المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

مشروبات حيوية Biodrinks
25-7-2017
عود إلى النقل عن بدائع البدائه
2023-03-02
Pershing
22/10/2022
عوامل التوطن الصناعي - المواد الأولية Raw Materials
9-10-2021
وجوه السلطان
2023-08-29
التأخيرات وانواعها
2023-04-10


تحيات النبي للأمام الباقر  
  
5046   07:23 مساءاً   التاريخ: 22-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الباقر(عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص23-26.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / مناقب الإمام الباقر (عليه السلام) /

يجمع المؤرخون والرواة على أن النبي (صلى الله عليه واله) حمّل الصحابي العظيم جابر بن عبد الله الانصاري تحياته الى سبطه الامام الباقر وكان جابر ينتظر ولادته بفارغ الصبر ليؤدي إليه رسالة جده فلما ولد الامام وصار صبيا يافعا التقى به جابر فأدى إليه تحيات النبي (صلى الله عليه واله) وقد روى المؤرخون ذلك بصور متعددة وهذه بعضها :

1 ـ ما رواه آبان بن تغلب عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ان جابر ابن عبد الله الانصاري كان آخر من بقي من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله) وكان رجلا منقطعا إلينا أهل البيت وكان يقعد في مجلس رسول (صلى الله عليه واله) وهو معتجر بعمامة سوداء وكان ينادي : يا باقر العلم يا باقر العلم فكان أهل المدينة يقولون : جابر يهجر فكان يقول : والله ما أهجر ولكني سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول : إنك ستدرك رجلا مني اسمه اسمي وشمائله شمائلي يبقر العلم بقرا فذاك الذي دعاني الى ما أقول : قال : فبينما جابر يتردد ذات يوم في بعض طرق المدينة إذ مر بطريق في ذاك الطريق كتاب فيه محمد بن علي فلما نظر إليه قال : يا غلام اقبل فأقبل ، ثم قال له : ادبر فادبر ثم قال : شمائل رسول الله (صلى الله عليه واله) والذي نفسي بيده يا غلام ما اسمك؟ قال : اسمي محمد بن علي بن الحسين فجعل يقبل رأسه ويقول : بأبي أنت وأمي أبوك رسول الله (صلى الله عليه واله) يقرؤك السلام , قال : فرجع محمد بن علي الى أبيه وهو ذعر فأخبره الخبر فقال له : يا بني قد فعلها جابر قال : نعم قال : ألزم بيتك يا بني .

أما محتويات هذه الرواية فهي :

أ ـ أن شمائل الامام الباقر (عليه السلام) وملامحه كانت تضارع شمائل النبي (صلى الله عليه واله).

ب ـ ان النبي (صلى الله عليه واله) هو الذي سمى سبطه بمحمد واضفى عليه لقب الباقر وأنه يبقر العلم بقرا.

ج ـ ان الامام زين العابدين (عليه السلام) قد خاف على ولده مما أخبر به جابر عن النبي (صلى الله عليه واله) في شأنه ويعود السبب في ذلك الى أن الحكومة الاموية قد فرضت الرقابة الشديدة على الامام زين العابدين فكانت تحصي عليه انفاسه وتتعرف على من يخلفه ويقوم مقامه من بعده لتنكل به فخشى (عليه السلام) على ولده من أن يناله الامويون بسوء أو مكروه.

2 ـ ما رواه ابن عساكر ان الامام زين العابدين (عليه السلام) ومعه ولده الباقر دخل على جابر بن عبد الله الانصاري فقال له جابر : من معك يا ابن رسول الله؟ قال : معي ابني محمد فاخذه جابر وضمه إليه وبكى ثم قال : اقترب اجلي يا محمد رسول الله (صلى الله عليه واله) يقرؤك السلام فسئل وما ذاك؟ فقال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول : للحسين بن علي يولد لابنى هذا ابن يقال له علي بن الحسين وهو سيد العابدين إذا كان يوم القيامة ينادي مناد ليقم سيد العابدين فيقوم علي بن الحسين ويولد لعلي بن الحسين ابن يقال له محمد اذا رأيته يا جابر فاقرأه منى السلام يا جابر اعلم أن المهدي من ولده واعلم يا جابر ان بقاءك بعده قليل ..

3 ـ ما رواه تاج الدين بن محمد نقيب حلب بسنده عن الامام الباقر (عليه السلام) قال : دخلت على جابر بن عبد الله فسلمت عليه. فقال لي من أنت؟ وذلك بعد ما كف بصره فقلت له : محمد بن علي بن الحسين فقال : بأبي أنت وأمي ادن مني فدنوت منه فقبل يدي ثم اهوى الى رجلي فاجتذبتها منه ثم قال : إن رسول الله (صلى الله عليه واله) يقرؤك السلام فقلت وعلى رسول الله (صلى الله عليه واله) السلام ورحمة الله وبركاته وكيف ذلك يا جابر؟ قال : كنت معه ذات يوم فقال : لي يا جابر لعلك تبقى حتى تلقى رجلا من ولدي يقال له محمد بن علي بن الحسين يهب له الله النور والحكمة فاقرأه مني السلام ... .

4 ـ ما ذكره صلاح الدين الصفدي قال : كان جابر يمشي بالمدينة ويقول يا باقر متى القاك؟ فمر يوما في بعض سكك المدينة فناولته جارية صبيا في حجرها فقال لها : من هذا؟ فقالت : محمد بن علي بن الحسين فضمه الى صدره وقبل رأسه ويديه وقال : يا بني جدك رسول الله (صلى الله عليه واله) يقرؤك السلام ثم قال : يا باقر نعيت الى نفسي فمات في تلك الليلة.

5 ـ ما ذكره بعض الاسماعيلية أن النبي (صلى الله عليه واله) قال : لجابر إنك ستلحق ولد ولدي هذا وأشار الى الحسين فاذا أدركته فاقرأه عنى السلام وقل : له يا باقر العلم ابقره ؛ ففعل ذلك .. .

6 ـ ما رواه الحافظ نور الدين الهيثمي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال أتاني جابر بن عبد الله وأنا في الكتاب فقال : اكشف عن بطنك فكشفت عن بطني فقبله ثم قال : ان رسول الله (صلى الله عليه واله) أمرني أن اقرأ عليك السلام.

هذه بعض الروايات وهي قد اتفقت على أن النبي (صلى الله عليه واله) حمل جابر ابن عبد الله الانصاري تحياته الى الامام الباقر (عليه السلام) وقد استشف (صلى الله عليه واله) من وراء الغيب ما يقوم به سبطه من نشر العلم واذاعته بين الناس وانه من جملة اوصيائه الذين يفجرون الحكمة والنور في الارض.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.