشاق السلاح ضد كيش، ولكنهم آثروا السلامة مع الخضوع ولم يستجيبوا له، فلم ييأس وأعاد الكرة على جمهور شعبه فاستجاب الناس لدعوته وهللوا له وعز عليهم أن تخضع مدينتهم لعدو، وفيها إيانا معبد آن الذي نزل من السماء وأقامه الأرباب الكبار بأنفسهم حتى أصبحت جدرانه تلامس السحاب ...
واشتدت عزيمة جلجميش بتأييد شعبه، فنادى على تابعه وصديقه أنكيدو أن يدع أدوات الفلاحة جانبًا ويمتشق سلاح الحرب، وبلغ ذلك سمع أجا ملك كيش فخرج بجيوشه وحاصر أوروك. واستنفر جلجامش من رجاله من يستطيع مواجهة أجا، فنفر له بطل يدعى بيرهور توري، ولكنه ما كاد يخرج من بوابة المدينة حتى تكاثر الأعداء عليه وأسروه واقتادوه إلى ملكهم فلم يهن عزمه أمامه واستمر يشيد بمولاه جلجميش وشجاعته.
وصعد جلجميش على أسوار المدينة فخشي عليه رجاله، وخرج تابع أنكيدو يرقب البوابة. ولما رأى جلجميش عقم المقاومة وكثرة العدو سلم بالأمر الواقع، فنادى أجا وامتدحه وعظمه، مداراة له وخضوعًا للأمر الاقع، فرق له قلبه ورفع الحصار عن مدينته وشكره على أدبه وأمنه على بلده.
سجلت هذه الأسطورة على إحدى عشرة لوحة صغيرة في فترة ما من الألف الثاني ق. م، ورأى ياكوبسن وكرامر في استشارة جلجميش لجماعة الشيوخ ثم جمهور الشعب نوعًا من أساليب الديموقراطية القديمة واعتبرا الجماعتين أشبه ببرلمان من مجلسين للشيوخ والشباب(9). ولو أنه ليس من ضرورة للأخذ بحرفية هذا التخريج لأن القصة لا تحتمله.
وظهر جلجميش في صورته الأخرى يتحدى الموت ويحاول أن ينتصر عليه باكتساب شهرة فذة تخلد ذكره. وتخير مجال هذه الشهرة في أرض الأحياء أرض الأرز "هوروم" ليأتي ببعض أشجار أرزها إلى أوروك رغم أنف حاسرها المخيف هواوا.
واستفتى جلجميش أوتو رب الشمس وصاحب هذه الأرض فيما انتواه، وصور له قلقه من البقاء في مدينة يموت الإنسان فيها ويُفنى دون ذكر يخلده، فأشفق أوتو عليه من وعورة الطريق ومخاوفه، ولكنه بكى واستعطفه، فرق له واعتبر دموعه قربانًا له ووعده العون.
واصطحب جلجميش صديقه وتابعه أنكيدو، وجمع خمسين متطوعًا من الشبان الأعزاب الذين لا أم لهم ولا دار، حتى لا يشغلهم عن مهمتهم شاغل من الأهل وتسهل عليهم المغامرة. وقطع معهم الجبال السبعة التي تفصل بين أوروك وبين الأرض الموعودة ولما بلغها حاول صديقة أنكيدو أن يثنيه عن دخلوها وخوفه أهوالها، وذكره بحزن أمه عليه إن لقي حتفه فيها، فأقسم أبيه وأمه أنه لن يتراجع حتى يقاتل ذلك الكائن هواوا سواء أكان بشرًا أم إلهًا. وذكرت القصص أبا جلجميش باسم لوجال باندا وذكرت أمه باسم نينسون، وكانت أكثر احتفاء بها فوصفتها بالحكمة ودلتها النصوص الآشورية المتأخرة باسم نيسونا. وواصل جلجميش مغامرته حتى بلغ قصر هواوا الأرزي، وبعد أن قطع سبع شجرات وتركها إلى رجاله، اقتحم قاعة هواوا وهدده فيها ثم مال إلى أن يعفو عنه بعد أن ظهر عليه، ولكن أنكيدو خوفه عاقبة العفو عنه وشجعه على قتله وقطع رقبته. وليس من المستبعد أن هواوا هذا كان اسمًا رمزيًّا لزعيم أو جماعة عمل أو عملت على حرمان.
