تربية وانتاج فروج اللحم

لم تعد تربية الدواجن الحديثة تعتمد بصورة اساسية على تربية سلالات اصيلة نقية Pure Breeds ولم يصبح تقسيم سلالات الدجاج حسب المنشأ الى انواع حسب الموقع الجغرافي (والمقصود هنا انواع اسيوية، امريكية، انكليزية، من دول البحر المتوسط وغيرها) ذات دلالة او اهمية في برنامج التربية كما ان تقسيم هذه الانواع النقية حسب الغرض الذي تربى من اجله أي انتاج بيض او لحم او ثنائية الغرض لم يصبح له اهمية اقتصادية.. حيث ان الانواع النقية الخاصة بإنتاج البيض او انتاج اللحم لا تصل بإنتاجها الى الحدود الاقتصادية المطلوبة لكل من هذه الاغراض، كما ان الانواع النقية الخاصة بإنتاج البيض او انتاج اللحم لا تصل بإنتاجها الى الحدود الاقتصادية المطلوبة لكل من هذه الاغراض، كما ان الانواع الثنائية الغرض تعتبر في يومنا هذا بالنسبة لمقاييس الانتاج فقيرة في انتاج اللحم او انتاج البيض.

ولذلك فقد عمد الوراثيون المشتغلون في حقل الانتاج الحيواني الى تطبيق نظريات الوراثة لتهجين بعض هذه السلالات وذلك بهدف التوصل الى ايجاد سلالات جديدة متخصصة اما بإنتاج البيض او لغرض انتاج اللحم وظهر لذلك انواع جديدة تحمل في اغلب الاحيان اسماء الشركات المنتجة لهذه السلالات الهجينة بالإضافة الى بعض الارقام الرمزية التي تحدد اسماء الخطوط المستعملة.

ولتحقيق هذا الهدف فقد قامت الشركات المنتجة لهذه السلالات الجديدة بانتخاب بعض السلالات النقية الاصلية التي تتميز بإنتاج البيض او انتاج اللحم.

وعمدت اولا الى تنقيتها لتحديد الصفات الوراثية لها. وفي العادة تستعمل (20-50) عائلة من كل سلالة، حيث يتم الخلط بين هذه السلالات لانتخاب افضل الخطوط التي يتوافر فيها الشروط المطلوبة في سلالات انتاج البيض او سلالات انتاج اللحم والتي يمكن ان تستعمل في برنامج التربية.

ويستمر الوراثيون في تحسين انتاج هذه الخطوط الجديدة عاما بعد عام حتى يرفعوا من مستوى انتاجها وحتى تواجه منافسة الشركات الاخرى التي تتبع نفس البرامج الوراثية الحديثة والهدف الذي يسعى لتحقيقه الوراثيون بالنسبة لسلالات انتاج اللحم وهو انتاج سلالة ذات معامل تحويل غذائي مرتفع (1:2) ويصل الفروج الى وزن (2.5) كيلو غراما في اقل من (50) يوما. ويكون الصدر متسعا وقد يكون الهدف من عملية التزاوج هو تثبيت او الزيادة او الاقلال من درجة تماثل الصفات (Homozygosity) في السلالة او العائلة كما قد يكون الغرض زيادة درجة تباين الصفات (Heterozygosity) وذلك بتهجين بعض السلالات او العائلات بغرض الاستفادة من افضل الصفات في السلالتين والاستفادة من قوة الهجين.

وهناك طرق عديدة للتزاوج ولا توجد طريقة افضل من الاخرى. لان لكل من هذه الطرق هدفا محددا. ولذلك فانة يجب اتباع مجموعة من طرق التزاوج المختلفة من اجل التوصل الى الاهداف المطلوبة وفيما يلي شرحا لأنظمة التزاوج المختلفة.

اولا: التزاوج بغرض زيادة تماثل الصفات: Mating to Increase Homozygosity

تزاوج داخلي – تزاوج الاقارب: Inbreedig

وهذا النظام يستعمل في تثبيت الصفات الوراثية التي تتميز بها العروق النقية الاصيلة (Pure Breeds) وقد يتبع تزاوج الاقارب ما يأتي:

أ- تزاوج الاقارب الشديد: Close Inbreeding:

ويتم التزاوج في هذا النظام بين الاشقاء او الاباء والابناء فقط.

ب- التزاوج لنفس الخطوط: Line Breeding:

وهو تزاوج في حدود نفس خط السلالة بغرض زيادة نسبة نقل المميزات الوراثية الموجودة عند الجدود الى النسل الجديد ومن امثلة هذا التزاوج نظام التزاوج الرجعي (Back – Crossing) أي ازاوج الابناء مع الاباء لبضعة اجيال متتالية كما انه توجد امثلة اخرى وهو تزاوج الاناث مع الجدود والاعمام.

