أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-7-2018
2576
التاريخ: 24-10-2016
1702
التاريخ: 2023-07-24
1093
التاريخ: 13-1-2017
3101
|
الصلات في عهد الإمبراطورية الأولى ( 911 – 745 ق . م )
استهل الآشوريون عصرهم الحديث ( 911 – 612 ق . م ) بنشاط عسكري مكثف لم تشهد له البلاد مثيلاً من قبل وهذا ينم عن سياسة ملوكهم الحكيمة التي انتهجوها لمواجهة حجم التحديات التي أخذت تلم بهم خلال هذه الحقبة الزمنية من تاريخهم السياسي , والذي ساعدهم على ذلك تردي الاوضاع السياسية في منطقة الشرق القديم بشكل عام وعدم وجود منافس سياسي لهم خلال هذه المدة , هذا فضلا عن استخدامهم لعنصر الحديد في صناعة أسلحتهم التي أصبحت أكثر تطوراً عما كانت عليه في السابق(1) .
لقد تركزت معظم أعمال الملوك الآشوريين العسكرية في الجهة الغربية للبلاد لكونها كانت تشكل بعداً أقتصادياً مهماً لهم آنذاك(2) , وكان من نتائج ذلك احتكاكهم بالشعوب والأقوام التي كانت تقطن تلك المنطقة(3) , ويعد العبرانيون من أبرز الشعوب الذين أحتك بهم الآشوريون خلال هذا العصر إذ أصبحت منطقة فلسطين والتي كانت تحت سيطرتهم خلال هذه المده تشكل عمقاً إستراتيجيا لبلاد اشور (4).
كانت بلاد الشام بصورة عامة وفلسطين بصورة خاصة تشهد خلال هذه الحقبة الزمنية صراعاً قوياً بين الآراميين والعبرانيين من أجل السيطرة على الموارد الاقتصادية والمناطق الحيوية هناك وهذا ما اشرنا إليه في الفصل السابق وكانت كفة الآراميين الأرجح في ذلك الصراع وخلال هذه الحقبة وبالتحديد في عام 882 ق . م تعرضت مملكة إسرائيل العبرانية الى حرب أهلية انتهت بانتخاب عمري ( 882 – 871 ق . م ) من الجيش ملكاً على هذه المملكة(5).
بلغت إسرائيل في عهد هذا الملك عصراً مزدهراً إلا أنها ظلت تعاني من ضغوط مملكة دمشق الآرامية وملكها ( بن – حدد الأول ) ( 879 – 843 ق . م ) والتي كان يهمها في المقام الأول تأمين اتصالها بالبحر المتوسط ولعل هذا يوضح أمر صراعها الدائم مع مملكة إسرائيل(6) .
لقد حاول عمري وضع حد للحروب الطويلة بين مملكته والآراميين من خلال التوصل الى اتفاق سلام بينه وبين ملك دمشق "بن حدد الأول" وقد كلفه هذا الاتفاق أن يتنازل عن عدد من المدن الواقعة شرق الأردن فضلا عن أعطاء الآراميين أسواقا خاصة بهم داخل السامرة, وبالمقابل فأن السامرة لم تحصل على أية امتيازات مماثلة من الآراميين(7) .
وفي أثناء حكم هذا الملك صادف وصول آشور – ناصر بال الثاني الى البحر المتوسط في محاولة منه لتوسيع حدود إمبراطوريته نحو المناطق الغربية وعند وصوله الى سواحل البحر المتوسط قدم ملوك الممالك المطلة عليه والقريبة منه الهدايا الثمينة كدليل مادي يعبر عن خضوعهم لسلطته (8), وقام عمري بأعمال عمرانية كبيرة كان من أهمها بناء مدينة السامرة لتكون العاصمة الدينية لمملكته على غرار مدينة أورشليم عاصمة مملكة يهوذا (9).
وفي عهد الملك شلمنصر الثالث ( 858 – 824 ق . م ) قطعت آشور شوطاً كبيراً من التوسع السياسي والعمراني فعلى الرغم من سعة الإمبراطورية التي ورثها عن أبيه الملك آشور ناصر بال الثاني إلا أنه عمل جاهداً ومنذ البداية على مد حدود تلك الإمبراطورية الى أصقاع بعيدة , وهذا ما أكدته كثرة حملاته العسكرية التي قام بها , حيث قام بأثنتين وثلاثين حملة عسكرية خلال فترة حكمه البالغة خمسة وثلاثين عاماً(10) .
كانت الأحوال السياسية في بلاد الشام عموماً وفلسطين على وجه الخصوص عند تولي هذا الملك عرش آشور يشوبها التوتر السياسي بسبب استمرار الصراع بين الآراميين والعبرانيين متمثلين بدويلتيهم إسرائيل في الشمال ويهوذا في الجنوب وقد بلغ ذلك الصراع أشده بين مملكة إسرائيل ومملكة دمشق الآرامية وربما كان ذلك بحكم التماس بين المملكتين(11) وخلال هذه المده ، فقد أظهرت النصوص التاريخية أحاب الذي خلف أباه عمري ملكاً على إسرائيل وهو يتمتع بحنكه سياسية في إدارة دفة الأمور السياسية في المنطقة ، فقد أدرك هذا الملك أولاً خطورة القوة الآرامية فعمد الى نبذ الخلافات بين مملكته والمملكة الجنوبية ( يهوذا ) ونجح في عقد معاهدة مع ملكها يهوشافط ( 867 – 846 ق . م ) وقد عدت هذه المعاهدة أول معاهدة سلام أبرمت بين الطرفين وكالعادة وجرياً مع التقاليد المتعارف عليها سابقاً زوج يهوشافط أبنه يورام من عثليا ابنة أحاب (12), ودخـل فـي حلف سياسي آخر مع أيتوبعل ( 899 – 867 ق . م ) ملك صور ومن أجل توثيق هذا الحلف وتقوية أواصره فقد عمد الى مصاهرة هذا الملك من خلال زواجه بابنته ( أيزابيل )(13) .
