المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06



الله تعالى يستحق الصفات لذاته  
  
1373   01:53 صباحاً   التاريخ: 25-10-2014
المؤلف : العلامة الحلي
الكتاب أو المصدر : الرسالة السعدية
الجزء والصفحة : .....
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / صفات الله تعالى / الصفات - مواضيع عامة /

 انه تعالى يستحق الصفات لذاته (1) :

اختلف المسلمون في هذه المسالة.

[1] فقالت المعتزلة: ان الله تعالى قادر، عالم، حي، موجود(2)، وغير ذلك من صفاته تعالى، لذاته، لا لمعان قائمة به (3).

 

[2] وقالت الاشاعرة: انه تعالى يستحقها، لمعان قديم قائم بذاته (4)، فلزمهم المحال من وجوه:

 

ا /: (5) يلزم افتقار الله تعالى إلى غيره، في كونه: قادرا، عالما حيا، وغير ذلك من الصفات (6)، لان المعاني امور مغايرة لذاته (7)، وكل مفتقر ممكن، والله تعالى ليس بممكن فلا يكون مفتقرا، ولا تكون صفاته تعالى معللة بغيره.

 

ب /: يلزم ان يكون مع الله تعالى في الازل قدماء كثيرة، بقدر صفاته، وهو محال لاختصاصه سبحانه وتعالى بالقدم، قال فخر الدين الرازي: ان النصارى كفروا، لانهم اثبتوا قدماء ثلاثة (8)، واصحابنا اثبتوا تسعة قدماء: الذات، وثماني صفات (9).

 

ج /: لو كان باقيا ببقاء قائم بذاته ، كان ممكنا (10)، لان البقاء هو الوجود المستمر، فلو كان استمرار وجوده مستندا إلى الغير، كان ممكنا .

 

د /: لو كان باقيا ببقاء لكان ذلك البقاء: اما ان يكون باقيا لذاته، فيكون بالذاتية اولى، لاستغنائه عن غيره، والذات اولى بان يكون صفة لافتقارها، وان كان باقيا ببقاء الذات، دار(11)، وان كان باقيا ببقاء آخر، تسلسل، والكل محال (12).

 

[3] وقد اشار مولانا امير المؤمنين علي عليه السلام إلى نفي هذه المعاني (13)، في قوله: (..فمن وصف الله .. فقد حده، ومن حده فقد عده(14)).

____________________

 

(1) ينظر: قواعد المرام: ص 96، وكتاب النافع يوم الحشر: ص 18 نعم، وبعد القول: بان صفات الله تعالى تقسم إلى قسمين: ذاتية، وفعلية، فقد ذكر الفيلسوف الاصولي الخوئي في بيانه: ص 406: والفارق بين صفات الله الذاتية، وصفاته الفعلية.

 

[ أ] ان صفات الله الذاتية، هي التي يستحيل ان يتصف سبحانه بنقيضها ابدا، اذا، فهي التي لا يصح سلبها عنه في حال. ومثال ذلك: العلم، والقدرة، والحياة. فالله تبارك وتقدس، لم يزل ولا يزال عالما قادرا حيا، ويستحيل ان لا يكون  كذلك، في حال من الاحوال.

 

[ ب] وان صفاته الفعلية، هي: التي يمكن ان يتصف بها في حال، وبنقيضها في حال آخر.

ومثال ذلك: الخلق، والرزق.

فيقال: ان الله خلق كذا، ولم يخلق كذا، ورزق فلانا ولدا، ولم يرزقه مالا.

وبهذا يظهر: ان التكلم انما هو: من الصفات الفعلية، فانه يقال: كلم الله موسى، ولم يكلم فرعون، ويقال: كلم الله موسى في جبل طور، ولم يكلمه في بحر النيل.

(2) في المخطوطة المرعشية: ورقة 30، لوحة أ، سطر 4: (..وعالم، وحي، وموجود)، بزيادة واو لعطف.

(3) قال ابن العماد الحنبلي: ان اصحاب واصل بن عطاء قالوا بنفي القدرة عن الله سبحانه واسنادها إلى العباد، كما في: شذرات الذهب: ص 183.

وينظر للتوسع: الملل والنحل: 1 / 53، نهاية الاقدام: ص 90 - 91، المنقذ من الضلال: ص 34، مقالات الاسلاميين: 1 / 166 - 167، الانتصار: ص 111 - 112.

(4) ينظر: الابانة عن اصول الديانة: ص 39، نهاية الاقدام: ص 200، شرح العقائد النسفية: ص 75، الاقتصاد في الاعتقاد: ص 54، شرح الفقه الاكبر: ص 19، التبصرة [ مخطوطة ] الورقة 77، الهداية [مخطوطة] الورقة 38، التمهيد: ص 153، شرح الدواني على العضدية: ص 305 بواسطة كتاب: محمد عبده، بين الفلاسفة والمتكلمين.

هذا، والذي في المخطوطة المرعشية: ورقة 30، لوحة أ، سطر 5 - 6: ان الله تعالى يستحقها لمعان قديمة قائمة بذاته.

اي: اذا كانت الصفات قائمة بذاته، حينئذ لابد ان يكون جل وعلا موجودا آخر، وهو محال.

وبالتالي، فصفاته تقدست اسماؤه، لا تكون قائمة بذاته: وانما هي عين ذاته، ينظر: المخطوطة المرعشية: ورقة 30، لوحة أ، بين سطري 5 - 6، وفي الهامش الايمن.

(5) في المخطوطة المرعشية: ورقة 30، لوحة أ - ب: الاول، الثاني، الثالث، الرابع، بدلا من: أ، ب، ج، د.

(6) وفي لوحة أ، سطر 7: (..في كونه: قادرا، وعالما، وحيا، وغير ذلك من الصفات..

(7) اي: الصفات، (هامش المخطوطة المرعشية: ورقة 30، لوحة أ، بين سطري 8 - 9.)

(8) فتقول النصارى: الباري تعالى مركب من ثلاثة اصول، وهي: اقنوم الاب، اقنوم الابن، واقنوم روح القدس.

ويقولون: اقنوم الاب عبارة عن ذات الله تعالى، واقنوم الابن عبارة عن علم الله تعالى، واقنوم روح القدس عبارة عن حياة الله تعالى، ينظر: المخطوطة المرعشية: ورقة 30، لوحة أ، الهامش الاسفل.

(9) هي: الحياة، العلم، الارادة، السمع، البصر، الكلام، التكوين، القدرة.

ينظر: الهداية في اصول الدين: الورقة 315، التوحيد: الورقة 24 ب وما بعدها، تبصرة الادلة: الورقة 58.

(10) لان بقاء الله تعالى حينئذ يكون محتاجا إلى بقاء الذي هو قائم بذاته، ينظر: النسخة المرعشية: ورقة 30، لوحة ب. الهامش الاعلى.

(11) لانه يلزم من ذلك، ان الاثنين يكونان محتاجين: الذات إلى البقاء والبقاء إلى الذات، بنظر: النسخة المرعشية: ورقة 30، لوحة ب، الهامش الاعلى.

(12) اي: كل صور البقاء التي تقال.

(13) اي: التي قال بها من مثل الاشاعرة.

(14) ينظر: النهج لابن ابي الحديد: ج 1 ص 73.

 

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.