‏‏هناك ، ارتباط وثيق بين حجم الحمولة وأجور النقل ، فالمنتجات كبيرة الحجم التي تشغل حيزاً كبيراً وبالتالي يصعب حملها وشحنها وتفريغها تفوق أجور نقلها ، أجور نقل ، البضائع صغيرة الحجم ، تنطبق هذه الحقيقة على النقل الجوي الذى يضع في الاعتبار عند تحديد اجور النقل كلا من حجم السلعة ووزنها .

‏وتنخفض أجور ‏النقل في باقي وسائل النقل وخاصة في السكك الحديدية كلما زادت كمية الحمولة المنقولة وشغلت بالتالي الفراغات الموجودة في وحدات النقل التي لا تختلف تكاليف تشغيلها كثيرا وهي بكامل حمولتها عن تكاليف تشغيلها وهي نصف محملة ‏وشبه فارغة ، كما ان شغل الفراغات الموجودة في وسيلة النقل بالكامل يعني انها ستعمل بكامل طاقتها من بداية الطريق وحتى نهايته دون التوقف من أجل شحن حمولات جديدة على مسافات متباينة على الطريق .

يتضح من الدراسة ، السابقة لعامل والنقل بأبعاده وخصائصه المختلفة أن التخطيط الاقليمي يمكن أن يحقق اهدافه‌ الاقتصادية والاجتماعية اذا وضع في الاعتبار توسيع شبكات النقل وتدعيمها ، مع الاستفادة من عامل تخفيض أجور النقل من مواقع مشاريع التنمية واليها ، عن طريق اختيار مواقع للمشاريع تتوافر فيها وتتنافس وسائل النقل المختلفة ، لذا فاختيار وسيلة النقل المناسبة بالنسبة لكل من السلعة والمسافة أمر هام (1) .

وعموماً يمكن القول بأنه لا يمكن أن ينجح التخطيط الاقليمي أذا لم تتوافر له طرق ووسائل نقل سهلة تساعد على سرعة تنفيذ المشروعات بتكاليف معقولة وتسهم في سهولة اتصال مشاريع التنمية بالمستفيدين بها ، كما تعمل على اتصال المنشآت الصناعية بمناطق المواد الخام ومصادر الطاقة من ناحية وأسواق التصريف الداخلية وموانئ التصدير الى الأسواق العالمية من ناحية أخرى .

_____________

(1) فؤاد محمد الصفار ، التخطيط الاقليمي ، الاسكندرية ، 1970 ، ص 148 .