أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-10-2016
321
التاريخ: 16-10-2016
448
التاريخ: 16-10-2016
285
التاريخ: 16-10-2016
231
|
أصل الاخمينيون:
ينحدر الأخمنيون من كتلة الأقوام الهندو – أوروبية وبالتحديد من العنصر الأري(1) ويشير الباحثون الى أن الموطن الأصلي لهذه الكتلة البشرية هو المنطقة الواقعة جنوب بحر الخزر في الأقسام الجنوبية من روسيا (2), ونتيجة لأسباب غامضة فقد نزحت تلك الأقوام من موطنها الأصلي في حدود الألف الثالث قبل الميلاد وأتجه قسم منها نحو مناطق الشرق القديم وآسيا الصغرى (3).
وبحلول الألف الأول قبل الميلاد وصلت قبيلتان من تلك القبائل الى بلاد إيران وهما قبيلتا ماذي وفارس اللتان أصبح لها تأثير كبير وواسع في تاريخ إيران السياسي ولعل هذا التأثير يعود الى كثرتهم العددية لأنهم شكلوا أكبر المجموعات الأرية التي دخلت إيران عند بداية الألف الأول قبل الميلاد(4) ,سكن الفرس المناطق الغربية من بلاد عيلام والواقعة في النهاية الجنوبية الشرقية لجبال زاكروس وبالرغم من وعورة المنطقة إلا أنها كانت أرض خصبة وكثيرة الوديان(5) ,ولا نعرف بالضبط علاقة الفرس السياسية ببلاد عيلام ولكن يبدو أن سقوط العيلاميين على يد الملك الآشوري آشور - بانيبال قد فسح المجال أمام الفرس للتوسع على حساب الأراضي العيلامية (6).
ظل الاخمينيون تابعين لسلطة الدولة الميدية مده من الزمن استمرت حتى تولي الملك كورش الثاني ( 558 – 530 ق . م ) زمام سلطتهم السياسية (7) ,ولما تيسرت له القوة الكافية تخلص من حكم الميديين ولم يكتف كورش بالتخلص من حكم هذه الدولة فقط وإنما هاجم مركز الدولة نفسها وقضى عليها وورث ممتلكاتها فعد بحق المؤسس الحقيقي للإمبراطورية الأخمينية(8) ,ويرى بعض الباحثين أن من بين العوامل التي ساعدته في الأنتصار على الميديين هو تحالفه مع الملك البابلي نبونائيد حيث كان الاخير يطمح في تحرير مدينة حران التي كانت تحت سيادة الميديين منذ عام 610 ق.م (9) , وكان لهذه المدينة أهمية خاصة عند البابليين وبالتحديد عند هذا الملك كونها كانت تتمتع بأهميتين أحداهما أقتصادية تمثلت بموقعها التجاري المهم (10), والأخرى دينية باعتبارها مركز عبادة الأله سين ( اله القمر ) حيث كانت والدته تشغل منصب الكاهنة العظمى في معبد هذا الأله (11). ويبدو ان هذه المدينة قد اصبحت بحوزة البابليين طبقاً للاتفاق البابلي الأخميني الناتج عن التحالف السالف الذكر .
بعد أن فرض كورش سيطرته بالقوة على بلاد إيران أخذ يفكر في مشروعه الذي كان يهدف الى ضم جميع بلدان الشرق القديم الى مملكته ولما أصبح يمتلك كل المقومات اللازمة للقيام بتنفيذ ذلك المشروع سعى إلى احتلال أقرب الدول الى مملكته وهي مملكة ليديا (12), التي عدت نقطة البداية نحو بناء الإمبراطورية الأخمينية الكبيرة , ومن هناك توجه صوب آسيا الصغرى وفي طريقه أحتل مدينة حران الواقعة تحت السيطرة البابلية خلال هذه المده(13), ولعل هذا كان بمثابة الأنذار الذي أراد كورش أن يوجهه الى بابل وملكها نبونائيد ونتيجة لذلك فقد أبطل الحلف الذي وقع بين الطرفين قبل ذلك(14) , لينظم نبونائيد الى الحلف الأسبارطي الليدي المصري وقد أعلن هذا الحلف فشله حيث يذهب بعض الباحثين الى أن سبب فشل هذا الحلف هو أن الدول المتحالفة لم ترسل قواتها للدفاع عن ليديا(15) , وبعد حروب عديدة استطاع كورش أخيراً وفي عام 546 ق . م أن يفرض سيطرته على بلاد ليديا واسيا الصغرى
يبدو أن الانتصارات التي حققها كورش في آسيا الصغرى قد أعطته دفعاً معنوياً للتفكير باحتلال بابل وأخذ يعد العدة للقيام بهذا العمل وكانت الدلائل تشير الى ذلك حيث لا يمكن لكورش أن ينفذ مشروعه الإمبراطوري الذي أشرنا اليه مسبقاً ما لم يضع يده على بابل باعتبارها مركزاً حضارياً وسياسياً مهماً , وان بقائها دولة قوية مستقلة لفترة طويلة بالقرب من حدود مملكته تجعله غير مطمئن على مستقبل إمبراطوريته السياسي وهذا ما لا يحتمله كورش(16) .
