المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6767 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

العوازل والموصلات
5-1-2016
خطوات تحليل البيانات الكيفية بالكمبيوتر- إدخال النصوص أو الوثائق الكمبيوتر
7-4-2022
معنى كلمة اذن
18/12/2022
الشيخ ركن الدين محمد بن علي بن محمد الجرجاني
5-2-2018
Abraham Robinson
24-12-2017
The Caesar Cipher
5-2-2016


الحياة الاقتصادية في بابل بالعهد الاخميني  
  
357   09:57 صباحاً   التاريخ: 16-10-2016
المؤلف : اسامه حسين
الكتاب أو المصدر : بابل في العهد الاخميني
الجزء والصفحة : ص 146-160
القسم : التاريخ / العهود الاجنبية القديمة في العراق / الاخمينيون /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-10-2016 297
التاريخ: 16-10-2016 313
التاريخ: 16-10-2016 278
التاريخ: 16-10-2016 504

الزراعة والثروة الحيوانية:

  لقد كان العراق بلد زراعيا بالدرجة الأولى اشتهر بهذه الصفة خلال عصوره كافة ولا يزال يتمتع بشهرة واسعة في مجال الزراعة ، فأرضه خصبة ومياهه ومناخه ملائم لكثير من أنواع المزروعات وكان ذلك من الأسباب التي دفعت الإنسان إلى استيطان المنطقة واستغلالها وتسخير الطبيعة لخدمته ، فكانت بواكير الحضارة الناضجة التي غدت فيما بعد أولى أعظم الحضارات العريقة المعروفة في العالم(1). ولهذه الأسباب بقيت الأسس الاقتصادية للعراق خلال عصوره التاريخية زراعية بالدرجة الأولى(2).

ينقسم سطح العراق من حيث المناطق الصالحة للزراعة إلى منطقتين رئيسيتين هما : السهل الرسوبي الجنوبي (سومر وأكد) وهي تبدأ من أقصى الجنوب حتى الأراضي التي تجاور ما يعرف اليوم بمدينة سامراء على دجلة ومدينة هيت على الفرات . والقسم الأعظم من هذه المنطقة صالح للزراعة والرعي ولكنه يعتمد على الري من الأنهار. وأراضي هذه المنطقة فسيحة تتمثل بالسهول الفيضية المنبسطة الواقعة بين وحول النهرين دجلة والفرات وهي ذات خصوبة متناهية نظراً لتجددها سنوياً من خلال ما ترسبه عليها مياه فيضانات النهرين السنوية من مواد غرينية(3) .

أما المنطقة الثانية تبدأ في حدود شمال تكريت إلى المنطقة المرتفعة بسفوح التلال والجبال حيث تنمو الأشجار والنباتات الطبيعية وفيها مناطق خصبة يمكن زراعتها بالاعتماد على الديم بالشتاء والربيع ، وهذه المنطقة التي عرفت ببلاد آشور التي توجد فيها مساحات صغيرة من أراضي الحبوب الوفيرة ، وتوجد منطقتين واسعتين بالذات منتجة بشكل واضح وهاتان المنطقتان هما سهل أربيل الذي يوصف بأنه أحسن أقليم منتج للقمح في العراق وسهل الموصل ، فضلاً عن ذلك فأن نهر دجلة وراوفده الشرقية يمر بهضبة واسعة مكونة من أرض متموجة صالحة للزراعة والرعي ، الريف الكثير الإنتاج الذي كان يشكل بلاد أشور . وتنمو في هذه المنطقة الأعشاب والأزهار بصورة وفيرة في الربيع إلى جانب توفر أشجار البلوط والصنوبر والحور في المناطق الجبلية(4). وإلى الغرب من بلاد اشور في منطقة الجزيرة حيث الأراضي الزراعية الواسعة بالحبوب إلى الجنوب من جبال سنجار ويمكن أن نشاهد في السنوات الجيدة نمو الشعير في هذا السهل إلى الخط الذي يصل بين الحضر وقلعة الشرقاط تقريباً(5).

ينمو في العراق العديد من المحاصيل وقد قام علماء الآثار والمختصين بعلم النبات بدراسة المحاصيل الزراعية التي كانت معروفة في العراق القديم، واعتمدوا في دراستهم هذه على ما ذكرته النصوص المسمارية وما أوضحته المنحوتات وما أشار إليه المؤرخون القدامى. ويبدو أن المحاصيل الزراعية في العراق القديم، لم تكن تختلف كثيراً عن محاصيله في الوقت الحاضر باستثناء دخول بعض المزروعات والنباتات إلى العراق في العصور المتأخرة كالأشجار الحمضية والرز(6).

