المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6763 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



مدينة بابل  
  
2702   11:22 صباحاً   التاريخ: 31-10-2016
المؤلف : ايمان شمخي جابر المرعي
الكتاب أو المصدر : اقليم بابل في كتب البلدانيين
الجزء والصفحة : ص33- 57
القسم : التاريخ / الامبراطوريات والدول القديمة في العراق / بابل /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-10-2016 1490
التاريخ: 2023-07-24 1275
التاريخ: 31-10-2016 1285
التاريخ: 31-10-2016 1517

 ( التسمية ، الحدود ، الوصف ، العمران )

  ورد اسم بابل في النصوص المسمارية بصيغة Ka-DINGER Ra-Ki وتعني بوابة الاله فـ (KA) تعني بوابة و (DINGER) اله و (RA) لاحقة دالة على المدينة(1) . تماثلها Bab-ilu بالأكدية والتي تعني باب الاله او باب الالهه ، والتي اعتمدت في العبرية (باب-ايل) لفظا" ومعنى(2) .

تعود اقدم اشارة لبابل الى عهد سلالة اور الاولى (في حدود 2650 ق.م) استنادا" الى كسرة من حجر الكلس تعود لـ الايشياكوم وهو ابن اخ ايلوم حيث يكتبها (باركي باروربما) ويقرأ (بارباركي) ويصف نفسه بأنه باني معبد الاله مردوخ . ويرى سولبيركر ان هذه الاشارة اقدم ذكر لإله بابل من العهود ما قبل البابلية القديمة(3) .

وتعود الاشارة الاخرى لبابل الى عهد السلالة الاكدية (2371-2330 ق.م) وذلك في حدود سنة 2350 ق.م بصفتها موضع رفع منه سرجون (2371-2316ق.م) ملك اكد الاتربة (نساهو) من حفرة طين (ايسو) في بابل وكومها قرب او امام اكد وسماها بابل ، وفسر وايزمان هذه الاشارة بأن بابل اسم لموقع قائم قبل قيام سرجون بأقامة بلدة شبيهة ببابل في اكد*(4) .

وترد اشارة للمدينة خلال حكم  الملك الاكدي شاركالي شاري (2217-2193 ق.م)* وذلك من خلال الصيغة السومرية لأسم المدينة (KA-DINGERRA-KI) كادينكراكي والتي يضارعها في اللغة الاكدية (Bab-ilim) وهي اشارة ترجع تأسيس المدينة الى العصر السومري القديم(5) . ويعلق ادموند على ذلك بالقول ان اسم بابل كان (باب ايليم Bab-ilim) مدونا" بالأسلوب العلمي – السومري – الذي ربما اطلق على المدينة التي اعيد بناؤها على يد سرجون على موقع المستوطنة الاقدم (باربار)(6).

ويعود مصطلح بابل الى الظهور من جديد بعد مرور قرن ونصف وخلال حكم شولكي (2094-2047 ق.م) وخلفائه وبمعلومات اكثر غزارة فقد ورد ذكرها (38) مرة في (36) وثيقة(7).

وذكرت بابل في اخبار سلالة اور الثالثة (2112-2006 ق.م) او (2113-2004 ق.م)**وذلك بالصيغة السومرية التالية (KA-DINGER-Ma-Ki) التي يرجح الاثاريون قرآتها باللغة الأكدية على الشكل التالي (Bab-ilim-Man) أي بوابة الاله ، لكن المقطع babu)) بوابة او باب تليه حالة المضاف اليه الشاذة او الغريبة في قواعد اللغة الأكدية ، ويبدو ان موقع مدينة بابل في منطقة سهلية دفعت الباحثين الى الاعتقاد ان اسم المدينة الاصلي ، كان حقا" بابلا (Babil’a) ، لم يكن في اصوله سومريا" او جزريا" بل يرجع بأصوله الى لغة سكان سبقوا (السومريين) و (الجزريين) الذين اطلق عليهم لاندزبيركر(الفراتيين الاوائل)(8) . وهذا معناه ان المدينة بابل اقدم بكثير مــن  الاكدية القديمة وقد اسسها سكان الرافدين القدماء(9) .

نستنتج مما تقدم ان مصطلح (كا - دينكركي) والذي يعد الاسم القديم لمدينة بابل ورد في النصوص المسمارية التاريخية لـ (شاركالي شاري) العائدة لمدينة اكد ، ثم ورد بصيغة (كادينكركي) في زمن سلالة اور الثالثة ، وان المقطع (Ma) بين (دينكر) و (كي) كان بطريق الخطأ على ما يبدو حيث استخدم هذا الاسم بشكل مطول (كادينكرراكي Kadingir ra Ki) وحتى وقت متأخر ويعني (باب الاله) او (باب الالهه) يضارعها في الاكدية (Babilu بابيلو) ويرتبط بالباب المقدس . وفي احد النصوص النثرية ترمز هذه التسمية بابل لأسم باب (كيشكالا)(10) . اما ورودها في زمن سلالة اور الاولى بشكل (باركي باروربما) وقراءتها (بارباركي) ، وكذلك ورودها زمن السلالة الاكدية في عام 2350 ق.م كان بمثابة اشارات بسيطة للمصطلح او بدايات نشوءه ، اما ظهور المصطلح فكان في زمن شاركالي شاري.

اطلقت التوراة على المدينة اسم بابل(11) . وأطلق الاغريق على بابل في العهود القديمة اسمي (اشوريا) و (بابلونيا) دون تفريق ، الا انهم اخذوا بعد ذلك يفرقون تدريجيا" بين الاسمين أي المعاني الدلالية الدقيقة ، فأطلقوا اسم (بابلونيا Babylonia) على المنطقة التي يصب فيها نهرا دجلة والفرات(12) . وورد ذكرها في النصوص الفارسية القديمة على هيئة (بابيروس Babirus))(13) .

كما عرفت مدينة بابل بأسم (تنتير)(14) Ti ntir)) ، او (تنتيره Tintira ) او (تنتيركي Tin-tir-Ki)التي ترجمت الى روضة الحياة ، او غابة الحياة(15) . او محل شجرة الحياة(16) ، او موطن الحياة(17) . ويرادفها في اللغة الاكدية (شوبات بلاطي Subat - Balati) ويعتقد طه باقر انها ظهرت لأول مرة في سلالة بابل الاولى(18) .

ويطلق على بابل تسمية (الشو-ان-نا) او (شو-انا-كي Sa-anna-Ki) والتي تعني اليد السماوية او الرحمة السماوية(19) .

وتسمى ايضا" (كيشكالا Gisgalla) وتعني البوابة او المدخل(20) ، او المكان الذي فيه الرواق الكبير(21) .

ومن اسمائها (نن-كي Nun-Ki) ولهذه التسمية صلة بمعتقدات مملكة اريدو وطبقا" للتسمية المختارة في اريدو اصبحت تعبر عن العلاقات بين (مردوخ) و (ايا)(22).

ومن مسمياتها (أي-كي E-Ki) والتي تعني مدينة القنال او منطقة الاقنية(23) .

ومن الاسماء الاخرى التي اطلقت عليها (اريدو Eridu) و (دينكوسكوسا Dinkuskuse) و (اوروكوك)(24) Urakug)) . ويعتقد العلماء ان هذه الاسماء كانـت كلها لأرباض او احياء او مزارع الحقت ببابل او ضمت اليها فأطلقت عليها اسماؤها(25).

ومن الاسماء التي اطلقت عليها في الفترة البابلية الحديثة (بابلان Babiu) التي استخدمت بشكل كبير الى تسمية (بابيلوني Babilani) والتي تعني ايضا" باب الاله(26).

وذكرت بابل في التوراة بأسم بابل(27) ، شيشك*(28) ، وشنعار(29) ، او بلاد الكشديم(30).

وورد ذكر بابل في القرآن الكريم اذ قال تعالى : (( وما انزل على الملكين ببابل هاروت وماروت…))(31) .

 وعرفها اللغويون بأنها موضع بالعراق ينسب اليه السحر والخمر ، وقال الاخفش بابل اسم لا ينصرف الى تأنيثه وتعريفه لأنه يتكون من اكثر من ثلاثة احرف(32) ، وهو بلد السريانيين(33).

ويتفق اللغويون على ان اسم بابل مأخوذ من حدث البلبلة التي هي اختلاط الالسنة وتفريق الاراء والمتاع(34) ، وتبلبلت الالسن أي اختلطت قيل وبه سمي بابل العراق(35).وحدث البلبلة التي عمت الناس بعد ان فرق الله السنة اهلها على اثنين وسبعين لسانا" حسب رواية التوراة ومفادها : ان البشر بعد الطوفان اجتمعوا ببابل وكانت لغتهم السريانية(36) ، فلما كثر ولد نوح (ع) ببابل ضاقت بهم فأصبحوا ذات يوم وقد تبلبلت السنتهم – أي كل يبلبل بلسانه – فتغيرت الفاظهم وقد مج كلام بعضهم في بعض فتحدثت كل فرقة منهم باللسان الذي عليه اعقابهم الى اليوم فسمي الموضع بابلا ثم تفرقوا من ارض بابل(37)  . وكان عدد الالسنة التي تحدثوا بها اثنين وسبعين لسانا"*(38).

