الاشوريون (1530 – 1990 ق . م)

آشور قبل عصر النفوذ الحوري – الميتاني:

لا نستطيع حتى الآن أن نضع تاريخا منظما واضح المعالم لتعاقب الملوك الاشوريين على عرش آشور خلال العصور الأولى من تاريخ تأسيس مملكتهم .

ويعيد الملوك الاشوريون خلال عصور متأخرة نسبهم الى مؤسس مملكتهم المدعو (انليل باني). كان الملك (ايلو – شوما) قد خاض حربا ضد مؤسس المملكة البابلية القديمة المدعو (سومر – آبوم) (1830 – 1817 ق . م) . ويفتخر في احدى كتاباته قائلا انه اعطى الأكّاديين وابناءهم الحرية ، في اور ونيبّور وادال وكيمار والدير واعاد السلام (الى المناطق) حتى مدينة آشور . وهذا يعني انه انتصر على الملك البابلي . ولما تسلم (حّمورابي) الحكم في (بابل) اخضع آشور لسلطانه . ولكن الملك الآشوري (شمشي – حدد) الاول (1749 – 1717 ق . م ) . الذي عاصر الملك (حّمورابي) لفترة من حكمه ، وسع حدود مناطق نفوذه باتجاه الجنوب الغربي داخل المنطقة العمورّية وعين ابنه (اي – اسمخ – حدد) نفوذه باتجاه الجنوب الغربي داخل المنطقة العمورّية وعين ابنه (اي – اسمخ – حدد) نائبا له في مدينة (ماري) ،وقد تم له ذلك بعد انتصاره العسكري على الملك العمورّي (اي – اخدونليم) .

ولكن (زيمريليم) ابن (اي – اخدونليم) استرجع عرش اسرته وطرد ابن (شمشي – حدد) من المدينة بمساعدة دولة (يمخد) .

ويوصف (شمشي – حدد) الاول في احدى الكتابات انه اذل بلاد دجلة والفرات ، ويفتخر هو نفسه ان آنو وانليل قلداه الحكم على الملوك .... ويستطرد في هذه الكتابة قائلا.... وفي هذا الوقت تسلمت الجزية في مدينتي آشور من ملوك توكريس وملك البلاد العليا واقمت نصبي (التذكاري) وثبت اسمي في بلاد لبآن على ساحل البحر الكبير .

ونستنتج من ذلك ان هذا الملك الآشوري غزا الاجزاء العليا من بلاد ما بين النهرين . ويذكر على رقيم طيني آخر انه غزا عاصمة (خانا) على نهر الخابور واقام هناك معبدا للرب (داجان) . ولا شك في ان المقصود هنا بالبلاد العليا المناطق الشمالية من بلاده وهي الاراضي الارمينية الحالية في آسية الصغرى ، التي تعرف في تاريخ الشرق القديم بـ (اورارتو) . وأما قوله (البحر الكبير) و (لبآن) فلا يقصد به (البحر المتوسط) و (لبنان) كما قد يظن لاول وهلة . ولكن المقصود هنا بـ (البحر الكبير) البحر الاسود وبـ (لبآن) منطقة تقع بالقرب من شواطئه الجنوبية (485) . اذن لقد امتدت اراضي مملكة (شمشي – حدد) الاول – حسب قوله – لفترة وجيزة من حكمه من البحر الاسود شمالا حتى شمال المنطقة الأكّادية جنوباً ومن شرقي مدينة آشور شرقا حتى حدود مملكة يمخد غربا . ولكن انتصارات الملك البابلي (حّمورابي) العسكرية وضعت حدا لأطماعه التوسعية ، وخاصة بعد ان انتصر عليه واصبحت ارض آشور احدى مقاطعات امبراطورية (حّمورابي) .