كانت أكثر المحاصيل شيوعاً خاصة في الجنوب الشعير ، وهو في الأكدية (se u)(7)، والحنطة (uttetu)(8)وبالأخص الأول . لقد بقي الشعير على مر العصور هو المحصول الرئيسي في العراق حتى الأن ، وتأتي أهمية الشعير الكبيرة في استخدامه كمادة لتقييم الأسعار الاثمان بدلاً من النقود(9). وقد استمر استخدام الشعير وأحياناً الحنطة كمادة لتقييم الأسعار في العصر الأخميني(10). ونعرف من النصوص المتوفرة أن الشعير كان المحصول الرئيسي في إقليم نوزي(11) . وكانت بلاد أشور ذات الأرض المنبسطة تصبح في الربيع خضراء مع مراعي أو غلال الحبوب (12). وترد الإشارة إلى حقول الحنطة بصفة اعتيادية في السجلات الأشورية السابقة للعهد الاخميني في سياق الحديث عن إحدى المناطق التي دمرنها إحدى الحملات التأديبية ففي مثل هذا السياق ورد ذكر سوخي(13)وزامو(14)وكمبولو(15)وكلديا(16). ويقول هيرودتس أنه لا يوجد بلد أخر غني بالقمح مثل بلاد أشور(17). ومن الحبوب أيضاً التي زرعها السكان الذرة(18)وكذلك الماش والعدس والدخن وكانت أهمية الاخير قليلة(19).غير أن هيرودتس يقول أن زراعته وفيرة (20). أما الرز فقد دخلت زراعته متأخراً ويرى الأستاذ باقر أنه دخل العراق في العهد الأشوري المتأخر وكثر استعماله في العهد الفارسي الاخميني وكان أصله من الشرق الأقصى ومنه انتشر إلى الهند ، ويرجح أن الفرس القدماء تعلموا زراعة الرز من بعد غزوهم للهند وعنهم دخل إلى العراق(21). ويرى الأستاذ ساكز أن الرز دخل بلاد أشور من خلال بلاد فارس(22). في حين يرى الأستاذ الاحمد أن الرز دخل العراق في القرن الخامس قبل الميلاد(23). ويبدو أن الملك دارا الأول قد شجع زراعة الرز في العراق(24). ومن المحاصيل الأخرى (القطن) التي أدخلها سنحاريب للعراق ويصف أشجار القطن بأنها الشجرة التي تحمل الصوف(25). ومن بين المنتجات التي تعرف عليها الأستاذ هانس هليباك من البقايا الكاربونية نوع حسب الأراء المتباينة هو الكتان مصدر الزيت الذي نعرف عن وجوده في نوزي(26). كما تم زراعة السمسم ومعناه بالسومرية " حب شجرة الزيت " وكان غالياً ونادر الزراعة في شمال العراق حتى العصر السرجوني حيث تحسنت زراعته في بلاد أشور(27). ولقد كان لهذا المحصول أهمية خاصة في الاقتصاد القديم وهو حسب تقدير الأستاذ اوبنهايم لأهميته محاولة تفتيش الإنسان القديم عن دهنيات رئيسية(28). ويرى الأستاذ هليبباك أن السمسم دخل بلاد الرافدين من الهند في الألف الأول قبل الميلاد حيث أن نبات الزيت الوارد في النصوص القديمة هو ليس السمسم " شمشمو " في الأكدية وإنما هو نبات الكتان ويذكر الأستاذ ساكز أن الأفتراض المتأخر لتاريخ دخول السمسم إلى بلاد الرافدين عرضة للمناقشة(29). وعلى أي حال فأن هيرودتس يحدثنا عن زراعة السمسم الوفيرة في بابل خلال العصر الاخميني(30).

كان القصب (qanu) في الأكدية(31)، ينمو تلقائياً في منطقة الأهوار منذ أقدم الأزمنة وشكل عنصراً هاماً في الاقتصاد فكانت الماشية تقتات عليه ويستعملونه عند تكامل نموه لبناء البيوت وصنع الحصران(32). وكانت والبقلاء والبزاليا وهي من مصادر البروتين الغنية تستهلك على

نطاق واسع(33). بينما يرى الأستاذ اوبنهايم أن البقوليات لم تذكر إلا قليلاً جداً في نصوص الألف الأول قبل الميلاد(34)، وهي تزرع في الأراضي السهلية في شمال العراق(35) ، إضافة إلى ذلك تنتج المناطق الجبلية محاصيل أخرى مثل الفستق الذين عرفوا منه نوعين واللوز الذي سموه اللوز الحلو(36). وقد جاء في النصوص ذكر أنواع مختلفة من المحاصيل مثل البصل ، إذ نقرأ عن مزرعة بصل مساحتها (3500م2)(37) والثوم والكراث بينما لم يذكر اللفت إلا قليلاً . وهناك بذور ذات رائحة قوية وحادة الطعم مثل الكزبرة والخردل التي استعملت إضافة للملح لتضيف نكهة إلى الطعام وزرع القنب في سبيل الحصول على الألياف(38). كما تم زراعة الخيار والقرع(39).

 وكذلك زرع الخس(40)، والكرنب(41). كما عرف العراقيون زراعة العنب (qu) في الأكدية(42). ويسمى (karanu) وهي نفس التسمية التي تطلق على النبيذ(43). وقد دخلت زراعة العنب شمالي العراق في الألف الأول قبل الميلاد حيث شاعت زراعته. وتعرف عن إحصاء حران من العصر الآشوري المتأخر أن جميع البساتين كانت مزروعة بالعنب الذي بلغ عدد أشجاره بين (2000-29000) وهناك منطقة بلغت أشجار العنب فيها (282) ألف وأخرى (41.000)(44) . وأهم مناطق زراعة العنب هي زاموا(45). وهناك أدلة عن استخدام العنب المجفف في الجنوب أثناء عصور قديمة ومتأخرة أيضاً(46). كما تم زراعة البنجر الذي عرفه منه نوعين الأحمر والأبيض وعرفوا كذلك كما أنهم زرعوا التين والتفاح والسفرجل والأتراج الذي ذكره الفيلسوف اليوناني ثيوفراستوس(47) ، من القرن الثالث قبل الميلاد وقال بلنيي الأكبر(48) أن البعض، يسميه بالتفاح الآشوري مما يؤكد أصله العراقي ، كما ذكر الرمان في المصادر بنوعين العسلي والحامض وكذلك التوت والنبق(49)، كما زرعوا الزيتون        واستفادوا من ثمرته وزيته إلى أبعد حدود(50). ونقرأ في قائمة مزروعات بستان مردوخ بلادان(51) (722-711ق.م.) في بابل التي تشير إلى أنواع عديدة من المحاصيل فضلاً عن التي ذكرناها ، إذ يوجد الأعشاب العطرية كالنعناع والريحان والزعفران والزعتر . وورد كذلك ذكر الصمغ والبطيخ ونوع من أنواع الجزر . وهناك نباتات عشبية قوية الرائحة مثل الحبة السوداء وأيضاً تم زراعة الشوندر وأشجار المشمش والخوخ والكمثرى والأجاص والأخير منسوب إلى بلاد فارس(52). كما تزودنا المصادر بمعلومات عن زراعة الخشاش والكمون(53).

