المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6689 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06
النضج السياسي في الوطن العربي
2024-11-06



الظروف الطبيعية والاجتماعية لنشأة حضارة وادي الرافدين  
  
3235   09:44 صباحاً   التاريخ: 11-9-2016
المؤلف : م . مساعد. مصطفى فاضل كريم الخفاجي
الكتاب أو المصدر : تاريخ القانون في المجتمعات القديمة(قانون حمورابي) أنموذجاً
الجزء والصفحة : مجلة مركز بابل للعلوم الانسانية،العدد2,المجلد3
القسم : التاريخ / التاريخ والحضارة / الحضارة /

لاريب إن إعطاء فكرة موجزة عن الظروف الطبيعية والأجتماعية والتاريخية للدولة البابلية ، سيفيدنا من فهم المدونات والشرائع التي ظهرت فيها ، لان دراستها ستمكننا من الوقوف على طبيعة مسرح الوقائع ، فنستطيع متابعة المراحل والتطورات التي تعرضت لها النظم الاجتماعية والقانونية التي تضمنتها تلك النظم والشرائع .

المطلب الأول/ الإطار الجغرافي والطبيعي لحضارة العراق القديم: 

لقد كانت بلاد الرافدين من أفضل المناطق التي عرفها العالم القديم فقد أكدت الدراسات الحديثة التي تعتمد على الآثار المادية بأنها جنة عدن ومهبط ادم وحواء. وكانت للخصوبة غير العادية لتربتها الغنية بالطمى، مشروعات الري الضخمة، أثرها في تمكين أهل البلد من إن يعيشوا حياة مستقرة وهانئة فهو يقع في الجزء الجنوبي الغربي من قارة أسيا، ويتمتع بموقع استراتيجي وتجاري ذي أهمية قصوى ، وكان تأثير العوامل الجغرافية والمناخية واضحا على إفراد سكانه، حيث الشمس محرقة والإمطار في الشتاء لفترة قصيرة، فإفراده يعتمدون بالنسبة للماء وخصوبة الأرض على النهرين الكبيرين دجلة والفرات وكامن فيضانات الأنهار تتسم بالتقلب والقسوة وتستلم جهادا جماعيا لإقامة السدود والخزانات لدرء إخطار الفيضانات (1).

وقد تشير الدلائل الأثرية والجغرافية بان مناخ العراق القديم لم تطرأ عليه تبدلات أساسية منذ إن استوطن الإنسان السهل الرسوبي في جنوب العراق منذ حوالي 7000 سنة مضت وحتى الآن أي إن الأحوال المناخية قد استقرت بشكل أساسي منذ ذلك التاريخ أما قبل ذلك لاسيما في العصور الحجرية القديمة وقبل ما يزيد عن مليون سنة كانت أحوال المناخ وطبيعة الأرض والنبات الطبيعي تختلف اختلافاً أساسيا مما هو عليه الآن (2).

حيث إن تلك العصور الحجرية شهدت تقدم الجليد أربع مرات في المناطق الشمالية من قارة أوربا، وأمريكا الشمالية حتى خط عرض45 درجة شمالاً قبل نحو نصف مليون سنة والذي حدثت فيه العصور الجليدية (3).

أما الأجزاء الجنوبية من الكرة الأرضية ومنها العراق وأقطار الشرق الأدنى فكانت تحدث فيها إبان العصور الجليدية الأوربية عصور من الإمطار الغزيرة، والفترات الجليدية في النصف الشمالي من الكرة الأرضية كان يقابلها في إنحاء الشرق الأدنى القديم عصور ممطرة ورطبة ساعدت على نمو مختلف النباتات وعاش فيها أنواع عديدة من الحيوانات. كما استطاع إنسان العصر الحجري القديم أن يعيش فيها وترك فيها أدواته وآلاته الحجرية (4).

