أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-9-2016
1894
التاريخ: 24-9-2016
2222
التاريخ: 24-9-2016
4078
التاريخ: 24-9-2016
1314
|
على الرغم من مرور اكثر من ثلاثين سنة على البدء بالتنقيبات في جرموا(نسبة الى قلعة جرموا الحديثة في محافظة السليمانية) وعلى الرغم من العثور على بقايا عظام مدجنة للأغنام وعلى معالم اكواخ مستديرة وجد بداخلها عدد من المواد المنزلية ذات العلاقة بالزراعة في قرية زاوي جمي, فما تزال قرية جرمو تتمتع بالأولوية باعتبارها اقدم القرى الزراعية الحقيقية المكتشفة لحد الان. تقع اطلال هذه القرية على بعد احد عشر كيلومتر شرقي بلدة جمجمال, وترتفع عن مستوى السهل المجاور بما يقرب من 23 قدما. اكتشفت خرائبها المديرية العامة للاثار والتراث, ثم شرعت بعثة من جامعة شيكاغو بالبحث فيها 1948 واستمرت لغاية 1955. وقد اسفرت الحفريات عن كشف ست عشرة طبقة آثارية او دار سكنية مشيدة بالطوف غير المنتظم. وكانت الطبقات الاحدى عشر الاولى اعتبارا من التربة البكر في الاسفل خالية من الاواني الفخارية, ولذلك سميت هذه المرحلة القروية التي عاشها طلائع الفلاحين من سكان هذه الدور بفترة ما قبل الفخار, ما يدل على انها فترة بدائية في تطور القرى.
وقد كشفت التنقيبات اثارا مماثلة لهذه الفترة في عدة مستوطنات قديمة نذكر منها قرية اريحا في فلسطين ومحاطة بوادي الاردن وخوية التنور في جنوب لبنان وفي جتل اويوك بأسيا الصغرى. وفي جرمو مجدوا الصناعات الفخارية في الطبقات الخمس العليا فقط, وكان فخار الطبقتين الخامسة والرابعة احسن الانواع التي ظهرت في هذه القرية, ولكن الاواني الفخارية بوجه عام تدل على انها سمجة سميكة الجدران هشه بسب اعدادها في درجة حرارة منخفضة نسبيا وهي غير مدلوكة وغير مزخرفة ولكن قليلا من فخاريات الطبقة الخامسة والرابعة كان مزينا بخطوط متقاطعة بلون اسود واحمر. لقد وجد مثل هذا الفخار في قرية شمشارة في سهل رانية وهي قرية تعاصر موجوداتها اثار سكان قرية جرموا, كما وجد في قرية اخرى تسمى كرد علي اغا على الضفة اليسرى لنهر الزاب الكبير على بعد خمسة وسبيعين كيلومترا شرقي نينوى .
والاهم من الفخار ان هذه القرية كشفت عن بعض الحبوب الغذائية المتفحمة لنوعين من القمح المدجن ولنوع من الشعير المدجن ايضا, وكذلك الحمص والعدس , وبنفس الوقت استمر جمع ثمار بعض الاشجار مثل البلوط والفستق على غرار ما كان يحدث قبل الاهتداء الى الزراعة بدليل وجود النماذج منها في الانقاض اما الحيوانات التي دجنها اهل هذه القرية فكانت الماعز والغنم والخنزير, اما البقر فيبدو تدجينه لم يحصل في هذا الوقت بل تأخر قليلا, ووجدت كميات كبيرة من القواقع تدل على انها كانت تؤلف جزءا مهما من طعام القروين , اما الالات والادوات المنزلية فتدل على تقدم صناعي, فوجدت مثلا الملاعق وابر الخياطة المصنوعة من العظام وصنارات الابواب الحجرية والاواني الحجرية واقراص المغازل ومناجل من الزجاج البركاني الذي استورد من الأناضول, ووجدت الفؤوس ورحى الطحن والمدقات والهاونات والمجارش وتنانير وقلائد من خرز حجرية او طينية او من المحار واساور وخواتم وصخور مقعرة لسحق الاصباغ وتحضير عجائن الالوان فوقها ودمى طينية للالهة الام.
وتطور البناء فبعد ان كان الفلاحون يسكنون اكواخا بدائية مستديرة الشكل في الفترات السابقة, تعلموا بناء بيوت مستطيلة من اللبن بعضها فوق اسس من الحجارة, وكانت الحدران تكسى بطبقة من ملاط طيني ناعم وبلطت ارضيات الدور فوق قصب كما استعمل القصب واغصان الاشجار لتسقيف البيوت وبلغ معدل طول الغرفة في البيت الواحد من خمسة الى ستة امتار. وكان البيت الواحد يحتوي على اكثر من غرفة واحدة وقدر عدد بيوت القرية الواحدة من 25بيت وعدد سكانها بما لا يتجاوز 150نسمة. وقدر تاريخ بدايات هذه القرية مطلع الالف الثامن قبل الميلاد .