وفي عام 858 ق . م انتهى الأتفاق الذي عقد بين ابن – حدد الأول ملك دمشق وعمري ملك إسرائيل حيث قام الأول ومعه اثنان وثلاثون ملكاً ممن تحالفوا معه بمحاصرة السامرة(14) ,غير أن ملكها أحاب تمكن من الحاق الهزيمة بقوات هذا الحلف وأصبح بإمكانه أن يلحق الدمار بمدينة دمشق نفسها ولكنه رأى أن من الحكمة أن يبقى عليها حتى تكون خط دفاعيا لإسرائيل بوجه الآشوريين الذين أصبحوا يشكلون خطراً حقيقياً يهدد منطقة بلاد الشام وفلسطين خلال هذه الحقبة الزمنية(15) ,ودعماً لهذه السياسة فقد عقد أحاب معاهدة مع الآراميين استرد من خلالها المدن التي كان والده قد تنازل عنها لهم سابقاً كما طالب بأسواق خاصة لإسرائيل في دمشق وطبقاً لهذه المعاهدة فقد قام أحاب بإطلاق سراح ابن – حدد الاول ملك دمشق والذي يبدو أنه وقع في الأسر أثناء تلك الحروب (16).
يبدو أن سياسة شلمنصر الثالث التوسعية قد ألقت بثقلها ورهبتها على ممالك المنطقة فدخلوا في حلف في ما بينهم لمواجهة تلك السياسة والتي يظهر أنها كانت وراء أتحاد الآراميين والعبرانيين الذين لم يعرفوا ذلك طوال فترة تاريخهم السياسي التي أتسمت بالتنافس السياسي والعسكري في المنطقة(17) , ويرى البعض أن الفرعون المصري سركون الثاني ( 860 – 832 ق . م ) كان يقف وراء قيام هذا التحالف(18) , وذلك من خلال سياسة التحرير التي كانت غالبا مايتبعها الملوك المصريون ضد السلطة الاشوريه في بلاد الشام .
وفي عام 853 ق . م ألتقت القوات المتحالفة مع الجيش الآشوري في موقعة قرقر(19) ,وتشير النصوص التاريخية الى الدور الكبير للجيوش العبرانية في هذا الحلف بقيادة ملك إسرائيل آنذاك أحاب حيث بلغ تعداد قواته المشتركة في هذا الحلف حوالي الفي عربة وعشرة آلاف مقاتل من أجمالي القوات المتحالفة البالغ 60 الف مقاتل(20) ,ولعل في هذا أشارة الى ضخامة القدرة العسكرية التي اسهم فيها العبرانيون ودورهم السياسي والعسكري الكبير في المنطقة آنذاك .
لقد أدعى الطرفان الأنتصار في تلك المعركة حيث أدعى شلمنصر الثالث أنه كبد قوات التحالف خسائر فادحة وذلك من خلال النصوص التي وردت مدونة على بوابات "بالاوات"(21) البرونزية العائدة الى عهد هذا الملك حيث جاء في أحدها " في عام " ديان أشور " في شهر " أبارو " في اليوم الرابع عشر .... قمت من نينوى وعبرت الفرات وأقتربت من مدينة " جيامو " على نهر بالخ ... وقد تملكهم الذعر من كمولي لهم ومن أسلحتي الباطشة وقتلت سيدهم " جيامو " بأسلحتهم ذاتها ... ثم انتقلت الى " قارقاره " فدمرتها وهدمتها وحرقتها , أي عاصمته وقد جاءت لمعونته 1200 عجلة , 1200 من الفرسان و 20000 من المشاة من قبل " أدد هدري " ( حدد عزر ) الدمشقي وكذلك 700 عجلة , 700 من الفرسان , 1000 من المشاة من قبل " أخاب " الإسرائيلي ( أخا أب بو , ال" سيرأيل لا أ " وكذلك 500 جندي من " أرقانا " ... وكذلك 1000 راكب جمل من " جنديبو " من بلاد العرب وكذلك .... ؟ جندي من بعشاين رحوبي من عمون ... وعدتهم أثنا عشر ملكاً دخلوا في معركة حاسمة وحاربتهم بعون أشور وقوى أشور التي أمدتي بها وأسلحة " نرجال " قائدي الذي أهداني أياها وأوقعت بهم الهزيمة بين مدن " قرقاره " و " جلزاو " و ذبحت 1400 من جندهم بالسيف واجتحتهم كسيول " أدد " حيث يبعث بها .... "(22) .
ومن خلال ما جاء في النص أعلاه يمكننا أن نتوصل الى مجموعة من الاستنتاجات والحقائق وهي : -
أولاً : يشير النص الى أن أول تصادم مسلح(3) بين الآشوريين والعبرانيين قد حـدث في عهد الملك شلمنصر الثالث وهذا يعني أن أولى الصلات السياسية بين العبرانيين وبلاد الرافدين قد حدثت في عهد هذا الملك .
ثانياً : ان ظهور اسم الملك أحاب ملك مملكة إسرائيل مدونناً في هذا النص يشير الى أول شخصية من العبرانيين قد ظهرت في النصوص الآشورية بصورة خاصة ونصوص بلاد الرافدين بصورة عامة مما يشير الى الدور السياسي الذي كان يؤديه العبرانيون في المنطقة حتى أصبح الآشوريون يحسبون لهم حسابات في إجراءاتهم السياسية .
ثالثاً : ورد في هذا النص أول ذكر للعرب وذلك من خلال الأشارة الى " جنديبو " ملك العرب الذي اشترك ب ( 1000 ) من الجمال ضمن القوات المتحالفة(23) , وقد أظهرتهم المخلفات الآشورية يقاتلون على ظهور الجمال وهم يتزينون باللباس العربي المؤزر(24) .