لقد كان العراق إثناء العصور الجليدية أكثر رطوبة مما هو عليه ألان ، والإمطار كانت أغزر وتسقط صيفاً وشتاءاً، حيث تفاوت المناخ من منطقة إلى أخرى ويمكن وصفه بأنه مناخ قاري شبه مداري تشابه إمطاره في نظامها مناخ البحر المتوسط حيث الشتاء البارد، والثلوج الكثيرة، والصيف المعتدل، والإمطار الغزيرة إما منطقة السهوب فتتمتع بمناخ انتقالي بين مناخ البحر المتوسط والمناخ الصحراوي الحار وتقل فيه الإمطار قياساً بالمنطقة الجبلية، إما المنطقة الصحراوية والسهل الرسوبي فتتمتع بحرارة شديدة وتقل فيها الإمطار وتكثر فيها الرطوبة النسبية(5).

 لقد اعتمدت منطقة السهل الرسوبي ومنذ أقدم الأزمان على الري حيث كانت كميات الإمطار غير كافية ولوقت قصير ولذلك بذل الإنسان جهده من اجل تجهيز الماء للبلاد عن طريق جهوده الخلاقة، بعكس المنطقة الشمالية التي اعتمدت على الإمطار. إما الرياح فتعم العراق رياح شمالية وشمالية شرقية في معظم أيام السنة وهي رياح باردة وممطرة وهناك رياح جنوبية شرقية دافئة وممطرة تهب من ناحية الخليج العربي ومنطقة الأهوار وتصاحبها الإمطار أحيانا (6) .

 ولقد كانت لظاهرة العصور الممطرة والفترات الجافة اثر مهم في نشوء الحضارة الأولى في السهل الرسوبي من العراق ودفع الهجرات البشرية إليه وبداية الاستيطان فيه كما خلقت ظواهر جغرافية ما يمكن مشاهدته الآن في العراق (7).

 لذلك ظهرت الحاجة إلى وجود تنظيم سياسي قوي، فكان ذلك سببا من الأسباب الرئيسة التي دفعت على قيام أولى الإدارات المركزية. ونظراً لعدم وجود حدود ظاهرة متميزة في العراق القديم ، فقد ارتبط إفراده بالشعوب المتجاورة بروابط متعددة لاسيما في مجال التجارة ، ومن هنا نشأ ميل سكانه إلى إقامة إمبراطورية شاسعة الإطراف (8) .

المطلب الثاني: الإطار التاريخي لحضارة العراق القديم: 

لقد كانت بلاد الرافدين مهدا لأقدم الحضارات والشرائع وساهمت في صنعه سلالات بشرية مختلفة، ويعد السومريون من أقدم الشعوب العريقة التي استطاعت وضع لبنات الحضارة الأولى في القسم الجنوبي في العراق القديم قبل حوالي 3500 ق. م، فهي حضارة عراقية، وعلى يد السومريين نشأت أولى دويلات المدن السومرية والتي تحولت فيما بعد إلى دولة مركزية(9) ونزحت من الجزيرة العربية واستقرت بلاد الرافدين في المنطقة التي أطلق عليها اسم (أكد) ثم استطاع احد ملوك السومريين المعروف (أور نمو) أن يظهر الحكم السومري من جديد ويؤسس "الدولة السومرية الثانية أو سلالة أور الثالثة" ومنها وصلنا أقدم قانون مكتوب عرفته الإنسانية وفي خلال الفترة التاريخية التي تميزت بالزحف العيلامي على الدولة القائمة في القسم الجنوبي في وادي الرافدين وانهيار الدولة السومرية من سلالة أور الثالثة ، انقسمت بلاد الرافدين الى دويلات يحكم كل منها ملك أو أمير، ورجعت البلاد في هذا العهد إلى نظام دول المدن الذي كان أول نظام سياسي ظهر في حضارة وادي الرافدين ، ولذلك يصح إن نطلق على هذا العهد الجديد اسم "عصر دول المدن الثاني" (10).

 وقد أدى انقسام دويلات المدن إلى إعاقة حركة تقدمها ، وكان ذلك من الأسباب الأساسية التي أدت إلى وقوع حروب متعددة بين هذه الدويلات حتى استطاع الملك حمو رابي في حدود سنة 1775ق.م بالقضاء على الدول التي كانت قائمة في القسم الجنوبي والمنطقة الوسطى في وادي الرافدين والمعروفة باسم " ايسن لارسا ،أشنونا" وأقام الدولة البابلية الأولى والتي ظهر فيها أهم حدث قانوني في وادي الرافدين ، كان له إبعاده على العالم القديم ، وهو صدور شريعة حمورابي التي أصدرت على اثر ازدهار الحضارة البابلية في جميع المجالات التجارية والاقتصادية والدينية والسياسية (11).