وتعتبر قرية حسونة ثاني اقدم قرية عراقية تقع على بعد ثمانية كيلومترات الى الشرق من مركز ناحية الشورة جنوبي مدينة الموصل . لقد شهدت هذه القرية تطورات الثورة الزراعية بشكل اوضح مما في قرية جرمو. كما انها تشير الى انتشار القرى في السهل الشمالية بعد بدء الاستيطان الزراعي في سفوح الجبال. لقد كشفت التحريات عن استمرار الاستيطان لحوالي عشرة اجيال من التجمعات السكانية التي وجدت مخلفاتها في ستة عشر طبقة رئيسة , ظهرت في اسفلها آثار مستوطن زراعي مبكر, على ما يسميه الاثاريون التربة البكر, ويبدوا ان المستوطنين الاوائل كانوا يسكنون الخيام اذ لم يعثر على بقايا بيوت مشيدة, بل على كميات من الفخار. وجاء بعد الفلاحين الذين سكنوا في مضارب خيام احفادهم الذين وجدت اثارهم في الطبقات التالية, وقد تقدم هؤلاء بمرحال ابعد من اسلافهم اذ صاروا يشيدون بيوتهم من لطين ولكن سرعان ما عرفوا صنع اللبن من الطين. ووجدت في قراهم التي شغلت الطبقات الخمسة السفلى مخازن للحبوب على هيئة احواض وجرار كبيرة من الطين غير المفخور, كانت تدفن في ارض الدار حتى حافاتها وتغطى فوهتها بالتراب والقير. وكانوا يخبزون الخبز بتنور من الطين ,وصنعوا الاتهم المنزلية من الحجارة والطين وربما من الخشب كالهاونات والمناجل ورحى الطين والفؤوس الحجرية واقراص المغازل ودمى الطين التي تشير الى نوع من عبادة لالهه الام, وتبين من مخلفات القرية ان القمح والشعير زرعا اصلا من اصول برية كانت تنمو بشكل طبيعي في المنطقة وان زراعتها بدات حوالي سنة 5600(زائد او ناقص250سنة) قبل الميلاد حسب اختبار كربون 14 المشع ويظهر من عظام الحيوانات انهم دجنوا الاغنام والماعز وربما الماشية. وظهرت في هذه القرية عدة انواع من الاواني الفخارية , فالقديم منها ردئ بسيط الشكل خال من النقوش الملونة او مزخرف بنقوش هندسية ذات لون واحد هو اللون الاسود . اما النوع النموذجي فمزين بزخارف هندسية محزوزة او ملونة بالون الاسود او محزوزة وملونة بالوقت نفسه . واستعمل اهل حسونة اطباقا فخارية ذات نتوءات لجرش الحبوب وفصل قشورها.
وتمثل قرية الصوان التي تقع الى الجنوب من مدينة سامراء بنحو احد عشر كيلومتر مرحلة الانتقال بالعمل الزراعي من شمال العراق الى وسطه, ثم الى جنوبه فيما بعد. فقد وجدت اثار حبوب القمح وحبوب عدة انواع من الشعير وبذور الكتان والقنب. وكانت الزراعة تعتمد على الري لعدم كفاية الامطار, وفضلا عن الزراعة مارس القرويون رعي الحيوانات الاليفة كالخراف والماعز وربما الماشية وصيد الحيوانات الوحشية كالغزلان, ووجدت في الطبقة الاولى بقايا بيوت مشيدة باللبن, كما وجدت اثار خندق يعتبر الاول من نوعه في العراق, وكان عرضه 2.5متر وعمقه ثلاثة امتار ويدل هذا الخندق على وجود جماعة مستقرة قادرة على الدفاع, ومن المباني التي تستحق الذكر بناء واسع مشيدا باللبن وجدرانه مملطة بالطين ويرجح ان تكون له صفة عامة او دينية , ولعله كان من بيوت العبادة ويؤدي هذا الاحتمال ما وجد فيه من تماثيل المرمر, وكشف في الطبقة اولى عن مجموعات من القبور المهمة التي يربو عددها على مائة قبر وجدت فيها بالأضافة الى الهياكل العظيمة مجموعة ثمينة من الاواني الحجرية والدمى الصغيرة المنحوتة من حجر المرمر الشمعي الجميل, كما وجدت مجموعة من الحلي بعضها من احجار كريمة مثل العقيق والفيروز . وقد حفرت هذه القبور في ارضيات بيوت الطبقة الاولى فوق الارض البكر ووجد في احدها هيكل امرأة مطلي بالمغرة الحمراء ودفنت معها قلائد من الخرز من بينها خرز نحاس الخام ووجدت في المخازن