أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-01-2015
1341
التاريخ: 1-02-2015
1532
التاريخ: 2023-08-19
3061
التاريخ: 1-02-2015
1327
|
قال تعالى { وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ } [الأنعام : 84] .
قال الرازي في تفسير هذه الآية : انها تدل على ان الحسن والحسين من ذرية رسول اللَّه (صلى الله عليه واله) لأن اللَّه تعالى جعل عيسى من ذرية إبراهيم ، مع انه لا ينتسب إلى إبراهيم إلا بالأم ، فكذلك الحسن والحسين من ذرية رسول اللَّه ، وان انتسبا إليه بالأم . . ويقال : ان أبا جعفر الباقر استدل بهذه الآية عند الحجاج ابن يوسف .
وقال صاحب تفسير المنار : أقول في الباب حديث أبي بكرة عند البخاري مرفوعا : ان ابني هذا سيد يعني الحسن ، ولفظ ابني لا يجري عند العرب على أولاد البنات ، وحديث عمر في كتاب معرفة الصحابة لأبي نعيم مرفوعا :
وكل ولد آدم فان عصبتهم لأبيهم خلا ولد فاطمة فاني أنا أبوهم وعصبتهم وقد جرى الناس على هذا ، فيقولون في أولاد فاطمة أولاد رسول اللَّه (صلى الله عليه واله) وأبناؤه وعترته وأهل بيته .
ومعنى هذا الكلام ان ولد فاطمة (عليه السلام) ليسوا أبناء رسول اللَّه (صلى الله عليه واله) لغة ، ولكنهم أبناؤه شرعا لقول الرسول : أنا أبوهم وعصبتهم وأيضا هم أبناؤه عرفا ، لأن الناس قد جروا على القول : ان ولد فاطمة هم أولاد رسول اللَّه وأبناؤه وعترته وأهل بيته . . وقد أجمع علماء السنة والشيعة قولا واحدا على ان الشرع في مداليل الألفاظ مقدم على العرف واللغة ، وان العرف مقدم على اللغة ، لأن الحكيم يخاطب الناس بما يتبادر إلى أفهامهم ، لا بما هو مسطور في قواميس اللغة ، فإذا أوردت كلمة في آية أو رواية ، ووجدنا لمعناها تفسيرا خاصا في كتاب اللَّه أو السنة النبوية فتحمل الكلمة على هذا المعنى الخاص ، ويسمى بالمعنى الشرعي ، ويهمل المعنى اللغوي والعرفي ، وإذا لم نجد لها تفسيرا في الكتاب والسنة فتحمل على ما يفهمه الناس منها ، ويسمى بالمعنى العرفي ، فإن لم يفهم الناس منها معنى معينا فتحمل على المعنى الموجود في قواميس اللغة .
وعلى هذا يأتي المعنى الشرعي في الدرجة الأولى ، والعرفي في الثانية ، واللغوي في الثالثة ، وقد ثبت شرعا وعرفا ان الحسن والحسين ابنا رسول اللَّه فيتعين ذلك ، وتهمل اللغة ، لأنها محكومة بالشرع والعرف .
أما السر في ان الحسن والحسين ابنا رسول اللَّه ، مع انهما ليسا من أبنائه لغة ، أما هذا السر فيجده الباحث في صفات الحسنين وشمائلهما ، انها عين صفات الرسول الأعظم وشمائله . . وحسب الباحث من سيرة الحسن ان معاوية بن أبي سفيان لم يسعه الملك الذي كان فيه ، وفي الحسن عرق ينبض ، وحسب الباحث من سيرة الحسين ان يزيد بن معاوية ضاقت به الدنيا مع وجود الحسين ، كما ضاقت بأبيه معاوية من قبل ، مع وجود الحسن .
{وإِسْماعِيلَ والْيَسَعَ ويُونُسَ ولُوطاً} هديناهم أيضا { وكلًّا فَضَّلْنا عَلَى الْعالَمِينَ} في زمانه {ومِنْ آبائِهِمْ وذُرِّيَّاتِهِمْ وإِخْوانِهِمْ} من ، هنا للتبعيض ، أي وفضلنا البعض من كل صنف من هؤلاء ، لأن من ذرياتهم وإخوانهم كانوا كافرين ، بل لم يكن لعيسى ويحيى نسل وذرية { واجْتَبَيْناهُمْ وهَدَيْناهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ } هذا المديح والثناء تمهيد لقوله تعالى : « ذلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ » . أي ان الهدى الذي يجب اتباعه هو ما جاء به الأنبياء ، ولا يتبع هذا الهدى إلا من شمله اللَّه بلطفه وتوفيقه { ولَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ ما كانُوا يَعْمَلُونَ }. أي ان هؤلاء الأنبياء على فضلهم وعظيم قدرهم لو صدر منهم أدنى شيء يشعر بالشرك لبطلت جميع أعمالهم ، وذهبت سدى ، والغرض من هذه الإشارة التنبيه إلى أن اللَّه سبحانه يعامل الناس بأعمالهم لا بمناصبهم ، وبالنهاية التي عليها يموتون ، لا بالسابقة التي ابتدأوا بها حياتهم .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|