وينقل البكري عن الحسن بن احمد بن يعقوب الهمداني قوله : ان اسم بابل مشتق من اسم المشتري ، ((وبابل باللسان الاول ترجمته المشتري بالعربية))(39) .

ويزعم اهل التوراة ان بابل تأتي بمعنى الفرقة(40) .

ويرى المسعودي ان الكلدانيين كانوا يطلقون على بابل اسم (خنيرث)(41) ، اما البكري فيذكرها بأسم (خيتارث)(42) ، والهمداني يذكرها بأسم (خنيراث)(43) .

واستخدم النبط والفرس اسم (بابيل) ويفسرها حكمائهم انها سميت بهذا الاسم اشتقاقا" من اسم المشتري وهو بلغتهم الاولى (بيل) وذلك لوقوع هذا الاقليم في حصة المشتري(44) .

واطلق الفرس اسم بابل على الاقليم الرابع مرادفا" لأسم ايرانشهر ويذكر ابن خرداذبه ان بابل قلب ايرانشهر وقلب العالم(45).

حدود بابـل:

ظهر مصطلح بلاد بابل في الالف الثاني قبل الميلاد حيث سبق وجود المدينة وكان يشتمل على (بلاد سومر) الذي يعني الجزء الجنوبي من وادي الرافدين ، وعلى (بلاد اكد) الذي يعني الجزء الشمالي منها(46) . علما" بأن حدودها كانت تتمثل بالخـط الذي يمتد بين هيت وتكريت من الجهة الشمالية الغربية ، وبالبادية العربية السورية من الجهة الغربية ، وبالخليج العربي من جهة الجنوب ، وبنهر دجلة والسلاسل الاولى لجبال بوشته كو من جهة الشرق(47) ، وبجبل حمرين جنوب الزاب الاسفل من الجهة الشمالية والشمالية الشرقية(48) .

ويرى برستد ان بابل هي المنطقة التي يقترب فيها النهران (دجلة والفرات) من بعضهما فيسيران في وادي واطيء خصب التربة تكون بفضل رواسب النهرين الى منطقة مصب النهرين في الخليج العربي جنوبا" على بعد (320) ميل تقريبا" من الخليج ، هذا الوادي هو ارض بابل الذي يكون الحد الشرقي للهلال الخصيب(49) .

ويبدو ان مصطلح بابل الذي ارتبط بالمدينة اصبح يشمل كل البلاد التي كانت تعرف ببلاد(سومر واكد Ki-en-giu uri)*. فبلاد اكد تشمل المــدن التاليـة (اكـــد)** وسبار – ابوحبة)* و (كوثى – تل ابراهيم)** و (بابل)*** و (كيش – تل الاحيمر)**** و (بورسيبا – برس نمرود)***** و (دلبات)****** و (مرد)*******(50) و (اوبي –باحمشا)(51) .

وبلاد سومر تشمل مدن (نفر-نيبور)******** التي تعد حد سومر الشمالـــي و (الوركاء –ارك)* و (لارسا-السنكرة)** و (ايسن – ايشان بحريات)*** و (ادب –بسمايه)**** و(شروباك – فارة)***** و (لكش – تلول الهباء)****** و (اوما-جوخه)******* و (زبلام- بزيخ)******** و (اور)********* و (اريدو)**********(52).

واستخدم ابن وحشية مصطلح اقليم بابل*********** اسما" للأراضي التي تمتد من الموصل والجزيرة شمالا"(53) ، الى الابله والمصب(54) ، والى حد النهر المسمى بأكسدان جنوبا"(55) ومن حلوان شرقا"(56) ، الى البر الذي يكون على طرف نواحي طيزناباذ وسورا  وبرساويا(57) ، والعذيب غربا(58) وهو تحديد يعكس وعيا" بالوضع الذي كانت عليه ايام سلالة بابل الاولى .

والى هذا التحديد تقريبا" ذهب البلدانيون المسلمون فأنهم قد اكثروا من استخدام اسم بلاد بابل مرادفا" لـ (العراق) او (السواد) ، ولعل اهم واقرب الاراء الجغرافية التي ذكرت بشأن هذا التحديد الجغرافي لبابل ما ذكره ابن رسته (ت 310هـ) الذي يطلق تسمية بابل على السواد بوصفها اقدم هذه المواضع كلها عندما كانت بابل مقرا" لعبادة الاصنام والاوثان في الدهر القديم(59) .

ويقول المسعودي (ت 346هـ) عن اقليم العراق : ((هذا الاقليم يسمى بأسم قرية من قراه يقال لها بابل على شاطىء نهر من انهار الفرات بأرض العراق))(60) ويؤيد قوله الاصطخري (ت بحدود 350 هـ) وابو الفداء (ت732هـ) الذي يروي عن ابن حوقل (ت367هـ) على ان بابل قرية صغيرة الا انها اقدم ابنية العراق ونسب ذلك الاقليم اليها لقدمها وبها آثار ابنية تشبه ان تكون في قديم الايام مصرا" عظيما"(61) .

وللمقدسي (ت375هـ) رأي مشابه اذ يقول : (( ان الاقليم هو اقليم العراق واكثر الناس لا يعلمون اين بابل))(62) . ويتفق معه البكري (ت487هـ) في اطلاق تسمية بابل على العراق حين يذكر قولا" للحسن بن احمد بن يعقوب الهمداني فيقول : ((وربما سموا العراق بابلا"))(63) .

اما عن حدود بلاد او اقليم بابل والتي تطابق حدود العراق او السواد عند البلدانيين فهي عند ابن رسته (ت310هـ) السواد : طولا" من حد اثور وهي الموصل من قرية تسمى العلث من طسوج بزرجسابور وقرية تعرف بحربا من طسوج مسكن بينهما عرض دجلة الى آخر الكورة المعروفة ببهمن اردشير وهي من فرات البصرة التي تبلغ جزيرة منها متصلة بالبحر تعرف بميان روذان فالفراسخ مائة وخمسة وعشرون فرسخا" ، وعرضها من عقبة حلوان الى العذيب مما يلي البادية ثمانون فرسخا" يكون ذلك مكسرا" عشرة آلاف فرسخ(64) . ويتفق معه البكرى (ت 487هـ) في تحديده للعراق او سواده(65)* .

نستنتج مما تقدم ان البلدانيين والعرب اطلقوا اسم بابل على المدينة والاقليم(66) . ثم اصبحت تعني العراق او السواد(67) ، كما نستنتج ايضا" ان هذين اللفظين (العراق والسواد) اصبحوا لفظين مترادفين يقصد بهما اقليم بابل بأجمعه(68) ، أي بلاد بابل القديمة(69) .

واستخدم مصطلح (اقليم العراق) او (السواد) في زمن الدولة العربية الاسلامية أي في فترات حياة البلدانيين انفسهم اما فيما سبق كان يعرف ببلاد بابل او اقليم بابل . اما حدوده عند البلدانيين فنلاحظ ان الحدود الجنوبية والشرقية والغربية فمتفق عليها عند جميعهم . ويقع الخلاف في الحدود الشمالية التي رسمها البعض عند الانبار – تكريت ومنهم المقدسي والاصطخري . ورسمها البعض الاخر عند هيت – تكريت ومنهم المسعودي ورسمها ابن رسته عند عانات – الموصل . ويلاحظ ان البلدانيين الذين اتفقوا على الخط الشمالي اختلفوا في اسم المدينة .

وعلى الرغم من شمولية اطلاق اسم بابل على العراق برمته في الكتابات القديمة ، فأن اللافت للنظر ان بابل في عهد البلدانيين كانت عبارة عن قرية صغيرة(70) ، وقد اطلق اسمها على الطسوج السادس من استان البهق باذ الاعلى في التقسيم الاداري للعراق الذي اخذ عن الساسانيين(71) ، ويروي هذا الاقليم نهر سورى احد فروع نهر الفرات الذي يجري في وسط مدينة بابل(72) .

وأطلق الفرس اسم بابل لشهرته على الاقليم الرابع مرادفا" لـ (ايرانشهر)وكانت بابل قلب ايرانشهر والعالم ، وحدود هذا الاقليم – أي الرابع – حده الغربي الثعلبية وهي اول محطة في الطريق الواصل من الكوفة الى مكة ، وحده الشرقي نهر بلخ ، والشمالي بين نصيبين وسنجار ، اما الجنوبي فيكون وراء الديبل من ساحل المنصورة في بلاد السند(73) . ولكن هذا لا يعكس امتدادا" اداريا" للأقليم .