رابعاً : على الرغم من ادعاء شلمنصر الثالث أنه استطاع أن يحرز نصراً حاسماً على قوات الحلف من خلال ذكره للخسائر التي أوقعها بالقوى المتحالفة , إلا أن نتيجة تلك المعركة لم تكن حاسمة بدليل أن القتال بين شلمنصر الثالث والحلف قد تجدد مرة أخرى في الأعوام التي تلت معركة القرقار(25), ويشير احد الباحثين الى أن التوراة قد تجاهلت هذه المعركة ولم تعط أي تعليق حول ذلك وقد استنتج ان هذا التجاهل والصمت أتجاه هذا الحدث المهم ما هو الا تصديق من التوراة على صحة ما ورد في الحوليات الآشورية(26) , ان هــذا الاستنـتاج لا يمكن التغاضي عنه وقد يكون واردا لأننا نعرف ان التوراة كانت تمثل وجهة نظر اليهود فقط.
توالت الهجمات الآشورية صوب بلاد الشـام الواحـدة تلوى الأخرى خلال المدة التـي أعقبت مـعـركـة القـرقـار وهـذا ما أشـارت اليـه حولـيات الـمـلك شلمـنصـر الثالث(27) ،وخلال هذه الفترة فأن الأحوال السياسية تغيرت كثيراً في منطقة سوريا وفلسطين حيث نجد أن الحلف الآرامي الإسرائيلي الذي تصدى لقوات شلمنصر الثالث في تلك المعركة قد تبدد بسبب عودة الصراع بين مملكة دمشق الآرامية ومملكة إسرائيل العبرانية وكان من نتائج ذلك الصراع قتل أحاب ملك أسرائيل في أحدى تلك المعارك (28), وفي الوقت نفسه تعرض عرش مملكة دمشق الى محاولة أغتصاب من رجل يدعى (حاز – ئيل )(29), وبذلك فقد تفككت عرى ذلك الحلف الذي وقف فترة من الزمن بوجه حملات شلمنصر الثالث العسكرية. وفي منتصف القرن التاسع قبل الميلاد حدثت تغيرات سياسية مهمة في مملكة إسرائيل كان من نتائجها أعلان ياهو (842 – 812 ق.م) نفسه ملكاً على مملكة إسرائيل عندما تمكن من القضاء على سلالة عمري من خلال قيامه بقتل يورام ( 852 – 842 ق.م) أخر ملوك تلك السلالة(30) ،وهذا يعطي دليلا واضحا على تردي الوضع السياسي في فلسطين خلال هذه المده الزمنيه .
لقد تزامن مع هذه الأحداث وصول قوات شلمنصر الثالث الى المنطقة وذلك من خلال قيامه بتوجيهه حملة عسكرية صوب الأراضي الفلسطينية ويبدو ان تردي الاوضاع السياسية هناك هي التي دفعت بالملك الاشوري الى ارسال تلك الحملة فبعد أن أجتاحت السهول المجاورة لمملكة دمشق وجبل حوران عسكرت أخيراً عند مصب نهر الكلب(31) ،عند ذاك توافد ملوك دويلات المدن الفينيقية وكذلك مملكة إسرائيل لتقديم فروض الطاعة والولاء للملك الآشوري (32)، ويبدو ان الملك ياهو الذي كان يتولى عرش إسرائيل خلال هذه المده قد ادرك أن الحل الوحيد الذي يخلصه من ضغوط الآراميين هو تقديمه فروض الطاعة والولاء للملك الآشوري ولعل هذا يفسر ما ذهب اليه احد الباحثين من ان مملكة اسرائيل اخذت تنعم باستقرار سياسي خلال مده حكم هذا الملك (33),او لربما ان الملك ياهو قد أيقن أنه لا يستطيع المحافظة على ملكه ما لم يتجنب العداء للآشوريين والعمل على موالاتهم ليحظى بمساعدتهم له الأمر الذي جعله يضمن البقاء في الحكم فترة أطول مقارنة بغيره من الملوك الإسرائيليين (34).
أصبح ياهو بعد ذلك تابعاً لسلطة آشور وقد جاءت سياسة التبعية والولاء موثقة على المسلة السوداء (35) , وهي من أشهر النصب الآشورية التي تظهر عظمة الدولة الآشورية من خلال اظهار ملكها شلمنصر الثالث واقفاً بشموخ ويسجد أمامه الملك الإسرائيلي ( ياهو ) وهو يقبل الأرض من بين قدميه مقدماً له فروض الطاعة والولاء من خلال الهدايا التي جاءت على شكل أوان مصنوعة من المعادن الثمينة الذهب والفضة والرصاص (36).
صور الملك ياهو في اثناء تقديمه فروض الطاعة والولاء للملك الآشوري في مشهدين على المسلة السوداء الأول جاء منقوشاً على اللوح (15) ويظهر الملك الآشوري شلمنصر الثالث وهو منتصب ويده على مقبض سيفه المتمنطق به من جهة اليسار ويده اليسرى تحمل حليه ومن خلفه يقف رجل يحمل واقية تقي الملك من أشعة الشمس في حين يركع أمامه الملك يهوا ملك إسرائيل وهو يقدم الخضوع للملك في حين نجد في اللوح ( 16 ) وفي القسم العلوي من المسلة أن الملك يمسك في يده اليسرى القوس وتره باتجاه الضيف ( يهوه ) وفي يده اليمنى يحمل سهمين ونصالهما نحو الأعلى (37).
