أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-28
1193
التاريخ: 15-10-2016
1418
التاريخ: 13-10-2016
2235
التاريخ: 13-10-2016
1241
|
اصطلاح أطلقه المؤرخ الألماني درويسنJ.G.Droysenعلى الفترة الممتدة من الإسكندر المقدوني (356 ـ 323ق.م) حتى الاحتلال الروماني لمصر 30ق.م، وذلك لتمييز هذا العصر مما سبقه وهو العصر الهلليني.
يمتد هذا العصر مكانياً على بلاد اليونان ومقدونيا وآسيا الصغرى وسورية ومصر وبلاد النهرين وجزء من شمالي الهند وغربي الهضبة الإيرانية. وسادت في هذا العصر حضارة جديدة قوامها مزيج من الحضارة الإغريقية مع حضارات الشرق، كما سادت سياسياً ممالك جديدة نشأت بعد موت الإسكندر في الأقاليم التي سيطر عليها قبل موته.
يطلق المؤرخون المعاصرون على الخمسين سنة التي تلت موت الإسكندر اسم (عصر الخلفاء) Diadochoi أي عصر قادة الإسكندر الذين ورثوا امبراطوريته وبدؤوا في النزاع امتلاك أكبر مساحة من الأرض وأخصب المناطق وأكثرها ثراء. وتمخضت الحروب التي دارت بينهم عن بروز ثلاث قوى كبرى هي: امبراطورية السلوقيين على سورية والرافدين وآسيا الصغرى وقسم من الهضبة الإيرانية، والمملكة البطلمية في مصر وليبيا وبعض جزر البحر الإيجي، والمملكة المقدونية في مقدونيا وبلاد اليونان إلى جانب أربع قوى صغيرة هي: مملكة برغامة Pergamum في آسيا الصغرى، وجمهورية جزيرة رودس Rhodes في البحر الإيجي، والعصبة الايتولية Aetolian في شمال غربي اليونان، والعصبة الآخية Achaean في جنوبي بلاد اليونان.
- السلوقيون Seleucids ت(312- 64 ق.م) :
وهم مجموعة من الملوك من سلالة القائد سلوقس الأول، ورثوا مملكته التي سيطرت على معظم غربي قارة آسيا، وكان لها عاصمتان أنطاكية في الغرب وسلوقية على نهر الدجلة في الوسط في جنوبي الرافدين. وتميزوا من معاصريهم من ملوك العصر بإقامة عدد كبير من المدن والمستعمرات العسكرية الإغريقية في محاولة لإعطاء دولتهم طابعاً إغريقياً إضافة إلى المصاهرة من القوى المحلية لدعم أحقيتهم في حكم المنطقة، ولكن هذه الأعمال لم تدرأ عنهم قيام ممالك محلية على أطراف إمبراطوريتهم في كل من الهضبة الإيرانية (البارثيون) وآسيا الصغرى (برغامة ورودس) في فترات تراخي قبضتهم على هذه المناطق ، وهي أمور أدت إلى تدهور الامبراطورية حتى قضاء روما عليها سنة 64ق.م.
- البطالمة Ptolemies:
بعد وفاة الملك بطلميوس Ptolemy الأول حكم من ذريته 14 ملكاً حملوا الاسم نفسه وتمكنوا من تنظيم البلاد اقتصادياً وإدارياً تنظيماً رائعاً اعتمد أساساً على ما ورثوه عن أسلافهم الفراعنة. وحاول هؤلاء الملوك إغراء الإغريق والمقدونيين بالإقامة في مصر بمنحهم امتيازات اقتصادية مقابل الخدمة العسكرية ومع ذلك لم تنجح هذه السياسة في سدّ حاجة الملوك البطالمة إلى القوات العسكرية؛ مما دفعهم إلى الاستعانة بالمرتزقة للدفاع عن مصالحهم الاقتصادية التي اكتسبوها عن طريق إجبار الفلاحين المصريين على بيعهم محاصيلهم بأسعار يحددونها، ويبيعون هذه المحاصيل إلى عالم البحر المتوسط بأسعار تكفل لهم أرباحاً طائلة وهو أمر عزز عداءهم مع السلوقيين والمقدونيين.
