أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-10-2015
3217
التاريخ: 18-8-2016
3051
التاريخ: 22-8-2016
3564
التاريخ: 15-04-2015
3707
|
الحياة الثقافية العامة في عصر الامام فقد كانت ضحلة للغاية فلم تعد هناك مقاييس للأخلاق والمثل التي جاء بها الاسلام وإنما عاد الناس إلى جاهليتهم الأولى فقد أخذ بعضهم يفخر على بعض بالآباء والأنساب وقد لوحظت هذه الظاهرة في شعر ذلك العصر الذي يمثل انطباعات ذلك المجتمع فقد تسابق الشعراء إلى الافتخار بالأنساب وغدا للهجاء سوق كبير ويلحظ ذلك بصورة ظاهرة في شعر الفرزدق وجرير فأنك تجد أكثر ما أثر عنهما من الشعر قد كان في هذا الموضوع وقد انتهز هذه الفرصة شاعر العلويين الكميت فأشاد بمناقب قومه من مضر وفضلهم على القحطانيين فأثار بذلك الفتنة بين القبائل مما يعتبر عاملا أصيلا في الإطاحة بالحكم الأموي وكان مما قاله في مدح قومه وهجاء القحطانيين :
لنا قمر السماء وكل نجم تشير إليه أيدي المهتدينا
وجدت الله إذ سمى نزارا وأسكنهم بمكة قاطنينا
لنا جعل المكارم خالصات وللناس القفا ولنا الجبينا
وما خربت هجائن من نزار فوالح من فحول الاعجمينا
وما حملوا الحمير على عتاق مطهمة فيلفوا مبغلينا
وما ولدت بنات بني نزار حلائل أسودين وأحمرينا
بنى الأعمام أنكحنا الايامى وبالآباء سمينا البنينا
لقد فخر بهذه الأبيات على اليمينة فعيرهم بأنهم يزوجون بناتهم للحبش والفرس فتولد بناتهم السود والحمر فكان هذا النسل يشبه تلقيح الحمير للخيل العتاق التي تنتج البغال.
وقد أثار هذا الشعر حفائظ القحطانيين وأجج نار الفتنة بينهم وبين المضريين وقد انبرى للدفاع عنهم دعبل الخزاعي وأكاد أعتقد أنه على اتّفاق مع الكميت في ذلك لتأجيج نار الفتنة بين القبائل واضعافها وقد كانت القصيدة التي رد بها على الكميت قد بلغت ستمائة بيت ومما جاء فيها :
أفيقي من ملامك يا ظغينا كفاك اللوم مر الأربعينا
ألم تحزنك أحداث الليالي يشبن الذوائب والقرونا
أحي الغر من سروات قومي لقد حييت عنا يا مدينا
فإن يك آل إسرائيل منكم وكنتم بالاعاجم فاخرينا
فلا تنسى الخنازير اللواتي مسخن مع القرود الخاسئينا
بأيلة والخليج لهم رسوم وآثار قدمن وما محينا
وما طلب الكميت طلاب وتر ولكنا لنصرتنا هجينا
لقد علمت نزار أن قومي إلى نصر النبوة فاخرينا
وتتابع فخر النزارية على اليمينة وفخر اليمنية على النزارية حتى تخربت البلاد وثارت العصبية في البدو والحضر .
وعلى أي حال فإن الطابع العام للأدب في ذلك العصر كان هو التفاخر والتنابز ولم يكن يمثل وعيا ولا جدا في الفكر ولا فيه دعوة إلى الخير وإنما فيه دعوة إلى ما يضر الناس.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|