أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-9-2016
3896
التاريخ: 24-9-2016
940
التاريخ: 24-9-2016
2222
التاريخ: 24-9-2016
1314
|
فجر التاريخ في أرض الرافدين:
تكوين المجتمعات الزراعية الأولى منذ الألف الثامن ق.م اخذت شعوب الشرق الأدنى القديم التي كانت تحمل ملامح النموذج المتوسطي المشابه لملامح العناصر الحالية، تستقر على سفوح الجبال المحيطة بالسهل الرافدي.
وقد أخذت هذه الجماعات تؤسس لنفسها نظاما اقتصاديا يقوم على الزراعة والرعي محل نظام جمع الطعام. ولكن يبدو ان الوسائل البسيطة التي كان يملكها الناس للمحافظة على وجودهم لم نكن لنسمح لهم بالتوسع أكثر نحو السهول لاحتلالها ولذا كانوا يفضلون التحصن بالمرتفعات والامتناع بها. وأقاموا على الهضاب التي كانت تتلقى نسبة من الأمطار تكفي لمحصول مناسب. ويمكن التعرف على آثار هذه الجماعات في مناطق كثيرة من فلسطين وسورية وشمال العراق حيث تقع قرية جرمو أقدم تجمع قروي معروف في بلاد الرافدين (6800 ق.م). فيها آثار رعي الماعز وزراعة الشعير ثم صناعة الفخار. في حين تعد بقراص في وادي الفرات، في سورية، أقدم موقع معروف للاستقرار على ضفة النهر الكبير بعد الانتقال من المرتفعات (6400 ق.م).
ولا يمكن الكلام عن فجر الحضارة في العراق دون ملاحظة ما كان يجري في سائر المشرق العربي القديم الذي كان أرض حضارة واحدة مشتركة. فبعد أن أخذ الفلاحون يهبطون من الهضاب إلى السهول اتسع نطاق الاستيطان إلى مراكز اخرى : حسّونة على نهر دجلة، وأريحا في وادي الأردن.
والى جانب تصنيع الحجر بدئ منذ الألف الخامس ق.م باستخدام معدن النحاس. وبدأت تظهر اولى بوادر المؤسسات الاقتصادية بظهور الاختام التي تدل على التملك، وأولى بوادر النشاط الفني بتزيين الفخار وأخذت تتأسس حياة دينية بوضع طقوس وقواعد للدفن وبناء القبور. والى جانب هذا التطور الفكري كان هناك تطور اجتماعي ولكن من الصعب تتبعه بدقة او التعرف على المراحل التي مر فيها. وكل ما يمكن القيام به هو ملاحظة تعاقب المراكز الأثرية وما بينها من اتصال : حسونة، سامرا، تل حلف في الشمال، ثم إريدو وحاج محمد في الجنوب. ففي هذه المراكز تطورت تقنيات صناعة الفخار ومنها انتشرت النماذج الخاصة بكل مركز من هذه المراكز بين الألفين الخامس والرابع.
وإنه من التعسف أن نرجع تاريخ الجماعات المختلفة في هذه الأدوار إلى مجرد تطور محدود في صنع الفخار اي إلى شكل معين من اشكال التطور التقني والصناعة التطبيقية. إلا إنه من غير الممكن التخلي عن هذه الطريقة لمعرفة بعض ملامح التطور قبل عصر الكتابة وفي فجر التاريخ.
كانت رقعة الأرض التي اكتشفها أولئك الذين هبطوا من الجبال والمرتفعات نحو السهول الممتدة بين دجلة والفرات هي التي دعيت لأول مرة باسم عرفت به : سومر، الذي أطلق على المناطق الجنوبية، بينما عرفت المناطق الوسطى بعدئذ باسم أكد ثم بابل. وقد تعلم الناس ان عليهم ان يعملوا ليأكلوا. فقد احتلوا اراضي تشكلت على مر آلاف السنين من تراكم اللحقيات التي حملتها المياه، فعملوا على تصريف المياه عنها وردم المستنقعات التي تشكلت فيها. وشقوا الأقنية لاستغلال أراض غنية التربة في أقدم نشاط زراعي عرفه التاريخ وبوسائل أولية وأدوات بدائية بسيطة والى جانب تلك التلال والمرتفعات كانت تمتد الأراضي المغطاة بالأعشاب المائية والقصب والبرك الغنية بالسمك. فالمياه وفيرة كافية للري في الصيف ولإرواء قطعان الماشي من الماعز والغنم.
وهكذا توفرت لتلك الجماعات البشرية الأولى الشروط الضرورية المناخية والمادية الضرورية للعيش. فلا عجب إذن من ان يلقوا هنا عصا الترحال بعد ان نقلوا معهم ما استطاعوا حمله من ممتلكاتهم البسيطة وأوانيهم الفخارية وأدواتهم الحجرية وبذور الحبوب التي عرفوها وجربوها. وهكذا انتقلت الحياة الزراعية في بلاد الرافدين من الشمال إلى الجنوب.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|