وصف الاقليم :

يمكن القول اجمالا" ان طبيعة اقليم بابل هي ذاتها طبيعة العراق الحالية اذ من غير المتوقع حدوث التغيرات الكبرى في بضعة آلاف سنة فأرضه في القسم الشمالي جبلية تنحدر جنوبا" فاذا عبرت خط سامراء على دجلة وهيت على الفرات اصبحت سهلية منبسطة (تنحدر من الغرب الى الشرق في قسمها العلوي وتنحدر من الشرق الى الغرب في قسمها السفلي) . يخترقها نهرا دجلة والفرات من الشمال الى الجنوب والروافد تغذيها . غير ان هذا لا ينفي وجود تغيرات ففي ثلاث مناطق من العراق تظهر مؤشرات متغيرات طبيعية ففي جنوب العراق بقيت الارض في عملية تكون ليس فقط في اقسام اليابسة على حساب الماء في الخليج انما على حساب انقلاب نهري دجلة والفرات ايضا" بدءا" من خط يمتد من جنوب الكوفة على الفرات الى جنوب واسط على دجلة شهد باستمرار تغير في مجرى دجلة .

كما يمكن ملاحظة ان التغير في المناخ ، يظهر في شكل ارتفاع لدرجات الحرارة وانكماش لكميات المطر الساقط التي تتركز في المنطقة الشمالية التي تستلم (100-40سم) سنويا" تليها المنطقة المتموجة التي تستلم (40-20سم) سنويا" اما بقية مناطق العراق فنظام مطرها صحراوي(74) .

غير ان كفاءة العراق لأدامة حياة الانسان لا تخضع لعامل المطر بوصفه مصدرا" اساسيا" للماء انما اعتمدت الى حد كبير على كفاءة مياه الانهار وقدرة الانسان على استخدام طبيعة الارض في تنظيم انتقال المياه بين الانهار وانشاء نظام عمل اجتماعي كقوة ظهرت نتائجها في تحديث المجتمع وانشاء شبكة واسعة من القرى والنواحي والمدن .

وقدمت لنا مصادرنا معلومات وصفية وفيرة عن الانهار في اقليم بابل وحسب هذه المعلومات يخترق اقليم بابل نهرا دجلة والفرات ، والى معاينة اهمية هذين النهرين في تشكيل الاقليم ستتجه عنايتنا في الفقرة الاتية الى :

1. الفـرات :

ينبع نهر الفرات من بلاد قاليقلا في ارمينية من جبل افرد حس ومقدار جريانه من بلاد الروم الى بلاد ملطية مائة فرسخ وبتوسطه في ارض الروم تجلب اليه مياه كثيرة من نهر يخرج مما يلي (بحيرة الماذرمون) الموجودة في بلاد الروم ، ثم يسير نهر الفرات الى جسر منبج بعد اجتيازه قلعة سميساط ، ويصل الى بالس وصفين والرقة والرحبة وهيت والانبار(75) .

وبعد دخول نهر الفرات الانبار يأخذ منه في هذه المنطقة نهر عيسى الذي يأخذ (( من قرب الانبار تحت قنطرة دمما))(76) ، ويسقي طسوج فيروزشابور(77) . ويأخذ من نهر عيسى السراة وهما نهران ببغداد السراة الكبرى والسراة الصغرى يأخذ من نهر عيسى عند بلدة المحول ويسقي ضياع بادوريا(78) , ويحمل من الفرات بعد خروجه من بغداد نهر صرصر الذي يكون اوله اسفل من دمما بثلاثة فراسخ ويسقي ما عليه من البلاد ويصب في دجلة بين بغداد والمدائن(79). وعلى نهر صرصر تقع مدينة صرصر التي تكون عامرة بالنخيل والزروع وسائر الثمار(80) .

ويحمل من الفرات نهر الملك الذي يكون اوله اسفل من فوهة نهر صرصر بفرسخين ،  وهو نهر كبير اضعاف نهر صرصر في غزر مائه يخرج من الفرات ويسقي سواد العراق ويصب في دجلة تحت المدائن(81) و((مدينة نهر الملك على شعبة من الفرات يعبر اليها على جسر بينها وبين مدينة صرصر فرسخان))(82) .

ويحمل من الفرات نهر كوثى اسفل من نهر الملك بثلاثة فراسخ الذي يتفرع الى انهار تسقي طسوج كوثى وبعض طسوج نهر جوبر ويمر بكوثاربا ويصب في دجلة اسفل المدائن بعشرة فراسخ في الجانب الغربي(83) .

 وعندما يتجاوز الفرات نهر كوثى بستة فراسخ ينقسم الى قسمين يمر احدهما وهو الجنوبي الى ((قنطرة الكوفة ويماس مدينة الكوفة وعليه جسر هناك ويمر الى البطائح))(84) . اما الآخر فهو نهر سورا الاعلى الذي يكون اعظم من الفرات واعرض ويمر بقرى وضياع ويتفرع منه انهار كثيرة تسقي طسوج سورا وبربسما وباروسما ويمر بازاء مدينة قصر ابن هبيرة وعلى هذا النهر جسر هو جسر سورا.

ويحمل من الفرات نهر ابي رحا الذي يكون اوله فوق قصر ابن هبيرة بفرسخ ويمر مع مدينة القصر ويصب في نهر سورا اسفل من القصر بفرسخ ، ويستمر نهر سورا في الجريان بعد القصر ويحمل منه نهر يقال له سورا الاسفل وعلى فوهة هذا النهر قنطرة تدعى القامغان ، (( ويمر هذا النهر بقرى وعمارات وتتفرع منه انهار كثيرة تسقي طسوج بابل وخطرنية والجامعين والفلوجة العليا والسفلى ويمر هذا النهر فيما بين مدينة بابل ويمر بالجامعين المحدث والقديم ويمر الى احمد آباذ وخطرنية ، ويمر الى قسين ويتفرع منه هناك انهار تسقي طسوج جنبلاء وما والاها ويصب في النهر الذي يأخذ من الفرات وهو البداة اسفل من الكوفة في سوادها))(85).

ويحمل من نهر سورا الاسفل نهر النرس الذي يكون اوله مع الجامع القديم ويتفرع الى انهار تسقي سواد الكوفة حيث يمر بالحارثية وبحمام عمر ويصب في البداة التي في سواد الكوفة الذي في شرقي الفرات .

وعندما يتجاوز سورا الاعلى قنطرة القامغان يسمى هناك السراة الكبيرة الذي يمر بالعقر وصابرنيثا ويتفرع منه هناك انهار تسقي الضياع التي في غربيه(86) .

ويحمل منه نهر يدعى (صراة جاماس) الذي يصب في النهر الكبير اسفل مدينة النيل بثلاثة فراسخ وتمر السراة الكبيرة الى مدينة النيل وعليه قنطرة يقال لها الماس(87)، وعندما يتجاوز النهر القنطرة يسمى بـ النيل فيمر بقرى وعمارات الى موضع يقال له الهول بينه وبين النعمانية التي تقع على شاطىء دجلة اقل من فرسخ ومنه يحول الى دجلة ثم يطيف النهر من هناك فيمر الى نهر سابس القرية الراكبة دجلة ويسمى هناك نهر سابس ويصب في دجلة اسفل من القرية بفرسخ(88).

ويتفرع من النيل نهر يدعى نهر ماري ((الذي يجري بين بغداد والنعمانية وعليه قرى كثيرة منها همينيا))(89) ، وهو من اعمال بابل .

ثم ينتهي الفرات الى البطيحة التي بين واسط والبصرة . فيكون مقدار جريانه على وجه الارض تقريبا" خمسمائة فرسخ وربما اكثر من ذلك ، وكان اكثر ماء الفرات ينتهي الى بلاد الحيرة ونهرها موجود ويعرف بالعتيق الذي كانت عليه موقعة القادسية وكان يصب في البحر الحبشي ، وكان البحر في ذلك الوقت في الموضع المعروف بالنجف الآن(90).

2. دجـلـة :

يخرج نهر دجلة من بلاد آمد في ديار بكر ، وهي اعين ماء من بلاد عديدة في ارمينية ، ويصب في دجلة العديد من الانهر منها نهرا سريط وساتيدما الذي يخرج من بلاد ارزن وميافارقين وكذلك نهر دوشا والخابور الخارج من ارمينية الذي يصب في دجلة بين مدينة باسورين وقبر سابور من بلاد بقردي وبازبدي و[باهمداء] من بلاد الموصل وهذه الديار ديار بني حمدان(91).