لقد كانت النخيل (gismmaru) في الأكدية من أهم المزروعات العراقية وكان التمر يسمى (Suluppu)(54). ويصعب حالياً تحديد الموطن الأصلي الذي ادخل منه النخيل إلى العراق فقد تكون جزيرة العرب(55). وقد عرفت منذ القدم فوائد عدة فأستعمل السكان ثمرها واستخرجوا منه عدة أنواع من الخمور والدبس والخل واستخدموا النواة كوقود او علف بعد سحقه وكذلك السعف والجريد لعمل الأثاث ولوازم الحياة اليومية والألياف لصنع الحبال والخوص لعمل الحصران والسلال ثم الجذوع للوقود وتسقيف البيوت ، كما يمكن أن يستخرج منه مواد النشاء والسكر والورق والزيت والشمع والأصباغ والصمغ . وجاء في نص بابلي متأخر أن للنخيل (365) فائدة، ربما أشارة إلى فائدتها اليومية على مدار السنة(56). ويبدو أن أهمية النخيل في الحضارة العراقية دفعت الأستاذ (Palgrave) يقول بأنها: "خبز البلاد ومادة الحياة وعماد التجارة"(57). لقد انتشرت زراعة النخيل في العراق بشكل واسع لاسيما في المنطقة الجنوبية منه حيث نجد أكثف مناطق زراعة النخيل فمثلاً وأن أقصى ما تمتد إليه منطقة زراعة النخيل في العراق إلى تكريت على دجلة وإلى عنة على الفرات وكان هذا هو الحال في الأزمان القديمة(58) . وقد وفر الجو الحار الرطب ظروفاً جيدة لزراعة النخيل على امتداد الأنهار والقنوات(59). ويرد في المصادر الآشورية ذكر النخيل في سوخي وزاموا وفي منطقة اليبي في المستوطنات الكلدية على الفرات الأدنى وفي كمبولو(60) . وقد صورت أشجار النخيل أحياناً على المنحوتات البارزة(61). ويذكر هيرودتس عن كثرة بساتين النخيل في العراق وأهميتها(62). ويمكن القول أن التمر في العهد الأخميني كان يستخدم كمادة نقدية في المعاملات التجارية(63).

لا نعرف مقدار الإنتاجية الزراعية في بلاد الرافدين خلال العصر الأخميني وتبقى كتابات المؤرخين الكلاسيكيين الذين عاصروا الدولة الأخمينية هي المعول عليها وتعكس إنتاجية هذا العصر .

لقد وصف الكتاب الكلاسيكيون أرض الرافدين بأرض الدرادو ، أي أرض الذهب والخير ، وبالغوا في نسبة إنتاجها من الحبوب في حين سماها الكتاب العرب أرض السواد(64)، إشارة إلى لون تربتها الداكن نتيجة كثرة زرعها وخضرتها(65). ويذكر هيرودتس أن القمح كان وفيرا إلى درجة أنه يغل بصفة عامة مائتي ضعف بل يصل إلى ثلاثمائة ضعف(66). ويرى الأستاذ باقر أننا لا نستطيع ان نصدق قول هيرودتس لأننا لا ندري هل يقصد به أن الحاصل كان يبلغ هذا المقدار وزناً أم عداً . ومهما يكن من أمر فأن الثابت من الوثائق التاريخية القديمة مما جاءنا من الأدوار التاريخية المختلفة أن معدل نسبة المحصول إلى البذر كانت تبلغ بوجه عام نحو (30) مرة وزناً وقد تصل النسبة إلى (40مرة) وزناً. وكان هذا يتوقف على عوامل كثيرة من جودة الأرض وحسن الارواء وشغل الأرض وانتفاء الافات الزراعية ، وقد تصل النسبة في أزماننا الحاضرة إلى (40 مرة) في أجود الأراضي ، ولكن المعتاد هو (20 مرة) فالدونم العراقي ألان أي المشادة وقدرها (2500م2) ينتج نحو (200كغم) أي نحو (3/1 7) بوشل في الزراعة المطرية ونحو (250) كغم أي (6/1 9) بوشل في زراعة الري(67).

أما زينفون فأنه يحدثنا عن القرى العراقية أثناء تراجع الجيش اليوناني في أعقاب موقعة كوناكسة ومن خلال إشاراته نعرف عن إزدهار القرى العراقية فاحدى القرى يذكر عنها زنيفون أن الغلال كانت مبذولة ، (68)وأثناء وجود اليونان شمال العراق يذكر زنيفون أن هناك بعض القرى المزدهرة يمكن الحصول منها على الميرة(69). وفي إحدى قرى شمال العراق المحاذية لدجلة يذكر زنيفون أن هذه القرية حاملة بطيبات غزيرة كذلك أرياف زاخرة بالمؤن(70).

أما سترابو فيذكر أن منتوج الشعير يبلغ (300) ضعف من الكمية التي بذرت في حين نجد أن الرحالة والعالم الطبيعي اوليفيه الذي زار العراق في القرن التاسع عشر فيقول أن محصول الشعير ينتج حوالي (30-40) مرة من الكمية التي بذرت(71) .

وتؤكد الوثائق أن بابل حافظت على شهرتها القديمة في الإنتاج الزراعي وكميته(72). ومن خلال الوثائق الاقتصادية نستطيع أن نعرف مقدار الإنتاجية في العراق كما سنلاحظ لا حقاً.

لقد عانى المزارع في بلاد وادي الرافدين من مشاكل عدة طبيعية وكان لإثر السلطة واسع في تفاقم المشاكل .

إن من الأمور المسلم بها أن ازدهار الزراعة وعوامل نموها وتعاظم أهميتها تتوقف إلى حد كبير على عوامل الطبيعة البحتة ولعل أهمها الموارد المائية ، التي لا بد من توفرها من أجل ازدهار الريف والزراعة ، فضلا عن خصوبة التربة ونسبة الملوحة وغيرها من العوامل(73).

