أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-7-2016
1555
التاريخ: 3-08-2015
1854
التاريخ: 7-10-2014
2113
التاريخ: 7-10-2014
1919
|
قال تعالى : {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ} [الطارق : 5 - 7] .
الدِفق : الدفع بشدّة ، والدافق هنا بمعنى المدفوق ، وقد شاع هذا الاستعمال عند العرب ولا سيّما عند أهل الحجاز ، قال الفرّاء : أهل الحجاز أفعل لهذا مِن غيرهم أن يجعلوا المفعول فاعلاً إذا كان في مذهب نعت ، كقول العرب : هذا سرٌّ كاتم ، وهمٌّ ناصب ، وليلٌ نائم ، وعيشةٌ راضية ، قال : وأعان على ذلك أنّها تُوافق رؤوس الآيات التي هي معهنّ (1) .
والصُلب : العمود الفقري الممتدّ مِن الكاهل حتى العَجْب .
والترائب : جمع تريب وتريبة ، أُطلق على عظام متساوية الأطراف ومترادفة التركيب في هيكل الإنسان العظمي ، منها الضلوع الكائنة بين الثديين ، ومنها العظم الناتئ بين الحاجبين فوق العينين ، ومنها العظم المنحني المتساوي الطرفين الكائن بين أُصول الفخذين فوق العانة كما نُقل عن الضحّاك ـ فيما رواه ابن كثير ـ قال : الترائب بين الثديين والرجلين والعينين (2) .
وأصله مِن ( تِرب ) بمعنى تساوي الشيئين ، وهو أصل في اللغة ، كما قال أحمد ابن فارس (3) ، ومنه الأتراب ـ جمع التِرب ـ بمعنى الخِدن ، ومنه التريب أي الصدر عند تساوي رؤوس عظامه ، ومنه التربات وهي الأنامل لتساوي أطرافها ، والواحدة تِربة .
قوله : ( يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصّلْبِ وَالتّرَائِبِ ) أي صُلب الرجل وترائبه ؛ لأنّ الوَلد إنّما يتكوّن مِن ماء الرجل ، أي نطفته لا غير كما قال تعالى : {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ} [النحل : 4] والنطفة ماء الرجل ومنيّه يُنزله بشهوة ودِفق ، صرّح بذلك أهل اللغة . والأصل : سلالة الماء وزلاله ، والأكثر استعماله في النَزر منه ؛ وبذلك خُصّ إطلاقه على منيّ الرجل .
قال الراغب : النطفة الماء الصافي ، ويُعبّر عن ماء الرجل .
وفي قوله تعالى : {أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى} [القيامة : 37] ، وقوله : {وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (45) مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى } [النجم : 45، 46] تصريحُ بأنّه مخلوقٌ مِن ماء الرجل يُنزله في رِحم المرأة ، والآيات بهذا الشأن كثيرة (4) .
وقوله : {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ } [الإنسان : 2] أي أخلاط مِن عناصر شتّى .
قال الإمام الرازي : لا شكّ أنّ أَعظم الأعضاء معونةً في توليد المني هو الدماغ ، وللدماغ خليفة وهي النخاع ، وهو في الصُلب ، وله شُعب كثيرة نازلة إلى مقدم البدن ، وهو التريبة ، فلهذا السبب خصّ الله تعالى هذين العضوين بالذِكر (5) .
___________________________________
(1) معاني القرآن : ج3 ص255 .
(2) تفسير ابن كثير : ج4 ص498 .
(3) معجم مقاييس اللغة : ج1 ص346 .
(4) راجع الكهف : 37 ، والحجّ : 5 ، والمؤمنون : 13 ، وفاطر : 11 ، ويس : 77 ، وغافر : 67 ، والإنسان : 2 ، وعبس : 19 .
(5) التفسير الكبير : ج31 ص129 ـ 130 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|