ثانيا: التزاوج بغرض تباين الصفات  Mating to Increase Heterozygosity

أ- التهجين بين السلالات النقية: Hybbridization in Cross Mating

ويتم ذلك بتزاوج بعض افراد من سلالات نقية اصيلة مع افراد من سلالات اخرى نقية وذلك حتى يمكن الاستفادة من قوة الهجين، ويسمى نتاج هذا التزاوج بالقطيع المهجن (Hybrid).

ومن الجدير بالذكر ان القطيع الناتج من مثل هذا التزاوج يكون غالبا افضل في انتاجه من كل الاباء والامهات المستعملة اصلا في عملية التهجين.

2- التزاوج البعيد عن الاقارب: Out Breeding:

وهو تزاوج افراد لا يوجد بينها درجة قرابة مباشرة، ويمكن ان يتم التزاوج بين السلالات او الخطوط المختلفة وذلك حسب الانظمة التالية:

1- تزاوج بين السلالات المختلفة: Cross Breedin – Breed Crossing

2- تزاوج بين العروق المختلفة: Strain Crossing

3- تزاوج بين الخطوط المختلفة: Line crossing

ويتم هذا التزاوج باتباع احدى الطرق التالية الذكر:

أ- تزاوج ثنائي: Single Two – way Crosses

ويتم ذلك بتزاوج بين افراد سلالتين او خطين والجيل الناتج يظهر فيه قوة الهجين.

ب- تزاوج ثلاثي: Three- way Crosses

يحدث اولا تزاوج ثنائي، ثم تؤخذ الاناث الناتجة من هذا التزاوج لتتزاوج مع ذكور من سلالة او خط اخر.

جـ- تزاوج رباعي: Double Crosses of four- way Crosses

في هذا النظام يتم اولا تزاوج ثنائي في احد السلالات او الخطوط ويتم في الوقت نفسة تزاوج ثنائي في احد السلالات الاخرى (او الخطوط الاخرى) والجيل الناتج من كل منها يتم تزاوجه مع الاخر ويسمى هذا بالتزاوج المزدوج (Double Cross) اما الجيل الناتج من هذا التزاوج الاخير فيسمى بالهجين المزدوج (Double Hybrid).

3- التزاوج مع الانتخاب الدوري المتبادل: Recurrent Reciprocal Selection

ويعتمد هذا النظام على التزاوج بين ذكر من احد العائلات مع انثى من عائلة اخرى وفي نفس الوقت يجري تزاوج ثنائي بين انثى من العائلة الاولى مع ذكر من العائلة الثانية او تزاوج تبادلي بين العائلتين، وقد تكون العائلة من سلالة او خط نقي وقد تكون العائلة مهجنة والغرض الاساسي من هذا التزاوج هو محاولة انتاج ابناء لهم صفات افضل من الوالدين وعادة يتم هذا التزاوج بين افراد عديدة من عائلات عديدة مختلفة ضمن برنامج واسع للتربية والانتخاب يتبعها الوراثيون في الشركات العالمية المختصة بغرض التطور في الكفاءة والزيادة في الانتاج، والهدف الرئيسي من هذا التزاوج هو البحث عن خليط (Combinatin) بين افراد العائلات المستخدمة في عملية التزاوج هذه، وذلك من اجل ان تعطي افضل النتائج بالنسبة لجميع الصفات (Traits) التي يسعى الوراثيون الى ايجادها. والقطيع الناتج يكون افضل انتاجا من كل سلالة على حدة من سلالات الاباء والامهات أي ان هذا النظام صورة من صور اختيارات النسل. ومتى تم اكتشاف افضل خليط (Combination) بناء على نتائج النسل فانه يجب تحديد كل سلالة من سلالات الاباء والامهات والاحتفاظ بها على صورة شبيهة بالسلالات النقية وهو ما تعطيه الشركات المنتجة بعض الارقام او الاسماء الرمزية الخاصة بتلك الشركة.

التربية لإنتاج اللحم:

يقوم انتاج اللحم في الدواجن على خمس دعامات رئيسية وهي:

1- معدل النمو.

2- معامل التحويل الغذائي.

3- حجم الجسم عند النضج الجنسي.

4- سرعة تكوين الريش (الترييش).

5- شكل الجسم.

1- معدل النمو:

بالرغم من ان سرعة النمو تتأثر بالانتخاب لهذه الصفة الا انه يجب ان لا يغيب عن الذهن اهمية علاقة الوراثة بالبيئة فمعدل النمو يتأثر بدرجة كبيرة بعوامل البيئة المختلفة كالتغذية وتوفير الظروف البيئية المناسبة والمستوى الصحي للقطيع وعوامل الادارة والرعاية الاخرى والتي تعمل بمجموعها على مساعدة الفرخ على اظهار قابليته الوراثية على سرعة النمو.

