أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-10-2016
2040
التاريخ: 27-10-2016
1863
التاريخ: 27-10-2016
3344
التاريخ: 27-10-2016
5287
|
بعض مظاهر الحضارة الأكدية
تعتبر مملكة سرجون الأكدي أولى امبراطوريات بلاد الرافدين ، وكذلك أولى الامبراطوريات التي حققها الساميون في انتصارهم الاول على السومريين . ولقد ترتب على انتصارهم هذا أن أدخل الأكديون كثيرا من التغييرات في أساليب حياتهم ، فبعدوا عن اساليب البداوة ، وحققت حضارتهم الشيء الكثير في مختلف الميادين
نظام الحكم:
نلاحظ انه عندما هزم سرجون الأكدي لوجال زاجيزي ، احتفظ سرجون بنفس اللقب الذي تسمى به سلفه لوجال زاجيزي وهو (لوجال كالاما) اي لقب ملك البلاد أو ملك بلاد سومر . كما ان سرجون اتخذ لنفسه ملك كيش عندما استولى على كل العراق " .... سرجون ، ملك اكد ، محبوب عشتار ، ملك كيش ... " .
كما اتخذ لنفسه ملك الجهات الاربعة (1) . وهذا اللقب الهي كانت تختص به بعض الآلهة العظام مثل آنو ، وانليل ، وشمش (أوتو) (*) تعبيرا عن سيطرتهم على الكون . وتعنى الجهات الأربعة باللغة الأكدية .. كبرات اربعيم " وبالسومرية " آن – اوب – دا – لمو – با " اي الكون والعالم المكون من اربعة جهات او زوايا . وبالرغم من المدلول الديني لهذا اللقب ، الا انه لا يعنى في الواقع مساواة الملك بالآلهة ، بل يعنى انتخاب الالهة للملك لبحكم الكون بالنيابة عنها . ولقد كان الاختيار الالهي للملك العراقي يضفي عليه بعض الصفات لاتي تفوق تلك التي يتمتع بها غيره من البر ، ولكن ذلك لم يضعه في مصاف الآلهة . ويشير المؤرخ ديلابورت (2) Delaporte الى قائمة الاعلام لحكم مانيشتوسو Manishtousou ، والتي أكدت امتيازات التأله في حياة ملوك اكد . ويتضح ذلك في أسماء شاروكن ايلي (سرجون الهي) ، وتتزايد الادلة في حكم نرامسن عن ألوهية الملك في العراق . فقد ذكر في نصوصه "... انه نرامسن المقدس ، اله أكد ... " وعلى لوحة النصر بشاهد وهو يرتدي على رأسه التاج ذو القرون الذي يسمى اجوم كاكزين (عصابة السيادة) وهي احدى علامات التالية . كما يشير فرانكفورت (3) ان حكام المدن في عهده ، كانوا يلقبون أنفسهم عبيد الملك. ويذكر جاد ان نرامسن اتخذ لقب ملك الجهات الاربعة (4) كما يشير جاد (5) ايضا أن النقوش الاصلية لنرام سن تظهره وهو يسمح لرعاياه باستخدام الصفات المقدسة قبل اسمه .
كما ان هذه الالقاب ربما م تكن قاصرة عليه في عهده ، وربما تكون قد استخدمت فيما بعد . ويلاحظ في لهجة الموظفين الذي كانوا يكرسون اختامهم له انهم كانوا يخاطبونه ليس بالاسم المقدس فحسب ، ولكنهم لم يترددوا في مناداته اله اكد . وربما يكون نرامسن هو اول من استخدم هذا اللقب، حيث ان ذلك يتعارض تماما مع الالقاب التي حملها حكام سومر الاقدمين الذين لم يكونوا سوى منفذين لأوامر الآلهة . ولما تأسست اسرة اكد ، كان يطلق على ملوكها " ملك كل الملوك " king of all kings وكذلك " ابن الملوك son of all kings ، وهي ترجمة للأصل الملكي السومري (6) . وقد ظهر ذلك بوضوح بين ابناء نرامسن . ولعل اكتساب الملك للصفة الاهلية يعتبر من اهم مميزات نظام الحكم الأكدي . ولقد دفع ذلك المؤرخ موسكاتي (7) الى القول بأن دولة أكد السامية قد استحدثت تأليه الملوك . ويدعم هذا الرأي المستند (8) Olmstead الذي يؤكد ان الاكديين هم الذين ادخلوا الملكية الالهية في العراق . ويذكر حاد (9) ارتباط اسم سرجون اول ملوك اسرة اكد بالصفات المقدسة . وفي بعض اللوحات الاشورية يذكر " ... انا سرجون ، الملك القدير ، ملك اكد ... " . اما ماسبور (10) Maspero فيتجه الى القول بأن ملوك العراق كانوا يقومون بدور الوساطة بين رعاياهم وبين الآلهة ، وان قيامهم بهذا الدور كان يعطيهم بعض الخصائص التي تميزهم عن سائر البشر . وفي بعض الاحيان ، كانوا يدعون انهم ابناء للآلهة . ولكن هذا الادعاء لم يعطهم الصفة الالهية ، ولكنهم اقتنعوا بدورهم كأنبياء بدورهم اختارتهم الآلهة ليقوموا بالأشراف على رعاياهم . ويشير لانجدون (11) الى انه بالرغم من الوهية نرامسن تؤكدها الادلة الاثرية المتخلفة من عهده ، الا ان الحوليات المتأخرة زمنيا تمحى علامة التأليه التي تسبق اسمه . ومن امثلة الآثار المدعمة لذلك توجد آنية من ماجان عثر عليها في بابل وكتبها ابنه لبيتيلي Lipitili ، وكذلك نسخه من لوح مدون عليه نقوش بأعلى تماثيله التي كرسها في نيبور . ونستنتج من ذلك أن نظام الملكية العراقية كان يقوم اساسا على الصفة الانسانية . وعلى ذلك ، فتأليه الملوك لم يكن تقليدا سومريا (12) حيث تنكره اكثر النصوص السومرية التي كانت تشير الى انتشار الصفة الديمقراطية الاولية . كما ان اتجاه الملكية العراقية التي تغير طبيعتها الانسانية ، واكتسابها الصفات الآلهية بجانب الصفات الانسانية ، يعتبر تغييرا ذا أهمية خاصة في الحضارة العراقية .
