المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



حثه على نشر مآثر الأئمة وعلمهم  
  
3086   02:56 مساءاً   التاريخ: 21-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الباقر(عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص205-209.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / التراث الباقريّ الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-8-2016 3205
التاريخ: 15-10-2015 3585
التاريخ: 22-8-2016 3217
التاريخ: 18-8-2016 3050

كان (عليه السلام) يحث الرواة والمحدثين على اذاعة مآثر أئمة اهل البيت : ونشر فضائلهم لأنهم القدوة الحسنة لهذه الأمة يقول سعد الاسكاف : قلت : لأبي جعفر إني اجلس فأقص واذكر حقكم وفضلكم فشكر (عليه السلام) مساعيه وقال له : وددت على كل ثلاثين ذراعا قاصا مثلك وآمنت الشيعة منذ فجر تأريخها حتى يوم الناس هذا بأن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) قد وهبهم الله العلم والحكمة وفصل الخطاب كما وهب انبياءه ورسله {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ} [المائدة: 54] , وقد اجمع المؤرخون والرواة على أن الأئمة (عليه السلام) كانوا يملكون طاقات هائلة من العلم لم يملكها أي أحد من الناس وانهم قد فاقوا بمواهبهم وعبقرياتهم جميع العلماء الذين عاصروهم وجيرهم وليس فى هذا الايمان ولا في هذه الدعوى أية مؤاخذة بعد ما توفرت الأدلة على ذلك ألم يذع سيد العترة وزعيمها الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) من على منبر الكوفة قوله : سلوني قبل أن تفقدوني سلوني عن طرق السماء فاني اعلم بها من طرق الأرض ومعنى ذلك أن علومه ومعارفه قد تجاوزت شؤون هذا الكوكب الذي يعيش عليه الانسان الى شؤون الفضاء والمجرات وسائر الكواكب وانه قد احاط علما بأسرار الكون ودقائق الطبيعة.

ألم يقل هذا العملاق العظيم : لو ثنيت لي الوسادة لأفتيت أهل الانجيل بانجيلهم وأهل الزبور بزبورهم وأهل الفرقان بفرقانهم وهذا يدل على احاطته التامة بشؤون جميع الشرائع والأديان ووقوفه على ما في تلك الكتب السماوية من احكام.

ألم يكن علي صاحب نهج البلاغة الذي هو أثرى كتاب عالمي عرفته الانسانية بعد القرآن الكريم . هذا هو زعيم العترة الطاهرة باب مدينة علم النبي (صلى الله عليه واله) ووصيه الذي فاق جميع علماء الدنيا في مواهبه وعلومه وعلى هذا الطراز من سعة العلم الذي لا يحد سائر الأئمة الطاهرين (عليه السلام) فهذا الامام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) حينما نصبه المأمون ولي عهده فاوعز الى جميع علماء الدنيا بالحضور الى خراسان لامتحان الامام واختباره ريثما يظهر عليه العجز فيتخذ ذلك وسيلة الى هدم مذهب التشيع وابطال ما ذهبت إليه الشيعة من أن الامام افضل اهل عصره واعلم اهل زمانه ولما اجتمع العلماء في خراسان أجزل لهم المأمون بالعطاء وندبهم الى مهمته وكان المدون لمسائلهم علي بن عيسى يقول وقد سئل الامام عن اربعة وعشرين الف مسألة وقد دونتها وتناولت علوما مختلفة من علم الفلك والنجوم والطب والفيزياء والفلسفة وعلم الكلام وغيرها وقد اجاب الامام عنها وما التقى به وفد من العلماء وخرج إلا وهو يقول بامامة الرضا وعقب علي بن عيسى كلامه بقوله : ومن قال ان الله خلق افضل من علي بن موسى فلا تصدقه وهذا ولده الامام محمد الجواد (عليه السلام) حينما آلت إليه الامامة بعد وفاة أبيه كان عمره الشريف لا يتجاوز العشر سنين فقربه المأمون وعظمه فحسده العباسيون وكلموا المأمون في أمره فعرفهم بامامته وان الله منحه العلم والفضل وميزه على الخلق اجمعين فانكروا ذلك عليه فعهد إليهم باختباره وامتحانه فخفوا الى يحيى بن اكتم الذي تقلد رئاسة القضاء وهو المع شخصية علمية في بغداد وطلبوا منه امتحان الامام (عليه السلام) فاجابهم الى ذلك وعقدوا مؤتمرا علميا في البلاط العباسي حضره كبار العلماء واقبل يحيى بن اكتم فسأل الامام عن اعقد المسائل واشكلها ، فأخذ الامام (عليه السلام) يحلل كل مسألة الى عدة فروع ويسأل يحيى عن أي فرع اراده ليجيبه عنه وذهل يحيى وبان عليه العجز وطلب من الامام ان يجيبه عن تلك الفروع التي شققها على مسألته فاجابه (عليه السلام) عنها وانفض المؤتمر وقد آمن جميع من حضر فيه بقدراته العلمية التي لا تحد وقد روى جميع المؤرخين هذه الباردة حتى ابن حجر ذكرها في صواعقه المحرقة فبأي شيء تعلل هذه الطاقات العلمية عند الامام الجواد وهو في سنه المبكرة؟

وعلى أي حال فان علم الأئمة (عليه السلام) كعلم الأنبياء من دون أن يكون اي فرق بينهما وقد عرض لذلك الامام أبو جعفر (عليه السلام) فقد قال لبعض شيعته :

ـ ما تقول الشيعة في علي وموسى وعيسى؟

ـ جعلت فداك عن أي الحالات تسألني؟

ـ اسألك عن العلم .

ـ هو والله اعلم منهما .

ـ أليس يقولون : ان لعلي ما لرسول الله (صلى الله عليه واله) من العلم؟

ـ ولكن لا يقدمون على أولي العزم من الرسل أحدا .

ـ فخاصمهم بكتاب الله .

ـ في أي موضع منه

ـ يقول تعالى لموسى : {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} [الأعراف: 145] وقال لعيسى : {وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ} [الزخرف: 63] بينما قال لمحمد (صلى الله عليه واله) : {وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ} [النحل: 89] كما قال في نفس الآية {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} [النحل: 89] , وقد تظافرت الاخبار ان علم الأئمة مستمد من علم جدهم الرسول (صلى الله عليه واله) فقد ورّث (صلى الله عليه واله) علومه الى وصيه وباب مدينة علمه الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد ورثها من بعده الأئمة الطاهرون من ابنائه.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.