العراقيين من الحصول على أشجار الأرز من غابات لبنان واحتكرته دونهم فنسبت الأسطورة تحطيم هذا الاحتكار وأهله إلى مجهود بطلها العظيم جلجميش.
واحتفظت الألواح السومرية بأسطورتين أخريين قصيرتين لمقاتلة الأبطال لكائنات خرافية شريرة، تضمنت أولاهما مقدمة قصة جلجميش وإنكيو. وكان بطلها المعبود إنكي الذي أراد أن يثأر من الوحش كور لاختطافه الربة إرشكيجال واغتنامه إياها لنفسه في عالمه السفلي، فتتبعه في قاربه، وأخذ كور يرشق سفينة إنكي بالأحجار ويضرب قاعدتها ويسلط مياه البحر على مقدمتها، ولم تعرف نهاية هذه الأسطورة ولكن يبدو أن إنكي انتصر فيها وأيد انتصاره بتحكمه في مياه الأعماق وتسميته بإله آبسو(10).
وكان بطل الأسطورة الثانية "نينورتا" رب الرياح الجنوبية وابن إنليل "رب الهواء" وتنماخ التي لقبت بلقب " ... خرساج" ربما بمعنى ربة الجبل، وكان خصمه هو "أسج" "شيطان المرض القاطن في كرر، فتغلب عليه بعد جهد كبير، ولكن حدث بعد أن قضى عليه أن طغت المياه "المالحة؟ " الحبيسة تحت كور على سطح الأرض وغطت على مياه الأنهار، وأشاعت القحط، وظلت كذلك حتى عمل نينورتا على تكديس الأحجار فوق كور وجعل منها سد حجز به تلك المياه العظمى، وصرف ما غمر البلاد منها إلى نهر دجلة "؟ " وأزاح عن البلاد ما أصابها من كرب ومجاعة(11). ومن طبعات الأختام التي صورت قتال الأبطال للكائنات الخرافية ختم من أور صور البطل فيه بهيئة بشرية وصور مساعده على هيئة رجل برأس ثور.
وطرق السومريون فن الحوار الذي يقوم على التفاخر، وعادة ما يكون طرفاه اثنين من الأرباب أو من الحيوانات أو من الأشجار، أو يقوم على التقاضي أمام معبود أو عدد من الأرباب(12). ومن نماذجه حوار اشترك فيه أربعة: أوتو رب الشمس وأخته إنانا ورب الرعاة دوموزي ورب الزارعين أنكيدو. وهو حوار يبدو أن مؤلفه أراد أن يعبر به عن فصل من فصول الصراع الدائم في العراق بين أهل البادية وأهل الحضر، وأضطرار الزارعيين إلى قبول الرعاة في أرضهم عن تراض في بعض الأحيان وعلى مضض في أغلب الأحيان. ولا يخلو الجزء الباقي من هذا الحوار من تكرار وسذاجة، ولكنه لا يخلو من طرافة على أية حال، ويمكن تلخيصه على النحو التالي:
تقدم الراعي والفلاح لخطبة العذراء إنانا، ورغبها أخوها أوتو في قبول الراعي دوموزي وأغراها بكثرة ما لديه من اللبن والشحم والدسم، فأبت إلا زواج الفلاح. وقالت لأخيها لن يتزوجني الراعي ويطويني في ثوبه الصوفي، وسيتزوجني الفلاح الذي ينمي النبات ويزرع الحبوب.
وهنا تقدم الراعي بنفسه إليها واستنكر منها أن تفضل الفلاح عليه، وأخذ يثبت لها أن الفلاح ما امتلك شيئًا إلا وكان عند الراعي ما يقابله، فلديه شاته البيضاء التي تقابل ثوبه الأبيض، وعنده اللبن الأصفر الذي يقابل جعته الفاخرة، والجبن الذي يقابل خبزه ... إلخ، وادعى أنه يستطيع أن يعول الفلاح بفتات موائده، ويبدو أنها اقتنعت برأيه ومالت إليه، فتشجع وواجه الفلاح وبدأه بالمشاجرة فاتقى الفلاح شره ولاينه ودعاه إلى أن يترك أغنامه ترعى في حقوله وترتوي من قنواته، فلانت شدة الراعي بدوره ومال إلى مصادقته ودعاه إلى عرسه لا سيما بعد أن عرض عليه أن يهدي عروسه بعض خيراته.
