أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-10-2016
2464
التاريخ: 17-10-2016
3105
التاريخ: 18-10-2016
2725
التاريخ: 23-10-2016
1943
|
دول المدن السومرية أو عصر السلالات:
تعريف العصر:
ظهرت المعالم والملامح الأولى لحضارة وادي الرافدين في العصر الذي سميناه العصر "الشبيه بالكتابي" أو "الشبيه بالتأريخي" (2800 – 3500ق.م) المتضمن الطور الأخير من عصر الوركاء ودور "جمدة نصر" والطور الأول من عصر فجر السلالات. وإذا ألحقنا بعصر فجر السلالات ذلك الطور الأول منه فيكون تحديده الزمني في الفترة الواقعة ما بين نهاية دور "جمدة نصر" وبين بداية حكم سرجون وتأسيسه السلالة الأكدية في حدود 2370 او 2334ق.م، أي إنه دام ما بين خمسة او أربعة قرون، من 2900 إلى 2370 أو من 2800 إلى 2370. ويتميز هذا العهد كما سيتضح مما سنذكره عنه بأنه عصر ازدهار حضارة وادي الرافدين ونضجها، وظهور أبرز أوجهها ومقوماتها التي استمرت بشيء من التطور والتغيير والتحوير إلى العصور التأريخية التالية، وإلى ذلك تفرد هذا العصر الذي سادت فيه اللغة السومرية والثقافة السومرية، كما أن السلالات التي حكمت فيه كان الغالب عليها أنها سلالات سومرية.
وقبل أن يشع استعمال مصطلح عصر السلالات أو فجر السلالات (Early dynastic period) الذي وضعه الأستاذ "فرنكفورت" (H. Frankfort) بالاستناد إلى نتائج التنقيبات في مواقع منطقة ديالى الأثرية(1)، كان يطلق على هذا العصر جملة تسميات اخرى منها التسمية "عصر ما قبل سرجون" (Pre-Sargonic period) التي أطلقها عليه الباحثون القدماء، لأن هذا العصر يسبق زمن الملك الاكدي "سرجون" السالف الذكر، كما كان يسمى عصر اللبن "المستوى ــ المحدب" (Plano-convex bricks) لشيوع استعمال هذا النوع من اللبن في أبنية في أبنية هذا العصر، وإلى ذلك اعتاد بعض الباحثين الألمان أن يطلقوا عليه اسم عصر :لجش"، نسبة إلى مدينة لجش السومرية الشهيرة التي سيأتي الكلام عليها.
على أن الواقع من الأمر أن هذه التسميات التي أوردناها ليست موفقة كل التوفيق في التعبير عن هذا العصر الحضاري الجديد لأن كلاً منها لا يمثل إلا بعض الجوانب والأوجه الحضارية المميزة له. فتسمية عصر السلالات مثلاً لا تعبر إلا عن الجانب السياسي لهذا العصر، من قيام دول مدن او سلالات حاكمة، كانت في أغلب الاحايين متعاصرة في أزمانها، وسيأتي الكلام عنها. ولذلك فيصبح تسميته من هذه الناحية "عصر دول المدن" (City states) كما يمكن تسميته بعصر الحضارة السومرية على الرغم من أن ما نسميه بالحضارة السومرية قد أسهم في تكوينها وبنائها أقوام اخرى من غير السومريين وفي مقدمتهم الساميون الذين عايشوا السومريين في استيطان السهل الرسوبي منذ أقدم العصور.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) نشير إلى التنقيبات الواسعة التي اضطلع بها المعهد الشرقي التابع لجامعة شيكاغو في منطقة ديالى (1937-1930)، مما مرّ بنا في تأريخ التنقيبات، وقد أوجزنا في هذا الفصل جانباً مهماً من نتائج تلك التنقيبات حول تسمية "عصر فجر السلالات" التي اقترحها رئيس تلك البعثات الأثرية، الأستاذ "فرنكفورت" انظر:
H. Ftankfortm Sculptures from the Diyala Region.
.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|