أهمية التكوين: لا يكتفي انتقاء الأفراد الصالحين الذين يقع عليهم الاختيار في ضوء ما يجري من اختبارات مختلفة ، وإنما من الضروري أن يعقب عملية الاختيار توفير : تكوينات على أعمال الوظائف التي يشغلها العاملون بغية رفع مستوى كفاءتهم ، لكن هذا لا يحجب ضرورة استخدام هذه الكفاءات خدمة لمصلحة المؤسسة.

كما أن نجاح المؤسسات وحتى المجتمع ككل ، مرتبط بالضرورة بتكوين الأفراد فالتكوين يعتبر وسيلة للتنمية الاقتصادية والازدهار الاجتماعي ، والتأمين ضد البطالة والشيخوخة وفقدان التوظيف وعدم ملاءمة الفرد لعمله ، فالتكوين يعتبر أمر هاما أساسيا من أجل تحسين كمية وتوعية العمل ، تخفيض تكاليف الإنتاج ، ورفع المعنويات وتحفيز العاملين فهو يعتبر إحدى الوسائل الرئيسية لرفع الكفاية الإنتاجية بالمؤسسة.

ويكتسي التكوين أهمية بالنسبة للمؤسسة من حيث ما يلي (1).

- إن الأفراد الذين يلتحقون بالعمل لأول مرة يحتاجون إلى التهيئة المبدئية للقيام بأعباء الوظيفة التي

سيقومون بها ، وبالتالي التعريف بها والتكوين عليها .

- إن الوظائف نفسها تتغير ، كما أن الأفراد لا يقومون بعمل واحد ولا يمارسون مسؤولية واحدة فقط ، بل ينتقلون بين عدة وظائف وعدة مسؤوليات خلال فترة عملهم ، الشيء الذي يتطلب إعادة تكوينهم عند ترقيتهم وانتقالهم إلى وظائف أخرى.

- إن التطور التكنولوجي أو الآلي تواكبه تحسينات على عمليات الإنتاج ، والذي أصبحت معه الإبداعية و الابتكارية هي الصفة الغالبة في العمل ، وأصبح عامل اليوم مطالبا بأن يكون لديه قدر من المهارة لتأدية الكثير من الواجبات التكنولوجية المعقدة والدقيقة ، وهذا يتطلب تكوين الأفراد تبعا لذلك، فكلما ازدادت أساليب وأدوات الإنتاج دقة وتعقيدا تطلب ذلك مستوى أعلى من التكوين لدى العامل. أما بالنسبة للأفراد العاملين فتتمثل في النقاط التالية:

جعل الأفراد أكثر فهما للمنظمة ، وأكثر استيعابا لدورهم فيها ، إضافة إلى تحسن قراراتهم وحل مشاكلهم في العمل .

- إتاحة الفرصة أمام الأفراد لتحقيق التطوير ، التمييز والترقية في العمل ، كما يطور وينمي العوامل الدافعية للأداء.

- تطوير مهارات الأفراد فيما يخص الاتصالات والتفاعلات وذلك بما يحقق الأداء الفعال كما يهدف

إلى تقليل القلق الناجم عن قلة الخبرة والمهارة لإنجاز العمل.

________________________________________________________________________________

1-  ناصر دادي عدون، مرجع سبق ذكره، ص 160