ومع ذلك أصبحت الإسكندرية عاصمة البطالمة أكبر مدن العصر وأشهرها نظراً لتاريخ بنائها الذي يعود إلى الإسكندر، وكذلك الاهتمام الهائل الذي بذله ملوك البطالمة لتطوير مرفئها وحياتها العلمية والثقافية في الجامعة والمكتبة والمتحف.
- مقدونيا:
وهي ثالث قوى العصر الهلنستي وأقلها حظاً في الثروة والقوة والاتساع، سيطر عليها بعد الإسكندر القائد أنتيغونوس غوناتاس Antigonus Gonatas مؤسساً السلالة الأنتيغونية حتى قدوم الرومان إلى مقدونية سنة 168ق.م، عانت في تاريخها القصير هجمات قبائل الغال Gauls والهجرة البشرية نتيجة الفقر، فباتت تملك أقل الكفاءات وأقل الموارد، لكنها استمرت أقوى الكيانات السياسية في بلاد اليونان حتى عصر آخر، أقوى ملوكها فيليب الخامس (221-179ق.م) الذي اصطدم بالرومان فأنهوا هذه المملكة.
- برغامة Pergamum:
وهي إحدى الممالك الصغرى التي انبثقت من استرخاء القوة السلوقية في آسيا الصغرى، أسسها الملك يومِنِس Eumenes الأول وخلفه عدد من أسرته، حمل معظمهم اسم أتالوس Attalus وعرفت دولتهم باسم مملكة الأتاليين Attalids ، على الرغم من نجاح هذه المملكة الصغرى في صد قبائل الغال وفي تحقيق ازدهار اقتصادي وثقافي ملموس بقيت دائماً تبحث عن حليف تشد به أزرها وكان بطالمة مصر والرومان حلفاءها الطبيعيين في معظم هذه الفترات.
- رودس Rhodes:
وهي أشهر الجزر في العصر الهلنستي وأغناها، اعتمدت على ثرائها في شراء ودِّ مؤيدين في حالة الشدة ضد السلوقيين والأنتيغونيين، فاعتمدت أولاً على بطالمة مصر ثم على روما ضد أعدائها في المنطقة.
يعد العصر الهلنستي من الوجهة الحضارية واحداً من أبرز العصور التاريخية، ففي هذا العصر بدأ الناس بأعراقهم المختلفة يبتعدون عن فكرة العداء القومي ويألفون فكرة العيش المشترك تحت مظلة مصلحة الفرد واللغة العالمية المشتركة Koine والديانات المتعددة. وفي هذا العصر تفوق الفنانون باعتمادهم الواقع في الرسم والنحت في كل من برغامة وأنطاكية والإسكندرية، كما تأسس عدد من المدارس الفلسفية كالرواقية والأبيقورية والشكية والكلبية وغيرها، وظهر أحد أبرز مؤرخي العالم القديم وهو بوليبيوس Polybius ت(203-120ق.م) وصدر كتاب ثيوفراستوسTheophrastos عن علم النبات وهو أول الكتب العالمية النموذجية في هذا العلم، وحقق كل من إقليدس Euclid وأرخميدس Archimedes نظرياتهما الرياضية على أرض الواقع.
أما في المجال الديني فقد امتزجت ديانات الشرق بالغرب وأنتجت ديانات جديدة انبثقت غالباً من أخلاق المدارس الفلسفية، وكانت بهذا تمهيداً طبيعياً لظهور الديانة المسيحية وانتشارها وبعدها الإسلام في العالم المعروف وقتئذٍ.
ويتماثل العصر الهلنستي مع هذا العصر بكثير من الوجوه، لعل أبرزها وجود عدد كبير من الدول الكبرى تنضوي تحت لوائها دول صغرى، كما تعددت أشكال الحكومات بين ملكي وجمهوري وثيوقراطي وأوتوقراطي وديمقراطي، وظهرت مشكلات في الحياة العامة كمشكلة الأسعار والأجور والاشتراكية والشيوعية والإضراب والثورة وحقوق الإنسان السياسية والاجتماعية، إلى جانب الممارسات الوحشية وتحرير المرأة والتمثيل النيابي وانتشار التعليم وظهور أنصاف المتعلمين وقيام العلوم الدقيقة إلى جانب الخزعبلات، على أن الفارق الرئيس بين العصر الهلنستي وهذا العصر هو أن العصر الهلنستي خلا من الآلات والتكنولوجيا وازدحم بالرقيق العامل.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|