بعد العمليات العسكرية التي قام بها شلمنصر الثالث في بلاد الشام خاصة بعد الانتصارات التي حققها على حزائيل ملك دمشق أصبحت الإمبراطورية الآشورية مسيطرة تماماً على الوضع السياسي في سوريا وفلسطين وعلى الطرق التجارية التي كانت تؤدي الى أسيا الصغرى(38) , غير أن ذلك لم يستمر طويلاً إذ ما لبثت أن تغيرت الأحوال السياسية في الإمبراطورية الآشورية خلال السنوات الأخيرة من حكم الملك شلمنصر الثالث وعلى الرغم من محاولة خلفه الملك شمشي – أدد الخامس معالجة الأمور من خلال قضاءه على حركات التمرد التي حدثت في زمن أبيه الا أن تلك الاضطرابات تسببت في فقدان آشور لبعض مستعمراتها الواقعة في الجهة الغربية للبلاد (39).
إن معلوماتنا عن الصلات بين العبرانيين والآشوريين خلال مده حكم شمشي أدد الخامس والسنوات الأخيرة من حكم شلمنصر الثالث قليلة جداً كون النصوص المسمارية التي كانت مصدر معلوماتنا عن الصلات في بداية حكم شلمنصر الثالث قد أصابها الصمت خلال هذه المده ولم تعد تذكر أي شيء عن تحركات شمشي أدد الخامس في سوريا وفلسطين حتى اعتلاء أدد نيراري الثالث ( 810 – 783 ق . م ) عرش آشور (40) ,في ما أشارت المعلومات التي جاءت في التوراة والتي كانت تتحدث عن هذه الفترة الى أن الوضع السياسي في فلسطين بات أكثر تدهوراً حيث قام الملك حزائيل ملك دمشق بالتوسع على حساب العبرانيين وأستولى على أراض واسعة من مملكة إسرائيل وقوض سلطتها بحيث أنها غدت مقتصرة على السامرة فقط ولم تعد تملك من القوة العسكرية سوى خمسين فارساً وعشرة ألاف راجل وعشرة مراكب(41) ,أما المملكة الجنوبية ( يهوذا ) فقد دفعت مبالغ كبيرة من الذهب والفضة الى حزائيل مقابل البقاء على حياة ملكها وحياة شعبها (42), وهكذا فقد أصبحت منطقة شرق الأردن جميعها تحت سيطرة حزائيل ووطأة سلاحه طوال فترة حكم الملك شمشي أدد الخامس .
بعد وفاة الملك شمشي أدد الخامس آل حكم الإمبراطورية الآشورية الى ابنه الملك أدد نيراري الثالث (811- 783 ق . م ) ونظراً لصغر سنه فقــد تولـت أمـه سمور مـات(سمـــير اميــــس) (43) , امــر الوصـايـا عـليـه لمــده خمــــس سنوات(44) , وبعد بلوغه السن القانوني الذي أصبح يؤهله قيادة الدولة جلس هذا الملك على العرش الآشوري وكانت أولى أعماله العسكرية موجهه نحو الجهة الغربية للبلاد ( سوريا وفلسطين ) وعلى ما يبدو انه كان يبغي من وراء ذلك توجيه حملة تأديبية ضد مملكة دمشق وحاكمها حزائيل الذي قويت شوكته خلال فترة الضعف التي انتابت الدولة الآشورية أيام حكم الملك شمشي أدد الخامس فأستطاع أن يمد نفوذ إمبراطوريته ليشمل أراضي واسعة من فلسطين (45).
وفي عهد ابن – حدد الثالث خليفة حزائيل استطاع الملك الآشوري أدد – نيراري الثالث السيطرة على دمشق التي دخلت لأول مرة تحت السيطرة الفعلية الآشورية(46) , ونتيجة لهذا الانتصار الذي حققه الآشوريون سارعت الممالك الفينيقية والفلسطينية ومن ضمنها مملكة إسرائيل الى دفع الهدايا للملك الآشوري تعبيراً عن طاعتها وولائها له ,ويشير أحد الباحثين الى أن ملك إسرائيل يهو حاز بادر الى دفع هدايا الطاعة والولاء طواعية للملك الآشوري الذي خلصه من نير الآراميين (47) , وأشار الباحث نفسه الى أن حملة أدد نيراري الثالث لاقت ترحيباً من العبرانيين الذين وصفوه بالمنقذ (48), ولعل الأمر كان يتعلق بالضغوط العسكرية والسياسية التي كانت تمارسها مملكة دمشق ضد العبرانيين خلال الحقبة الزمنية التي سبقت قيام الملك الآشوري بالهجوم على دمشق عاصمة الآراميين .
لقد سجل الملك أدد نيراري الثالث انتصاراته في الجهة الغربية للبلاد على مجموعة من اللوحات والمسلات التي زودتنا بمعلومات كانت غاية في الأهمية حول الوضع السياسي فـي بلاد الشام ابان هذه الفترة الحرجة من تاريخ الشرق القديم وكانت مسلتي ( تل الرماح )(49) و( شيخ حمد ) (50) من أبرز تلك المسلات حيث جاء في الأولى " تلقيت الفي وزنه من الفضة ومئة وزنه من الرصاص والفي وزنه من الحديـد وثلاثة آلاف من الثيـاب المزكرشة وهــي جزيـة من ماري(51) حاكم أرض دمشق وأخذت جزية أخرى من يهواش حاكم السامرة ومن الصوريين " (52) Ia – a – su –mat – sa – me ri – na – a – a كما وجد نص أخر مدون على جدران قصر هذا الملك في نمرود خلد فيه انتصاره في سوريا وفلسطين حيث جاء في هذا النص " أدد – نيراري الثالث الملك العظيم الملك القوي والقدير ملك بلاد أشور ... من جهة الفرات أخضعت أرض حاتي وأرض أهاري على اتساعها صور وصيدا وأرض عمري ( مملكة أسرائيل) وأرض الفلسطينين حتى البحر الكبير في مغرب الشمس وفرضت عليهم الجزية "(53) .