 والملاحظ إن اثر موقع العراق في تركيب سكانه التاريخي ظاهرة مهمة تلك هي عملية الانصهار الحضاري التي ميزت تاريخ هذا البلد في صهر الأقوام المختلفة في بودقة حضارة وادي الرافدين وجعلت له كياناً تاريخياً وحضارياً متميزاً منذ أقدم العهود (12) .

نشأة وتطور الحضارة العراقية القديمة في مجال الشرائع والمدونات القانونية (قانون أور نمو ، وقانون لبت عشتار ، وقانون أشنونا) .

إن أقدم القوانين المكتوبة التي توصل إليها علماء الآثار هي القوانين العراقية القديمة. ولذلك اعتبر المجتمع العراقي القديم أول مجتمع أنساني عاش في ظل القانون وترك لنا بعض معالم ذلك القانون (13).

ولهذا يراد بالقانون في وادي الرافدين هو مجموعة القواعد والنظم القانونية التي سادت في وادي الرافدين منذ فجر التاريخ حتى الفتح الإسلامي للعراق وتستمد معلوماتنا عن القانون في وادي الرافدين من الألواح التي كتبت بالخط المسماري ثم بالحروف الأبجدية بعد أن تم اختراع الفينيقيين لها وهي لا تزال مستعملة حتى ألان كما نستخلصها من النقوش الموجودة على الآثار العراقية (14) .

وعلى الرغم من إن المدونات القانونية في وادي الرافدين كانت قد قطعت شوطاً بعيداً في بناء الحضارة الإنسانية والتنظيم الاجتماعي فان النصوص المسمارية ظلت تحتل المرتبة الأولى بين تلك المصادر وما زالت تعد الأساس في أي دراسة تاريخية قانونية (15) .

ومع هذه الكثرة في عدد الوثائق التي وصلتنا عن القانون في وادي الرافدين فان معلوماتنا لا تزال ناقصة. ولعل سبب ذلك هو عدم قيام علماء الآثار بنشر كل ما عثروا عليه وترجمته ليكون في متناول الدراسات العلمية فضلاً عن وجود محررات لم يتم الكشف عنها لحد هذا اليوم كما إن هذه الوثائق كانت خالية من الدراسات النظرية والقانونية التي تبين المبادئ العامة  للقانون (16) .

أهم المدونات في بلاد وادي الرافدين:

نهضت المدونات القانونية بدور مهم في حيات العراقيين القدماء فقد دلت على ما وصلوا إليه من تقدم في مضمار الحضارة الفكرية والقانونية. ذلك إن ظهور القوانين والأنظمة الأجتماعية في الحضارة يعد من أوثق المعايير والمقاييس للحكم على مدى تقدم تلك الحضارة في سلم التطور الحضاري والتقدم العمراني (17) .

 فالتاريخ لا ينسى فضل ملوك العراقيين القدماء على الثقافة القانونية الذي تجلى بتدوين القوانين. فكان الملوك لا يصدرون القوانين التي تستهدف إلى وضع الملوك للمسائل القانونية المختلفة التي تتمخض عنها التطورات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية وكانت سلطة إصدار القوانين مقصورة على الملوك وحدهم فأوامرهم كانت هي القانون غير إن تلك السلطة كانت مقيدة بقواعد دينية وعرفية تلزمهم بإتباع ما تأمرهم به العدالة وكانت هناك حكمة تشير إلى إن الملك إذا لم ينشر العدالة فان رعيته ستثور عليه. ومملكته ستتهاوى ومصيره سينقلب والبلية تلاحقه (18) .

 ولذلك فقد ورد في كثير من المدونات القانونية ما يفيد تقيد الملوك بالعدالة فمثلاً تضمنت مقدمة وخاتمة شريعة حمورابي إشارة صريحة على التزام الملك حمورابي بالعدالة سواء في المجال الاقتصادي أو الاجتماعي (19) .

