المخلفات الحضارية من العصر الحجري الحديث في العراق:

العصر الحجري الحديث الذي يبدأ في حوالي 9000 ق.م، وينتهي في حوالي عام 3000 ق.م، فقد كثرت مخلفاته في أنحاء العراق، ومنها:

مخلفات حسونة:

وهي من مخلفات العصر الحجري الحديث، وتقع قرية حسونة الى الجنوب قليلا من مدينة الموصل. وترجع مخلفات حسونة الى حوالي نهاية الألف السابع وبداية الألف السادس قبل الميلاد.

وتدل مخلفات حسونة على أن أصحابها كانوا يعرفون الزراعة، وأنهم عاشوا في استقرار، وقطعوا شوطاً كبيراً في مجال التقدم الحضاري، فاستعملوا آلات مصنوعة من الأحجار والعظام، كما صنعوا أوان فخارية بسيطة، وأوان فخارية مزينة بالرسوم، وعثر على مناجل ذات سنان مصنوعة من الظران.

كذلك عثر المنقبون على بعض المساكن البدائية مشيدة بالطين المجفف في الشمس.

مخلفات تل حلف:

تقع قرية تل حلف بالقرب من منبع الخابور، وهو أحد روافد نهر الفرات. وتدل مخلفات تل حلف على حضارة أكثر تقدماً ورقياً، فكانت الأواني الفخارية التي عثر عليها، متقنة الصنع، ذات ألوان متعددة لامعة. كما عثر على بعض الأدوات النحاسية، وعلى تماثيل صغيرة من الطين المحروق.

مخلفات جنوب العراق:

وفي جنوب العراق حيث تكثر المستنقعات عثر على أوان فخارية يميل لونها الى الإخضرار، ومزينة برسوم هندسية ملونة باللون الأسود.

كما عثر في هذه المنطقة على مساكن مشيدة من البوص الذي ينبت في هذه المستنقعات، وسكان هذه المنطقة قد جاءوا من بلاد فارس؛ لتشابه الخزف الذي صنعوه مع الخزف المستعمل في بلاد فارس؛ ولكنهم استخدموا في صناعة خزفهم زخرفة بسيطة أطلق عليها " نموذج العبيد "، واشتغلوا بالزراعة البسيطة وبنوا المعابد.

مخالفات أوروك (الوركاء):

وفي أوروك كشف عن أبنية مشيدة بالطوب المجفف في الشمس، ومزينة بالفسيفساء، كما عثر على بقايا معبد يرجح أنه يرجع الى نهاية هذه الفترة الحضارية.

مخلفات جمدة نصر:

تقع قرية جمدة نصر بالقرب من مدينة كيش، وفيها عثر على مجموعة من الأواني الكبيرة المصنوعة من الألبستر، ومزينة برسوم في أربعة صفوف متتالية، يمثل أحدها تقديم القرابين للآلهة من الكباش، وسعف النخيل، وسنابل القمح وتعتبر هذه المخالفات آخر مراحل حضارة العصر الحجري الحديث.