يتضح لنا من خلال النصين السابقين أن الدولة الاشورية في زمن ملكها أدد – نيراري الثالث استطاعت أن تفرض سيطرتها على جميع الأراضي الواقعة الى الغرب من بلاد أشور حتى البحر المتوسط وان ملك إسرائيل في هذه الفترة يهواش ( 800 – 784 ق . م ) قد دفع الجزية للملك الآشوري حيث عد هذا الملك من الملوك العبرانيين الذين وردت أسماؤهم في النصوص الآشورية ,وهو يعلن خضوعه للملك الاشوري وهذا يعني ان سلطة الدوله الاشورية قد ضمت تحت سلطتها معظم الاراضي والاقاليم الواقعه الى الغرب من بلاد اشور بما في ذلك الممالك الفلسطينيه والعبريه والفينيقيه وهذا ماورد في نصوص هذا الملك وان دل ذلك على شئ فإنما يدل على قوة هذا الملك وحكمته العسكري التي من خلالها تبوأت الإمبراطورية تلك المكانة السامية .
يمكن عد مدة حكم هذا الملك التي امتازت بالقوة والسيطرة الفعلية هي مرحله جهيضـة كونها انتهت بنهاية هذا الملك لتدخل اشور بعد ذلك مرحلة مـن التدهور السـياسي والاقتصـادي استمرت حوالي 37 عاما (54) , وقد عزا الباحثون سبب ذلك الى الاحوال الأقتصادية التــي أخذت تلم بالبلاد نتيجة لتوسع الأورارتو(55) وظهورها على المسرح السياسي كـقوة سيـاسية مناهضة لآشور والتي أخذت تحكـم سيطرتـها على الطـرق التجـارية المؤدية الى آسيـا الصغرى(56) , وهذا بدوره قد ترك اثارا سلبية على الوضع السياسي في آشور وأنعكس بشكـل أيجابي على الممالك التابعة للسيادة الآشورية ومـن ضمنها المملكتان العبريتان حيث انفصلت هذه الممالك عـن الحكـومة المركزية الآشورية واعـلنت استقلالـها(57) , وهذا امـر وارد في سياسات الدول ذات الحكومات المركزية, حيث ان قوة الدولـة وتماسكـها يعتمـد علـى قوة حكومتها في المركز وبخلاف ذلك فان عملية انفصال الأقاليم التابعة لتلك الحكومة يصبح من الامور الطبيعية .
حكم خلال فترة الضعف هذه والتي أمتدت حتى عام 745 ق . م وهو العام الذي أعتلى فـيه العرش الآشوري الملك تجلات بليزر الثالث ( 745 – 727 ق . م ) ثـلاثة ملـوك كـانوا جميعهم من أبناء الملك أدد نيراري الثالث(58) , لم يصل الينا من هذه الحقبة الزمنية سوى عدد قليل من النصوص التي أشارت الى قيام أولئك الملوك الآشوريين بتوجيه حملات عسكرية بأتجاه سوريا وفلسطين وربما كانت الغاية من تلك الحملات هي لأغراض دفاعية لا أكثر أو مجرد مناوشات حدودية مع بعض الدول المجاورة كالآراميين والعبرانيين (59), الذين لاحظنا عنهم أنهم يصبحون أكثر قوة ونشاطاً عسكرياً متى ما تعرضت الدولة الآشورية الى مرحلة من الضعف .
أخذت الضائقة الأقتصادية تزداد خلال هذه الحقبة الزمنية وقد بلغت أشدها في أثناء حكم الملك آشور نيراري الخامس عندما تعرضت الطرق التجارية في جنوب العراق الى الانقطاع بسبب نشاط العيلاميين والقبائل الآرامية المتواجدة هناك , فاضطربت الأوضاع السياسية جراء ذلك وقد أدى هذا الى ظهور ثورة عارمة في البلاد أدت الى مقتل الملك الآشوري في قصره(60) .
بعد أن ضعفت آشور وتوقفت عن إرسال حملاتها العسكرية نحو سوريا وفلسطين بدأت ممالك ودويلات هذه المنطقة بالاستقلال ومن ثم أخذت تتنافس في ما بينها من أجل ملء الفراغ السياسي الذي حل بالمنطقة بعد ضعف الآشوريين سياسياً(61) , وكانت مملكة إسرائيل أوفر حظاً من بقية ممالك المنطقة حيث وصلت هذه المملكة الى قمة ازدهارها السياسي والأقتصادي في زمن ملكها يربعام الثاني ( 782 – 753 ق . م )(62) , حتى أصبحت تتمتع بنوع من الاستقلال نتيجة للضعف الذي أخذ يلم بالآشوريين(63) وإنهزام الآراميين على يد الآشوريين قبل ذلك(64) , فعمد هذا الملك الى إستعادة الأراضي التي كانت تابعة للمملكة والتي استولت عليها مملكة دمشق الآرامية من قبل ولم يكتف عند هذا الحد بل ضم بعض المدن الآرامية في سوريا تحت سلطته وكان ذلك في عام 758 ق . م, وقد أشار كتاب العهد القديم في سفر الملوك الثاني الى قيام يربعام الثاني بمهاجمة مملكة دمشق التي لم تكن قد ألتقطت أنفاسها من الحملة الآشورية التي قام بها أدد نيراري الثالث وقد ورد هذا النص هكذا بدون ذكر أية تفاصيل أخرى, وهكذا أصبحت إسرائيل تتمتع بنفوذ سياسي وأقتصادي مهم خلال هذه الحقبة الزمنية , أما مملكة يهوذا فقد شهدت هي الاخرى انتعاشا سياسيا خلال هذه المدة حيث أخذت تستعيد قوتها خلال حكم ملكها أمسيا ( 796 – 767 ق . م) حيث أستطاع هذا الملك أن يهزم الأودوميين في الجنوب ليتمكن من فتح طريق تجاري يوصل الى البحر المتوسط(65) , ومن هنا أخذت يهودا بالظهور على المسرح السياسي الأقليمي وخلال العقود الأخيرة من القرن الثامن قبل الميلاد أخذت أورشليم عاصمة يهوذا بالاندفاع بسرعة فائقة نحو الأحداث السياسية وبدأت تظهر في النصوص الآشورية كمملكة لها ثقلها السياسي والأقتصادي في منطقة فلسطين وربما كان لقربها من مصر ووجود مملكة إسرائيل كحد عازل بينها وبين الآراميين والآشوريين قد سهل من مهمة بقاء هذه المملكة دون التعرض الى الضربات المباشرة من الآشوريين والآراميين .