إن الموارد المائية يمكن لها أن تشكل خطراً على الزراعة فأن عدم سقوط الأمطار قد يؤدي إلى حدوث الجفاف وكان لايارد الذي زار مناطق العراق سنة 1847 أخبرنا عن حالة مشابهة وربما وصفه للحالة تكشف لنا الكثير " قد يحدث كثيراً أن الموسم ينتهي بدون أمطار وكانت الحالة في هذه السنة كذلك . فلم تسقط الأمطار خلال الشتاء والربيع. وكان السكان ينظرون بيأس إلى السماء الخالية من الغيوم. قد لاحظت الأعشاب الصغيرة وهي تقاوم لشق طريقها خلال الأرض الجافة، ولكونها كانت تشتعل غالباً عند ولادتها. وقد تظهر بعض الغيوم على جبال أربيل المنفردة ، وتظهر من جهة الصحراء في أقصى الغرب التي تحمل معها الآمال ، والقليل من قطرات  المطر قد تبعث الفرح العام ، ولكن يعقب ذلك دوماً خيبة الأمل ، لقد مرت الغيوم وظلت السماء الزرقاء الصافية فوقنا "(74) من جانب أخر أن غزارة الأمطار قد تؤدي إلى ارتفاع مناسيب المياه بصورة مفاجئة مما يؤدي للفيضان(75). والمعروف ان موسم الفيضان النهري لدجلة والفرات يكون عكس الدورة الزراعية ، إذ أنه يحدث في الوقت متأخر عكس الدورة الزراعية الشتوية فلا يستفاد من فيضانهما بل أن هذا الفيضان كثيراً ما سبب تدمير الغلات الزراعية " تشح مياههما في موسم الزراعة الصيفية(76). وإن الفيضان الكبير يؤدي إلى الدمار الهائل(77)، فهو يغمر الأرض الواطئة على مد البصر ويقتلع بيوت الطين وأكواخ البردي المهلهلة ويضيع المحصول وسط بحيرة طينية واسعة مع مواشي وممتلكات قسم كبير من السكان(78).من جانب آخر أن مياه دجلة الجارية بسرعة تجرف معها غريناً خشناً بحيث تسد الأقنية بسهولة حتى لو نظفت سنوياً فأنها ترتفع عند السهول نتيجة للترسب(79).كما أن رمال الأرض تؤدي أحياناً إلى سد مجرى الزابين الضيقين أو مجرى الخابور ثم لا يلبث المجرى طويلاً حتى يندفع بكمية ضخمة من الماء وأن ذلك يسبب في فيضان النهرين لا قبل لسدود السهل الجنوبي على صدها أو منع أخطارها(80).

لقد كانت الملوحة من المشاكل المهمة التي تواجه الزراعة في العراق منذ القدم لحد الآن. إذ أن أراضي العراق بصورة عامة تمتاز بخصوبتها إلا أنها تختلف في تكوينها ونسبة خصوبتها أو ملوحتها في كل من بلاد بابل وأشور ففي القسم الشمالي من العراق أي في بلاد أشور ، تكونت التربة نتيجة تكسر القشرة الأرضية وتفتتها عبر العصور الجيولوجية ، وهي تربة كلسية خصبة نظراً لكثرة سقوط الأمطار فيها وانحدار أراضيها ، فأن نسبة الملوحة فيها قليلة حيث تعمل الأمطار على إذابة الأملاح وجرفها سنوياً(81).أما في السهل الرسوبي فأن الملوحة أكبر خطر يهدد الزراعة العراقية بصورة عامة نتيجة للاستمرار في مزاولة ما يسمى بالزراعة الكثيفة . فهناك أراضي واسعة مزروعة مغطاة بقشرة بيضاء سببتها طول مدة الزرع. فالماء المتأتي من النهر يحوي على مركبات ملحية مركزة وترسب الملح الذي تحويه نتيجة التبخر في الشمس الحارة مما يتلف خصوبة التربة . ولكن المصدر الأكثر خطراً هو ارتفاع مستوى المياه الجوفية نتيجة طول فترة الإرواء مما يدفع الملح عالياً إلى سطح التربة(82). ويعبر الأستاذ كريب عن مشكلة الملوحة(83) في العراق بقوله:

" ففي أراضي جنوب وادي الرافدين فقط ولكي نجعل هذه الأرض خالية من الملوحة يجب على المرء أن يبعد مقدار من كميات الملوحة بحيث يمكن أن تملأ هذه الأملاح قطار بضائع ذات طول بمقدار (30) مرة بقدر طول محيط الأرض ، حيث تبلغ حوالي (1750) مليون طن تقريباً فلو فرضنا أن هذا القطار يمر بوابة سكة حديد بسرعة (50) كم/ساعة لذا فيجب على المرء ان ينتظر لمدة (3) سنوات حتى تمر العربة الأخيرة منه بهذه البوابة وفي هذا المثال يمكننا أن نتصور مقدار هذه المشكلة التي تنتظر الحل في هذا البلد ذو الحضارة القديمة "(84)

وتشير الدراسات العلمية أن نسبة الملوحة بالتربة متى زادت عن (2%) أصبحت الأرض غير صالحة لأي زراعة ، حتى زراعة أشجار النخيل التي تتحمل نسبة عالية من الملوحة ، وإذا كانت نسبة (1%) من الملوحة فأن الأرض تصلح لزراعة الشعير إلا أنها لا تصلح لزراعة القمح الذي يحتاج إلى نسبة لا تزيد عن (0.5%)(85). ومن المشاكل الأخرى التي تجابه المزارع والزراعة هو أنه هناك احتمال تهديد خطر حشود الجراد الذي يتلف المحاصيل الزراعية(86).

