المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

المشاكلة
25-09-2015
تفسير الاية (20-40) من سورة القيامة
11-2-2018
اخوة الامام محمد الباقر (عليه السلام)
15-04-2015
من أعظم المدح
19-11-2017
إقليم البحر المتوسط
2024-08-28
بابونج مثقوب Matricaria perforata
1-9-2019


اليتيم وكيفية التعامل معه في الإسلام  
  
4248   11:05 صباحاً   التاريخ: 11-9-2016
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الأسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص382-384
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-12-2017 2078
التاريخ: 9-11-2021 2828
التاريخ: 6-1-2022 1717
التاريخ: 23-12-2016 3114

ـ معنى اليتيم:

اليتيم في اللغة كما في لسان العرب هو:

(الانفراد , واليتيم فقد الأب , وقال ابن السكيت : اليتيم في الناس من قبل الأب , وفي البهائم من قبل الأم , ولا يقال لمن فقد الأم من الناس يتيم ولكن منقطع)(1).

واليتيم في اللغة كما في لسان العرب أيضا:

(اليتيم الذي مات أبوه فهو يتيم حتى يبلغ فإذا بلغ زال عنه اسم اليتيم)(2) .

إذاً في اللغة اليتيم هو من فقد أباه ولم يبلغ الحلم , وكذلك الأمر من الناحية الشرعية , فلا يعتبر من فقد أمه شرعا يتيما , وكذا من فقد اباه بعد بلوغه الحلم , فقد ورد عن الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) قوله: قال رسول الله (صلى الله عليه واله):(لا يتم بعد الحلم)(3) .

ـ تعامل الإسلام مع قضية اليتيم :

لقد أعطى الإسلام قضية اليتيم من العناية الشيء الكثير باعتبار أنها تشكل مشكلة اجتماعية كبيرة يساهم تفاقمها بالقضاء على الامن الاجتماعي وقد يؤدي الى انحرافات كبيرة في المجتمع وتحول هؤلاء الأيتام المهملون الى عناصر منحرفة في المجتمع, وكثيراً ما يتحولون الى عصابات مجرمة تعيث بالأرض فسادا في حين أن العناية بهم واحتضانهم كما طلب الله سبحانه وتعالى منا يساهم في التخفيف من آثار هذه الحالة الصعبة في المجتمع .

ومن المعروف ان اليتيم يعاني بشكل طبيعي من أعراض مرض نفسي لا بد من مساعدته على تجاوزه كي لا يقع في براثنه فيتحول الى مريض حقيقي , لأن اليتيم يحس بعقدة نقص ناتجة عن فقد المعيل والحاضن والراعي , في حين أنه ينظر الى الأولاد الآخرين من حوله فيراهم يرعون من قبل آبائهم فتتكون لديه عقدة نقص تجاه المجتمع قد تتحول الى مرض نفسي يتطور الى أن يصبح هذا اليتيم مجرما ظنا منه أنه ينتقم بإجرامه هذا من المجتمع الذي لم يرعاه ويكفله. في حين ان المجتمع لو أدى دوره المطلوب منه في الإسلام لما تحولت هذه العقدة النفسية الى ظاهرة اجتماعية خطيرة .

وعندما أراد الله سبحانه وتعالى أن يأمرنا بالتعامل مع قضية اليتيم ضمن أحكام شرعية معينة اعتبر أن هذا الأمر ليس مجرد تكليف عادي بل هو ميثاق أخذه الله عز وجل علينا فقد ورد هذا المعنى في قوله تعالى :{وإذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ}[البقرة: 83]. فالله عز وجل اعتبر انه أخذ على بني إسرائيل ميثاقا هو نفسه مأخوذ على كل الأمم بعد بني إسرائيل أن يحسنوا الى الأيتام فلا يتركونهم عرضة لخطر الجوع والفقر والعيش في العراء, وإذا أردنا أن نفهم كيف يمكن لنا أن نتعاطى مع هذا الموضوع فنكون محسنين للأيتام فإن الإسلام  وضع لنا سلسلة من التصرفات المطلوب القيام بها ومن ذلك ما ورد في وصايا أمير المؤمنين علي (عليه السلام) قبل الموت حيث قال:(الله , الله في اليتامى فلا تغبوا أفواههم ولا يضيعوا بحضرتكم, فقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول : من عال يتيما حتى يستغني أوجب الله عز وجل له الجنة كما

أوجب لآكل مال اليتيم النار)(4) .

فوصية الإمام علي(عليه السلام) واضحة لجهة أنه يصر على أن لا نجعل الأيتام يجوعون ونحن نشبع وقادرون على إطعامهم, فإن تكليفنا أن نحفظهم ونرعاهم حتى لا يضيعوا في حضرتنا فإن ضاعوا في حضرتنا استحقينا غضب الله عز وجل, وليس فعلنا هذا من دون مقابل, بل إن لنا من الأجر الكثير فيكفي أننا نساهم في إصلاح أمرهم فلا يتحولوا الى مجرمين وايضا فإننا نستحق من الله سبحانه وتعالى الجنة ,ويكفي أن تكون الجنة أجرا على ما نقوم به من أعمال كثيرة فكيف عن عمل واحد ؟ كما أن الذي يعتدي على مال اليتيم فجزاؤه النار وبئس المصير .

__________________

1ـ لسان العرب الجزء 12 ص 645 .         

2- نفس المصدر .

3- بحار الأنوار الجزء 100 ص 165 .

4- الكافي الجزء 7 ص 51 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.