ثم يمر نهر دجلة بمدينة الموصل ويصب فيه نهر الزاب الذي ينبع من بلاد ارمينية ويسمى بالزاب الاكبر الذي يصب في دجلة فوق حديثة الموصل ، ثم يصب في دجلة نهر آخر يسمى الزاب الاصغر فوق مدينة السن وهو ينبع من بلاد ارمينية واذربيجان ، وينتهي نهر دجلة الى مدينة تكريت حيث يحمل من دجلة في غربيها نهر الاسحاقي الذي يكون اوله اسفل من تكريت ويسقي هذا النهر القرى والضياع التي تكون في غرب مدينة سر من رأى ثم يصب في دجلة بازاء مدينة المطيرة .

ويحمل من دجلة في شرقيها القاطول الاعلى الكسروي الذي يكون اوله بشكل مماس لقصر المتوكل على الله المعروف (بالجعفري) ثم يمر الى الايتاخيه والمحمدية والاجمة والشاذروان والمأمونية وقرية صولى وباعقوبا ويسمى هناك نهر تامرا ثم يمر الى باجسرى ويجيء الى الجسر المعروف بجسر النهروان ويعرف النهر في هذه المنطقة بالنهروان ثم يمر الى الشاذروان الاعلى وجسر بوران وعبرتا وبرزاطية والشاذروان الاسفل واسكاف بني الجنيد ثم ((يمر بين قرى متصلة وضياع مادة الى ان يصب في دجلة اسفل ماذرايا بشيء يسير في الجانب الشرقي)) .

ويحمل من نهر دجلة القواطيل الثلاثة اوائلها كلها موضع واحد اسفل مدينة سر من رأى بفرسخين بين المطيرة وبركوارا .

ويحمل من تامرا نهر الخالص الذي يمر بقرى وضياع ويصب في دجلة اسفل الراشدية بفرسخين شرقي دجلة .

ويحمل من النهروان نهر ديالى الذي يكون اوله اسفل الجسر بميل ويصب في دجلة اسفل بغداد بثلاثة فراسخ(92)* .

ان الجداول المتفرعة من نهر الخالص تزود القسم الشمالي من الجانب الشرقي من بغداد بالماء.

وتحمل من دجلة انهار كثيرة في اسفل مدينة واسط تصب كلها في البطيحة وبعضها في بعض منها : نهربان وقريش والسيب وبردودي(93) .

في حين يذكر لنا المسعودي : (( اذا خرجت دجلة من مدينة واسط تفرقت في انهار هناك الى بطيحة البصرة مثل بردود واليهودي ومسامي والمصب الذي ينتهي اليه القطر ، وفيه تجري اكثر سفن البصرة وبغداد وواسط))(94) .

ويشير العلي ((ان المسعودي يتفق مع سهراب في ذكر نهر بردودا ، اما نهر مسامي فلم نجد له ذكرا" وقد يكون تحريفا" من نهر ساسي ، او ميسان ، واما نهر اليهودي فلم يرد له ذكر في هذه المنطقة في المصادر وهو بالتأكيد غير نهر اليهودي الذي يقع في منطقة البصرة والذي يتردد ذكره كثيرا" في احداث الزنج))(95) .

اما الحموي فيقول ان دجلة (( اذا انفصل من واسط انقسم الى خمسة انهار عظام تحمل السفن منها نهر ساسي ونهر الغراف ، ونهر دقلة ، ونهر جعفر ، ونهر ميسان ، ثم تجتمع هذه الانهار ايضا" وما ينضاف اليها من الفرات كلها قرب مطارة قرية بينها وبين البصرة يوم واحد))(96) . ويضيف القزويني على هذه الانهار نهري هوفري والهمامة(97). ويذكر سوسه انهارا" اخرى منها ((الصلة والفضل والصين والجنب))(98) .

يتشعب دجلة في الذنائب عند القطر الى ثلاث شعب تصب كلها في البطائح ، ومن نهاية البطائح هذه تبدأ ثلاثة انهر ايضا" تمتد جنوبا" حتى تنتهي الى دجلة العوراء ، ويصف لنا ابن رسته هذه المنطقة فيقول : ((وبالقطر تتشعب دجلة ثلاث شعب احدى هذه الشعب الى مدينة طهيثا وهي مدينة كبيرة بها مسجد جامع وكان ابو زكريا البحراني تحصن فيها حتى اخرج منها . وينصب هذا الماء اذا جاوز هذه المدينة فـي البطائح والآجام والشعبتان الاخريان ينصبان الى البطيحة ومنها تجنح السفن ويحمل بعض ما فيها في الزواريق في هاتين الشعبتين فتجري الى موضع كثير الماء في البطيحة فتمر بهما الزواريق الى الهول وهناك موضع يقال له الهول الكبير وهو هول عظيم ثم تسير حتى تنتهي الى مدينة يقال لها باذاورد وهي مدينة كبيرة وبها افواه ثلاثة انهار احدها يسمى نهر ابي الاسد والآخر نهر مرة والثالث نهر ابن عمر فمن اراد البصرة فأنه ينحدر من نهر ابي الاسد الى دجلة العوراء يمضي فيها منحدرا" حتى تصير الى فوهة نهر معقل ثم يمضي منه الى البصرة))(99) .

تحول مجرى نهر دجلة :

ان المنطقة الواقعة في شرقي واسط والتي تشمل معظم محافظتي ميسان وواسط الحاليتين اصيبت بانحطاط على اثر تبدل مجرى دجلة قبل الفتح الاسلامي ، وقد اوردت المصادر عن هذا التبدل ما يلقي ضوءا" على اوضاع هذه المنطقة . فنهر دجلة مر بأربع مراحل اعتورت خلالها مجراه في هذا الجزء من جريانه وهذه المراحل بدأت منذ الالف الرابع قبل الميلاد حتى الان وهي :

المرحلة الاولى : تشمل الفترة بين الالف الثالث قبل الميلاد ونهاية الالف الاول قبل الميلاد عندما كان يجري نهر دجلة في اتجاه شط الغراف الحالي او قريبا" منه فيمر بمدينة (لكش) القديمة ثم يصب في الخليج بعد ان يتلقى المياه من ذنائب الفرات ، حيث كان ساحل الخليج في شمال حده الحالي متقدما" الى قرب (الناصرية) الحديثة ، هذا في حين ان منطقة العمارة الحالية التي يجري فيها نهر دجلة في الوقت الحاضر كانت عبارة عن منطقة واسعة من الاهوار تتصل جنوبا" ، وكانت هذه الاهوار تتغذى من المجاري التي تأتي من جبال ايران من جهة الشرق فضلا" عن بعض المياه التي كانت تتسرب اليها من نهر دجلة من الجهة الشمالية .

المرحلة الثانية : هي المرحلة التي غير فيها النهر مجراه جانبا" باتجاه الشرق متبعا" اتجاه نهر العمارة الحالي او ما يقرب من اتجاهه ، ويرجح سوسه ان السبب يعود الى ان ((مجرى نهر دجلة اخذ يتحول الى هذا الاتجاه بعد ان ارتبط مصيره بالفرات حيث تكاثرت مع مرور الزمن كميات الطمى في قسمه الاسفل الذي كان يلتقي بنهر الفـرات في جوار (اور) الامر الذي ادى الى انتعاش الفرع الشرقي من نهر دجلة ، أي الفرع الذي كان يتفرع من مجرى النهر قرب الكوت ويصب في منطقة الاهوار الشرقية في جوار منطقة العمارة الحالية ، حتى صار ذلك الفرع بعد مرور بعض الزمن يسحب معظم مياه نهر دجلة متوسعا" على حساب المجرى الغربي الذي يسير في اتجاه مدينة (لكش) وكانت النتيجة ان جف المجرى الغربي تدريجيا" وانقطعت عنه المياه في الموسم الصيفي)) ويقول سوسه ان هذا التحول تم نهائيا" في اوائل العهد الميلادي وبقي النهر في هذا المجرى حوالي ستة قرون ازدهرت خلالها العديد من المدن والقرى على ضفافه منها ((المذار على الجانب الشرقي وتعرف بأسم جوخي وعبدسي على الجانب الغربي)) .