ويمكن ملاحظة بداية التحول في مفهوم نظرية الملكية العراقية منذ العصر الأكدي، وخاصة في عهد الملك نرامسن ، حيث تشير النصوص والمصادر الاثرية الى اكتسابه الصفات المقدسة .
وبالنسبة لحكم نرامسن ، فليس من الممكن ان يكتب وصف زمني عن مدة حكمه التي استمرت حوالي 37 عاما ، والتي صورتها الاحداث بأنها خليط بين النصر والكوارث . ولو ان الاخيرة كانت في نهاية عهده كما تروى الاساطير . وربما يكون نرامسن قد بدأ عهده عندما كانت هناك ثورة بين رعاياه ، كما حدث مع من سبقه من الملوك. وان نرامسن لم ينتصر في سنة واحدة ولا بمعركة واحدة ، بل بسلسلة من الحروب العنيفة التي اضعفت موارده وتركت من بعده ملوكا ضعافا. وكان من نتيجة ذلك كله ، زعزعة السيادة الأكدية مما ساعد القبائل الجبلية في شمال العراق وشرقه على انتهاز الفرصة لتغزو البلاد وتحطم وحدتها . ولقد اطلق هؤلاء الغزاة على أنفسهم اسم الجوتيين . ولقد ساعد هؤلاء الغزاة ن العناصر السومرية كانت تحاول من آن لآخر استعادة سيادتها. فاتجهت الى القيام بالثورات هي الاخرى ضد الأكديين ونجحوا في استعادة سيادتهم في مدينة الوركاء قرب نهاية الدولة الأكدية . وهكذا عاد الموقف السياسي في جنوب العراق القديم الى الانقسام السياسي، الذي كان سائدا أثناء بداية الاسرات السومرية، وتمكنت العناصر الجوتية من القضاء على الدولة الأكدية
وبعد معالجة موضوع نظام الحكم الأكدي كمظهر من مظاهر الحضارة الأكدية تنبغي الاشارة الى مظهر آخر يتعلق بمجال الآداب والعلوم .
_______
(1). Frankfort, H., Kingship and the Gods, a Study of Ancient Near Eastern Religion as the Integration of Society and Nature, Chicago, 1969, p. 228.
* ان اللقب الجديد لا يحمل في طياته اية محاولة لمساواة الملك والآلهة . فالملوك الذين حملوا هذا اللقب لم يكونوا مقدسين Sacrosanct وأوتو حيجال ملك الوركاء طارد سكان الجبال الجوتيين الذين غزوا البلاد وأنهوا أسرة اكد . واورنامو من اور نصب أوتوحيجال كملك للجهات الاربع . ولكن في نهاية الامر ثار ضده وأطاح بعرشه ، ثم لقب نفسه بذلك اللقب
Barton, G.A., The Royal Inscriptions of Sumer and Akkad, p. 274, No. 13.
ويشير ديلابورت ، بلاد ما بين النهرين ، الحضارتان البابلية والاشورية ، ترجمة محرم كمال ومراجعة عبد المنعم ابو بكر ، ص 175 . الى ان ملوك سومر واكد قد الهوا عددا من الابطال الاسطوريين . وبعضهم يظهر في قوائم ملوك عصور ما قبل التاريخ مثل دموزى وهو الذي نقش اسمه في المكان الرابع بين امراء الاسرة الاولى في الوركاء وكان يولد من جديد كل عام في الربيع . وقد كان كثير من الامراء يستمتعون كذلك بامتيازات التأله في حياتهم .
(2). ل . ديلابورت ، المرجع السابق ، ص 175 .
(3). Frankfort, H., The Art and Architecture of the Ancient Orient, London, 1954, p. 42.
(4). Gadd, C.J., Op. Cit., p. 441.
(5). Gadd, C.J., Ibid. p. 440.
(6). Woolley, C.L., the Royal Cemetery (Ur-Excavations, 11), London and Philadelphia, 1934, p. 318.
318.
(7). سبتينوموسكاتي ، الحضارات السامية القديمة ، ترجمة السيد يعقوب بكر ، لندن 1957 ، ص 102 – 103 .
(8). Olmstead, A.T., (in) American Journal of Semitic Languages and Literatures, vol. xxxv, Chicago 1919, p. 75.
(9). Gadd, C.J., Op. Cit., p. 417.
(10). Maspero, G., the Dawn of Civilization, Egypt and Chaldaea, London 1922, p. 103.
(11). Langdon, S.H., "Naram-Sin and the Decline of the Cynasty of Sargon", (in) C.A.H., Cambridge 1928, p. 413.
(12). Langdon, S.H., "Sumerian Liturgical Texts", (in) U.M., Vol. x, No. 2, pp. 11, 106 ff.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|