ويمكن قياس سرعة النمو بوزن الجسم خلال فترة التسمين التي تتراوح ما بين (7-8) اسابيع.

2- معامل التحويل الغذائي:

يقدر معامل التحويل الغذائي بنسبة وزن العلف المستهلك الى الزيادة في الوزن الحي ويبلغ معدلها في الانواع القياسية لفروج اللحم حوالي (1:2) وذلك للفترة من عمر يوم واحد الى (8) اسابيع من العمر.

وبالرغم من الاهمية الاقتصادية الكبيرة لهذه الصفة، حيث انها تقيس قدرة السلالة على التحويل الغذائي للعلف الى لحم، غير انها صفة وراثية يصعب تقديرها على الافراد الى درجة يتعذر معها على المربين الانتخاب لها مباشرة ولكن نظرا لارتباطها بسرعة النمو، فانة يكتفي من الناحية العملية بالانتخاب للصفة الاخيرة، ويؤيد الوراثيون في يومنا هذا النتائج التي احرزت، فهناك بعض السلالات التي تكون كيلوغراما من الوزن الحي باستهلاك ما يقل عن كيلوغرامين من العلف في الاسابيع الثمانية الاولى من العمر.

3- سرعة تكوين الريش:

ان سرعة تكوين الريش او اكتمال تكوينه على الجسم بكامله تعني سرعة بيع الطيور الحية للمستهلك، حيث ان المستهلك يقبل عادة على شراء الطيور الكاملة الريش ويعرض عن العارية. كما ان الطيور المذبوحة المنتوفة تكون حسنة المظهر بدرجة اكبر اذا كانت من سلالة سريعة الترييش مقارنة بالطيور المذبوحة الناتجة من هذه السلالة مما يخفض من درجة الذبيحة وبالتالي يبخس من ثمنها وخاصة في الاقطار التي يكثر فيها الاقبال على استهلاك الطيور المجهزة.

4- الوزن عند النضج الجنسي:

تنحصر صلة هذه الصفة في موضوعنا هذا بالطيور المعزولة من قطعان الامهات في بداية موسم انتاج البيض، ولكن اهميتها تبدو اكثر وضوحا عند اعتبار انتاج البيض، فالدجاج الكبير الحجم يعطي انتاجا منخفضا للبيض كما وان الدجاج الصغير الحجم يضع بيضا صغير الحجم، ولذلك فانه ينبغي العناية بالانتخاب للحجم الناضج القياسي حتى نحافظ على معدل انتاج البيض وحجمه المناسب لعمليات التفريخ، اما من حيث انتاج اللحم فقد ثبت ان سرعة النمو في الاسابيع الثمانية الاولى من العمر ليس من الضروري ان تكون مرتبطة بالوزن عند النضج الجنسي.

5- شكل الجسم:

ان من ابرز الصفات التي تعني المربي من ناحية شكل الجسم في فروج اللحم هي استدارة الصدر وعمقه ودرجة امتلاء الافخاذ، وهذه الصفة تتأثر ايضا بعوامل الادارة والرعاية المختلفة من تغذية وظروف بيئية والمستوى الصحي العام للقطيع. ويمكن قياس اللحم. ويجب ان لا يتأخر موعد قياس مدى اتساع الصدر حيث انه مع تقدم العمر فان الطائر يبدا بترسيب كميات كبيرة من الدهن حول الصدر مما يؤثر في ابعاده الحقيقة. ومن الجدير بالذكر ان من اكثر صفات شكل الجسم ارتباطا بسرعة النمو ومعامل التحويل الغذائي هي طول الساق.

ولما كانت معظم هذه الصفات السالفة الذكر والتي تسهم في انتاج اللحم عالية المكافئ الوراثي، فانه من الناحية العملية يكتفى بالانتخاب الفردي عند تحسينها فتنتخب دجاجات وديوك التربية من الطيور السريعة النمو السريعة التريش العالية معامل التحويل الغذائي ذات الصدور والافخاذ الممتلئة فان هذه الطريقة قد قدمت نتائج جيدة للكثير من الوراثيين فاذا شعر المربي بانه قد وصل في التحسين الى درجة يصعب معها التقدم بالانتهاب الفردي فيجب الاستعانة عندئذ بالانتخاب العائلي.

المصدر:

حسن, عيسى وموسى عبود. 2008-2009. انتاج الدواجن الجزء النظري (منشورات جامعة دمشق).