المرحلة الثالثة : تبدأ في اوائل القرن السابع الميلادي أي في السنين الاولى من الهجرة النبوية ، في هذه المرحلة يعود نهر دجلة الى مجراه القديم باتجاه منطقة (لكش) وهي المنطقة التي كانت تعرف في زمن العرب باسم (كسكر) وقد انشئت فيها مدينة واسط ، اما المجرى الذي كانت عليه المذار والعبدسي فصار يعرف باسم (دجلة العوراء) بسبب انقطاع المياه عنه ، ويرجح سوسه ((ان بعض الاراضي الواقعة عليه صارت بعد تحول مياه دجلة عنها تروى من ذنائب النهروان)) . اما السبب الذي ادى الى تحول دجلة من مجراه القديم الى مجراه الجديد فيعود الى الفيضانات الشديدة التي ادت الى وقوع تطورات خطيرة في كلا المجريين الفرات ودجلة فخربت الجداول والسدود واستولى الماء على الاراضي المنخفضة الواقعة بين الكوفة والبصرة من جهة وبين الشطرة والقرنة من جهة اخرى فجعل منها منطقة واسعة من البحيرات والمستنقعات وصارت تعرف في زمن العرب باسم (منطقة البطائح)(100)*.

في حين يروي لنا ياقوت الحموي عن الموبذان انه قال في حضرة الحسن بن سهل ((ان واسطا" كانت في ايام دارا ابن دارا تسمى افرونيه ، ولم تكن على شاطىء دجلة وكانت دجلة تجري على سنتها في بطن جوخي ، فأنبثقت في ايام بهرام جور وزالت عن مجراها الى المذار ، وصارت تجري الى جانب واسط فغرقت القرى والعمارات التي كانت موضع البطائح وكانت متصلة بالبادية))(101).

ويقول ابن رسته : ((واما دجلة العوراء فأنها كانت قبل الاسلام تستقيم من عند المذار وهي اليوم منقطعة ، ومن ثم تمر بعبدسي من كور دست ميسان ثم تخرج عند الخيزرانية فوق فم الصلح بحضرة واسط فتمر حتى تأتي المدائن .. ثم انها خرقت الارض حتى مرت بين يدي واسط قبل ان تكون واسط حتى صبت ماءها في هذه البطائح ، والبطائح يومئذ ارضون تزرع متصلة بأرض العرب ، جيرانها من العرب يشكر وباهلة وبنو عنبر ، متصلة بناحية ميسان بأرض ميسان ، فغلب الماء على ما كان من الارضين منخفضا" . وما كان منها مرتفعا" صار تلالا" ، فتلك المواضع معروفة اليوم في البطائح ، تسمى سرطغان وطستخان وعقر الصيد من المواضع التي يكون فيها الزط . وقد ترى اثار في بطن البطائح تحت الماء ، وذلك لركود الماء وصفائه فيعلم انها كانت ارضين . وكانت البطائح الاولى التي كان يجتمع فيها ماء دجلة قبل تحولها الى واسط جوخي فيما بين المذار وعبدسي ، فلما تحولت دجلة انقطع الماء عنها وصارت صحارى ومفاوز يصيب آثاره فيها في الصيف سموم شديد))(102).

المرحلة الرابعة : تبدأ من القرن الثامن الهجري حيث عاد النهر الى المجرى الشرقي وذلك بسبب قلة المياه في المجرى الذي تقع عليه مدينة واسط فأخذ النهر بعد ذلك يتهيأ للرجوع الى مجراه القديم في الجهة الشرقية أي الى جهة فرع العمارة (دجلة العوراء) وقد بقي النهر على هذا الحال الى يومنا هذا(103). ثم ان دجلة هذه التي هي اليوم سكرت من عند الخيزرانية ليعود الماء الى دجلة العوراء وينفذ الى المذار فيصير الى بقية دجلة العوراء فخرقت وغرقت عدة طساسيج كانت هناك ، ويروي لنا ابن رسته ((ان كسرى ابرويز انفق عليها مالا" عظيما" ، فأعياه ذلك ، وجرت دجلة في موضعها الذي هو اليوم بين يدي واسط ، فاعورت دجلة من ذلك الموضع المكور الى المذار وبطلت تلك البطائح التي كانت بجوخي فبقي من دجلة، دجلة العوراء ، من المذار الى بحر الهند وذلك في مقدار ثلاثين فرسخا" وهي دجلة البصرة واليه ينتهي مد البحر ومنه يجزر اذا رجع الماء الى البحر))(104).

العمران البشري في اقليم بابل:

نتج عن استقرار السكان في اقليم بابل انشاء العديد من القرى . تطورت بعض هذه القرى بمرور الزمن وبفعل تطور نشاطها الاقتصادي واتساع الاستقرار فيها وتمتعها بأهمية جغرافية مميزة الى مدن بلغ عددها في شريعة حمورابي (16) ست عشرة مدينة. ولدينا قائمة بمراكز الاستقرار البشري في العراق جرى اعدادها استنادا" الى رواية ابن وحشية* عن المواقع في اقليم بابل وتم تعريفها من خلال معلومات البدانيين وبلغ عددها (53) موقعا" ، استطعنا تحديد (50) موقعا" وثلاثة مواقع لم نعثر لها على تحديد وربما يعود السبب في ذلك الى تغيير اسمائها بمرور الزمن .

هذه المواقع الثلاثة والخمسين منها (13) مدينة ومنها (7) قرى، وقد قسم الاقليم لأغراض الادارة الى كور بلغ عددها (7). 

وتوضح لنا قائمة ابن خرداذبة المتوفى سنة (300هـ) الخاصة بالتقسيمات الادارية حجم العمران البشري الذي وصلته بلاد بابل القديمة (العراق) خلال فترة الاحتلال الساساني (226-637م) بوصفها اقدم القوائم وادقها لأنها نظمت لجباية الضرائب المفروضة على هذا الاقليم من قبل الساسانيين وظل هذا التقسيم معمولا" به عند المسلمين لفترة من الزمن .

قسم ابن خرداذبة السواد الى (12) كورة ، وكل كورة استان ، وترجمة الاستان – احازة- والاستان ينقسم الى مناطق اصغر من ذلك تسمى طساسيج ، وترجمة الطسوج – ناحية- وعدد طساسيج السواد (60) طسوجا"(105)* .

ينظم الاستان الاول والثاني والثالث والرابع الجانب الشرقي من العراق والذي يرويه نهرا دجلة وتامرا . والاستان الخامس والسادس فيشملان الاراضي التي يسقيها نهرا دجلة والفرات . اما الاستانات من السابع الى الثاني عشر فقد شملت الاراضي التي يسقيها نهرا الفرات والدجيل.

____________________

(1)  G

(2) مارغريت  روتن ، تاريخ بابل ، ترجمة زينة عازار وميشال ابي فاضل (ط1 ، بيروت ، دار منشورات عويدات ، مطبعة فن الطباعة ، 1975)28 .

(3) ادموند سولبيركر ، بدايات بابل ، مجلة سومر (مجلد 41 لسنة 1985) ح1 –28 .

* اهمل سرجون عبادة ايزاكيل (مردوخ) وفرض ضريبته على هياكل البلاد البابلية ودون رضى السيد (الكبير) مردوخ ، وجمع ترابا" في خنادق بابل ، وبنى مدينة في مواجهة اكد ومنحها اسم بابل. رينيه لابان ، المعتقدات الدينية في بلاد وادي الرافدين ، ترجمة الاب البير ابونا و وليد الجادر (بغداد ، مطبعة التعليم العالي ،1988) 378 .

(4) د.ج. وايزمان ، بابل وآشور: مركزان قديمان ،مجلة سومر (مجلد 41 لسنة 1985)ح1و2- 98.

* وردت هذه الصيغة بمناسبة قيام الملك شاركالي شاري بوضع حجر الاساس لمعبدي (انونيتم Annunitum) و (ايل او الال A-LAL) في كادينكراكي . وايزمان ، المصدر السابق ، 98 .

(5) بوركات كيناست ، اسم مدينة بابل ، مجلة سومر (المجلد 35 لسنة 1979) 244 .

(6) ادموند ، المصدر السابق ، 29 .

(7) م ، ن ، 28 .

** كانت بابل جزءا" من امبراطورية اور الثالثة حيث كان يحكمها Ensi وللمدينة مشاركة في تنظيم (البالا) الذي ضمن التجهيز المنتظم لحيوانات الاضاحي ، ومن حكامها (ايتورايلوم) و (آبا ابن ايتورايلوم) و (ارش اخ) و (وشيشستيلي) وهؤلاء مواطنون اكديون. ادموند ،المصدر نفسه،28و29.

(8) محمد طه الاعظمي ، حمورابي (1792-1750ق.م) (رسالة ماجستير غير منشورة ، جامعة بغداد، كلية الاداب ، قسم الاثار ، 1405هـ-1985)44-45 ؛ وطه باقر ، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة (بغداد ، وزارة الثقافة والاعلام ،دار الشؤون الثقافية العامة ، 1986)ح1-561.

(9) كيناست ، المصدر السابق ، 244 .

(10)Erich Ebling und Brun D Meissner, ReallexiKon derAssyriologie (Berlin , 1928) P333.