صور الأدباء السومريون عالم الموتى "كور" باعتباره عالم الظلام والمخاوف وعالمًا لا رجعة منه(13). وحملت كلمة كور معاني كثيرة ومنها معاني الجبل والقطر الأجنبي والمتاهة والفراغ الكائن بين سطح الأرض وبين المحيط الأزلي(14). ومما يستشهد به عن عالم الموتى أسطورة عرفت اصطلاحًا باسم "نزول إنانا إلى العالم السفلي".
وتروي الأسطورة أن إنانا اشتاقت إلى أن ترى ملك أختها الكبرى إرشكيجال ربة العالم السفلي، فتركت دنيا الأرض والسماء، وهجرت معابدها، ولكنها لم تنس فتنتها وزينتها فاكتحلت بكحل يسمى "دعه يأتي، دعه يأتي" وأصلحت هندامها، وتزينت بحليها الفاخرة وكانت منها قلادة تسمى "تعال يا رجل، تعال ... " وتحصنت برموزها السحرية السبعة واصطحبت تابعها الأمين "ننشوبر" إلى بوابة العالم السفلي، ولكنها تخوفت ما عساها تلقاه في ذلك العالم المجهول لا سيما من أختها اللدود ربة الموت والظلام، فأوصت تابعها بأن يترقب عودتها ثلاثة أيام فإن لم تعد إليه ملأ السماء صياحًا، واستصرخ الأرباب لإنقاذها.
وعندما اقتربت إنانا من قصر اللازورد عند مدخل العالم السفلي بدأت بأسلوب التعاظم وخاطبت الحارس بجفاء وأمرته بفتح بابه وذكرت له أنها "إنانا من مشرق الشمس"، فرد عليها بمثل لهجتها وقال لها، إذا كانت إنانا من مشرق الشمس، فلم أتيت إذن إلى أرض لا رجعة منها، وطريق لا يعد منه مسافر، وكيف طاوعك قلبك على ذلك؟ "، فادعت أنها علمت بمقتل زوج أختها الكبرى، السيد جوجا لانا، وأنها تود أن تحضر مراسيم جنازته، فاستأذنها في أن يبلغ الأمر لمولاته، ولما قص لمولاته قصتها ووصفها لها عرفتها وأمرته بأن يفتح لها مزاليج العالم السفلي السبعة وأن يجعلها تنحني في حضرتها، فأطاع امرها، وأدخل إنانا، وكانت كلما دخلت بابا نزعوا عنها أحد رموزها وحليها، فإذا سألتهم عن سر ذلك قالوا لها "اصمتي إنانا فتقاليد العالم السفلي قد استقرت، فلا تناقشي مراسيمها"، حتى إذا بلغت البوابة السابعة نزعوا عنها ثوبها، وأدخلوها على أختها التي استوت على عرشها فانحنت أماها عارية، ولم يلبث أعوانها القضاة السبعة "وهم فريق من الأنوناكي" أن ثبتوا عليها عيون الموت وقالوا كلمتهم بصرخة التجريم، فسقطت صريعة، فأخذوها وعلقوها في مسمار ... !
ومرت ثلاثة أيام على مصرعها، فعمل تابعها بوصيتها وملأ السماء نحيبًا من أجلها، واتجه إلى المعبود إنليل وبكى عنده وقال له فيما قال: "أيها الوالد إنليل، لا تترك ابنتك تهلك في العالم السفلي، لا تدع معدنك الطيب يعلوه الغبار، لا تدع لازوردك الحر يتفتت ... "، فقابله إنليل ببرود ورد عليه بما يفهم منه أنها هي التي اختارت مصيرها بنفسها ولم يجبرها أحد على أن تفعل ما فعلته.
