أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-10-2016
1608
التاريخ: 23-10-2016
2057
التاريخ: 2023-03-23
1064
التاريخ: 24-10-2016
1953
|
ينسب سفر التكوين الآراميين إلى آرام بن سام بن نوح، وقيل: هم المقصودون في القرآن الكريم بقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} [الفجر: 6، 7] (1)، إلخ، والآراميون قبيلة من قبائل السامية، تتنقل في البادية، في الشمال الشرقي من جزيرة العرب على حدود بلاد العراق الجنوبية، إلى أن انتهى أمرهم إلى الاستقرار بعض الوقت في بعض جهات سورية؛ حيث أسسوا دولة قوية، وعاشوا عيشة حضارية(2).
يقول حامد عبد القادر: وكان من أشهر تلك الدويلات:
1- دويلة آرام دمشق، في منطقة "دمشق".
2- دويلة آرام صوبة في منطقة "حران"، وكانت حران على الطرق التجارية الهامة، التي تصل الشام بالجزيرة، وشمال الشام ببلاد العرب.
3- مملكة آرام راحوب، في منطقة اليرموك.
4- مملكة آرام -قفخا في منطقة جبل حرمون.
الآراميون- حران:
وقد احتل الآراميون مدينة حران غالبًا، وهي أحد مراكزهم في ما بين النهرين، قبل احتلالهم دمشق، واقتبس القادمون الجدد بالتدريج حضارة الآموريين، والكنعانيين، الذين أقاموا بينهم غير أنهم احتفظوا بمظهر واحد من حضارتهم، وهو اللغة، وبخلاف الإسرائيليين والفلسطينيين؛ الذي أقاموا في أ, اخر القرن الثالث عشر في جنوب مناطقهم؛ فإن الآراميين احتفظوا بلهجتهم الأصلية، التي قدر لها أن تلعب دورا بالغ الأهمية في حياة غرب آسيا؛ وقد انقسمت إلى أقسام:
1- آرام النهري: وهم الذين سكنوا ما بين الفرات، ورافدة الخابور.
2- فدان آرام: وهم الذين سكنوا ما بين دجلة، والفرات، ومركزها حران، وتقع حران على طريق تجاري عظيم، وأصبحت من أعظم مراكز الحضارة الآرامية.
3- آرام دمشق: وقد تأسست مملكة دمشق في أواخر القرن الحادي عشر؛ وأصبحت مملكة كبرى تمتد إلى الفرات من جهة، وإلى اليرموك من جهة أخرى.
الوجه الثقافي والديني للحضارة الآرامية:
كان التجار الآراميون هم الذين نشروا لغتهم؛ منذ أول عهدهم في مختلف البلدان؛ وهي فرع من مجموعة اللغات السامية الشمالية الغربي؛ وكان فوزها على شقيقاتها اللغات السامية الأخرى، بما فيها العبرية؛ وأصبحت لغة المسيح وشعبه، والإشارة الثانية إن لم تكن الأولى للمسيحيين وجدت مكتوبة بالآرامية بحروف لاتينية مشوهة على جدار مسكن؛ وربما كنيسة في بومبي، مما يجعل تاريخها قبل 79م؛ وهناك صلاة آرامية تسمى "مديش المقدس" تشبه الصلاة المسيحية، المعروفة بالصلاة الربانية في بعض عباراتها؛ وهي أقدم منها، وتبدأ بعبارة "ليتمجد ويتقدس اسمه العظيم" وأسطورة أحيناء الواسعة الانتشار تحوي بعض حكم آشورية، أو بابلية، ولكنها بالآرامية؛ وقد كتبت في القرن السابع أو ما بعده؛ ولم يقتصر انتشار الآرامية على المناطق السامية؛ ففي عهد "داريوس" الكبير 52-86 جعلت الآرامية اللغة الرسمية بين مقاطعات الإمبراطورية الفارسية، وهكذا أصبحت حتى فتوحات الإسكندر اللغة المتداولة في إمبراطورية تمتد من الهند حتى الحبشة، وإن مثل هذا الفوز الذي حققته لغة لا تدعمها سلطة إمبراطورية من أهلها ليس له مثيل في التاريخ، ومع انتشار اللغة الآرامية انتشرت الأبجدية الفينيقية، التي كان الآراميون أول من اقتبسها، واستعملت في لغات أخرى في القارة الآسيوية؛ وحصل العبرانيون على أبجديتهم من الآراميين بين القرنين السادس، والرابع، وكانوا قبل يستعملون الأبجدية الفينيقية القديمة مدة من الزمن، والحروف المربعة التي تطبع اليوم بها كتب التوراة العبرانية نشأت من الكتابة الآرامية وأخذ عرب الشمال أبجديتهم التي كتب بها القرآن الكريم من الآرامية التي استعملها الأنباط؛ وكذلك حصل الأرمن، والفرس، والهنود على أبجديتهم من مصادر آرامية، وحروف البهلوية، والسنسكريتية إلى قلب الصين، وكوريا، وهكذا وصلت الحروف الفينيقية شرقًا بطريقة الآرامية إلى الشرق الأقصى، وغربًا بطريق اليونان إلى الأمريكيتين مطوفة العالم كله(3).
