أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-12-2017
2078
التاريخ: 9-11-2021
2828
التاريخ: 6-1-2022
1717
التاريخ: 23-12-2016
3114
|
ـ معنى اليتيم:
اليتيم في اللغة كما في لسان العرب هو:
(الانفراد , واليتيم فقد الأب , وقال ابن السكيت : اليتيم في الناس من قبل الأب , وفي البهائم من قبل الأم , ولا يقال لمن فقد الأم من الناس يتيم ولكن منقطع)(1).
واليتيم في اللغة كما في لسان العرب أيضا:
(اليتيم الذي مات أبوه فهو يتيم حتى يبلغ فإذا بلغ زال عنه اسم اليتيم)(2) .
إذاً في اللغة اليتيم هو من فقد أباه ولم يبلغ الحلم , وكذلك الأمر من الناحية الشرعية , فلا يعتبر من فقد أمه شرعا يتيما , وكذا من فقد اباه بعد بلوغه الحلم , فقد ورد عن الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) قوله: قال رسول الله (صلى الله عليه واله):(لا يتم بعد الحلم)(3) .
ـ تعامل الإسلام مع قضية اليتيم :
لقد أعطى الإسلام قضية اليتيم من العناية الشيء الكثير باعتبار أنها تشكل مشكلة اجتماعية كبيرة يساهم تفاقمها بالقضاء على الامن الاجتماعي وقد يؤدي الى انحرافات كبيرة في المجتمع وتحول هؤلاء الأيتام المهملون الى عناصر منحرفة في المجتمع, وكثيراً ما يتحولون الى عصابات مجرمة تعيث بالأرض فسادا في حين أن العناية بهم واحتضانهم كما طلب الله سبحانه وتعالى منا يساهم في التخفيف من آثار هذه الحالة الصعبة في المجتمع .
ومن المعروف ان اليتيم يعاني بشكل طبيعي من أعراض مرض نفسي لا بد من مساعدته على تجاوزه كي لا يقع في براثنه فيتحول الى مريض حقيقي , لأن اليتيم يحس بعقدة نقص ناتجة عن فقد المعيل والحاضن والراعي , في حين أنه ينظر الى الأولاد الآخرين من حوله فيراهم يرعون من قبل آبائهم فتتكون لديه عقدة نقص تجاه المجتمع قد تتحول الى مرض نفسي يتطور الى أن يصبح هذا اليتيم مجرما ظنا منه أنه ينتقم بإجرامه هذا من المجتمع الذي لم يرعاه ويكفله. في حين ان المجتمع لو أدى دوره المطلوب منه في الإسلام لما تحولت هذه العقدة النفسية الى ظاهرة اجتماعية خطيرة .
وعندما أراد الله سبحانه وتعالى أن يأمرنا بالتعامل مع قضية اليتيم ضمن أحكام شرعية معينة اعتبر أن هذا الأمر ليس مجرد تكليف عادي بل هو ميثاق أخذه الله عز وجل علينا فقد ورد هذا المعنى في قوله تعالى :{وإذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ}[البقرة: 83]. فالله عز وجل اعتبر انه أخذ على بني إسرائيل ميثاقا هو نفسه مأخوذ على كل الأمم بعد بني إسرائيل أن يحسنوا الى الأيتام فلا يتركونهم عرضة لخطر الجوع والفقر والعيش في العراء, وإذا أردنا أن نفهم كيف يمكن لنا أن نتعاطى مع هذا الموضوع فنكون محسنين للأيتام فإن الإسلام وضع لنا سلسلة من التصرفات المطلوب القيام بها ومن ذلك ما ورد في وصايا أمير المؤمنين علي (عليه السلام) قبل الموت حيث قال:(الله , الله في اليتامى فلا تغبوا أفواههم ولا يضيعوا بحضرتكم, فقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول : من عال يتيما حتى يستغني أوجب الله عز وجل له الجنة كما
أوجب لآكل مال اليتيم النار)(4) .
فوصية الإمام علي(عليه السلام) واضحة لجهة أنه يصر على أن لا نجعل الأيتام يجوعون ونحن نشبع وقادرون على إطعامهم, فإن تكليفنا أن نحفظهم ونرعاهم حتى لا يضيعوا في حضرتنا فإن ضاعوا في حضرتنا استحقينا غضب الله عز وجل, وليس فعلنا هذا من دون مقابل, بل إن لنا من الأجر الكثير فيكفي أننا نساهم في إصلاح أمرهم فلا يتحولوا الى مجرمين وايضا فإننا نستحق من الله سبحانه وتعالى الجنة ,ويكفي أن تكون الجنة أجرا على ما نقوم به من أعمال كثيرة فكيف عن عمل واحد ؟ كما أن الذي يعتدي على مال اليتيم فجزاؤه النار وبئس المصير .
__________________
1ـ لسان العرب الجزء 12 ص 645 .
2- نفس المصدر .
3- بحار الأنوار الجزء 100 ص 165 .
4- الكافي الجزء 7 ص 51 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|