وأعاد التابع الكرة على المعبود ننار رب القمر فلقي منه مثلما لقي من إنليل، فاتجه إلى إنكي رب الحكمة ووجد عنده بغينه، فخلق إنكي معبودين من درن قلامة ظفره المصبوغ باللون الأحمر، ووهب أحدهما طعام الحياة وأوصاه بأن ينثره على جسد إنانا ستين مرة، ووهب ثانيهما ماء الحياة وأوصاه أن يسكبه فوق جسدها ستين مرة، وأكد عليهما ألا يقربا نبات العالم السفلي ولا ماءه، فصدع الرسولان بما أمرهما به، وبذلك استخلصا جثة الملكة من مسمارها ونثرا عليها طعام الحياة وماءها فاستعادت إنانا حياتها، وتأهبت للصعود من العالم السلفي، ولكن الأنوناكي اشترطوا لخروجها أن تخضع للعرف القاضي بألا يخرج أحد من عالم الظلام دون تقديم بدليل عنه، فرضخت مرغمة واصطحبها زبانية الوت ضمانًا لوعدها، فقصدت بهم مدينة أوما ثم مدينة باد تبيعها ابتغاء التضحية بربيهما، ولكن هذين أظهرا لها الخضوع والتذلل حتى انصرفت عنهما واتجهت إلى كلاب دار زوجها دوموزي، وبدلًا من أن ينزل هذا لزوجته اعتلى عرشه، فحرضت الشياطين عليه ونطقت ضده بصرخة التجريم قائلة "أما هذا فخذوه" فبكى دوموزي حتى اخضر وجهه وتضرع إلى أخ زوجته أوتو رب الشمس أن يعينه وذكره بأنه هو الذي يزود بيت أمه بالزبد ويزود بيت ... باللبن.
وانتهى هنا الجزء الباقي من الأسطورة، ويبدو أن دوموزي لم يجد من ينجده فهبط العالم السفلى واستقر فيه، وظل النواح يتكرر عليه كل عام حتى حرمته التوراة وقال عنه النبي حقيال إنه لأمر بغيض.
وصورت إحدى لوحات قصة جلجميش محظورات العالم السفلي، في حديث جلجميش لصديقه وتابعه أنكيدو حين تطوع للنزول إلى العالم السفلى ليستنقذ منه آلتين موسيقيتين للربة إنانا، وأوصاه بألا يرتدي ثيابًا نظيفة وألا يتعطر وألا يأخذ معه عصا الرماية ولا يلبس نعلًا ولا يقبل زوجته أو يضربها ولا يقبل ولده أو يضربه، وكل ذلك حتى لا يستثير شياطين العالم السفلي ضده. ولكن إنكيدو تهاون وارتكب المحظور فأطبق عالم الموتى عليه وعجز عن الصعود منه. وعندئذ استنجد صديقه جلجميش رب الحكمة إنكي لينقذه، فأمر أوتو إله الشمس أن يثقب ثقبًا في العالم السفلي وأن يسمح لشيخ إنكيدو بالنفاذ منه، ففعل. وعندما خرج الشيخ عانقه جلجميش وأخذ يسأله عما شهده في العالم السفلي عن مصير أصحاب الأولاد وشهداء الحرب والذي لم يدفن والذي حرم من القربان ... إلخ.
وصور أحد الألواح السومرية مصير أورنمو ملك أور حين نزل العالم السفلي "كور" فاسترضى أربابه السبعة الكبار بالقرابين، كلًّا منهم في قصره، وترضى كاتبهم، واستقر في قصره حيث رحب الموتى به، وحيث زاره جلجميش الذي غدا بعد قاضيًا في العالم السفلي ولقنه مراسيم العالم الآخر، ولكن ما انقضت سبعة أيام ثم عشرة حتى حن أورنمو إلى مدينته التي لم يكمل أسوارها، وإلى قصره الذي تركه دون تطهير، وإلى زوجته وولده، وأخذ يتسمع نحيب بلاد سومر عليه وينتحب لبكائها(15).
عرفت دور العالم عند السومريين باسم بيوت الألواح "أي - دبا" سواء في ذلك إن كانت دورًا للتعليم فعلًا أم كان مجرد خزائن للكتب "مع شيء من التجوز في التعبير عن الألواح باسم الكتب". وكان المشرف عليها يُدعى أوميا، أي الخبير، ويلقب بلقب أبي الدار إذا كان معلمًا، ويشاكه في إشرافه على تلاميذه وعقابهم عريف أو أكثر. ولم يعثر بعد على مبانٍ يمكن القطع باعتبارها مدارس فعلية، وكل ما يمكن تقديمه في هذا السبيل، معلقًا على الاحتمال وحده، عدة بيوت وجدت في كل من مدن نيبور، وسيبار "أبو حبة قرب بغداد"، وأور، وتل حرمل "قرب إشنونا"، قد تكون بيوت معلمين أو مدارس؛ لأنها تميزت عما سواها بكثرة ألواح الكتابة التي وجدت فيها، ثم حجرتان في بيت بمدينة ماري "تل الحريري" اشتملتا على صفوف من المصاطب مختلفة السعة بنيت من الآجر، تتسع الواحدة منها لشخص أو شخصين أو أربعة أشخاص، وقد تكونان مكتبًا أو مدرسة.
