أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-08-2015
1793
التاريخ: 25-10-2014
1447
التاريخ: 3-4-2018
1189
التاريخ: 3-07-2015
1420
|
ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻝ، ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﺗﺠﺪﺩ ﻛﻮﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻛﺬﻟﻚ ﻭﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﺑﻘﺪﺭﺓ، ﻷﻥ ﺷﺮﻁ ﺻﺤﺔ ﻛﻮﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻤﻘﺪﻭﺭ، ﻭﻫﻮ ﺣﺎﺻﻞ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻝ. ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﺑﻘﺪﺭﺓ ﻭﺟﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻣﺤﺪﺛﺔ، ﻷﻧﻬﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻟﻮﺟﺐ ﻛﻮﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻝ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﺪﺛﺔ ﻟﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻓﻌﻠﻪ، ﺇﺫ ﺍﻟﻤﺤﺪﺙ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﺤﺪﺙ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﻓﻌﻠﻪ ﻟﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻗﺒﻞ ﺇﻳﺠﺎﺩﻫﺎ، ﻷﻥ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻻ ﻳﺼﺪﺭ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻗﺎﺩﺭ. ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﻫﻮ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ، ﻓﻴﺘﻌﻠﻖ ﻛﻮﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻭﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭ، ﻓﻼ ﻳﺼﺢ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﻳﻦ. ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻃﻞ، ﻷﻧﺎ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺧﻼﻑ ﺫﻟﻚ. ﻭﺇﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﻛﻮﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻝ ﻭﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻟﻨﻔﺴﻪ، ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﺳﺘﻨﺎﺩ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﺪﺛﺔ، ﻷﻥ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻔﺎﻋﻞ ﻣﻦ ﺷﺮﻃﻪ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﺼﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺻﻞ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻝ. ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﺪﺛﺔ ﻻ ﺗﻮﺟﺐ ﺻﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻝ، ﻷﻥ ﻣﻌﻠﻮﻝ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﻻ ﻳﺘﻘﺪﻣﻬﺎ.
ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﺑﻘﺪﺭﺓ ﻗﺪﻳﻤﺔ، ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻣﺜﻼ ﻟﻪ ﻭﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺻﻔﺎﺗﻪ، ﻭﻫﻮ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺸﺎﺭﻙ ﻟﻠﻘﺪﺭﺓ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺻﻔﺎﺗﻬﺎ ﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻭﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻙ ﻓﻲ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺗﻮﺟﺐ ﺍﻟﺘﻤﺎﺛﻞ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺷﺎﺭﻙ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻪ ﺳﻮﺍﺩﺍ ﻛﺎﻥ ﺳﻮﺍﺩﺍ، ﻭﻣﺎ ﺷﺎﺭﻙ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮ ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻪ ﺟﻮﻫﺮﺍ ﻛﺎﻥ ﺟﻮﻫﺮﺍ. ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺠﺐ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺼﻔﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺑﺼﻔﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻃﻞ، ﻓﻠﻢ ﻳﺒﻖ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭ ﻟﻨﻔﺴﻪ. ﻭﺑﻤﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻳﻌﻠﻢ [ﺃﻧﻪ ﻋﺎﻟﻢ ﻟﻨﻔﺴﻪ، ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﺗﺠﺪﺩ] ﻛﻮﻧﻪ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﻌﻠﻢ ﻣﺤﺪﺙ، ﺇﺫ ﻻ ﺷﺮﻁ ﻳﻘﻒ ﻛﻮﻧﻪ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ، ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻌﺪﻭﻡ ﻳﺼﺢ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﺼﺢ ﺑﺎﻟﻤﻮﺟﻮﺩ، ﺑﺪﻻﻟﺔ ﺃﻧﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻣﺲ ﻭﻧﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺪ، ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻌﺪﻭﻡ.
ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﻌﻠﻢ ﻣﺤﺪﺙ ﻟﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻓﻌﻠﻪ، ﺇﺫ ﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﻘﺪﺭ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﻋﻠﻤﺎ ﻻ ﻓﻲ ﻣﺤﻞ ﻟﻮ ﺻﺢ ﻭﺟﻮﺩ ﻏﻴﺮﻩ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻟﻪ ﻟﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﺃﻭﻻ ﻛﻮﻧﻪ ﻋﺎﻟﻤﺎ، ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻻ ﻳﻘﻊ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻢ، ﻷﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻊ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻋﻠﻤﺎ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﺃﻭ ﻻ ﻛﻮﻥ ﻓﺎﻋﻠﻪ ﻋﺎﻟﻤﺎ، ﻭﺫﻟﻚ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﻠﻖ ﻛﻮﻧﻪ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﻋﺎﻟﻤﺎ. ﻭﺇﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﺑﺬﻟﻚ ﻛﻮﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻟﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺟﻨﺎﺱ ﻭﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﻨﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺘﻨﺎﻫﻰ، ﻷﻧﻪ ﻻ ﻣﺨﺼﺺ ﻟﻪ ﺑﻘﺪﺭ ﺩﻭﻥ ﻗﺪﺭ. ﻭﻳﺠﺐ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻪ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ، ﺇﺫ ﻻ ﻣﺨﺼﺺ ﻟﻪ ﺑﺒﻌﻀﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺑﻌﺾ، ﻓﻴﺠﺐ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻛﻮﻧﻪ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺘﻨﺎﻫﻰ.
ﻭﺇﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﻛﻮﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻝ ﻭﺟﺐ ﻛﻮﻧﻪ ﺣﻴﺎ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻝ، ﺇﺫ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﻴﺎ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ. ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻮﺻﻮﻓﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻤﻴﻊ ﺑﺼﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻝ، ﻷﻧﻪ ﻳﻔﻴﺪ ﻛﻮﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺪﺭﻙ ﺍﻟﻤﺴﻤﻮﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺒﺼﺮﺍﺕ ﺇﺫﺍ ﻭﺟﺪﺕ، ﻭﺫﻟﻚ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﺣﻴﺎ ﻻ ﺁﻓﺔ ﺑﻪ. ﻭﻻ ﻳﻮﺻﻒ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﺎﻣﻊ ﻣﺒﺼﺮ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻝ، ﻷﻧﻬﻤﺎ ﻳﻘﺘﻀﻴﺎﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﺴﻤﻮﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺒﺼﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻝ، ﻭﻭﺟﻮﺩﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻝ ﻣﺤﺎﻝ ﻷﻧﻬﻤﺎ ﻣﺤﺪﺛﺎﻥ، ﻓﻼ ﻳﺼﺢ ﻭﺟﻮﺩﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻝ.
ﻭﺃﻣﺎ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺪﺭﻛﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﺠﺪﺩ ﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻟﻤﺪﺭﻛﺎﺕ، ﻭﺍﻟﻤﻘﺘﻀﻲ ﻟﻪ ﻛﻮﻧﻪ ﺣﻴﺎ، ﻷﻥ ﺃﺣﺪﺍ ﻣﺘﻰ ﺣﺼﻞ ﻛﻮﻧﻪ ﺣﻴﺎ ﻭﻭﺟﺪﺕ ﺍﻟﻤﺪﺭﻛﺎﺕ ﻭﺍﺭﺗﻔﻌﺖ ﺍﻟﻤﻮﺍﻧﻊ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻟﺔ ﻭﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺪﺭﻛﺎ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺘﻀﻲ ﻏﻴﺮ ﻛﻮﻧﻪ ﺣﻴﺎ ﻟﻤﺎ ﻭﺟﺐ ﺫﻟﻚ ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﻭﺟﻮﺑﻪ. ﻓﺄﻣﺎ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺮﻳﺪﺍ ﻭﻛﺎﺭﻫﺎ ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺤﺼﻼ ﻟﻪ ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﻣﺤﺪﺛﺔ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻻ ﻓﻲ ﻣﺤﻞ، ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺮﻳﺪﺍ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺃﻭ ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﺃﻭ ﻣﺤﺪﺛﺔ ﻓﻴﻪ ﺃﻭ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺟﻤﺎﺩ ﺃﻭ ﺣﻴﻮﺍﻥ، ﺃﻭ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻻ ﻓﻲ ﻣﺤﻞ. ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺮﻳﺪﺍ ﻟﻨﻔﺴﻪ، ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺮﻳﺪﺍ ﻟﻠﺸﺊ ﻛﺎﺭﻫﺎ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻭﺍﺣﺪ، ﻟﻮﺟﻮﺏ ﺳﻤﺎﻉ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺲ. ﻭﻣﺎ ﺑﻪ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺮﻳﺪﺍ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﻛﻮﻧﻪ ﻛﺎﺭﻫﺎ، ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺼﻔﺘﻴﻦ ﻣﺤﺎﻝ، ﻟﺘﻀﺎﺩﻫﻤﺎ ﻭﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺮﻳﺪﺍ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺼﺢ ﺣﺪﻭﺛﻪ، ﻓﻴﺠﺐ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺮﻳﺪﺍ ﻟﻠﻘﺒﺎﺋﺢ، ﻭﺫﻟﻚ ﺻﻔﺔ ﻧﻘﺺ ﻳﺘﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ. ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺮﻳﺪﺍ ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﻗﺪﻳﻤﺔ، ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻣﺜﻼ ﻟﻪ ﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺘﻬﺎ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻗﺪ ﺑﻴﻨﺎ ﻓﺴﺎﺩﻩ. ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺮﻳﺪﺍ ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﻪ، ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﻤﺘﺤﻴﺰ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻻ ﺗﻘﻮﻡ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻤﺘﺤﻴﺰ. ﻭﻟﻮ ﻭﺟﺪﺕ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﺩ ﺍﺳﺘﺤﺎﻝ ﺫﻟﻚ، ﻷﻥ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﺩ. ﻭﻟﻮ ﻭﺟﺪﺕ ﻓﻲ ﺣﻲ ﻟﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﺤﻲ، ﻓﻠﻢ ﻳﺒﻖ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺮﻳﺪﺍ ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﺗﻮﺟﺪ ﻻ ﻓﻲ ﻣﺤﻞ. ﻓﺄﻣﺎ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺘﻜﻠﻤﺎ ﻓﻼ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﺑﻜﻼﻡ ﻣﺤﺪﺙ، ﻷﻥ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻢ ﻣﻦ ﻭﻗﻊ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ ﺑﺤﺴﺐ ﺩﻭﺍﻋﻴﻪ ﻭﺃﺣﻮﺍﻟﻪ.
ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ ﻣﺎ ﺍﻧﺘﻈﻢ ﻣﻦ ﺣﺮﻓﻴﻦ ﻓﺼﺎﻋﺪﺍ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ ﺣﺮﻓﺎ ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻊ ﻣﻤﻦ ﻳﺼﺢ ﻣﻨﻪ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ ﻟﻺﻓﺎﺩﺓ.
ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻭﺟﺪﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺳﻤﻰ ﻛﻼﻣﺎ، ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺧﺘﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﻻ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺬﻟﻚ، ﻓﻌﻠﻤﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﺘﻰ ﻭﻗﻊ ﻣﺎ ﺳﻤﻴﻨﺎﻩ ﻛﻼﻣﺎ [ﺑﺤﺴﺐ ﺩﻭﺍﻋﻴﻪ] ﻭﺃﺣﻮﺍﻟﻪ ﺳﻤﻲ ﻣﺘﻜﻠﻤﺎ ﻓﻌﺮﻓﻨﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻢ.
ﻭﺇﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻢ ﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﻛﻼﻣﻪ ﻣﺤﺪﺙ، ﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺿﺎﻓﺔ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺫﻟﻚ. ﻭﻟﻴﺲ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻮﺻﻒ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺘﻜﻠﻢ ﻳﻮﺻﻒ ﺑﻀﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺮﺱ ﻭﺍﻟﺴﻜﻮﺕ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﺮﺱ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻓﺴﺎﺩ ﺁﻟﺔ ﺍﻟﻜﻼﻡ [ﻭﺍﻟﺴﻜﻮﺕ ﻫﻮ ﺗﺴﻜﻴﻦ ﺁﻟﺔ ﺍﻟﻜﻼﻡ] ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻴﺲ ﺑﻤﺘﻜﻠﻢ ﺑﺂﻟﺔ ﻓﻼ ﻳﻮﺻﻒ ﺑﺸﺊ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ. ﺛﻢ ﺫﻟﻚ ﻳﻨﺘﻘﺾ ﺑﺎﻟﺼﺎﺋﺢ ﻭﺍﻟﺼﺎﺭﺥ، ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺻﻒ ﺑﺎﻟﺨﺮﺱ ﻭﻻ ﺑﺎﻟﺴﻜﻮﺕ ﻭﻻ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ، ﻓﺒﻄﻞ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻮﻩ. ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻮﺻﻒ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻠﻪ [ﺑﻤﺎ ﺳﻤﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ] ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺤﺪﺛﺎ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ} [الأنبياء: 2]، ﻭﺍﻟﺬﻛﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺪﻻﻟﺔ ﻗﻮﻟﻪ {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ} [النحل: 44]ﻭﻗﻮﻟﻪ {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9].
ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ، ﻟﻘﻮﻟﻪ " ﺇﻻ ﺍﺳﺘﻤﻌﻮﻩ " ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﺢ ﺍﺳﺘﻤﺎﻋﻪ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ، ﻭﻳﺼﻔﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺠﻌﻮﻝ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} [الزخرف: 3]، ﻭﻧﻌﺘﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻨﺰﻝ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ} ﻭﻗﺎﻝ {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ} ، ﻭﻳﻮﺻﻒ ﺑﺄﻧﻪ ﻋﺮﺑﻲ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء: 195] ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﺤﺪﺛﺔ. ﻭﻻ ﻳﻮﺻﻒ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺨﻠﻮﻕ، ﻷﻧﻪ ﻳﻮﻫﻢ ﺃﻧﻪ ﻣﻜﺬﻭﺏ ﺃﻭ ﻣﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺋﻠﻪ ﻷﻧﻪ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻔﻈﺔ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ { إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ} [ص: 7]ﻭ {إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ} [الشعراء: 137] ﻭﻗﺎﻝ {وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا} [العنكبوت: 17]، ﻓﻠﻢ ﻳﻮﺻﻒ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺑﺎﻟﺨﻠﻖ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﻳﺪ ﺑﻪ ﺍﻟﻜذﺏ ﺃﻭ ﺍﻻﻧﺘﺤﺎﻝ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﻣﺨﻠﻮﻗﺔ ﻭﻣﺨﺘﻠﻘﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﺘﺤﻠﺔ ﻣﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺋﻠﻬﺎ. ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺗﻜﻔﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺼﺪﻧﺎﻩ، ﻷﻥ ﺷﺮﺡ ﺟﻤﻴﻌﻪ ﺑﻴﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﻭﺫﻛﺮﻩ ﻳﻄﻮﻝ ﺑﻪ ﻣﺎ ﻗﺼﺪﻧﺎﻩ.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|