ومن بين الأمور المهمة الأخرى التي دفعت كورش لاحتلال بابل الأمكانيات العسكرية والأقتصادية الضخمة التي أخذت تتمتع بها مملكته آنذاك (17), ومما زاد في عزيمته الوضع السياسي المتأزم الذي كانت تشهده بابل خلال هذه المده والناتج عن غياب الملك نبونائيـد عنها , وتصاعد حدة الخلافات بين الكهنة أنفسهم حول عبادة الإله سين ( اله القمر ) (18), هذا فضلا عن الأحوال الأقتصادية المتردية التي كانت تعصف بالمدينة خلال هذه الحقبة الزمنية من تاريخها السياسي(19) .
لم تكن هذه الدوافع والأمكانيات وحدها كافية لقيام الملك الأخميني بعملياته العسكرية ضد بابل وأنما عمد الى وسائل أخرى كانت الغاية منها خلخلة الوضع السياسي والبنية الأجتماعية داخل المدينة نفسها وذلك عن طريق بث الدعايات المغرضة ضد الملك نبونائيد وهذه الدعايات قد وجدت طريقها في اقناع بعض سكان بابل من الذين لم تكن مصالحهم الذاتية ترتبط بالحكم الوطني في المدينة فضلاً عن مجموعة من الكهنة الذين أخل نبونائيد بمصالحهم وأعدوا أنفسهم مخذولين(20) .
بعد أن أصبح الطريق سالكاً أمام الملك كورش تقدم بجيشه نحو مدينة بابل وفي مدينة أوبس الواقعة قرب المدائن الحالية ألتقى بالجيش البابلي الذي أعده نبونائيد للتصدي للجيش الأخميني وكانت نتيجة تلك المعركة تجري في صالح الأخمينيين قتل على أثرها قائد الجيش البابلي ( بليشيزار ) وأنسحب نبونائيد الى بابل للدفاع عنها(21) ,وربما ليحمي نفسه داخل اسوارها المنيعة .
بعد الانتصار الذي حققته القوات الفارسية في أوبس تقدمت نحو مدينة سبار واحتلتها في يوم ( 14) تشرين الأول من عام 539 ق. م وبدون قتال(22) ,و بسقوط هذه المدينة تكون بابل قد فقدت أخر خطوطها الدفاعية من جهة الشمال لتصبح مكشوفة أمام الجيش الغازي الذي لم يتوان عن احتلالها فدخلها في يوم (16) تشرين الأول في نفس العام لتصبح بعد ذلك إقليما تابعاً للإمبراطورية الأخمينية (23).
تعد سلالة بابل الحادية عشرة أو ما أصطلح عليها بالدولة البابلية الحديثة أخر عهد من عهود الحكم الوطني في العراق القديم ليقبع بعد ذلك تحت التسلط الأجنبي الذي أستمر حتى عام 636م وهو العام الذي دحر فيه الفرس على يد الجيوش الإسلامية التي جاءت فاتحة للبلاد(24) , وتعد فترة الحكم الأخميني أولى فترات ذلك التسلط الأجنبي والتي استمرت لمدة قرنين من الزمان حكم خلالها عشرة ملوك كان أولهم الملك كورش الثاني وأخرهم داريوس الثالث ( 336 – 331 ق. م ) شهدت بابل خلالها تقلبات سياسية مهمة خاصة في الفترة التي أعقبت حكم كورش الثاني وأبنه الملك قمبيز الثاني حيث شهدت ثورات ضد الملوك الأخمينيين وكان أهم ما امتازت به تلك الثورات ان قوادها كانوا يتسمون باسم ملك بابل العظيم نبوخذ نصر(25) ,وهذا دليل على أن العراقيين لم ينسوا ملوكهم العظماء طوال تلك الحقبة.
_________________________
(1) الأقوام الأرية . وهم من الأقوام الهندو – أوروبية الذين سكنوا أقليم " أيرانويج " المحصور بين سيحون وجيجون في أقليم خوارزم وسمرقند بعد نزوحهم من موطنهم الأصلي جنوب روسيا وبعد فترة من مكوثهم في هذا الأقليم هاجروا الى أيران واستقروا هناك عند مطلع الألف الأول قبل الميلاد ولعل تسميتهم بالأقوام الأرية مقترن بأسم أقليم " أيرانويج " الذي يمثل مهد تلك الأقوام للمزيد من المعلومات ينظر : باقر , طه :
مقدمة ج2 ,ص389 , الاحمد , سامي سعيد , واخر :تاريخ الشرق القديم ,بغداد,(د, ت)ص77
(2) باقر , طه : مقدمة ج2 ص 399 .