ولما كان الخط المسماري خطًّا معقدًا في أشكاله الاصطلاحية وفي تعبيراته، كان من الطبيعي أن يستهلك التلميذ في تجويده سنوات طويلة، يتعلم خلالها ما يناسب سنه من صيغ الرسائل وقصائد المعبودات والمقطوعات الأدبية والأسطورية المناسبة، وعددًا من المفردات التي تتناول مطالب بيئته وخصائها، كأسماء الوظائف وأسماء الحيوانات وأسماء الأشجار والنباتات، وأسماء المعادن والأحجار، وهلم جرًّا(16). ووجدت لوحة في تل حرمل تتضمن أسماء مئات من الأشجار والقصب والمواد ومنها حوالي مائة اسم لطيور خصص كل منها في نهايته بصورة طائر. وكان اسم مؤلفها أو ناسخها هو: أرا - إيمتي، وقد سجل اسمه فيها وقدم له بأسماء عدد من الأرباب رعاة المعرفة والآداب كما لو كانوا قد شاركوه كتابته بإيحاءاتهم فقال: نيدابا - خاي - جشتن - أنا - أرا - إيمتي بن نورم لبسي الكاتب كتبوه.
وقدم صمويل كرامر نصًّا مسماريًّا وصف تلميذ في طرفًا من حياته المدرسية بناء على أسئلة وجهت إليه(17)، ويفهم من ترجمة كرامر للنص أن التلميذ كان يبكر فيأخذ من أمه رغيفين، وينطلق إلى المدرسة مترددًا وهو يحسب للعريف ألف حساب، وعند دخوله يحرص على تحية المعلم، ثم يستظهر لوحة في فترة الصباح، وبعد أن يتناول غذاءه، يكتب لوحة الجديد أو يستكمله، وفي العصر يتلقى درسه المكتوب، وبعد الانصراف يعود إلى داره فيطلع أباه على درسه وعلى ما استظهره في يومه. غير أن مجهوده لم يكن يعفيه من أذى الضرب في المدرسة جزاء الثرثرة وكثرة الحركة أو جزاء الهرب أو لرداءة خطه. ولم يكن لمثله إلا أن يلجأ إلى أقصر الطرق، فأشار على أبيه بدعوة المعلم في داره ومهاداته، فاستجاب الأب وأكرم المعلم وكساه وأهداه. ويفعل الاسترضاء فعله، فما أن يعيد الولد قراءة ألواحه أمام معلمه حتى يستبشر المعلم ويعلن رضاه عنه ويبرر هذ الرضا بما تبينه من طاعته وعمله بإرشاداته ويبشره بمستقبل باسم يتفوق فيه على أقرانه بعد أن أصبح من مريدي المعرفة.
وبغير أن نفسد جمال الصورة التي رسمناها للآداب السومرية، لا بأس من أن نضيف إليها حقيقة واقعة، وهي أن ما استشهدنا به منها يمثل إنتاجها الرقيق وحده، أما غثها فكثير. وفيما بين الغث والثمين وقع أدب ديني أسطوري صور كيد الأرباب السومريين بعضهم لبعض وإسفاف بعضهم مع بعض وذلك بما يمكن تعليله بأن السومريين الأوائل عاشوا لفترات طويلة أمام الطبيعة وجهًا لوجه، ووجدوها طبيعة صاخبة بهيمية غير متميزة، فألصقوا نفس الصفات بأربابها، ثم تعدوا هذه المرحلة من التفكير بعد أن تهذبت حضارتهم، ولكنهم لم ينسوا تمامًا تصورات أجدادهم الأولى، فأورثوها لأحفادهم. وقد مر بنا من صورها كيف تخيلوا القمر وُلِدَ سفاحًا، وكيف اغتصبت إنانا ألواح القدر في إنكي. وصورت أسطورة لهم شدة حسد المعبود إنكي للمعبود إنليل على اجتماع الناس على عبادته بلسان واحد، الأمر الذي أدى به إلى أن أشاع الوقيعة بينهم وبين ربهم إنليل، وبلبل ألسنتهم، وذلك على الرغم من أن إنكي الحسود هذا كان يوصف بالذات بأنه حكيم الأرباب. وربط صمويل نوح كرامر بين هذه الأسطورة وبين ما رواه العبرانيون عن قصة برج بابل ووحدة الألسن القديمة ثم بلبلتها فيه نتيجة لغيره ألوهيم من طموح الإنسان ليكون شبيهًا بإلهه.