(11) سفر التكوين (10:10) و (11: 1-9) وسفر الملوك الثاني (24: 1) و (25 : 7-13) وسفر اشعيا (14: 1-23) وسفر دانيال (1-6) وسفر ارميا (5: 28)

(12) مكسمليان شتريك ، خطط بغداد وانهار العراق القديمة (دراسة خططية تاريخية) ، ترجمة خالد اسماعيل علي (بغداد ، المجمع العلمي العراقي ، مطبعة المجمع العلمي، 6-14 هـ –1986م ،  ) 19 .

(13)   ErichEbling, ReallexiKon,333.

(14)أ.ر. جورج ، تنتيركي – بابل (طوبوغرافية بابل) ، مجلة سومر(المجلد 35 لسنة1979) 220.

(15)كيناست ، المصدر السابق ، 244 .

(16) يوسف رزق الله غنيمة ، نزهة المشتاق في تاريخ يهود العراق (ط1، بغداد ، الناشر نعمان الاعظمي صاحب المكتبة العربية ببغداد ، مطبعة الفرات ، 1342هـ-1924م) 10 .

(17) باقر ، المقدمة ، ح1 –563.

(18) الاعظمي ، المصدر السابق ، 46 .

(19) روتن ، تاريخ بابل ، 62-63 .

(20) باقر ، المقدمة ، ح1-563 .

(21) روتن ، المصدر السابق ، 62-63 .

(22) Erich Ebling, op.cit.  P333 .

(23) روتن ، تاريخ بابل ، 62-63 .

(24) جورج ، المصدر السابق ، 220 .

(25) غنيمة ، المصدر السابق ، 10 .

(26)   Reallexikon , op.cit. P 333.

(27)   موسوعة الكتاب المقدس (بيروت ، دار منهل للحياة ، 1993م)37.

* شيشك : اسم رمزي لمدينة بابل وهو تثنية اسم الاله شك .

(28) سفر ارميا (25: 26) ؛ و باقر ، المقدمة ، ح1 –563 .

(29) سفر التكوين (10 :10)

(30) شتريك ، المصدر السابق ، 19 .

(31) سورة البقرة / الآية 102 .

(32) ابن منظور ، لسان العرب ، ح11-41 ؛ ومحمد بن ابي بكر بن عبدالقادر الرازي ، مختار الصحاح ، ترتيب محمود خاطر بك (ط5 ، القاهرة ، وزارة المعارف ، المطبعة الاميرية ببولاق، 1358هـ 1939م ) ح1-16 .

(33) ابن منظور ، المصدر السابق ، ح4 –389 .

(34) مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز ابادي(ت817هـ) ، القاموس المحيط (القاهرة ، مؤسسة الحلبي للنشر والتوزيع ، بلات)م3-337 ؛ والمعلم بطرس البستاني ، محيط المحيط (بلامط ، بلات) م1-50 ؛ وابن منظور ، المصدر السابق ، ح11،68-69 ؛ ومحمد بن احمد الزنجاني ، تهذيب الصحاح ، تحقيق عبدالسلام هارون واحمد عبدالغفور عطار (مصر ،  دار المعارف ، 1952 ) ق2-632 .

(35) الزبيدي ، تاج العروس ، ح7 –335 .

(36) ابو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي (ت346هـ) ، اخبار الزمان ومن اباده الحدثان وعجائب البلدان والغامر بالماء والعمران ، مراجعة وتصحيح عبدالله الصاوي (ط1،القاهرة، طبع عبدالحميد احمد حنفي ، مطبعة عبد الحميد احمد حنفي(المشهد الحسيني) ، 1357هـ-1938م) 80 .

(37)   ابو حنيفة احمد بن داود الدينوري (ت282هـ) ، الاخبار الطوال ، تصحيح فلاديمير جرجاس (ط1، ليدن، مطبعة بريل ،1988م) 4 ؛ وغريغورس الملطي المعروف بابن العبري (ت928هـ/1286م) ، تاريخ مختصر الدول (ط2،بيروت ،المطبعة الكاثوليكية،1958 )11 ؛ والحموي ، معجم البلدان ، ح1 –368 .

* حدث البلبلة وقع بعد بناء برج بابل . يقول ابن عبد البر عن بناء برج بابل : ان الناس بعد الطوفان اجتمعوا بأرض بابل ولغتهم السريانية في زمن (فالغ ابن عابر بن ارفخنشذ بن سام بن نوح) فقرروا ان يبنوا صرحا" اساسه في الارض واعلاه في السماء ليمتنعون به من كل طوفان وبلاء وابليس هو الذي شجعهم على هذا العمل وقد نهاهم فالغ عن ذلك لكنهم لم ينتهوا وقاموا ببناء الصرح فبنوه بالحجارة والرصاص واللبان والشمع والكلس وكانوا وقتذاك اثنين وسبعين بيتا" . فلما فرغوا منه ارسل الله عليهم في جوف الليل صيحة هدمت ذلك الصرح وسلط عليهم ريحا" وظلمة ، فكان بعضهم لا يبصر بعضا" ، فأقاموا بذلك اياما" ، ثم انارت لهم اثنان وسبعون طريقا" ، فأصبح اهل كل بيت يسلكون طريقا" من تلك الطرق والريح تدفعهم .  ابو عمر يوسف بن عبدالله بن محمد بن عبد البر النمري القرطبي (ت 463هـ) ، القصد والامم في التعريف بأصول انساب العرب والعجم واول من تكلم بالعربية من الامم (النجف ، منشورات المكتبة الحيدرية ومطبعتها ،1386 هـ –1966م) 12-13 ؛ وسفر التكوين (10:10) ؛ وسفر التكوين(11: 9) ؛ والاعظمي ، المصدر السابق ، 45 .

(38)ابو عبيد عبدالله بن عبد العزيز البكري الاندلسي (ت 487هـ) ، معجم ما استعجم من اسماء البلاد والمواضع ، تحقيق مصطفى السقا (ط1 ،القاهرة  ، العهد الخليفي للأبحاث المغربية (بيت المغرب) ، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر،1368هـ-1949م) ح1 –219 ؛ وابو علي احمد بن عمر بن رسته (ت310هـ) ، الاعلاق النفيسة (ليدن  ، مطبعة بريل ، 1891م)108 ؛   وابو الحسن علي بن الحسين بن المسعودي (ت346هـ) ، التنبيه والاشراف (بيروت ، مكتبة خياط، 1965 ) 97 . 

(39)   البكري ، المصدر السابق ، ح1-219 والحموي ، المصدر السابق ، ح2-19 .

(40)   الحموي ، المصدر السابق ، ح2 ، 20-21 .

(41)   المسعودي ، التنبيه والاشراف ، 35 .

(42)   البكري ، المصدر السابق ، ح1-219 .

(43)   محمد ثابت الفندي وآخرون ، دائرة المعارف الاسلامية (القاهرة ، بلا مط ،1352هـ –1933م ،  )3م –249

(44)   المسعودي ، التنبيه والاشراف ، 35 .

(45)   ابو جعفر محمد بن جرير الطبري (224-310هـ) ، تاريخ الرسل والملوك، تحقيق محمد ابو الفضل ابراهيم (القاهرة  ، دار المعارف ، 1961) ح1-229 ؛وابو اسحق ابراهيم بن محمد الفارسي الاصطخري المعروف بالكرخي (ت في النصف الاول من القرن الرابع الهجري) ، المسالك والممالك ، تحقيق محمد جابر عبدالعال الحسيني ، مراجعة محمد شفيق غربال (القاهرة  ، وزارة الثقافة والارشاد القومي ، الادارة العامة للثقافة ، دار القلم ، 1381هـ –1961م) 10 .

(46) هاري ساكز ، عظمة بابل ، ترجمة عامر سليمان (الموصل ، دار الكتب للطباعة والنشر،1989)24 .

(47) شتريك ، المصدر السابق ، 19 .

(48) ساكز ، المصدر السابق  ، 109 .

(49) جيمس هنري برستد ، انتصار الحضارة (تاريخ الشرق القديم) ، ترجمة احمد فخري (القاهرة ، نشر وطبع مكتبة الانجلو المصرية ، 1374 هـ – 1955م)156-157 .

* مصطلح سومر واكد استخدم من قبل ملوك سلالة اور الثالثة (2112-2004 ق.م) حيث كانوا يرمون من اطلاقه المصالحة والتوفيق ما بين السومريين والاكديين . حسين احمد سلمان ، كتابة التاريخ في وادي الرافدين في ضوء النصوص المسمارية (رسالة دكتوراه غير منشورة ، جامعة بغداد ، كلية الاداب ، قسم الآثار ، 1417هـ – 1996م) 9 .