وقد أكد بعض المختصين إن القوانين في وادي الرافدين لم تكن إلا مجرد قرارات معظم هذه القوانين. وتجدر الإشارة إلى إن الحديث عن القوانين وسيلة من وسائل تحقيق العدالة يصرف ذهن السامع عادة إلى شريعة حمورابي . غير إن هذه الشريعة ليست بأقدم قانون عرفه المجتمع العراقي القديم . فقد وصلت ألينا قوانين أقدم عهدا منها فشريعة حمو رابي وان تضمنت قواعد قانونية عديدة فإنها تمثل مرحلة متقدمة من مراحل التطور القانوني التي بنيت على ما سبقها من مراحل (20) .

وفيما يأتي عرض لأهم المدونات والقوانين التي أصدرها الملوك في وادي الرافدين طبقاً لتاريخ صدورها لاتبعاً لتاريخ العثور عليها أو الكشف عنها.

أولاً /  قانون أور نمو :

يعد قانون (أور نمو) أقدم قانون مكتشف حتى ألان ليس في العراق فحسب بل في تاريخ العالم أيضا، وقد سبق هذا القانون شريعة حمورابي بثلاثة قرون وينسب القانون كما تشير إلى ذلك مقدمته ، إلى الملك (أور نمو) (21). ويتصف قانون أور نمو بأهميته الخاصة بالنسبة لدراسة تاريخ القانون لا لكونه أقدم القوانين المكتشفة حتى ألان، بل لأنه يمثل القوانين السومرية القانونية المختلفة أيضاً (22) .

ويتضمن هذا القانون على مقدمة ، وعدة مواد تتكون من (31) مادة قسم منها مفقود لا يعطي أية فكرة قانونية عنها والقسم الأخر استطاع علماء المسماريات قراءتها وترجمتها من نصوص القانون الأصلي . ونورد فيما يأتي أهم ما جاء في القانون (23).

لقد احتوت المقدمة على نظرية التفويض الإلهي للسلطة حيث يرى (أور نمو) مشرع هذا القانون في مقدمته إن الإلهة هي التي فوضت إليه السلطات. وإما المواد القانونية المتعلقة بالعقوبات فقد استندت إلى مبدأ التعويض دون مبدأ القصاص (24).

 فيذكر أور نمو ((عندما خلق العالم، وبعد إن تقرر مصير بلاد (سومر) ومصير مدينة (أور) عين الإلهان (آن) و (انليل) اله القمر (ننار) ملكاً على مدينة أور، ثم اختار هذا الإله بدوره (أور نمو) ليحكم بلاد سومر ومدينة (أور) بصفته نائباً عنه يمثله في الأرض))(25) .

 فالغرض من إصدار هذا القانون هو ضمان العدل في البلاد والعمل على إصلاح أحوال رعاياه. ومن مطالعة النصوص القليلة التي أمكن التعرف عليها لهذا القانون يتضح لنا أنها تعالج مسائل قانونية متفرقة ، منها ما يتصل بالزواج والطلاق ومنها ما يتعلق بشهادة الشهود وزراعة الأراضي وكذلك بينت بعضها ما يتعلق بالاعتداءات البدنية فجاء في المادة (15) من قانون (أور نمو) بأنه ((إذا قطع رجل أخر ، عليه إن يدفع غرامة عشرة ثقيلات من الفضة)) (26)

ثانياً / قانون لبت عشتار:

لقد سبق قانون (لبت عشتار)* شريعة حمورابي بأكثر من مائة وخمسين عاماً. وهذا القانون مدون على أربعة ألواح طينية ومكتوب بأسلوب مختلط تشوبه بعض الأخطاء الإملائية. ولهذا يعتقد إن النسخة التي نقلت ألينا مواد هذا القانون ومقدمته ليست النسخة الأصلية لهذا القانون بل أنها نسخة مدرسية من عمل احد الطلبة حيث كانت مكتوبةٍ باللغة السومرية مع إن واضع هذا القانون من الجزيرة العربية ولا يمت إلى السومريين بصلة . وهذا في الواقع إشارة إلى إن اللغة السومرية كانت لا تزال تمثل اللغة الرسمية في البلاد (27) .

ويتكون هذا القانون من مقدمة، وخاتمة، وعدد من النصوص القانونية التي يتجاوز عددها إلى أربعين نصاً.