ان المشاكل الطبيعية التي تجابه الزراعة لا يمكن لها ان تكون بالغة الفعالية ما لم يرافقها اهمال من السلطة الحاكمة وان دارسة واقع الزراعة في العراق اثناء فترة الاحتلال الاخميني ومعرفة ممارسات السلطة واثارها يكشف عوامل تردي الزراعة ، لقد كان ملوك وادي الرافدين  منذ أبعد الأزمان ، مسؤولين أمام الآلهة عن ازدهار رعاياهم وعن بناء وصيانة الممتلكات والحدائق وقد دأب هؤلاء الملوك على تأمين حفر القنوات وتوسيعها وكريها وإنشاء السدود والنواظم وصيانة حقوق الأرض ، وفي بلد مثل وادي الرافدين كانت الأعمال من هذا النوع تكتسب أهمية حيوية بالغة . ولكن كان وادي الرافدين في العصر الأخميني بلداً مشلولاً إلى حد بعيد بدون حكامه الوطنيين ،وهكذا فقد كان الاستنتاج الوارد تماماً في ظل ظروف كهذه هو تهدم البنايات المهجورة وامتلاء القنوات الترسبات وتحول قسم كبير من التربة الخصبة إلى صحارٍ(87). ويرى الأستاذ باقر أن ما ذكره هيرودتس مثلاً عن ازدهار الزراعة في العراق ما هو إلا امتداد من العصور السابقة ، وأن المحافظة على الزراعة والعناية بشؤون الري في هذا العهد لا يستحق التسجيل(88). كما أن المشاكل التي تجتاح البيت الحاكم في إيران لها أثرها السلبي على الزراعة في العراق إذ نقرأ عند زينفون أنه أثناء انسحاب الجيش اليوناني ومطاردة القائد الفارسي تيسافرنيس للقوات اليونانية قام هذا القائد بحرق القرى الزراعية في شمال العراق حتى لا يستفيد منها الأغارقة بالحصول على الميرة(89). وكذلك فعل اليونانيون عند انسحاب قواتهم من شمال العراق قاموا بحرق القرى أيضاً حتى يعيقوا دنو العدو منهم(90) .

أما ملكية الأراضي الزراعية في هذا العهد فقد أمدتنا الوثائق الإدارية والاقتصادية من العصر الأخميني بمعلومات مهمة حول ملكية الاراضي الزراعية في بلاد بابل .

لقد كان هناك احتمال أن يكون الملك الأخميني بصفة اسمية هو المالك الأعلى لكل الأراضي في الإمبراطورية الأخمينية مع أن المصادر لا تحتوي على براهين من هذه النوعية قابلة للجدل(91). ويعتقد ايلرز أن استيلاء الفرس على بلاد بابل قد أعقبه إعادة توزيع الأراضي ، ولذلك فأن كل الأراضي بكاملها أو القسم الأعظم منها قد غدا ملكاً للدولة . ومع ذلك فمن المحتمل بأن الأخمينيين لم يتصرفوا بكل الأراضي في الأقطار المغلوبة اعتباطاً بل أنهم صادروا الإقطاعيات الكبرى للملوك السابقين عندما لم يخضع هؤلاء للمحتلين  بمحض إرادتهم الحرة ، وكذلك إقطاعيات النبلاء في المناطق المجاورة لهم مباشرة(92) .

ومع ذلك فأن الأستاذ دندماييف يرى أنه لما كانت هناك أقاليم جديدة قد تم احتلالها ، فأن بعض الأراضي وأفضلها على وجه الدقة قد أغتصب من السكان الهالكين ووزعت في صفة مزارع كبرى كأملاك موروثة غير قابلة للتحويل بين أعضاء العائلة الملكية وأصدقائهم ورفاق المجلس وأقارب الملك(93).

تضم مصادرنا الآن أدلة عن وجود أضعاف مضاعفة من المزارع الواسعة المملوكة لطبقة النبلاء الفرس ويبدو من المعاملات الفردية والرسائل التي كتبت باللغتين البابلية والآرامية أن النبلاء الفرس قد توطنوا في أغنى ولايتين من ولايات الإمبراطورية الأخمينية وهما بلاد بابل ومصر حيث حصلوا على مزارع ذات مساحات واسعة كانت تزرع بعمل الرقيق أو تعطى باجار وتعطي هذه الوثائق صورة كاملة عن أغتصاب الأراضي العائدة إلى الناس المغلوبين من قبل أفراد الطبقة الأرستقراطية الفارسية فالأراضي القائمة حوالي نفر قد تم توزيعها على النبلاء الفرس مثل أرتمرغا وبكميري وغيرهم من الفرس وكذلك الملكة بريستيس وسيدات القصر كانوا يملكون مقاطعات واسعة في منطقة نفر وفي بعض الأحيان كانت للمزارع أسماء فارسية وهي مدينة بذلك إلى أصحابها مثل بت بغداتي وبيت اوشتاونا وبيت برسا ومعناه بيت بغدات وبيت اوشتاونا وبيت الفرس وكانت هذه المزارع تقع في مناطق نفر وبابل مماثلة تقريباً ،فعلى مقربة من اوبس في بابل توجد قرى تعود إلى بريستس زوجة الملك دارا الثاني(94). ونعرف من خلال القرارات المالية والإدارية التي صدرت سنة 518ق.م. عن أراضي واسعة قد أخذت من مالكيها الأصليين وقسمت إلى مقاطعات إلى الفرس يتوارثونها(95).

لقد كانت ملكية الأراضي الزراعية الكبيرة تعتمد على الفلاحين المربوطين بالأرض أشبه ما يكونون بالرقيق(96). ونقرأ عند زينفون أن الجيش اليوناني قد دخل ميديا حيث كان للملكة باريستس أراضٍ واسعة يعمل فيها العبيد(97). مع العلم أن جميع الأراضي الواقعة إلى الجنوب من تكريت من أملاك باريستيس(98). وبشكل عام ففي العصر البابلي الحديث والاخميني أزداد عدد العبيد العاملين في الأراضي الزراعية لاسيما فترة القرن السابع إلى القرن الرابع قبل الميلاد وذلك بالمقارنة مع العصور السابقة من تاريخ وادي الرافدين(99) .