** اكد : هي المنطقة التي تمتد من جنوب بغداد حتى مدينة نفر قرب الديوانية ويخمن ان مركزها قرب اليوسفية . فوزي رشيد ، الشرائع العراقية القديمة(بغداد ،دار الحرية للطباعة ، 1979 )225.

* سبار : تعرف اطلالها اليوم باسم (ابوحبة) من اقدم مدائن العراق تقع على نحو عشرين ميلا" من جنوب غربي بغداد . وكانت هذه المدينة راكبة ضفة الفرات الشرقية ، قبل ان يبدل هذا النهر مجراه القديم . ورد ذكرها في التوراة باسم (سفروايم) . كوركيس عواد ، خزائن الكتب القديمة في العراق منذ اقدم العصور حتى سنة 1000 للهجرة (بغداد  ، مطبعة المعارف ، 1367 هـ – 1948 م) 56-57 ؛ وسفر الملوك الثاني (17: 24) و (18: 34) و (19: 13) واشعيا (36: 19) و (37: 13) .

** كوثى : تقع على بعد بضع كيلومترات الى الشمال الشرقي من بابل وتبعد 50 كم الى الجنوب من بغداد . رشيد ، المصدر السابق ، 227 .

*** بابل : تقع على بعد 90 كم جنوب بغداد بالقرب من مدينة الحلة الحالية . م ، ن ، 266 .

**** كيش : تسميه العرب تل الاحيمر تصغير (الاحمر) لأن لونه ضارب الى الحمرة . تقع على بعد 15 كم الى الشرق من بابل . عواد ، خزائن ، 61 ؛ و رشيد ، المصدر السابق ، 227

***** بورسيبا : تقع على بعد 10 كم الى الجنوب من مدينة بابل . رشيد ، المصدر السابق ، 226.

****** دلبات : تعرف باسم تل الديلم وتقع على بعد 22 كم الى الجنوب من الحلة و 10 كم شمال شرقي الكفل . م ، ن ، 226 .

******* مرد : تعرف  باسم ونه والسدوم تخترق الموقع حاليا" سكة القطار الواصلة بين بغداد والبصرة وتقع على بعد 15 كم الى الشمال من مدينة الديوانية . م. ن، 228 .

(50) باقر ، المقدمة ، ح1 ،11-12

(51) غنيمة ، المصدر السابق ، 41 .

******** نفر : مدينة دائرة ، كانت على نحو مائة ميل من جنوب مدينة بابل ، على ضفاف النهر المسمى بشط النيل الذي يستمد من الفرات قرب بابل ، عواد ، خزائن ، 44 .

* الوركاء : عرفت بالتوراة باسم (ارك) . اثارها تقع في جنوبي العراق على الضفة الغربية من عقيق الفرات القديم ، سفر التكوين (10:10) ؛ و عواد ، خزائن ، 44 .

** لارسا : تقع على بعد 20 كم الى الجنوب الشرقي من الوركاء. رشيد ،المصدر السابق ، 227.

*** ايسن : تعرف باسم ايشان بحريات تقع بالقرب من نفر . م ، ن ، 225 .

**** ادب : مدينة في وسط سومر على مجرى نهر الفرات القديم . تعرف في بعض المصادر العربية القديمة باسم (بسما) او (بسمى) ، واسمها لدى سكان تلك المنطقة (بسماية) او (بسمايا) وتقع بالتحديد على بعد خمسة وعشرين ميلا" من جنوب غربي نفر ، وعلى مثل هذه المسافة في غربي شط الحي . نيكولاس بوستغيت ، حضارة العراق وآثاره ، ترجمة سمير عبدالرحيم الجلبي (بغداد   ، دار المأمون ، 1991) 125 ؛ وعواد ، خزائن ، 54-55 .

***** شروباك : تعرف الان باسم فارة وتقع على بعد 30 كم تقريبا" الى الغرب من مدينة اوما . رشيد ، المصدر السابق ، 227 .

****** لكش ، تقع على الجانب الشرقي لنهر دجلة وعلى مسافة 30 كم تقريبا" الى الشرق من الشطرة . م ،  ن ، 227 .

******* اوما : تعرف باسم جوخه وتقع على بعد 10 كم تقريبا" غربي نهر الغراف وقضاء الرفاعي م ، ن ، 225 .

********زبلام (زبالام):تقع على بضع كيلومترات الى الشمال الشرقي من مدينة اوما. م، ن، 226 

********* اور : تقع على بعد 15 كم الى الجنوب الغربي من مدينة الناصرية . م ، ن، 225.

********** اريدو : تقع على بعد 40 كم الى الغرب من مدينة الناصرية الحالية . م،ن،224 .

(52) باقر ، المقدمة ، ح1، 11-12 .

*********** الاقاليم : كلمة عربية ، واحدها اقليم وجمعها اقاليم ، وسمي اقليما" ، لأنه مقلوم من الارض التي تتاخمه ، أي مقطوع ، والقلم في اصل اللغة القطع ، ومنه قلمت ظفري ، وبه سمي القلم لأنه مقلوم ، أي مقطوع مرة بعد مرة وكلما قطعت شيئا" بعد شيء فقد قلمته . ابن منظور ، لسان العرب المحيط ، تقديم العلامة الشيخ عبدالله العلايلي ، اعداد وتصنيف يوسف خياط (بيروت ، دار لسان العرب ، المطبعة العربية ، بلات) 3م –156 ؛والحموي ، معجم البلدان ، ح1 ، 24-25.

(53)   ابن وحشية ، الفلاحة النبطية ، م ج 1 ، 354 : ت ح1 – 349 .

(54)   م2 ح –111 : ت ح1 – 509 .

(55)   م ح1 ، 417-418 : ت ح1- 406 .

(56)   م ح2- 197 : ت ح1-589 .

(57)   م ح1-152 : ت ح1-173 و م ح1- 353 : ت ح1-350 .

(58)   م ح2 –194 : ت ح1-586 و م ح2 ، 154-155 : ت ح1 ، 548-549 .

(59)   ابن رسته ، المصدر السابق ، 108 .

(60)   ابو الحسن علي بن الحسن بن علي المسعودي (ت346هـ) ، مروج الذهب ومعادن الجوهر ، تحقيق محمد محي الدين عبدالحميد (بيروت) ، المكتبة الاسلامية ،  1368هـ –1948م) ح1-224 .

(61)   الاصطخري ، المصدر السابق ، 60 ؛ و عماد الدين اسماعيل بن نور الدين علي بن جمال الدين محمود بن محمد بن عامر بن شاه نشاه بن ايوب صاحب المعروف بابي الفداء (732هـ) ، تقويم البلدان ، تصحيح وطبع رينود والبارون ماك كوكين ديسلان (باريس ، دار الطباعة السلطانية ، 1804م )303 .

(62)   ابو عبدالله محمد بن احمد بن ابي بكر المقدسي المعروف بالبشاري(ت 380هـ) ، احسن التقاسيم في معرفة الاقاليم (ط2 ، ليدن ، مطبعة بريل ، 1906م) 115 .

(63)   البكري ، المصدر السابق ، ح1-219 .

(64)   ابن رسته ، المصدر السابق  104 . وهو في تحديده هذا للسواد يكون قد شمل العراق كله وليس السواد .

(65)   البكري ، المصدر السابق ، ح1 ، 197-198 .

* والسواد عند المسعودي(ت346هـ) حده الزابي الذي يكون فوق سر من رأى مما يلي السن وتكريت شمالا" وناحية حلوان مما يلي الجبل شرقا" وهيت مما يلي الفرات والشام غربا" وواسط من اسفل دجلة والكوفة من سقي الفرات الى بهندف وبادرايا وباكسايا من ارض جوخي .اما الاصطخري (ت بحدود 350هـ) والمقدسي (ت 380هـ) عند تحديدهم للسواد جعلوه بخط يذهب شمالا" من الانبار على الفرات الى تكريت على دجلة بأعتبار ان هاتين المدينتين من اعمال العراق الى عبادان على البحر .

ويخالف الحموي (ت626هـ) البلدانيين في تحديده للسواد حينما يذكر ان : ((بابل اسم ناحية منها الكوفة والحلة)) ثم يعود ويذكر لنا حدودها بالمنطقة التي يجري فيها نهرا دجلة والفرات من الانبار الى اسفل كسكر على نهر دجلة والى ما وراء الكوفة على نهر الفرات ، وهذه هي حدود السواد . وهو في تحديده من جهة الجنوب يتفق مع المسعودي , يصنف لسترنج البلدانيين المسلمين الى جيلين عند تحديدهم لحدود العراق او السواد . فالجيل الاول من البلدانيين يجعل الحد الفاصل بين الجزيرة والعراق بخط يذهب شمالا" من الانبار على الفرات الى تكريت على دجلة . وكانت كلتا هاتين المدينتين تعدان من اعمال العراق ، ويعد الاصطخري والمقدسي من اصحاب هذا الجيل استنادا" الى تحديدهم الجغرافي اعلاه .

