فرنسيس اور من اشهر الباحثين في عصور ما قبل التاريخ في العالم واكبر باحث في هذه العصور في المشرق العربي . ولد عام 1921 في اسرة  فرنسية عريقة بمدينة ليون التي اشترك في الدفاع عنها ضد الاحتلال النازي. بدا تخصصه في عصور ما قبل التاريخ الى جانب الباحث الفرنسي الكبير اندريه لوروا غوران مشتركا معه في تنقيبات مختلفة جرت بفرنسا بين 1953- 1963. ثم نقبت في اليونان وعمل لسنوات طويلة في افريقيا وبخاصة في اثيوبيا, حيث حصلت اكتشافات فريدة تتعلق بنشوء الانسان والحضارة. بدا اهتمامه بالمشرق منذ 1956 عندما اشترك في تنقيب موقع جبيل, بيبلوس الشهير على الساحل اللبناني , ثم قلم بين 1965- 1975 بتنقيب مغارة جعيتا هناك وساهم في مسح وبحث معظم مناطق القطر اللبناني. بعد اندلاع الحرب الاهلية في لبنان, واحتراق القسم الاكبر من اوراقه العلمية, انتقل الى سورية مشاركا في مسح اثري, ما قبل تاريخي و جيومورفولوجي الى جانب اصدقاء له جيومورفولوجيين (بول سانلافيل وجاك بيزانسون) وباحثين في عصور ما قبل التاريخ (لورين كوبلاند وسلطان محسن).

لقد ابتدأ هذا المسح منذ عام 1976 ولا زال مستمرا وان بتقطع, وتناول كل المناطق الجغرافية السورية, من الساحل مرورا بحوض العاصي والبادية الفراتية. وادى الة كشف عن مئات المواقع التي اصبح لبعضها شهرة عالمية ناهيك عن تحديد الاطار الزمني – الحضاري العام لسورية في الزمن الرابع.

كما اشترك فرنسيس اور في اعمال متشابهة جرت في الاردن وهدفت الى ربط مختلف اقطار المشرق العربي  مع بعظها من اجل فهم متكامل لحضارات عصور ما قبل التاريخ في هذه المنطق. وكان هذا العالم باحث ميداني من الدرجة الاولى لكنه اشتهر ايضا بدراسة النظرية. وضع اسس وقواعد ومنهاج بحث لازال يطبقها الكثيرون , استخدم الحاسوب والطرق المتطورة في دراساته, وكان من اهم المتحمسين بعلم الاثار الجديد. شارك في تنظيم وانجاح العديد من المؤتمرات والندوات  المتخصصة والمتعلقة في بخاصة في المشرق. وعمل في اصدار العديد من المجلات والدوريات وفي تنظيم المتاحف في مناطق مختلفة. وله دراسات وكتب ومحاضرات اكثر من تحصى. بينها اطروحة دكتوراه دولة متميزة عن العصر الحجري القديم والوسيط في سورية ولبنان. ساهم في اعداد الكثير نمن الباحثين والمعاهد والمؤسسات العلمية.

الى جانب نشاطه العلمي له انشطه اجتماعية وثقافية وادارية منوعة. شغل مناصب هامة في بعثات الاباء اليسوعيين وفي الجامعة اليسوعية في بيروت. واتقن العديد من اللغات الاوربية اضافة الى العربية والتركية. ان الاب فرنسيس اور انسان ذو قلب كبير ضحى بالكثير من اجل العلم ومن اجل زملائه واصدقائه , توفى في سنة 1987 وهو في اوج عطائه العلمي فكانت خسارة لا تعوض للعلم والعلماء.