لقد كان حاكم ولاية بابل والضباط الآخرون البارزون يمتلكون القصور والساحات المعدة للقنص والمروج والمقاطعات الكبرى في بلاد فارس وفي أسيا الصغرى وسوريا وفينقيا وغيرها من البلدان وكان هؤلاء يستخدمون الرقيق في مزارعهم الكبرى وكانت الطريقة التي يدار بها هذا النوع من المزارع الكبرى قد  صورتها بكل جلاء رسائل ارسام حاكم مصر والنبلاء الفرس الآخرين إلى وكلائهم(100).

لقد نشر الفرس في ولاياتهم نظام الإقطاع على الطريقة المعهودة في أوربا في العراق كما يرى البعض(101). ولقد كان للنظام الإقطاعي فائدة كبيرة للحكومة اذ نقرا في التواريخ حالات فعلية استخدم فيها النظام الاقطاعي من أجل تجنيد الفلاحين فقد نم تأليف تشكيل عسكري ضد مدينة الوركاء من هذه الإقطاعيات عام (422ق. م.) و (ربما لرفض المدينة أداء ما عليها من التزامات مالية). وكذلك تشير عدد من النصوص بشكل واضح ، عند توزيع هذه الأراضي أو عند التنازل عنها إلى الواجبات العسكرية الدقيقة المطلوبة من المالك الجديد . ونظراً إلى أن معظم هؤلاء الإقطاعيين لم يكونوا فلاحين أصلاً ولا علم لهم بأصول العمل الزراعي فلقد قامت بيوت مالية بالإشراف على هذه الأراضي نيابة عنهم مقابل راتب شهري ثابت للمالك ، على أن يقوموا بدفع الضرائب المفروضة إلى الملك . وقد أدى هذا الأسلوب إلى الإستفادة من وسائل الري والزراعة المكثفة بأكبر قدر ممكن وبالتالي زيادة الإنتاج لكي تدر أرباحاً طائلة وتزايد فقر الفلاحين البابليين أكثر فأكثر(102).

لقد اوجد خلال حكم الأخمينيين نظام للأزمة الأراضي قائم على أساس منح قطع من الأراضي يمنحها الملك إلى محاربيه بشرط أداء الخدمة(103).

_________________________

(1) باقر وآخرون ، تاريخ العراق القديم ، جـ2 ، ص115 .

(2) اوبنهايم ، المصدر السابق ، ص103

(3) حول هذه المنطقة انظر : طه باقر ، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة ، (بغداد : شركة التجارة والطباعة المحدودة ، 1955) ، جـ1 ، ص415-416 ؛ لسترنج ، المصدر السابق ، ص40 ؛ باقر وآخرون ، تاريخ العراق القديم ، جـ2 ، ص117 ؛ سامي سعيد الاحمد ، " الزراعة والري " ، بحث ضمن كتاب حضارة العراق ، ( بغداد : دار الحرية للطباعة ، 1985 ، جـ2 ، ص153-154 ؛ سليمان ، العراق في التاريخ القديم ، جـ2 ، ص221 ؛ تقي الدباغ ، " الزراعة والتحضر " ، بحث ضمن كتاب العراق في موكب الحضارة ، الأصالة والتأثير، (بغداد : دار الحرية للطباعة ، 1988) ، جـ1 ، ص58 .

(4) حول هذه المنطقة انظر : باقر ، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة ، (بغداد ، 1955 ) ، جـ1 ، ص416 ؛ باقر وآخرون ، تاريخ العراق القديم ، جـ2 ، ص117 ؛ سليمان ، العراق في التاريخ القديم ، ج2، ص221 ؛ الاحمد ، " الزراعة والري " ، ص154 ؛ لويد ، المصدر السابق ، ص9 ؛ ساكز ، قوة أشور ، ص17 .

(5) ساكز ، المصدر نفسه ، ص17 ,

(6) باقر وأخرون ، تاريخ العراق القديم ، جـ 2 ، ص127 .

(7) سليمان ، اللغة الأكدية ، ص367 .

(8) المصدر نفسه، ص353.

(9) رو ، المصدر السابق ، ص27 ؛  باقر وآخرون، تاريخ العراق القديم ، جـ2 ، ص128 .

(10) G. Cardascia, Les Archives dus Murasu (Paris, 1951), p. 95-96; p160.

(11) لويد ، المصدر السابق ، ص209 .

(12) ساكز ، قوة أشور ، ص17 .

(13) سوخي : تقع على الشاطئ الأيمن من الفرات في منطقة عنه ، أنظر : يانكوفسكا ، المصدر السابق ، ص390 .

(14) زامو : منطقة بين السليمانية الحالية ونهر ديالى وسميت أيضاً زامو شابيتاني والطريق إليها عبر جبال كوللار ، انظر : الاحمد ، سميراميس ، ص22 و72 .

(15) كمبولو : تقع على الضفة الشرقية من دجلة بين قادسية سامراء والكوت ، انظر : يانكوفسكا ، المصدر السابق، ص390 .

(16) المصدر نفسه، ص392.

(17)  Herodotus , op.cit., Book I, cha. 193.

(18) باقر ، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة ، (بغداد ، 1955 ، جـ2 ، ص419 ؛ الاحمد ، الزراعة والري ، ص163 ؛ ساكز ، قوة أشور ، ص231 .

(19) اوبتهاين ، المصدر السابق ، ص55 ؛ سليمان ، العراق في التاريخ القديم ، جـ 2 ، ص229 ؛ الاحمد ، الزراعة والري ، ص164 .

(20)  Herodotus , op.cit., Book I, cha. 193.

(21) باقر، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، (بغداد، 1955)، جـ1، ص420

(22) ساكز ، قوة أشور ، ص231 .

(23)  الاحمد ، الزراعة والري ، ص164 .

(24) باقر، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، جـ2، ص434.