وتبدأ المقدمة بمقالة عن الملك لبت عشتار من اجل تحقيق الخير للسومريين والأكديين. وعالجت مواد قانون لبت عشتار المسائل الآتية : الملكية العقارية، والعبيد، والتخلف عن دفع الضريبة ، والميراث ، والزواج ، وإيجار الثيران (28) .

وفي الخاتمة يكرر لبت عشتار القول بأنه اقر العدل في البلاد وجلب الخير لأهلها ويستنزل البركة على من يحترم القانون ، واللعنة على من يتعرضون له بالا تلاف (29) .

ثالثاً /  قانون أشنونا:

 لقد صدر (قانون أشنونا)* في نحو عام 1930ق.م . فهو متقدم على قانون حمورابي بما يقرب من القرنين من الزمن. ولم يكتشف علماء الآثار أكثر من إحدى وستين مادة من مواد هذا القانون. ويظهر من دراسة هذه المواد إن مشرعها كان قد اهتم ببعض المسائل الاجتماعية. من ذلك وضع حد أدنى لأجور العمال ، وتسعير بعض السلع ، وتقسيم المجتمع إلى طبقات . فقد وردت في هذا القانون أول إشارة إلى تقسيم المجتمع العراقي القديم إلى طبقات ثلاثة هي طبقة الأحرار ، وطبقة شكينوم ، وطبقة العبيد (30) .

إلا إن هذا الأستاذ (كوشة) أعاد النظر في ترجمته الأولى واجري بعض التعديلات عليها ونشرت الترجمة الجديدة عام 1956م. وظهر قبل عدة سنوات كتاب جديد يضيف بعض التصحيحات على القانون نفسه ودون هذا القانون باللغة البابلية. وهذا يؤكد إن اللغة البابلية أصبحت تستخدم في المجالات الرسمية أكثر من استخدام اللغة السومرية (31) .

ويلاحظ إن بعض نصوص هذا القانون لها مثيل في القوانين السومرية مثل قانون أورنمو، وقانون لبت عشتار. وان شريعة حمورابي قد اقتبست بعض هذه النصوص وهذا ما دعا بعض الفقهاء إلى القول بان قانون أشنونا يعد همزة الوصل بين القوانين السومرية والقوانين الجزيرية وخاصة البابلية (32) .

ويحتوي هذا القانون على مقدمه قصيرة كتبت بالسومرية وهذه المقدمة ناقصة وتختلف عن مقدمات القوانين الأخرى بأنها لم تقتبس منها شيئاً يذكر ونالت الأحكام الجزائية النصيب الأكبر من هذه المواد شأنها في ذلك شان سائر القوانين في وادي الرافدين . كما عالج القانون مسائل قانونية متفرقة أهمها تحديد أسعار بعض السلع، والإيجار، والقرض، والوديعة، والزواج، والطلاق، والتبني، والاعتداء على أموال الغير، والأضرار المتسببة عن الحيوانات والأشياء (33).

___________

1- العبودي، د. عباس: شريعة حمو رابي: دراسة مقارنة مع التشريعات القديمة والحديثة ، دار الثقافة للنشر والتوزيع ، عمان ، ط2، 2010م، ص24-25 .

2- باقر ، د . طه : مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة ، ج1 ، بغداد ، 1955م ، ص16.

3 - عبد القادر ، الشيخلي : تاريخ العراق القديم ، بغداد ، 1995م ، ص45 .

4- باقر ، د . طه : مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة ، ج1 ، مصدر سابق ، ص16-17 .

5- عبد القادر ، الشيخلي : تاريخ العراق القديم ، مصدر سابق ، ص46 .

6- الغزالي ، علي كسار غدير : تاريخ وحضارة بلاد وادي الرافدين من اقدم العصور حتى نهاية الإمبراطورية الأكدية ، دار الضياء للطباعة والنشر، النجف الاشرف ، 2009م ، ص8 .

7- باقر، د. طه : مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة ، ج1، مصدر سابق، ص.

8- انظر، صادق ، د . هشام علي : تاريخ النظم القانونية والاجتماعية ، بيروت ، 1982م ، ص325 .

9- باقر ، طه : مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة ، ط2 ، بغداد ، 1973م ، ص93 .