(3) أختلف الباحثون في تحديد الأسباب الرئيسة التي كانت تقف وراء نزوح الأقوام الهندو – أوروبية من موطنها الأصلي فمنهم من أشار الى أن زيادة السكان مقابل الموارد الأقتصادية للأرض والتي أصبحت غير كافية لأيجاد الموازنة المطلوبة في ما أشار قسم اخر الى أن المناخ له دوره في تلك الهجرة ويبدو ان السبب المباشر لتلك الهجرة هو ضغط اقوام الهون الاسيوية عليها للمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع ينظر : Roberts . J. M. "the First civilization" London 1979 p. 80 – 81.
(4) Cameron . G. History of Eearly Iran. New York, 1953, p 343).)
(5) Hall , H , R , the Ancient History of the Near East . London, 1963, p 553.
(6) Ibid , p354 .
(7) Sykes . p. History of parsia, London, 1969 p. 143.
- مورتكارت , أنطوان : تاريخ الشرق الأدنى القديم , ترجمة توفيق سليمان وقاسم جوي : بغداد 1967, ص 370 ,الاحمد , سامي, واخر: تاريخ الشرق القديم , ص 107 , باقر , طه : مقدمة ج2 , ص 400.
(8) باقر , طه , وأخرون : تاريخ إيران , مطبعة بغداد 1980, ص 48, كذلك ينظر:
Cameron. Op. cit p 224
(9) رو: المصدر السابق, ص514.
(10) باقر , طه : مقدمة ,ج1, ص554 , محان : المصدر السابق , ص 75, ساكز :عظمة بابل , ص178.
(11) ثلميستان , عقراوي : المرأة ومكانتها في حضارة وادي الرافدين , بغداد , 1978 , ص 309 – 310 .
(12) ليديا . وهي من الممالك التي كانت تقع غرب الأناضول وبدأت تظهر على الأحداث السياسية خلال الألف الأول قبل الميلاد وكانت عاصمتها تسمى ( سارديس ) للمزيد من المعلومات ينظر : دانيال , كيلين : موسوعة علم الأثار , ترجمة ليون يوسف : بغداد ,1991 , ج 2 , ص 499 .
(13) ولبر , رويالد : إيران ماضيها وحاضرها , ترجمة عبد المنعم محمد حسين : القاهرة 1958 ،ص 28 – 29 .
(14)Kuhrt . A. op cit p 659.
(15) Chirshman. R." Iran". London 1961 p. 130
عثمان: المصدر السابق, ص 522.
(16) Sykes ., op. cit., p. 150).)
(17) Hall ., op. cit., p. 559 – 560.
(18) ساكز : عظمة بابل, ص 180 – 181 .
(19) لوساني , أحمد : الأخمينيون , بيروت, 1968 , ص 16 .Sykes .op. cit p151
(20) Olmstead . "History of Persian Empire" Chicago. 1959. p. 51.
- كان من بين أهم الدعايات التي بثها الأخمينيون ضد نبونائيد هي أن سبب تركه لمدينة بابل هو كي يريح نفسه من عناء مشكلاتها في ما أشار قسم من الباحثين إلى إن الملك نبونائيد ذهب بعيداً ولم يره أحد وقد عمل عملاً مستنكراً في حران الأخمينية معتمدين على الدعاية اليهودية المغرضة التي وصفته بأنه أصيب بالجنون نتيجة لأنتهاكه حرمة المعابد .
للمزيد من المعلومات ينظر : باقر , طه : مقدمة, ح1 , ص557 .
Beaulieu. P. King Nabonidus and the Neo – Ba by – Lonian Empire "in CANE, vol 2, New York 2000 p. 978 – 979.
(21) Grayson . A. K. Assyrian and Babylon chronicks. New York 1975. p. 109 Beaulieu. P. op. cit p. 976.
(22) غزاله , هديب: الدولة البابلية الحديثة , ص 198 .
- Beaulieu . p., op. cit., p. 977.
(23) Oates . J. Babylon. London. 1997. p. 134 – 135
- باقر وآخرون : تأريخ إيران القديم , ص 49 .
(24) كريستنسن , ارثر: ايران في عهد الساسانيين, ترجمة : يحي الخشاب , بيروت ,د . ت,ص483 .
(25) رو: المصدر السابق , ص546 , مورتكارت ,انطوان: تاريخ الشرق الادنى القديم , ترجمة :توفيق سلمان , بغداد 1950 , ص 377.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|