_________________
(1)Iansen,H,"Troy:Legerd",CANE,new york,2000,pp1126-1127.,
لويد ,سيتون: اثار بلاد الرافدين , ترجمة :سامي سعيد الاحمد, بغداد 1980 ,ص220-222, للمزيد من المعلومات حول التطورات السياسية في بلاد أشور عند نهاية القرن العاشر قبل الميلاد ينظر : فص 1 ص .
(2) الفتيان , أحمد مالك : نظام الحكم في العصر الآشوري الحديث , أطروحة دكتوراه ( غير منشورة ) بغداد , 1991 , ص 166 – 167 .
- برستد : أنتصار الحضارة , ص 202 .
(3) سلمان , أحمد حسين :" العمليات التأديبية الآشورية لليهود في ضوء النصوص المسمارية " مجلة دراسات في التاريخ والآثار , العدد العاشر , بغداد , 2002 , ص 167 .
(4) Roaf . C .Atls of, p. 198 . olmestead . A . T . History of Assyria ,p . 131 – 132
- Breasted ." Ancient times Ahistory of the Early World " London . 1939 p. 187.
(5) Lods . op cit p. 377))
(6)الراوي, شيبان: المصدر السابق ,ص120.
- لقد وردت عبارة في الكتاب المقدس تذكر أن أبا بنهدد الثاني ( وقصد به بنهدد الأول بن طرسون ) كان قد أخذ من أبي أحاب ( ويقصد به عمري ) مدنناً وحصل منه على حق دمشق بأقامة أسواق تجارية داخل السامرة ينظر: سفر املوك الأول : 22 : 34 دوبونت : المصدر السابق . ص108 377 Lods . op cit p (3) يرى احد الباحثين احتمال أن يكون عمري ضمن الملوك الذين دفعوا هدايا الطاعة والولاء للملك الآشوري تفادياً لحدوث تصادم مسلح بينه وبين الآشوريين . ينظر : عبد العليم :المصدر السابق ص 115 , في ما أشار آخر الى أن الملك آشور ناصر بال الثاني قام بأحكام سيطرته على الإقليم السوري وقام بدمج السامرة عاصمة إسرائيل مع الأقليم السوري حول هذا الموضوع ينظر:
The Grand Exhibition of silk Road Civilizations . the Oasis and steppe Ro utes , Nara 1988 . p . 182 .
ان صح هذا الاحتمال فسيكون هذا أول اتصال سياسي بين الآشوريين والعبرانيين خلال العصر الآشوري الحديث ولكن صحة هذا الحدث تكاد تكون ضعيفة لعدم ورود أي ذكر لمثل هذا الخبر في التوراة والنصوص التذكارية للملوك الآشوريين ولكن مع ذلك فأن التوراة قد أغفلت دور عمري وقللت من ذكره عند الحديث عن أخبار الملوك العبرانيين وربما يعود ذلك لأسباب دينية كانت تتعلق في قيامه بإدخال عبادات وثنية إلى إسرائيل نتيجة لعلاقته الحسنة مع المدن الفينيقية حيث أرتبط معها بمعاهدات وأحلاف تجارية , ينظر : عبد العليم , المصدر السابق , ص 116 .
(7). Smith . E. A. History Geographg of Holyland. London 1966 p. 227
(8) دولابورت , ل : بلاد ما بين النهرين حضارة بابل وأشور , ترجمة: مروان الخوري, دار الروائع الجديدة بيروت 1965 ص 268 , لوبون , جوستاف : حضارة بابل وأشور , ترجمة محمود خيرت , القاهرة 1947, ط1, ص 36 . Saggs. H. W. Every day. p. 45.
(9) دوبونت :المصدر السابق . ص 108 , وهيبه , نسيم : المصدر لسابق, ص 106 – 107
(10) سفر الملوك الثاني 8: 18. للأستزادة بالمعلومات حول هذا الموضوع ينظر : – olmstead . A. T. History of Assyria, p. 133 Belenkins. J. Ahab of Israel and Jehoshaphat of Judah: the syro – Palestinian Corridor in the Ninth Centuny. In CANE vol, 2, New York 2000 p. 1316.
(11) سفر الملوك الأول 16: 13. للاستزادة بالمعلومات حول هذا الموضوع ينظر :
- Dubnou . S . History of Jews. Vol 1 New York 1967 p. 182 – 184.
- olmstead . A. T. History of Assyria. p. 134.
(12) Olmstead . History of Assyria .p. 132 – 134.
(13)Blenkins opp ., op. cit., p. 310.
(14) Olmstead . History of Assyria. p 134.
(15) Trever . A. A. History of Ancient civilizations. Vol I, New York 1936, p. 95.
(16) الأحمد , سامي سعيد : تاريخ فلسطين , ص 205 .
- Ward . W. "the spirit of Ancient Egypt" Beirut 1960 p. 160.
(17) تقع قرقر على نهر العاصي في القطر السوري وبالتحديد في مدينة حماة الحالية، ينظر:
Nemet-Nejat, op cit, 37
(18) ARAB . Vol 1, No. , p. 610 – 611.
فخري, المصدر السابق. ص 103 . حتي , فيليب : لبنان في التاريخ , ترجمة :أنيس فريحه , مراجعة نقولا زيادة , دار الثقافية بيروت 1959 , ص 175 .