اما الجيل الثاني من البلدانيين فقد جعلوا الخط يذهب من تكريت باتجاه الغرب فأدخلوا في العراق كثيرا" من المدن التي على الفرات في شمال الانبار ، وهذا الخط يقطع الفرات اسفل عانه عند انعطاف النهر (الانعطافة الكبيرة) نحو الجنوب ، ويعد هذا الخط هو الحد الطبيعي بين اقليمي الجزيرة والعراق . ومن جنوب هذا الخط يبدأ السواد ، وهو ارض بابل الرسوبية .

ويحدد غنيمة حدود بابل من الخليج العربي او مصب الفرات جنوبا" الى اقصى حدود الغربل الشمالية او الى جوار هيت على الفرات وسامراء على دجلة بمسافة تناهز (400 ميل) وكان متسع عرضها نحو (180 ميلا") ولا يتجاوز معدل عرضها (60) او (70) ميلا" والمحتمل ان تلك المساحة لا تزيد عن (25000) ميل مربع .

= للمزيد من التفاصيل ينظر :

المسعودي ، التنبيه والاشراف ، 36 .

الاصطخري ، المصدر السابق ، 56 ؛ والمقدسي ، المصدر السابق ، 115 .

الحموي ، المصدر السابق ، ح2-18 ؛ والمسعودي ، التنبيه والاشراف ، 36 .

لسترنج ، المصدر السابق ، 41 و 89 ،وينظر الخارطة رقم (1)/الملحق (1) ؛ وغنيمة ، المصدر السابق ، 71.

(66)   المقدسي ، المصدر السابق ،116 ؛ وابو القاسم بن حوقل النصيبي (ت367هـ) ، صورة الارض (بيروت ، منشورات دار مكتبة الحياة للطباعة والنشر ، 1992  )167 .

(67)   الفندي وآخرون ، دائرة المعارف الاسلامية ،249 .

(68)   لسترنج ، المصدر السابق ، 41 و 16 ؛ وروبرت ماك آدمز ، اطراف بغداد تاريخ الاستيطان في سهول ديالى ، ترجمة صالح احمد العلي و علي محمد المياح و عامر سليمان (سلسلة دراسات في تاريخ بغداد وخططها ، كتب مترجمة ، بغداد ، مطبعة المجمع العلمي العراقي ،1984  ) 232 .

(69)   بلاد بابل القديمة ترادف على الاغلب ما كان العرب يطلقون عليه اسم العراق او بصورة ادق العراق العربي والذي تمثل نهاياته (تكريت وعبادان) من جهة و (القادسية وحلوان) من جهة اخرى . شتريك ، المصدر السابق ، 20 .

(70)   الاصطخري ، المصدر السابق ، 60 .

(71)   أبو القاسم عبيد الله بن عبدالله المعروف بأبن حزداذبة (ت300هـ) ، المسالك والممالك (ليدن  ، مطبعة بريل ،1889 م) 7-8 . 

(72)   الفندي وآخرون ، المصدر السابق ، 249 .

(73)   المسعودي ، التنبيه والاشراف ، 32و 35 .

(74) باقر ، المقدمة ، ح1 ، 22-23 ؛ و تقي الدباغ ، العراق في عصور ما قبل التاريخ ، بحث ضمن كتاب العراق في التاريخ (بغداد ، دار الحرية للطباعة ، 1983م) 35-36 ؛ وطه باقر وآخرون ، تاريخ العراق القديم (بغداد ، مطبعة جامعة بغداد ، 1980م) ح1 ، 23-24 ؛ و كوردن هستد ، الأسس الطبيعية لجغرافية العراق ، ترجمة جاسم محمد الخلف (بغداد ، 1948م) 91-92 .

(75)   المسعودي ، مروج الذهب ، ح1-103 .

(76)   الاصطخري ، المصدر السابق ، 59-60 .

(77)   شتريك ، المصدر السابق ، 47 .

(78)   ابن العبري ، المصدر السابق ، 122 .

(79)   ابو الفداء ، تقويم البلدان ، 52 .

(80)   ابن حوقل ، المصدر السابق ، 217 .

(81)   بثلاثة فراسخ في الجانب الغربي . سهراب ، المصدر السابق ، 124؛ وابي الفداء ، المصدر السابق ، 52 .

(82)   ابو الفداء ، المصدر السابق ، 305 .

(83)   سهراب ، المصدر السابق ، 124 .

(84)   نفس المصدر والصفحة .

(85)   م ، ن ، 125 .

(86)   نفس المصدر والصفحة .

(87) في المراصد (هاسي) صالح احمد العلي ، معالم العراق العمرانية (ط1، بغداد ، وزارة الثقافة والاعلام ، دار الشؤون الثقافية العامة، 1989)87 .

(88) للمزيد من المعلومات ينظر : سهراب ، المصدر السابق ، 123-125 .

(89) الحموي ، المصدر السابق ، ح8-344 .

(90) المسعودي ، مروج الذهب ، ح1 ، 103-104 .

(91) م ، ن ، ح1 – 105 .

(92)   سهراب ، المصدر السابق ، 127-129 .

* ويوضح لنا شتريك الانهار التي تصب في دجلة بصورة ادق فيقول : يلتقي القاطول الاعلى عند بعقوبة بأحد فروع دجلة الذي ينبع من الجبال شرقي السليمانية ، وهو نهر ديالى ، ومن بعقوبة الى جسر النهروان كان مجرى نهر القاطول يتحد بنهر ديالى فيسمى بذلك الموضع تامرا . وكان المجرى يتفرع اسفل جسر النهروان الى فرعين مرة اخرى . حيث احتفظ الفرع الكبير باتجاهه الاصلي باسم نهر ديالى الذي يصب في دجلة اسفل بغداد بثلاثة فراسخ ، بينما ينتهي الفرع الاخر في مادريا باسم نهر النهروان وهو يجري بموازاة نهر دجلة . اما نهر الخالص فقد كان يبدأ من موضع بين بعقوبة والنهروان وهو المسمى (تامرا) .

(93)   سهراب ، المصدر السابق ، 127-129 .

(94)   المسعودي ، مروج الذهب ، ح1-105 .

(95)   العلي ، معالم ،148 .

(96)   الحموي ، معجم البلدان ، ح4-39 .

(97)   زكريا بن محمد بن محمود القزويني (600-682هـ/1283م) ، اثار البلاد واخبار العباد (بيروت ، دار صادر، بلات) 178 .

(98)   احمد سوسة ، ري سامراء في عهد الخلافة العباسية (ط1،بغداد،مطبعة المعارف ،1949م) ح2 – 440 .

(99) ابن رسته ، المصدر السابق ، 184-185 .

(100) سوسه ، ري سامراء ، ح2 – 429.

* ومنطقة البطائح يصفها ابن رسته فيقول : ((ونهر الفرات ينصب في البطائح بعد ان يتفرع فيصير انهارا" عظاما" ومصبه في البطائح بموضع كسكر . فالبطائح مجتمع هذه المياه وهي ثلاثون فرسخا" في ثلاثين فرسخا" حد منها جزيرة العرب وحد منها ارض ميسان وحد منها دجلة بغداد وحد منها مصب الفرات والنهروان)) ابن رسته ، المصدر السابق ، 94-184 ويرى سوسه ان النهروان ربما كان خطأ من الناسخ لأن الصحيح هو دجلة . سوسه ، ري سامراء ، ح2-429

(101) الحموي ، معجم البلدان ، ح4-39.

(102) ابن رسته ، المصدر السابق ، 94-96 .

(103) سوسه ، ري سامراء ، ح2-435 .

(104) ابن رسته ، المصدر السابق ، 94-96 .

(105) ابن خرداذبة ، المصدر السابق ، 7-8 ؛ وابن رسته ، المصدر السابق ، 104 .

* هذا العدد طرح منه قدامه ابن جعفر المتوفى سنة (320هـ) اثني عشر طسوجا" بعد ان ضم طساسيج الاستان الاول (حلوان) البالغة عددها ( 5 ) طساسيج الى الجبل ، ودخلت اربعة طساسيج من الاستان السادس (شاذ بهمن) في اعمال البصرة ، وزال طسوج آخر بسبب تكون البطائح ، وخرج طسوجان من طساسيج الاستان الثاني عشر (بهقباذ الاسفل) من الضياع السلطانية واصبحتا تابعين لأدارة ( طريق خراسان) . ولهذا السبب لم يعرف في العصور المتأخرة الا (10 ) استانات و (48) طسوجا" . قدامة ، المصدر السابق ، 236 .

 




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).