(25) باقر ، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة ، (بغداد ، 1955 )، جـ1 ، ص421 ؛ ساكز قوة أشور ، ص234 ؛ عامر سليمان ، " جوانب من حضارة العراق القديم " ، بحث ضمن كتاب العراق في التاريخ ، (بغداد : دار الحرية للطباعة ، 1983) ، ص195 ؛ الاحمد ، الزراعة والري ، ص164 .

(26) ساكز ، المصدر نفسه ، ص234 ؛ لويد ، المصدر السابق ، ص209 .

(27)  الاحمد ، الزراعة والري ، ص164 .

(28) اوبنهايم ، المصدر السابق ، ص413 .

(29) ساكز ، قوة أشور ، ص234-235 .

(30) Herodotus , op.cit., Book I, cha. 193.

(31) سليمان ، اللغة الأكدية ، ص364 .

(32) الاحمد الزراعة والري ، ص164 ؛ كري كريب ، الأسس البيئية لري المحاصيل الزراعية في المناطق شبه المدارية مع اعتبار خاص لمنطقة الشرق الأوسط ، ترجمة : ناصر حسين ، (الموصل : دار الكتب للطباعة والنشر ، 1976) ، ص38 .

(33) ساكز ، عظمة بابل ، ص198 .

(34) اوبنهايم ، المصدر السابق ، ص56 .

(35) كريب، المصدر السابق، ص30.

(36) الاحمد ، الزراعة والري ، ص164 .

(37) المصدر نفسه، ص165.

(38) اوبنهايم ، المصدر السابق ، ص56 ، ص412-414 ؛ سليمان ،جوانب من حضارة العراق القديم ، ص195 .

(39) الاحمد ، الزراعة والري ، ص165 .

(40) من الطريف ذكره أن الخس ذكر في قصيدة غزلية نظمت بمناسبة الزواج المقدس بين شو – سين والكاهنة العليا وتبدأ القصيدة بتغني الكاهنة بجمال رأسها الذي تشبهه بالخس . انظر : طه باقر ، مقدمة في أدب العراق القديم ، (بغداد ، دار الحرية للطباعة ، 1976) ، ص199 .

(41) ساكز ، عظمة بابل ، ص198 .

(42) سليمان ، اللغة الأكدية ، ص395 .

(43) المصدر نفسه، ص359.

(44) الأحمد ، الزراعة والري ، ص164 .

(45) يانكوفسكا ، المصدر السابق ، ص293-294 . 

(46) أوبنهايم ، المصدر السابق ، ص56 .

(47) ثيوفراستوس : أحد تلاميذ ارسطو وكان أخصائياً في التاريخ الطبيعي وتولى رئاسة معهد اللوقيون (Lykeon) بعد ارسطو إلا أن معلوماته كانت ساذجة وجغرافية بالدرجة الأساس . أنظر: البكر، المصدر السابق، ص51. 

(48) بليني الأكبر (23-79م) : كان أحد المقربين للإمبراطور الروماني فسبشيان وقد عين قائداً لبعض وحدات الأسطول وهو عالم موسوعي بلغت مؤلفاته زهاء (102) كتاباً وأهم مؤلف له هو "التاريخ الطبيعي" المؤلف من (37) فصلاً وقد أهداه للإمبراطور تيتوس سنة 77م وكتب له مقدمة رائعة . والكتاب موسوعة للمعارف في زمانه . أنظر : المصدر نفسه ، ص53؛سامي سعيد الأحمد، تاريخ الرومان،(بغداد: مطبعة التعليم العالي، 1988)،ص179 .

(49) الأحمد ، الزراعة والري ، ص165-166 .

(50) باقر وأخرون ، تاريخ العراق القديم ، جـ2 ، ص128 .

(51) مردوخ بلادان : هو مردوخ – أبلا – أدينا زعيم قبيلة كلدو تمكن من اغتصاب العرش البابلي وساندته في ذلك مملكة عيلام ورغم محاولات سرجون الآشوري القضاء عليه إلا أنه ظل يحكم بابل لمدة عشر سنوات ، غير أن سرجون تمكن من اقتحام بابل لكنه أعاد تنصيب مردوخ بلادان على قبيلته بعد أن أعلن الطاعة للآشوريين أنظر : عامر سليمان ، "العصر الآشوري" بحث ضمن كتاب العراق في التاريخ ، (بغداد : دار الحرية للطباعة ، 1983) ، ص153 .

(52) كونتينو ، المصدر السابق ، ص89-90 .

(53) الأحمد ، الزراعة والري ، ص166 ؛ لويد ، المصدر السابق ، ص209 .

(54) فاروق ناصر الراوي، " الحيوان والنبات"، بحث ضمن كتاب حضارة العراق، (بغداد: دار الحرية للطباعة، 1985)، جـ2، ص357.

(55) أن الأصل الذي انحدرت منه نخلة التمر الحالية غير موجودة في الحياة البرية الوحشية في الوقت الحاضر ، كما أنه لم يعثر عليه في التنقيبات والاحافير الجيولوجية . ويعتقد البعض أن نخلة التمر جاءت نتيجة لحدوث طفرة في أحد نخيل الزينة المنتشرة في المنطقة  الواقعة بين غربي الهند وجزر الكناري أو أنها نشأت كمحصلة للتهجين الطبيعي . أما من ناحية الموطن الأصلي فيعتقد العالم الإيطالي اودوارادو بكاري أنه  الخليج العربي . للمزيد من التفاصيل أنظر : عباس أحمد صالح وآخرون ، الوراثة والسلوك ، (بغداد : دار الكتب للطباعة والنشر ، 1987) ، جـ2 ، ص8-10 .  

(56) أنظر : باقر ، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة،(بغداد، 1955)،جـ1 ،ص422-424 ؛ الأحمد ، الزراعة والري ، ص167-168 ؛ باقر وآخرون ، تاريخ العراق القديم ، جـ2 ، ص127-128؛ مما تجدر الاشارة اليه ان سترابو يذكر ان هناك اغنية فارسية تتحدث عن استعمال لـ ( 360) يوما ، انظر : كونتينو ، المصدر السابق ،ص128 .