(19) وهي قرية تقع على بعد 25كم جنوب شرقي الموصل عثر فيها سنة 1878 م على هذه البوابات وهي الآن محفوظة في المتحف البريطاني, ينظر: عصفور, محمد أبو المحاسن: المدن الفينيقية, دار النهضة العربية للطباعة والنشر, بيروت 1981 ص 129.
- Von Soden . W. "Der Assyrer Krieq" Iraq. Vol 25. Part 2; 1963 p. 142.
- وعن شكل هذه البوابات والأشرطة المنقوشة عليها ينظر: مورتكارت ، أنطوان : الفن في العراق القديم , ترجمة : عيسى سلمان وسليم طه التكريتي , بغداد 1977 , ص 390 .
(20) Luckenbill . (ARAB). Vol, 1, p. 202 -203, Kuhrt. A. Op cit p. 488
- إبراهيم , نجيب ميخائيل : مصر والشرق الأدنى القديم , , دار المعارف القاهرة , 1963, ج 5 , ط1، ص 259 – 260 .
(21) حول الأشارة الى التصادم المسلح بين الآشوريين والعبرانيين ينظر :
- Ragozin , A . Z., op .cit. p. 175. Blenkins opp. J., op. cit., p. 311.
(22) Hitti, K . P .History of the Arabs London, 1960, p. 175 –200
(23) Time-Life Books ,Time frame 1500-600 B.C, USA, 1993, P, 19
وحول شكل المنحوتة التي كانت تشير الى ذلك ينظر: الملحق في نهاية البحث .
(24) دولابورت : المصدر السابق , ص 269 .
- Dalley . S. chariotry and cavalry of Tiglath – Pileser III and sargon II. Iraq vol, 47 1985 p. 38
(25) عبد العليم : المصدر السابق , ص 119 – 120 .
(26) لقد وصلت الينا من عهد الملك شلمنصر الثالث مجموعة كبيرة من النصوص التي كانت تتحدث عن حملاته العسكرية بأتجاه بلاد الشام حيث يذكر لنا هذا العاهل أنه عبر نهر الفرات مرات عديدة للقضاء على التمردات التي وقعت في سوريا وفلسطين ضد سلطة الدولة الآشورية , حول تلك الحملات وعددها ينظر :
- Safar . F. Afurther Text of shalmaneser III from Assur "Sumer, vol, 6, 1950. P .1 – 12.
(27) سفر الملوك الأول 22: 29 – 35.في ما يرى احد الباحثين ان احاب ملك اسرائيل مات على اثر هزيمة الاراميين والدول المتحالفة معهم في معركة القرقار ينظر:
Mecarterk." Yaw, Son of Omri " in BASOR Number, 216, 1974, p6-8
(28) ساكز : عظمة بابل , ص 115 .
(29) Olmstead. History of Assyria. p. 396.
(30) يقع نهر الكلب على بعد حوالي ستة أميال شمال بيروت حيث أكتشفت نقوش ولوحات لشلمنصر الثالث وخلفائه منحوته في الواجهة الصغرية عند مجر نهر الكلب , ينظر: دولابورت , ل : المصدر السابق , ص 270 .
(31) رو: المصدر السابق, ص 399.
(32) Hyma. A. Ancient History. New York 1955 p. 45.
- يذكر أن الملك ياهو قد واجهه عند توليه زمام الحكم في إسرائيل ضغوط عسكرية من الآراميين ومملكة يهوذا حول هذا الموضوع ينظر : عبد العليم : المصدر السابق , ص 130 .
(33) روبنسن: المصدر السابق , ص 118 .
(34) المسلة السوداء : وهي عبارة عن نصب مدرج طوله حوالي ستة أقدام وستة أنجات تنتهي بعدة دكات وهي تشبه الزقورة تماماً وقد نقش على كل وجه خمسة حقول كان عدد الحقول المنقوشة على المسلة السوداء حوالي عشرين حقلاً بحيث أن السطر الأول الأعلى في جميع الجهات يمثل المجموعة الأولى والثانية وهكذا وقد دون عليها الملك شلمنصر الثالث أخبار حملاته العسكرية من بداية حكمه وحتى السنة الحادية والثلاثين من حكمه للمزيد من المعلومات حول هذه المسلة ينظر : بابك : المصدر السابق , ص 72 – 73 .
- Luckenbill ., D. D., ARAB, vol 2, p. 200. Trever A .A. op. cit., p. 95.
Nemet- Nejat., op. cit., p 239 وعن شكل هذه المسلة ينظر: الملحق في نهاية البحث.
(35) حتي , فيليب : تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين , ص 211 .
- Breasted . Ancient times Ahistory. p. 229.
(36) الفهداوي , يوسف خلف عبد الله : المدلولات السياسية والعسكرية في مشاهد أستقبال الوفود الملكية والحكام في بلاد وادي الرافدين , مجلة كلية الأداب العدد 63 بغداد . 2002 ص 502 , وللأستزادة من المعلومات حول هذا الموضوع ينظر :
- Maspero . G. Sayce. H. Mclure. L. History of Egypt vol, 7, London 1965.
p. 130 – 132. Levine. B.op cit. p. 114.
(37) الشيخلي , عبد القادر : المدخل الى تاريخ الحضارات القديمة , القسم الأول الوجيز في تاريخ العراق القديم , الموصل , 1990 . ص 163 .
(38) ساكز : قوة أشور , ص 120 .
(39) باقر , طه : المقدمة , ج1 , ص 507 .
(40) سفر الملوك الثاني 13: 7.