وصورت أسطورة أخرى المعبودة إنانا، بعد نزولها من السماء على هيئة بغي مقدسة أدركها التعب فنامت تحت شجرة في بستان بأرض شوبر "في غرب إيران"، فغافلها البستاني وقبلها وضاجعها ثم هرب منها إلى بلاد سومر بلاد إخوته أصحاب الرؤوس السود، واحتمى بعمرانها، فصبت إنانا نقمتها على بلده وسلطت عليها عواصف مدمرة وملأت آبارها بالدم.
وأضافت أسطورة ثالثة عن بداية الخلق في جنة تلمون، أن إنكي رب الحكمة ضاجع ننخرساج وأنجب منها فتاة، ثم طمع في ابنته منها واستولدها حفيدة، وضاجع الحفيدة واستولدها هي الأخرى، وظل كذلك حتى نبهت ننخرساج الزوجة الجدة حفيدتها الرابعة ألا تستسلم لجدها حتى يمهرها بنوعين من النبات، فأتاها بالمهر ونكحها هي الأخرى. وهنا سلمت الجدة بالأمر الواقع, وانتوت الانتقام، واستخدمت النباتين في توليد ثمانية أنواع جديدة من النباتات، وكان لها هدف معين منها. فلما رأى الجد النهم النبت الجديد طمع فيه وأكله، فلعنته ننخرساج وهجرته. ولما أصابه السقم وأوشك على الهلاك، جد في البحث عن زوجته الغاضبة ولم يدله عليها غير ثعلب. ولما كانت حكيمة، كما تقول الأسطورة، وضعته بين وركيها وأخرجت من مواطن دائه تسعة أولاد(18)، بعد أن استعبر بنتيجة ما فعل.
__________
(1) Antiquaries Journal, 1925, 437 F.; 1934, Pl. Xlix; H. Lenzen, Die Entwicklung Der Zikkurrat, 47 F.; L. Woolley, Ur Excavations, Ii, 1939, Pl. 41.
وانظر سومر 1961 - ص5.
(2) Frankfort, The Art And Architecture…, 69.
(3) Leo Legrain, "The Stele Of The Flying Angles", Museum Journal, Xviii "1927", 75 F.
(4) Frankfort, Op. Cit., Pl. 54 A.
(6) Op. Cit., Pl. 54 B-C.
(5) بقي من ألواحها ثلث لوح وجد في نفر، كتب في العصر البابلي عن أصل سومري قديم.
(6) Kramer, Anet, 43 F. "And References; M. Civil, the Sumerian Flood Story, Atrahasis, 1969; W.G. Lambert Babylonian Wisdons Literature, Exford, 1960, 92 F.; Civil Et Biggs, Ra, Lx, 1-5; R.D., Biggs, Anet, 1969, 594-5.
وراجع ص401 وحاشية 3.
(7) ذكرت النصوص الإغريقية للعصور المتأخرة زيوسدرا باسم Xisouthros واعتبرته خلفا للملك Otiartes - تحريفا للاسمين القديمين.
(8) كرامر: من ألواح سومر - لوحتا 61 - 62، ص434 - 435.
(9) Th. Jacobeen, "Primitve Democracy in Ancient Mesopotamia", Jnes, 1945; Kramer, American Journal of Archacology, 1949.
(10) كرامر: من ألواح سومر - الفصل 20 - ص284 - 286.
(11) نفس المرجع: ص286 - 289.
(12) L. Woolley, Ur Excavations, the Royal Cemetery, 359.
See, J.J.A. Van Dijk, La Sagesse Sumero-Accadienne, 31 F.; W.G. Lambert, Babylonian Wisdom Literature, 1969, 150 F.
(13) Kramer, Jcs. Ii, "1948", 60 F.; Anet, 41 F.
(14) كرامر: من ألواح سومر - ص261، 282.
(15) كرامر: المرجع السابق - ص262.
(16) نفس المرجع: ص47.
(17) نفس المرجع - الفصل الثاني - لوحتا 11 - 12.
(18) Kramer, From The Tables…, Ch. Xi, Xxv; Basor, 1945 "Supl. No. 1"; Anet. 73 F.; Th. Jacobsen "J.A.", the Intellectual Adventures of the Ancient Man, 157 F.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|