(57) الراوي، المصدر السابق، ص358.

(58) باقر، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، (بغداد، 1955)، جـ1، ص423.

(59) رو، المصدر السابق، ص28.

(60) يانكوفسكا ، المصدر السابق ، ص393-394 .

(61) أنظر صورة النخيل في المنحوتات الآشورية في:

Parrot, OP. cit., Fig: 17, 60,

ونجد صورة النخلة في ختم يعود للفترة الأخمينية أنظر :

Ibid, fig: 261

أنظر كذلك : أنطوان مورتكات ، الفن في العراق القديم ، ترجمة : عيسى سلمان وسليم طه التكريتي بغداد : مطبعة الأديب البغدادية ، 1975) ، ألواح : 272 ، 279 .

(62) Herodotus , op.cit., Book I, cha. 193.

(63) Cardascia , OP. Cit., P.133.

(64) السواد : تسمية أطلقها الكتاب العرب المسلمين على الأرض الزراعية الخصبة في العراق لاسيما جنوب العراق ويحدد عادة ما بين الموصل إلى عبادان شمالاً وجنوباً وما بين حلوان والقادسية شرقاً وغرباً وسمي السواد سواداً لأن العرب لما رأوا كثرة القرى والنخل والشجر  قالوا ما رأينا سواداً أكثر من ذلك . للمزيد من التفاصيل أنظر :  علي محمد المياح ، "أرض السواد ، دراسة في الجغرافية والتاريخ" ، مجلة المجمع العلمي العراقي ، م41 ، جـ1 ، لسنة 1990 ، ص230 وما بعدها .

(65)  باقر ، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة ، (بغداد ، 1955) ، جـ1 ، ص415 ؛ سليمان ، العراق في التاريخ القديم ، جـ2 ، ص224 .

(66) Herodotus , op.cit., Book I, cha. 193.

(67) باقر، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، (بغداد، 1955)، جـ1، ص419.

(68) Xenophon , op . Cit, p. 74.

(69) Ibid , p. 100.

(70) Ibid , p. 125.

(71) كونتينو ، المصدر السابق ، ص76 .

(72) باقر، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، جـ2، ص437.

(73) للمزيد من التفاصيل انظر: عبد الرزاق البيطحي وعادل عبد الله خطاب ، جغرافية الريف ، (بغداد : مكتب ابن الهيثم للطباعة ، 1981) ، ص56-57 .

(74) ساكز ، قوة أشور ، ص232.

(75) الطعان، المصدر السابق، القسم الأول، ص132.

(76) باقر، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، (بغداد، 1986 )، جـ 1، ص36.

(77) يبدو أن أثر الفيضان انعكس على الأدبيات القديمة كما نقرأ في قصة الطوفان وصفاً دقيقاً لما يحدث في أوقات الفيضان: " الفيضان الوثاب الذي لا يقوى احد على مقوماته الذي يهز السماء وينزل

الرجفة في الارض يلف الام وطفلها في غطاء مريع ويحطم يانع الخضرة

في حقول القصب ويغرق الحصاد ابان نضجه "

انظر: ثوركيلد جاكوبسن ،" ارض الرافدين " بحث ضمن كتاب ما قبل الفلسفة ، ترجمة : جبرا ابراهيم جبرا ،( بيروت : المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1980 )،ص147 .

(78) رو، المصدر السابق، ص27.

(79) الطعان ، المصدر السابق ، القسم الأول ، ص114 .

(80) فرانكفورت ، المصدر السابق ، ص67 ؛ الطعان، المصدر نفسه ، القسم الأول ، ص132 .

(81) سليمان ، العراق في التاريخ القديم ، جـ2 ،ص 223 .

(82) لويد ، المصدر السابق ، ص15.

(83) لقد انعكست مشكلة الملوحة في العراق القديم على الأدبيات ولعل أفضل وصف لهذه المشكلة ما تعرضه ملحمة خاسيس إذ نقرأ فيها :

          " وابيضت الحقول بعد أن كانت سوداء

 وتغطى السهل الفسيح بالملح ".

انظر : لابات ، المصدر السابق ، ص27 .

(84) كريب، المصدر السابق، ص149.

(85) سليمان ، العراق في التاريخ القديم ، جـ2 ، ص224 .

(86) ساكز ، قوة أشور ، ص233 .

(87) رو، المصدر السابق، ص548-549.

(88) باقر، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، جـ2، ص435.

(89) Xenophon , OP.Cit., P.125.

(90) Ibid , P.126.

(91) دندماييف ، المصدر السابق ، ص460 ؛ الأحمد ، الصراع ، ص87 .

(92) دندماييف ، المصدر نفسه ، ص460 .

(93) المصدر نفسه ، ص460 ؛ انظر كذلك : الأحمد ، الصراع ، ص87 .

(94) دندماييف ، المصدر نفسه ،ص461 .

(95) الأحمد ، الصراع ،ص85 .

(96) باقر، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، جـ2، ص435.

(97) Xenophon , OP.Cit., P.80.

(98) جابر خليل إبراهيم ، "تكريت خلال عهد الاحتلال الأجنبي للعراق" ، بحث ضمن موسوعة مدينة تكريت، (بغداد : منشورات وزارة الثقافة والأعلام ، 1995) ، جـ1 ، ص154.

(99) صالح حسين الرويح ، العبيد في العراق القديم ، (رسالة ماجستير غير منشورة ، جامعة بغداد ، كلية الآداب ، 1976 ، ص205 .

(100) دندماببف ، المصدر السابق ، ص461-162 .

(101) سعيد، المصدر السابق، ص241-242.

(102) المصدر نفسة ، ص 242.

(103) دندماييف ، المصدر السابق ، ص465 .




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).