وقد تفرعت اللغة الآرامية مع الزمن إلى مجموعتين هما:
1- المجموعة الشرقية: في وادي الفرات، وتمثلها المندعية والسريانية.
2- المجموعة الغربية: وتمثلها الآرامية التوراتية، والترجوم، ولهجات الشمال، وحماة، والتدمرية والنبطية؛ ثم أصبحت السريانية وهي لغة "أوديسا" لغة الكنائس في سورية، ولبنان وبلاد الرافدين مع بعض الاختلافات المحلية، حتى حلت العربية محلها؛ عندما اتخذ المسيحيون الآراميون لهجة أديسا، وجعلوها لغة الكنيسة، والأدب، والتعامل الثقافي، وصاروا يعرفون باسم سوريين.
الديانة الآرامية "حدد الراعد":
والإله الذي كان يوجه الآراميون أعظم اهتمام لعبادته كان "حدد" إله الزوابع والرعد، ويسمى أيضًا "أدو أو: أدو" وكان مفيدا حين يرسل المطر الذي يخصب الأرض، وكان مفيدا حين يرسل السيول، وكان من ألقابه "ريمون" الراعد؛ وقد يطلق عليه الاسمان معا "حدد ريمون" وكان أهم معبد للإله "حدد" في هيرابولس "منبج" أي المدينة المقدسة. ولكن له معابد في مدن سورية أخرى كثيرة، وفي لبنان، وكان محبوبا بصورة خاصة بين المزارعين في سورية، وامتزجت عبادته فيما بعد بعبادة الشمس وزخرف راسه عند ذلك بالأشعبة كما في بعلبك، وفي الغالب يعتبر "جوبتر" هليوبولينانس، الذي عبد في بعلبك معادلا للإله "حدد" الذي تبدل فيما بعد، فأصبح "جوبيتر الدمشقي" وعرف الآراميون عادة تسمية أبنائهم "بار حدد" أي "ابن حدد" أو ابن آلهة أخرى، وعبدت رفيقة "حدد" أو زوجته في هيرابولس وفي مراكز سامية أخرى باسم "أتارغاتس"، ويتألف رمزها من الهلال مع قرص الشمس؛ كان لها معبد في كرنيون في جلفاد، وكانت عسقلان في فلسطين مركزا لعبادتها، حيث اعتبرت غالبا معادلة لأفروديت. كذلك انتشرت عبادة "أتارغاتس" بين اليونان، وكان كهنتها عموما من الخصيان الذين اعتادوا القيام برحلات اليونان وإيطاليا؛ لنشر عبادتها بواسطة التنبؤات، والرقص الروحاني، ولجمع تبرعات الأتقياء لأجل معبدها، وكان التشريع الآشوري يطلب من نساء الرجال الأحرار، وبناتهم أن يغطين رؤوسهن حين يخرجن إلى الشارع، وكانت مجموعة الآلهة الآرامية تضم فيما سوى الزوج الإلهي "حدد وأتارغاتس" عددا من الآلهة الأخرى، ذات المكانة الثانوية، بعضها محلي والبعض الآخر مستعار من الأمم المجاورة، وكانت الآلهة: حدد، وإيل، وركاب، وشمس؛ وهي التي أعطت الملك بناموا الأول الصولجان في الكتابة الأثرية التي تركها، ومنحته الأشياء التي صلى لأجلها ركاب، أو سائق المركبات هو إله مستورد إلى سورة مع إله الشمس الآشوري؛ وشمس الأشوري هو اسم إله الشمس، الذي كان يعبد في العالم السامي كله؛ ورشوف هو الإله الفينيقي "رشف" الذي كان كثيرا ما يمثل بشكل جندي مسلح، وفي كتابة ذاكر ملك حماة يرفع هذا الملك يديه لبعل شمين "سيد السموات" ورد فيها: فإن بعل شمين وإيلن وبرو شمشن وسهر، وإله السماء وإله الأرض مستهلكة، ويتضح أن بعل شمين هو "حدد" وهو "غيل وير" في الغاب وسهر هو إله القمر؛ وكانت حران مركزا الإله القمر الذي يسمى "سين" عند الأشوريين.
ويرد ذكر هذا الإله "سين" القمر على حجر تيماء، وهي واحة في شمال الحجاز، التي ترجع كتابتها إلى القرن الخامس ق. م. والإلهان المذكوران على هذا الحجر هما: سلم، ويشير إلى بعل المحلي، والثاني عاشرة.
_______
(1) سورة الفجر آية 7.
(2) الأمم السامية ص104.
(3) تاريخ سورية جـ1 ص182، ص183.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|