أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-5-2016
1859
التاريخ: 7-10-2014
1921
التاريخ: 17-5-2016
4587
التاريخ: 2023-09-21
1226
|
قال تعالى : {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا (45) ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا} [الفرقان : 45 ، 46]
إنّ الظلّ الوريف اللطيف الذي يُوحي إلى النفس المجهودة المكدودة بالراحة والنداوة والسكن والأمان هو الظلّ الذي يبدأ بروحه ونسيمه فور تحوّل الشمس هبوطاً من قبّة السماء ( دائرة نصف النهار ) ، تكاد تمتدّ وتنبسط نفحتها كلّما أخذت الشمس تقترب من أُفق مغربها ، وإذا هي تبزغ أشعّتها عند الصباح ، وإذا بالأضلّة تبدو على أطولها ، ثمّ تأخذ في التناقص كلّما ارتفعت الشمس وسط السماء .
فهذا الظلّ يتحرّك مع حركة الأرض في مواجهة الشمس ، فتتغيّر أوضاعه وامتداداته وأشكاله ، والشمس يدلّ عليه بضوئها وحرارتها وتميّز مساحته وامتداده وارتداده .
وهذا المدّ والقبض إنّما هي بفعل حركة الأرض حول محورها تجاه عين الشمس الوهّاجة ، وهي تحصل في كلّ 24 ساعة يوماً كاملاً .
وشيء آخر : أنّ محور الأرض ـ في دورتها حول نفسها ـ ينحرف قليلاً عن مستوى فَلكها ( أي مدارها السنوي ) ويكون انحرافه بزاوية قدرها 5/23 درجة ، الأمر الذي يُسبّب تعاقب الفصول الأربعة ، وكلّما ابتعدت الشمس عن خطّ الاستواء شمالاً أو جنوباً فإنّ الظِلال تختلف امتداداً وتقلّصاً ، فلا يستوي الظلّ في الشتاء مع الظّل في الصيف أو الخريف أو الربيع ، سواء في مناطق الاعتدال أو غيرها .
وعلى أيّ تقدير ، فإنّ مدّ الظلّ وقبضه قبضاً يسيراً ممّا يُنبئك عن حركةٍ للأرض ، إمّا محورية أو مدارية ( وضعية أو انتقالية) أو كلتيهما جميعاً .
وكيف كان فهو ظلّ النهار ، يزداد وينقص ، حسب الأيّام والشهور .
أمّا الليل ، فهي نعمة أُخرى جاء ذكرها في الآية التالية لما سبق : {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا} [الفرقان : 47].
وهي رحمة إلهية كبرى ، إذ جعل الأرض تدور حول محورها يومياً ، طول سنتها التي هي 365 يوماً ، وبذلك أمكنت الحياة على وجه الأرض من كلّ جوانبها على سواء .
أمّا كرة عطارد فإنّها تدور حول محورها بنفس دورتها حول الشمس ، في 88 يوماً ، كما حقّقه الفَلكي ( شياپرلي ) (1) . ومعنى ذلك أنّ طول يومها يساوي سنتها أي دورتها حول الشمس ، ونتيجةً على ذلك فإنّ وجهاً واحداً منه يتّجه نحو الشمس بصورة دائمية ، ولا يتجه النصف الآخر نحوها مطلقاً .
وللسبب نفسه يكون أحد وجهيه ساخناً جدّاً ، إذ تبلغ درجة الحرارة عليه نحو 260 درجة مئوية ، كما يكون الوجه المعاكس بارداً جدّاً ، وتبلغ درجة البرودة فيه نحو 80 درجة تحت الصفر المئوي ، فهناك نهار سرمد ، وليل سرمد ، ولذا لا يتوقّع وجود حياة على سطح هذا الكوكب السيّار (2) .
ونظير عطارد ( القمر ) في دورته حول الأرض ؛ إذ تكمل دورته حول الأرض في مدّة تساوي حول نفسه في 28 يوماً ، ويصبح نصف سطح القمر مواجهاً للأرض أبداً ، ونصفه الآخر مختفياً عن الأرض أبداً (3) .
فليس من ناموس الطبيعة أن تختلف دورة كلّ كرة دائرة حول كرة أُخرى عن دورتها حول نفسها ، وإنّما هو شيء يتبع مصلحة يراها الصانع تعالى فيما يراه في الخلق والتدبير .
فانظر إلى آثار رحمة الله كيف جعل الظلّ في الكوكب الأرضي متحرّكاً غير ساكن ، ولم يجعله سرمداً كما جعله في كوكب عطارد ، ذي الليل والنهار السرمدين .
{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ * وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [القصص : 71 - 73] .
الحمد لله الّذي جعل لنا الأرض مهداً وسلك لنا فيها سبلاً .
______________________________
(1) راجع مبادئ العلوم : ص37 ، وهامش الهيئة والإسلام : ص61 .
(2) مبادئ العلوم : ص36 .
وهكذا قيل عن الزهرة ، فدورتها حول محورها تساوي دورتها حول الشمس في 224 يوماً من أيّام الأرض ( بصائر جغرافية : ص261 ) .
(3) ولمّا كان للقمر دورة ثالثة مع الأرض حول الشمس وفي هذه الدورة تدور حول محورها في 28 يوما يكون نهاره 14 يوماً من أيّام الأرض وليله 14 يوماً ، ومِن ثَمّ فالليل منه قارس البرودة ، والنهار منه شديد الحرّ ، وعندما تصل الشمس عمودية تبلغ الحرارة فيه إلى درجة الغليان . بصائر جغرافية : ص260 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|