ينتسب الكلدانيون إلى قبلية ((كلدى))الآرامية التى خرجت من شبه الجزيرة العربية حوالى عام 1500ق.م، واستقروا فى سوريا. وفى حوالى 700ق.م، نزحوا إلى جنوب العراق ، ثم اتجهوا شمالا ونزلوا بالقرب من مدينة بابل التي كانت تخضع في ذلك الوقت للأشوريين.

قيام الدولة البابلية الرابعة(العهد البابلي الاخير)(625- 539ق.م):

وقد استغل الكلدانيون القلاقل الخطيرة التي اندلعت في الجنوب مع تدهور الدولة الاشورية وبدؤوا كفاحهم من اجل الحصول على استقلالهم وقام بالثورة الحاكم البابلي الذي عينه آشور- بانيبال خلفا لأخيه شمش- شم- اوكن بعد ان انتصر عليه.

وبعد وفاة ذلك الحاكم البابلي تولى زعامة الثورة نبوبولصر حاكم بلاد البحر وعجزت القوات الاشورية المرابطة في نيبور بالجنوب عن هزيمته ولم يلب ان اعلن نفسه ملكا على بابل واسس الاسرة الحادية عشر البابلية التي تعرف باسم العهد  (العهد البابلي الاخير)او(المملكة الكلدانية).

الحروب بين بابل واشور بالتعاون مع الميديين:

وقد استمرت بابل الحروب بين بابل واشور نحو 11عاما تمكن بعدها نبوبولصر من الاستيلاء على نيبور وحرر كل بلاد سومر واكاد ثم واصل فتوحاته شمالا على طول نهر الفرات حتى وصل الى منطقة حران ومنها تقدم على طول نهر دجلة الى كركوك واشور.

وفي تلك الاثناء طلب الاشوريون المعونة من مصر التي كانت خاضعة لهم من قبل بينما التقى كي اخسار ملك الميديين مع نبوبولصر ملك بابل وتعاهدا على الصداقة والسلام والعمل معها ضد الاشوريين واكدا ذلك الرباط فيما بعد بزواج نبوخذنصر بن نبوبولصر من اميتس ابنه كي اخسار وقد استمر الاثنان في محاربة اشور حتى تم اسقاط العاصمة نينوى سنة 612ق.م.

وبعد ذلك ارسل ملك بابل ولده نبوخذنصر لتتبع فلول الجيش الاشوري والتقى بهم في منطقة حران حيث قضى على فلولهم بالتعاون مع الميديين واستولى على حران ثم واصل نبوخذنصر زحفه غربا واستولى على المقاطعات التي كانت تخضع للأشوريين من قبل.

كان الملك المصري نخاو قد تقدم بجيشه نحو سوريا في محاولة لمساعدة حلفائه للأشوريين فالتقى به نبوخذنصر في معركة حاسمة قرب قرقميش انتهت بانتصار البابليين وانسحب الجيش المصري الى بلاده. وعقب ذلك استولى البابليون على سوريا وفلسطين وكام يحرصون على ان يبقى طريقهم الى البحر المتوسط مفتوحا.

نبوخذ نصر(بختنصر الثاني):

تولى نبوخذنصر العرش بعد وفاة والده ويعتبر اشهر ملوك الدولة الكلدانية وكان يتميز بكفاءته العسكرية والادارية وفي عهده اتسعت حدود الدولة وامتدت من الخليج العربي الى الشاطئ الشرقي للبحر المتوسط وصار لها أمبراطورية واسعة ضمت سوريا وفلسطين وقد ارسل جيشا لتأديب مملكة يهوذا واحتل بيت المقدس سنة 595ق.م ولكن اليهود ثاروا ضده بعد مضي عشرة سنوات فسار اليهم على راس جيش ودخل بيت المقدس وخربها وفتك باهلها حتى سموه اليهود (الرجل الوغد) كما دمر هيكل سليمان في القدس ونقل كثيرا من الاسرى اليهود الى بابل العاصمة.

ومع استقرار احوال البلاد وجه نبوخذ نصر جهوده نحو العمران فشيد الكثير من العمائر ورمم المعابد وانشأ الحدائق المعلقة لتزيين بابل وتعتبر احدى عجائب الدنيا السبع . وقد استمر حكمه نحو 43 سنة وكانت ايامه اخر ما شهدته بابل من العز والمجد .

انهيار الدولة الكلدانية:

بعد وفاة نبوخذ نصر تولى العرش في بابل ملوك ضعاف لم يهتموا بشئون الامبراطورية وكان الكهنة قد ثاروا على ولد نبوخذنصر بعد مضي عامين من حكمه وذلك لسماحه لليهود لممارسة طقوسهم الدينية في حرية وعلى نطاق واسع واقدموا على قتله ونصبوا مكانه احد قواد والده وهو صهره في نفس الوقت. وقد حكم القائد لمدة 4 سنوات لم يفعل فيها شيئا يستحق الذكر وبعد وفاته خلفه ابنه الصغير وبعد اسابيع قليله تدخل الكهنة مرة اخرى وابعدوه عن العرش ونصبوا مكانه احد ابناء طائفتهم ويدعى نبونهيد الذي لم يستطع النهوض بأعباء الحكم ولم يقم سوى ببعض النشاط العمراني .

وقد تحالف نبونهيد مع الملك الفارسي ضد الميديين وغزاهم كما غزى شمال يلاد العرب.

وبعد وفاته وفي عهد خلفه ثار حاكم سوسه وانضم الى الفرس وبعد ذلك قام ملك الفرس كورش بمهاجمة بابل العاصمة واستولى عليها في سنة 539 ق.م واخذ الملك نبونهيد اسيرا وقضى بذلك على الدولة الكلدانية او العهد البابلي الاخير.

وقد استمرت هذه البلاد في حوزة الفرس الذين اجروا بعض المحاولات لأحياء مجد بابل ومن بعدهم حاول الاسكندر ان يجعلها مركزا لإمبراطوريته وبعد وفاته اهملت وتحولت الى اطلال.