(41) السفر نفسه 12: 17- 18
(42) سمير أميس : وهي تسمية وردت في المصادر اليونانية أما النصوص الآشورية فقد وردت على هيأة سمورمات وهي تسمية تتكون من مقطعين الأول " سمو " ومعناه الحمامة والثاني " رمات " ومعناه محبوبة فيكون بذلك معنى الأسم محبوبة الحمام , لقد نسج اليونانيون القدماء روايات كانت أقرب الى الخيال حول شخصية هذه المرأة ولعل هيرودوتس الذي دون تلك الروايات قد أخذها من البابليين الذين كانوا يحبون أميرتهم . حول هذا الموضوع ينظر: عقراوي , ثليمستان : المصدر السابق ص252 -253 ,سلمان, عامر : موسوعة الموصل الحضارية ,ج1,ص 92 Olmstead .History of Assyria. p158
(43) باقر , طه : المقدمة . ج1 , ص 507 .
Shea. W.'Adad-Niari III J ehoash of Israel' in .JCS .vol 30/2, 1978, p, 110(1)
(44) غزاله , هديب : دور حضارة العراق القديم في بلاد الشام . أطروحة دكتوراه ( غير منشورة ) القادسية . 2002 ص 189 .
(45) Shea; Adad –Nirar III …p 110)
(46) Ibid , p 111
(47) يقع تل الرماح في محافظة نينوى وهناك تسمية أخرى لهذا المكان وهي ( كرانا ) والتي تقع الى الجنوب من مدينة تلعفر وعلى بعد 13كم وقد أجرت بعثة بريطانية تنقيباتها في هذه المنطقة برئاسة دافييد أوتس ومن بين المكتشفات التي تم العثور عليها مسلة ملكية دقيقة الصنع تعود الى الملك أدد – نيراري الثالث دون عليها أخبار حملاته العسكرية . للمزيد من المعلومات ينظر .
- Oates , D . "Excavation at tell All – Rimah ", Iraq. Vol 30. 1968. pp. 115 – 138.
الزي وهو حول المشاهد الموجودة على هذه المسلة ينظر . بصمجي , فرج . كنوز المتحف العراقي . ص 284 .
(48) وهي عبارة عن مسلة من حجر البازلت نقشت عليها صورة الملك أدد – نيراري الثالث يرتدي الزي الملكي وتظهر أمامه رموز الالهه قرص الشمس المجنح والنجمة وقد نقشت هذه الرموز خلف رأس الملك . للمزيد من المعلومات ينظر :
- Milliard , A . R. " Aded – Nirrari III in Syria " Iraq. Vol 35. Part -1 – 1973. p. 58.
(49) يرى مجموعة من الباحثين أن تسمية ( ماري) الواردة في هذا النص كان يقصد بها الملك ( بن – حدد الثالث ) أبن الملك حزائيل ملك دمشق وهو لقب أطلقه الأشوريون على هذا الملك للمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع ينظر : دوبونت : المصدر السابق , ص 118 .
(50) ANET . p. 281 – 282. Tadmor. H. "the Histoical Inscription of Add- Nirari III" Iraq vol 35. Part -2- . 1973. p. 143.
(51) - ANET .p. 282
(52) منصور: المصدر السابق, ص121.
(53) وهم من الأقوام الهندو – أوروبية التي أستوطنت الى الشمال من الآشوريين وكانت هناك صلات قديمة تربط بين الآشوريين والأورارتو وقد أتسمت تلك الصلات بالطابع الحربي بين الطرفين الذي أزداد خلال فترة العصر الآشوري الحديث وقد ذكر هؤلاء في نصوص المصادر الكلاسيكية من كتاب اليونان والرومان بأسم الأرمن , للمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع ينظر : ساكز : قوة أشور, ص 119 – 120 .
(54) تعد منطقة أسيا الصغرى من المناطق المهمة التي كانت تربطها بأشور علاقات تجارية قديمة وكانت هذه المنطقة تزود بلاد أشور بالحديد الذي أصبح من العناصر المهمة التي دخلت في الصناعات الحربية في هذه الفترة كذلك كانت أشور تتزود بالخيول من هذه المنطقة أيضاً . للمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع ينظر : ساكز : قوة أشور , ص 121 , القصير , أحمد لفتة : الفعاليات الآشورية في أسيا الصغرى , رسالة ماجستير غير منشورة , القادسية 2001 ص52 -60 , اسماعيل بهيجة : المستعمرات الاشورية في اسيا الصغرى , مجلة التنمية والنفط , عدد خاص ( 7 – 8 ) بغداد , 1981 , ص 54 – 68 .
(55) إبراهيم , نجيب ميخائيل : ج5 , المصدر السابق , ص 264 .
(56) حكم خلال فترة الضعف هذه ثلاثة ملوك هم على التوالي شلمنصر الرابع ( 782 – 772 ق . م ) أشور دان الثالث ( 771 – 754 ق . م ) أشور نيراري الخامس ( 753 – 746 ق . م) وقد أتصفت فترة حكمهم
بالضعف والأنحلال السياسي في شتى أقاليم الإمبراطورية الآشورية , ينظر : رو: المصدر السابق , ص 406 , منصور : المصدر السابق , ص 121 – 122 .
(57) رو: المصدر السابق, ص 406.
(58) ساكز : قوة أشور, ص 123 – 125 .
(59) إبراهيم , نجيب ميخائيل : المصدر السابق , ص 264 .
(60) Bienkowski. Op. cit., p 6 Millard. A., op. cit., p. 157. Trever. A. A., op. cit., p. 95.)
(61) عبد العليم : المصدر السابق , ص 137 .
(62) دوبونت : المصدر السابق , ص 118 .
(63) فخري : المصدر السابق , ص 104 .
(64 ) سفر الملوك الثاني 14 : 23 – 28 .
(65) الصالحي , رافد كاظم كريدي : حقيقة الوقائع التاريخية بين عرض التوراة ومعالجة النصوص العراقية القديمة , رسالة ماجستير ( غير منشورة ) القادسية 1999, ص 31 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|