أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-2-2022
1843
التاريخ: 6-9-2016
4657
التاريخ: 23-2-2022
1486
التاريخ: 28-8-2016
1524
|
يمكن التمييز بين المدينة والقرية على أساس :
1- التطور التاريخي :
للعوامل التاريخية دور كبير لا يمكن تجاهله في نشأة المحلة العمرانية ونموها وتطورها بعد ذلك ، فقد تكون المدينة قد شيدت في الماضي لتقوم بغرض معين ثم نمت واتسع عمرانها فيما بعد ، وقد تكون في الأصل عبارة عن قرية ثم تطورت وأصبحت مدينة كما هي الحال في عدد كبير من مدن العالم الحالية وخاصة في العالم الجديد .
وقد كانت المدن في أوربا تحدد عن طريق مرسوم ملكي وذلك خلال العصور الوسطى ، وكان لكل مدينة مجلسها الاداري الخاص الذي لا يخضع لسلطة الاقطاع السائد ، لذا كان لكل مدينة حدودها الخاصة ، التي تضم كتلة السكن والأسواق الخاصة .
2- المساحة ونمط المباني :
تتسع رقعة الأرض التي تشغلها المدينة عن تلك التي تشغلها القرية في العادة ، كما ان شوارع المدينة أكثر اتساعا وامتدادا وتنظيما ، وتختلف اشكال المباني وتتنوع في المدينة عنها في القرية ، فالوحدات السكنية في المدينة اكثر ضخامة وارتفاعاً وتعدداً وتباينا في خصائصها عن مثيلاتها في القرية التي تبدو في الغالب على شكل وحدات سكنية منفردة ذات أنماط غير متميزة قلما يزيد ارتفاعها عن طابق واحد أو طابقين على الأكثر .
3- الوظيفة واسلوب حياة السكان :
تتباين وظيفة كل من المدينة والقرية ، ويختلف اسلوب حياة سكان كل منهما ، ومهما تباينت وظائف المدن – هناك العواصم والمدن التجارية والمدن الصحية والمدن الصناعية والمدن السياحية والمدن الدينية والمدن الحربية – فإنها تتفق في قلة اعتماد سكانها على الأرض – عكس القرية – سواء للزراعة او للرعي ، في حين يزداد اعتمادهم على الصناعة او السياحة او التجارة او الخدمات المختلفة ، لذا فالمحلات العمرانية التي يحترف سكانها الزراعة أو الرعي تعد قرى مهما كثر عدد السكان بها واتسع عمرانها كما هي الحال في الكثير من المحلات العمرانية في المنتشرة في براري أمريكا الشمالية واستراليا ونيوزيلندا ، بينما تعد المحلات التي يعمل سكانها بالصناعة او التجارة او بالخدمات أو بالسياحة مدنا حتى ولو كان عدد سكانها قليل وبالتالي حجمها محدود . فالمحلات العمرانية نيس وكان في فرنسا وسان ريمو في ايطاليا وهي محلات تعتمد أساسا على حرفة السياحة تعد مدنا ، في حين تعد رانجبور (بالنطاق الزراعي الشمالي الغربي) في بنجلاديش ، وكاولاك (بنطاق زراعة الفول السوداني) في السنغال ، وأبشية (نطاق الرعي) في تشاد قرى رغم ان عدد سكان كل منها يفوق عدد سكان المدن السابق الاشارة اليها في كل من فرنسا وايطاليا .
4- حجم السكان :
يتضح من دراسة العناصر السابقة ان المدينة يمكن تمييزها عن القربة على أساس حجم السكان ، اذ يتوقع ان تكون أكثر سكانا من القرية ، ومع ذلك اختلف الدارسون في تحديد الحد الأدنى لعدد سكان المدينة اذ يبلغ 2500 شخصا في الولايات المتحدة الأمريكية ، بينما يتناقص الى 2000 شخصاً في كل من فرنسا وألمانيا ، في حين يصل الى حوالي 5000 شخصا في هولندا ، ويعتمد البعض في اتخاذه " الحجم " كأساس للتمييز بين المدينة والقرية على أن هذا الحجم يمكن اعتباره مقياساً واضحاً لتحديد وزن وأهمية المحلة العمرانية وبالتالي تحديد نمطها كمدينة أو قرية ، الا أنه يجب أن نضع في الاعتبار ان الحجم يمثل مقياساً يزيد عدد سكان كل منها عن 15 الف شخص وذلك في الصين الشعبية والهند وبنجلاديش ومصر – وهي دول مزدحمة بالسكان – وعموماً يمكن ارجاع التباين في تحديد المدينة وتمييزها عن القرية احصائيا الى اختلاف كل من حجم وكثافة السكان والمستوى الحضاري والمعيشي من دولة لأخرى ، بل وأيضاً من اقليم لآخر .
ويخرج البعض القرية من نطاق التخطيط العمراني ويضمها الى التخطيط الزراعي لارتباط القرية بالأراضي الزراعية أو بالنطاقات الرعوية واعتمادها على مثل هذه الأراضي او النطاقات ، ومع ذلك تدخل القرى ضمن التخطيط العمراني اذ يجب اختيار موضع القرية بعناية ، وايضا موقعها العام سواء بالنسبة لزمامها الزراعي أو الرعوي ، أو بالنسبة للمجاري المائية وطرق المواصلات ونطاقات التسويق ، بالإضافة الى أهمية تحديد أنماط استخدام الأرض داخل القرية وهي وظيفة اساسية للتخطيط العمراني وليس للتخطيط الزراعي دور في ذلك .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|