أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-1-2019
2279
التاريخ: 24-12-2020
2490
التاريخ: 16-9-2016
2862
التاريخ: 22-9-2016
1631
|
ارتبطت مملكة لارسا بعلاقات سياسية مع عيلام، وخاصة عندما تولى الحكم فيها الملك (ﮔنگونمGungunum) (-1932-1906 ق.م) والذي شهد عهده تغييراً في موازين القوى لصالحه(1) حيث عمل هذا الملك على تقوية مملكته من الداخل، ثم شرع بشن الحملات من اجل توسيع رقعة حدوده على حساب مملكة إيسن التي اخذت بالانحسار والتراجع تدريجياً(2). اما في عيلام فقد ترافق ذلك مع تولي (أنداتوّ-الثاني Indattu-II) (1925-1900) من سلالة (سيماشكي) الحكم في عيلام(3)، والذي وصف نفسه بانه "حاكم أو أمير سوسه"(4).ومن الجدير بالذكر ان الملك (أنداتوّ-الثاني) هو ابن الاميرة (مي-كوبيMe-Kube)(5) ابنة الملك الأموري (بيلالاما Bilalama) (1991-1977) ملك أشنونا(6) بعد زواجها من حاكم سوسه (تان-روخو-راتير Tan-Ruhu-Rater) وذلك في حدود عام (1980 ق.م)(7).
لقد تمتعت مملكة لارسا خلال حكم ملكها "ﮔنگونم" بالقوة والتوسع اذ اشتهر بقيامه بسلسلة من الحملات الحربية باتجاه عدد من المدن العيلامية(8) حيث تمكن من تدمير مدينة (باشميBašme) (9) وأرخ بذلك سنة حكمه الثانية(10)، كما أرخ سنة حكمه الخامسة باحتلال مدينة (أنشانAnšan) (11).
كما عثر في "سوسه" على نص يعود للملك "ﮔنگونم"، مما يؤكد سيطرته على تلك المدينة والمناطق المجاورة لها(12)، بعد هزيمة الملك "أنداتوّ-الثاني" والذي يبدو انه قتل في المعركة، لتدخل بعد ذلك بلاد عيلام بفترة من الفوضى والارتباك السياسي(13).
ويعتقد بان تلك الحملات العسكرية التي قادها ملك لارسا "ﮔنگونم" جاءت تحسباً لهجوم متوقع كانت عيلام تسعى للقيام به ضد بلاد سومر وأكد، مما دفعه إلى البدء بمهاجمتهم وتحطيم آلتهم العسكرية قبل هجومهم عليه(14).
ان حالة الفوضى والارتباك السياسي التي شهدتها عيلام انتهت بتولي سلالة (أيبارت Epart) مقاليد الحكم بدلاً من سلالة (سيماشكيSimaške) (15) واصبح "أيبارت" (1850 -1830ق.م) أول ملك يحكم عيلام من تلك السلالة، وقد عاصره خلال مدة حكمه الملك (سين-أدنام Sin-Iddinam) (1849-1843) ملك لارسا(16) الذي قاد حملة باتجاه عيلام تمكن فيها من تدمير المدن الواقعة على الحدود، وأرخ بذلك سنة حكمه السادسة(17)، ثم تمكن فيما بعد ملك لارسا اللاحق (سين-اقيشام Sin-Iqišam) (1840-1836) من الحاق الهزيمة بقوات عيلام وحقق نصراً كبيراً عليها، ارخ به سنة حكمه الخامسة(18). ثم شهدت مملكة لارسا فترة من الضعف والفوضى السياسية انتهت بتولي (ورد-سين Ward-Sin) (1834-1823) مقاليد الحكم فيها، وكان يعاصره خلال مدة حكمه من ملوك عيلام الملك (سيلخاخا Silhaha)1830-1800 ق.م)(19) والذي شهدت عيلام خلال مدة حكمه حالة من الاستقرار والهدوء السياسي، كما انه عين ابن اخته (أتاخوشوAttahušu) حاكماً على سوسه في حين اتخذ هو لقب "ابو ملك أنشان وسوسه"(20) . ثم تولى الحكم في مملكة لارسا بعد ذلك الملك (ريم-سين Rim-Sin) (1822-1763 ق.م) وقد عاصره خلال مدة حكمه اربعة ملوك من عيلام وهم "سيلخاخا" و (سركتوخ الاول Sirktuh I) (1800-1772) و(سيموت-ورتاش Simut-Wartaš) (1772-1770) و (سيوي-بالار-خخباك Siwe-Palar-huhpak) (1770-1745 )(21).
ويبدو أن الملك "ريم-سين" كان يعمل من آجل توسيع حدود مملكته على حساب الممالك الاخرى المجاورة له، الأمر الذي أدى إلى انشغاله وصرف سنوات عديدة في التصدي لمحاولات تلك الممالك والتي كانت تسعى من اجل اضعاف مملكة لارسا، كل ذلك أدى إلى عدم قيام ملك لارسا "ريم-سين" بتجهيز الحملات باتجاه عيلام.
________________
(1) باقر، طه، مقدمة.. ، ج1، ص416.
(2) الحسيني، عباس علي، مملكة إيسن... ، ص50.
(3) Kupper, J.R., "Le pays de Simaški" Iraq, Vol. 31(1969), P.78.
كذلك ينظر الجدول التعاصري ص72.
(4) Cameron, G.G., Op. Cit., P. 64.
(5) الراوي، فاروق ناصر، الصراع مع العيلاميين (2006-933 ق.م)، الصراع العراقي الفارسي،
(بغداد،1983)، ص53
(6) Yuhong, Wu., Op. Cit., PP. 18-19
(7) Hinz, W., the World of Elam, PP. 85-86.
(8) حداد، جورج، تاريخ الشرق الادنى القديم وحضاراته، ج1، (دمشق، 1959)، ص122.
(9) باشمي: احدى المدن العيلامية، وتقع بقاياها اليوم في مدينة باشت الايرانية. للمزيد ينظر:
Hinz, W., Op. Cit., P.225.
(10) Sigrist. M., & Peter. D., Mesopotamian years Names, P. 29. كذلك ينظر خارطة رقم (2)
(11) Ibid, P.24.
(12) الأحمد، سامي سعيد، ورضا جواد الهاشمي، تاريخ الشرق الادنى القديم (ايران والاناضول)، (بغداد،1980)، ص57.
(13) Cameron, G.G., Op. Cit., P. 64.
(14) الأحمد، سامي سعيد، "الجيش والسلاح في العصر البابلي القديم" ، ص171.
(15) Richard, N.F., the History of Ancient Iran, (New-York, 1984), P.93.
(16) Goetze, A., "Sin-Iddinam of Larsa," JCS. Vol.19, (1950). P. 103.
(17) Mercer, S.A., SBYF. P. 24.
(18) الأعظمي, محمد طه, المصدر السابق, ص32.
(19) Hinz, W., the World of Elam, PP. 92-93. كذلك ينظر الجدول التعاصري، ص72.
(20) Comeron, G.G., Op. Cit., PP. 70-71.
(21) Hinz, W., the last World of Elam, P. 96.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|