10- العبودي ، د . عباس : شريعة حمورابي : دراسة مقارنة مع التشريعات القديمة والحديثة ، مصدر سابق ، ص26 .

11- الغازي ، د . إبراهيم: تاريخ القانون في وادي الرافدين والدولة الرومانية، بغداد، 1973م، ص75

12- الغزالي ، علي كسار غدير : تاريخ وحضارة بلاد وادي الرافدين من أقدم العصور حتى نهاية الإمبراطورية الاكدية ، مصدر سابق ، ص13 ، وانظر ايضاً ، دلو ، برهان الدين : حضارات مصر والعراق ، التاريخ الاقتصادي – الاجتماعي – الثقافي – والسياسي ، ط1 ، دار الفارابي ، بيروت ، 1989م ، ص188 .

13- الحافظ ، د . هاشم : تاريخ القانون ، دار الحرية للطباعة ، بغداد ، 1980م ، ص41 .

14- العبودي ، عباس : تاريخ القانون ، نشر ، وطبع ، وتوزيع مديرية دار الكتب ، الموصل ، 1988م ، ص85 .

15- سليمان ، د . عامر : القانون في العراق القديم ، ط2 ، 1987، ص12 .

16- الحافظ ، د . هاشم : تاريخ القانون ، مصدر سابق ، ص91 .

17- العبودي ، عباس : تاريخ القانون ، مصدر سابق ، ص86 .

18- مسكوني ، د . صبيح : تاريخ القانون العراقي القديم ، ط1 ، بغداد ، 1971م ، ص93 .

19- الطحان ، د . عبد الرضا: الفكر السياسي في العراق القديم، بيروت، 1981م، ص542.

20- العبودي ، عباس : تاريخ القانون ، مصدر سابق ، ص94 ، وانظر ايضاً ، الحافظ ، د . هاشم : تاريخ القانون ، مصدر سابق ، ص41 .

21- المصدر نفسه، ص96.

22- الحافظ ، د . هاشم : تاريخ القانون ، مصدر سابق ، ص41 .

23- العبودي ، عباس : تاريخ القانون ، مصدر سابق ، ص97 .

24- الحافظ ، د . هاشم : تاريخ القانون ، مصدر سابق ، ص41 .

25- العبودي ، عباس : تاريخ القانون ، مصدر سابق ، ص97 .

26- المصدر نفسه، ص97.

* - يعود هذا القانون الى الملك ((لبت عشتار)) هو خامس ملوك أسرة (ايسن) Isin. وقد تولى الحكم فيما بين 1885-1875ق.م ووضع مجموعة من القوانين السومرية عرفت باسمه . انظر ، باقر ، الأستاذ طه : قانون لبت عشتار ، قانون مملكة اشنونا ، وزارة الثقافة والإعلام ، بغداد ، 1987م ، ص7 .

27- انظر ، العبودي ، عباس : تاريخ القانون ، مصدر سابق ، ص98 ، وانظر ايضاً ، الحافظ ، د . هاشم : تاريخ القانون ، مصدر سابق ، ص42 .

28- المصدر نفسه، ص98.

29- باقر ، الأستاذ طه : قانون لبت عشتار ، قانون مملكة اشنونا ، مصدر سابق ، ص17 .

* - يرجع هذا القانون إلى احد ملوك مملكة اشنونا واسمه ((بلالاما)) وقد قام الباحث المسماري الأستاذ ((البرشت كويشة)) Albrecht Goetze باستنساخ هذا القانون . انظر ، انظر ، باقر ، الأستاذ طه : قانون لبت عشتار ، قانون مملكة اشنونا ، مصدر سابق ، ص31 .

30- الحافظ ، د . هاشم : تاريخ القانون ، مصدر سابق ، ص41-42 .

31- رشيد ، د. فوزي : الشرائع العراقية القديمة ، جمهورية العراق ، دار الرشيد للنشر ، 1979م ، ص83 .

32- انظر ، مسكوني ، د . صبيح : تاريخ القانون العراقي القديم ، ط1 ، مصدر سابق ، ص97 .

33- العبودي ، عباس : تاريخ القانون ، مصدر سابق ، ص99 .




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).