والغرف اعداد كبيرة من الالات المصنوعة من الحجر استعملت لطحن وجرش الحبوب وللحراثة والحصاد , ووجدت مدقات كروية وطويلة وهواوين ومناجل من حجر الصوان وثقالات لجومة الحياكة وطبلات لمزج الاصباغ وصنارة باب وعثر على مجموعة جيدة من عدة الخياطة من العظم كالإبر والمخارز وهي ادلة قاطعة على ممارسة سكان هذا المستوطن خياطة الملابس من الجلد او الصفوف او الشعر الذي كان يغزل بمغازل تصنع اقراصها من الفخار او الحجر. ان فخريات قرية الصوان تدل على ان المستوطن يمثل الحدود الجنوبية لانتشار حضارة وعصر حسونة, فقد وجدت في الطبقات السفلى اوان وكسور من فخار حسونة القديم ثم النموذجي , ثم المتطور في الطبقتين الاخيرتين , وتوفرت كافة الاواني كالأواني البسيطة الخالية من النقوش والمدلوكة والملونة والمخرزة معا. يعود تاريخ الطبقة السفلى من قرية الصوان حسب اختبار كربون14المشع الى 5292(زائد او ناقص146)سنة قبل الميلاد.
ووجدت اثار زراعية مبكرة في قرية مطارة التي تقع على بعد اربعة وثلاثين كيلومترا الى الجنوب من مدينة كركوك, ووجد شبه قوي بين اثارها واثار قرية حسونة ولاسيما في الفخاريات , حتى انه يمكن القول ان قرية مطارة تمثل تنوعا جنوبيا لما وجد في قرية حسونة من فخار قديم ونموذجي ومتطور, زيادة على الالات الزراعية وعظام الحيوانات المدجنة وبقايا الحبوب الزراعية. يعود تاريخ هذه القرية حسب اختبار كربون14المشع الى حوالي 5570(زائد او ناقص250) سنة قبل الميلاد.
وفي قرية ام الدباغية التي تقع في هضبة الجزيرة على بعد ستة وعشرين كيلو متر الى الغرب من مدينة الحضر وجدت اطلال قرية زراعية قديمة كانت تعيش على زراعة القمح والشعير والعدس والبزالياء , وعلى رعي الماعز والخراف والابقار والخنازير. واتضح ان اقدم المقرات السكنية في هذه القرية كانت عبارة مبان مدورة او بيضوية متجاورة استخدم بعض اجزائها للخزن. ولوحظ ان فخاريات هذه القرية شبه كثيرا فخريات قريتي حسونة ومطارة مما يدل على تزامن هذه القرى الثلاث, وعلى نوع من الصلات بينها. ويعود تاريخ ام الدباغية حسب اختبار كربون 14 المشع الى منتصف الالف السادس قبل الميلاد او بحدود 5570 (زائد او ناقص 120) سنة قبل الميلاد.
واتضح من التنقيبات الاثارية في خرائب مدينة نينوى الاشورية التي تقوم على تخوم مدينة الموصل ان هذه المدينة المشهورة كانت في العصر الحجري الحديث قرية بدائية وتعود اثارها وطبقاتها الاولى ومعظم الثانية الى عصر حسونة ويرجع تاريخها الى نقس العصر اي الى عام 5600قبل الميلاد. وكانت الزراعة وما يتصل بها مثلما كانت في قرية حسونة.
وفي التل الاول من تلول يارم تبة في سهل سنجار على بعد سبعة كيلومترات الى الجنوب الغربي من بلدة تلعفر وجدت اثار قرية مبكرة في اثنتي عشرة طبقة سكنية ويعود تاريخها الى عصر حسونة , استنادا الى الفخريات المتشابهة من القريتين.
وفي تل شمشارة احد مواقع سهل رانية على بعد ثمانية كيلومترات جنوب شرق بلدة رانية اسفرت التنقيبات الاثارية الانقاذية عن عشر طبقات تعود الثمانية الاولى منها (16-9) الى العصر الحجري الحديث, وكانت الطبقات الثلاثة الاولى(16-14) خالية من الفخريات ويرجح انها كانت تعاصر قرية جرمو في الزمن الذي خلت فية البداية من صناعة الفخار. ووجدت الات حجرية زراعية دقيقة الصنع. ام القرى التي تمثلها الطبقات الاخرى (13-9) فقد ظهر فيها فخار قوي الشبه بفخار حسونة مما يرجح تزامن القريتين. وهنالك مواقع قروية اخرى صغيرة تعود للعصر الحجري في العراق .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|