أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-10-2016
1517
التاريخ: 25-10-2016
1341
التاريخ: 13-1-2017
2270
التاريخ: 24-10-2016
6595
|
الآشوريون هم فرع من الاقوام الجزرية القديمة التي كانت تقطن أصلاً شبه الجزيرة العربية ثم هاجرت منها إلى بوادي الشام والعراق، وذلك في الالف الثالث قبل الميلاد، ولا يعرف على وجه التحديد الطريق الذي سلكته هذه الاقوام(1)، ولكن هجرتهم كانت بسبب ما أصاب الجزيرة في احدى فترات الجفاف وأدى إلى ضعف الحالة الاقتصادية وقلة موارد العيش، وانهم لم يأتوا إلى العراق مباشرةً بعد تلك الهجرة ولربما اتخذوا وطناً مؤقتاً لهم استعدوا فيه في رحلتهم فتعلموا الزراعة وحياة الاستقرار، ثم قدموا إلى موطنهم الذي عرف ببلاد آشور(2) والراجح ان الآشوريين كانوا يستقرون في اعالي الفرات عند أطراف الباليخ(3).
التسمية:
ينسب الآشوريون باسمهم إلى اول مراكزهم الحضارية في مدينة آشور التي اصبحت عاصمة لهم وربما يكون الاسم نسبة إلى إلههم القومي "آشور"(4)، ولا يعلم بوجه التأكيد ايهما أصلاً للآخر(5).
وقد وردت كلمة آشور في النصوص المسمارية بعدة صيغ منها(آ-أوسار A-Usar) التي تبدو وكأنها كتابة سومرية رمزية، ولكن الكتابة المألوفة الاخرى كانت بهيئة (آ-آشور A-Šur) تتبعها العلامة المسمارية الدالة على اسماء الاماكن وهي (كي Ki)، واقدم ما ورد من هذه الصيغة كان في النصوص الاكدية من مدينة(نوزي NUZI) (كاسور Gasur) القديمة(6).
وترد التسمية من العصر الآشوري القديم من عهد الملك (شمشي-أدد الاول Šamši-Adad I) والذي حكم (1813-1781ق.م) بصيغتين هما (أو-سار كي U-SARki و(أ-شو-أور-كيA-ŠU-URki)(7)، وهنالك قراءة ثالثة وردت بالصيغة السومرية التالية A.SIR. KI)) (8).
وترد التسمية من العصر الآشوري الوسيط من عهد الملك (آشور أوبالط الاول Aššur-uballit I) الذي حكم (1365-1330 ق.م) بالصيغة المتعارف عليها(أش- شورAš-šur)(9).
وورد مصطلح آشور في المصادر الآرامية والعربية المتأخرة على هيئة "أفور أو أقور"(10) وقد استعمل المؤرخ اليوناني الشهير "هيرودتس" القرن الخامس قبل الميلاد مصطلح بلاد آشور(Assyria) استعمالاً خاطئاً إذ أطلقه على بلاد بابل والبابليين(11). ولم يكن اسم آشور معروفاً في القسم الشمالي من العراق القديم في الالف الثالث قبل الميلاد، بل كان يطلق عليه اسم (سوبارتو Subartu) نسبتاً إلى القوم الذين استوطنوا هذا الجزء من شمال العراق، الذين كانوا يعرفون باسم (السوباريين Subarian) قبل مجيء الآشوريين اليها، والمرجح ان الاشوريين قضوا على جماعات من اولئك السوباريين وازاحوا جماعات اخرى منهم إلى سفوح الجبال والمناطق الجبلية المجاورة واندمج من بقى منهم مع الاشوريين وكان موطن السوباريين يشمل كذلك الاجزاء الشرقية والشمالية من نهر دجلة(12).
وقد وردت اقدم الإشارات التاريخية إلى السوباريين على ما يرجح في اخبار حاكم لكش (أنناتومEannatum)()(13)، ومن اخبار فتوحات الملك (سرجون الاكدي Šarru-gīn) (2334-2279 ق.م)(14) وقد استعمل مصطلح "سوبارتو وبلاد سوبارتو" في كثير من النصوص التاريخية البابلية مرادفاً لبلاد آشور، كما وردت تسمية سوبارتو في نصوص الملك البابلي حمورابي (1792-1750 ق.م) إذ أرخ بذلك سنة حكمه التاسعة والثلاثين بانتصاره على آشور قائلاً :
"بالقوة العظيمة التي منـحها إيـاه أنو أنليـل،
هزم كل اعدائه صعوداً إلى حد بلاد سوبارتو"(15)
وقد نأى الاشوريين بعيداً عن كلمة سوبارتو كتسمية لبلادهم باستثناء ما ورد في بعض نصوص الفأل ومنها نبوءة احد المنجمين الاشوريين حين قال لاحد الملوك الاشوريين:
"بان السوباريين سيقضون على الاخلامو"
والأخلام هم (فرع من القبائل الارامية) واضاف المنجم موضحاً لذلك الملك بكلمة (نحن السوباريين)(16)، وترد كلمة سوباروم Subarum وسبروم Subrum في اللغة الآشورية القديمة بمعنى (العبد)(17)، وان البابليين كانوا ينظرون إلى سكان تلك المنطقة بنظرة شائنة لانهم طالما جلبوا العبيد منها(18).
______________________
(1) سليمان، عامر، العراق في التاريخ القديم، ج2، ص376.
(2) رو، جورج، المصدر السابق، ص255.
(3) سفر، فؤاد، آشور، ص13.
(4) سليمان، عامر والفيتان، احمد مالك، محاضرات في التاريخ القديم، (بغداد، 1978)، ص143.
(5) مهدي، محمد علي، الآشوريون: أصلهم، موطنهم، عواصمهم، تاريخهم، ط1، (بغداد، 1969)، ص1.
(6) سفر، فؤاد، المصدر السابق، ص2.
(7) سليمان، عامر والفيتان، احمد مالك، المصدر السابق، ص143.
(8) ساكز، هاري، عظمة بابل... ، ص397.
(9) نوزي-الاسم القديم أربخا: وهي تبعد عن كركوك 3كم والتي كانت مركز الحوريين، ينظر:
ميناس، روفائيل، أربخا ونوزي في التاريخ، مجلة ما بين النهرين، العدد 36، (الموصل،1981)، ص53.
(10) سليمان، عامر والفيتان، احمد مالك، محاضرات في التاريخ القديم، ص143.
(11) باقر، طه، مقدمة.... ، ج1، ص79.
(12) المصدر نفسه، ص474.
(13) أنناتوم Eannatum: وهو الحاكم الثالث من سلالة "أورناشة" مؤسس سلالة لكش، اتخذ لنفسه لقب "ملك كيش" الذي يظهر من اتخاذه انه يدل على السيادة والسيطرة على جميع بلاد سومر، ينظر: باقر، طه، المقدمة...، ج1، ص317.
(14) Pitchard, J.B., ANET, P. 266.
(15) Ibid, P. 270.
(16) Ibid, P. 285.
(17) Finkelstein, J.J., "Subartu and Subarian in old Babyloian Sources" JCS, Vol.9 Part.1, (1955), PP. 1-7.
(18) باقر، طه، المقدمة...... ، ج1، ص80.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|