أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-10-2014
1214
التاريخ: 13-4-2017
824
التاريخ: 23-10-2014
1018
التاريخ: 23-10-2014
1121
|
ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺪﻳﻢ ﺛﺎﻥ ﻟﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺸﺎﺭﻛﺎ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺻﻔﺎﺗﻪ، ﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺘﻪ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺻﻔﺔ ﺫﺍﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺎﻳﻦ ﺑﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺍﺕ ﻷﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻭﺻﺎﻓﻪ - ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﻭﻗﺎﺩﺭﺍ ﻭﺣﻴﺎ ﻭﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﻭﻣﺮﻳﺪﺍ ﻭﻛﺎﺭﻫﺎ ﻭﻣﺪﺭﻛﺎ - [ ﻳﺸﺎﺭﻛﻪ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺪﺛﺎﺕ ﻗﺪﻳﻤﺎ ﻭﻻ ﻳﺸﺎﺭﻛﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﻡ، ﻓﺒﺎﻥ ﺃﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪﻳﻤﺎ ] ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﻤﺤﺪﺛﺎﺕ.
ﻭﺍﻟﺸﺊ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﻏﻴﺮﻩ ﺑﺼﻔﺘﻪ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻭﺑﻬﺎ ﻳﺘﻤﺎﺛﻞ ﻣﺎ ﺗﻤﺎﺛﻠﻪ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺷﺎﺭﻙ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻪ ﺳﻮﺍﺩﺍ ﻭﻳﺨﺎﻟﻒ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ (1) ﻭﺍﻟﺤﻤﻮﺿﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﺳﻮﺍﺩﺍ [ﻭﻳﺸﺎﺭﻙ ﺳﻮﺍﺩﺍ ﺁﺧﺮ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﺳﻮﺍﺩﺍ] ، ﻓﻌﻠﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻙ ﻓﻲ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻳﻮﺟﺐ ﺍﻟﺘﻤﺎﺛﻞ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺠﺐ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻬﻤﺎ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﺎﻟﻤﻴﻦ ﺣﻴﻴﻦ ﻭﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺻﻔﺎﺗﻬﻤﺎ. ﺛﻢ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻘﺪﻭﺭﻫﻤﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﺃﻭ ﻣﺘﻐﺎﻳﺮﺍ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﺟﺎﺯ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﺇﻟﻰ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﻣﻘﺪﻭﺭﻩ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻳﺼﺮﻓﻪ ﻋﻦ ﺇﻳﺠﺎﺩﻩ، ﻓﻴﺆﺩﻱ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻮﺏ ﻭﺟﻮﺩﻩ، ﻟﺪﻋﺎﺀ ﻣﻦ ﺩﻋﺎﻩ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﺇﻟﻰ ﺇﻳﺠﺎﺩﻩ ﻭﻭﺟﻮﺏ ﺍﻧﺘﻔﺎﺋﻪ ﻟﺼﺎﺭﻑ ﻣﻦ ﺻﺮﻓﻪ ﻋﻦ ﺇﻳﺠﺎﺩﻩ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﺤﺎﻝ. ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺪﻭﺭﻫﻤﺎ ﻣﺘﻐﺎﻳﺮﺍ ﻟﻢ ﻳﻤﺘﻨﻊ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﺇﻟﻰ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﻓﻌﻞ ﻭﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﺼﺮﻓﻪ ﻋﻦ ﺇﻳﺠﺎﺩﻩ ﻭﻭﺟﻮﺏ ﺻﺎﺭﻑ ﺻﺮﻓﻪ ﻋﻦ ﺇﻳﺠﺎﺩﻩ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﺤﺎﻝ. [ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺪﻭﺭﻫﻤﺎ ﻣﺘﻐﺎﻳﺮﺍ ﻟﻢ ﻳﻤﺘﻨﻊ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﺇﻟﻰ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﻓﻌﻞ ﻭﻳﺪﻋﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﺇﻟﻰ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺿﺪﻩ]. ﺛﻢ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﺃﻥ ﻳﻮﺟﺪﺍ ﺃﻭ ﻻ ﻳﻮﺟﺪﺍ ﺃﻭ ﻳﻮﺟﺪ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ، ﻓﺈﻥ ﻭﺟﺪﺍ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻀﺪﻳﻦ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﺤﺎﻝ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻮﺟﺪﺍ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻻ ﻟﻮﺟﻪ ﻣﻨﻊ ﻣﻌﻘﻮﻝ، ﻭﺇﻥ ﻭﻗﻊ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻋﻦ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻻ ﻟﻤﻨﻊ ﻣﻌﻘﻮﻝ. ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻘﺪﻭﺭﺍ، ﻷﻥ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻘﺪﻭﺭﺍﺗﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ.
ﻓﺈﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﺫﻟﻚ ﺑﻄﻞ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻗﺪﻳﻤﻴﻦ، ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻄﻞ ﻭﺟﻮﺩ ﻗﺪﻳﻤﻴﻦ ﺑﻄﻞ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺜﻨﻮﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﻴﻦ ﺑﺎﻟﻨﻮﺭ ﻭﺍﻟﻈﻠﻤﺔ، ﻭﺑﻄﻞ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻤﺠﻮﺱ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﻴﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺑﻄﻞ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﻴﻦ ﺑﺎﻟﺘﺜﻠﻴﺚ. ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺜﻨﻮﻳﺔ ﻳﺒﻄﻞ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺩﻟﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ، ﻭﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﺟﺴﻤﺎﻥ، ﻭﻷﻧﻬﻤﺎ ﺃﺛﺒﺘﻮﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻋﺘﻘﺪﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻳﻀﺎﺩ ﺍﻟﺸﺮ، ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﺭﺍ ﻣﻦ ﻓﺎﻋﻞ ﻭﺍﺣﺪ. ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻃﻞ، ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﺍﻟﺸﺮ، ﻷﻥ ﺃﺧﺬ ﻣﺎﻝ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻏﺼﺒﺎ ﻫﻮ ﻇﻠﻢ ﻭﺷﺮ ﻭﺃﺧﺬﻩ ﻗﻀﺎﺀﺍ ﻟﺪﻳﻦ ﺣﺴﻦ ﻭﻋﺪﻝ ﻭﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﻟﻄﻤﺔ ﺍﻟﻴﺘﻴﻢ ﻇﻠﻤﺎ ﺷﺮ ﻭﻟﻄﻤﺘﻪ ﺗﺄﺩﻳﺒﺎ ﺣﺴﻦ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺎ ﺿﺪﻳﻦ ﻟﺠﺎﺯ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﺭﺍ ﻣﻦ ﻓﺎﻋﻞ ﻭﺍﺣﺪ، ﻷﻥ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺊ ﻭﻋﻠﻰ ﺟﻨﺲ ﺿﺪﻩ، ﻭﻫﺬﺍ ﺑﻌﻴﻨﻪ ﻫﻮ ﺷﺒﻬﺔ ﺍﻟﻤﺠﻮﺱ، ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺍﺣﺪ.
ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻗﻮﻟﻬﻢ ﺃﺟﻤﻊ ﻳﺒﻄﻞ ﺍﻟﻤﺪﺡ ﻭﺍﻟﺬﻡ، ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻄﺒﻮﻉ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻣﺪﺣﺎ ﻭﻻ ﺫﻣﺎ، ﻛﺎﻟﻨﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻻﺣﺮﺍﻕ ﻭﺍﻟﺜﻠﺞ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺒﺮﻳﺪ. ﻭﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﺢ ﺍﻻﻋﺘﺬﺍﺭ ﻷﻥ ﺍﻻﻋﺘﺬﺍﺭ ﺣﺴﻦ ﻻ ﻳﻘﻊ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﻭﻣﺎ ﻳﻌﺘﺬﺭ ﻣﻨﻪ ﻗﺒﻴﺢ ﻻ ﻳﻘﻊ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﺭ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﻻﻋﺘﺬﺍﺭ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻓﺎﻋﻞ ﺍﻹﺳﺎﺀﺓ، ﻭﺫﻟﻚ ﻗﺒﻴﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻓﻤﻦ ﺧﺎﻟﻒ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﻧﺒﻮﺓ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻓﺎﻟﻜﻼﻡ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ...، ﻭﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺑﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻟﺘﺜﻠﻴﺚ ﻭﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﻭﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻓﻘﻮﻟﻬﻢ ﺑﺎﻃﻞ، ﻷﻥ ﻗﻮﻟﻬﻢ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻗﺎﻧﻴﻢ ﺟﻮﻫﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﺘﻨﺎﻗﺾ، ﻷﻥ ﻓﻲ ﺇﺛﺒﺎﺗﻪ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻧﻔﻴﺎ ﻟﻤﺎ ﺯﺍﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻓﻲ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﺜﻠﻴﺚ ﺇﺛﺒﺎﺗﺎ ﻟﻤﺎ ﻧﻔﻰ ﺑﻌﻴﻨﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﺤﺎﻝ. ﻭﻗﻮﻟﻬﻢ ﺑﺎﻻﺗﺤﺎﺩ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺻﺎﺭﺕ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻣﺤﺎﻝ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻗﻮﻟﻬﻢ ﺻﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺳﻮﺕ ﺇﻟﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﺤﺪﺙ ﻗﺪﻳﻤﺎ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﺤﺎﻝ. ﻭﻟﻮ ﺟﺎﺯ ﺫﻟﻚ ﻟﺠﺎﺯ ﺃﻥ ﻳﺼﻴﺮ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﺎﺋﺔ ﻭﺃﻥ ﻳﺼﻴﺮ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻣﺤﺪﺛﺎ، ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﺳﺪ، ﻓﻴﺒﻄﻞ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻮﻩ. ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﺒﻨﻮﺓ ﻓﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻻﺑﻦ ﻣﻦ ﻭﻟﺪ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﺷﻪ ﺃﻭ ﺧﻠﻖ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﻪ، ﻭﻛﻼﻫﻤﺎ ﻳﺴﺘﺤﻴﻼﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﻣﺠﺎﺯ ﺫﻟﻚ ﻳﻄﻠﻖ ﻓﻴﻤﻦ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻮﻟﺪ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﺷﻪ ﺃﻭ ﻳﺨﻠﻖ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﻪ. ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ " ﻳﺒﻨﺎ ﻓﻼﻥ ﺑﻔﻼﻥ " ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﺻﻐﺮ ﻣﻨﻪ، ﻭﻻ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ " ﻳﺒﻨﺎ ﺷﺎﺏ ﺷﻴﺨﺎ " ﻭﻻ " ﻳﺒﻨﺎ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺑﻬﻴﻤﺔ " ﻟﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺠﺰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﻪ، ﻓﻤﺠﺎﺯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻔﻈﺔ ﻳﺠﻮﺯ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺠﻮﺯ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﻭﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻓﻤﺠﺎﺯﻫﺎ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ. ﻭﻗﻮﻟﻬﻢ " ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻠﻪ " ﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺘﻪ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﻴﺌﺔ، ﻳﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻛﻠﻬﻢ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ، ﻷﻧﻬﻢ ﻳﻮﺍﻓﻘﻮﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﻴﺌﺔ ﻭﻫﻢ ﻻ ﻳﻘﻮﻟﻮﻧﻪ.
ﻓﺒﺎﻥ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﺴﺎﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ، ﻭﺛﺒﺖ ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﺣﺪ ﻻ ﻳﺸﺎﺭﻛﻪ ﺃﺣﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﻡ. ﻓﺄﻣﺎ ﻣﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﻓﻘﻮﻟﻬﻢ ﺑﺎﻃﻞ، ﻷﻥ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻘﻬﺎ ﻗﺒﻴﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ. ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺇﻧﻤﺎ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﺑﺄﺻﻮﻝ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺟﻌﻠﻪ ﺣﻴﺎ ﻭﻗﺎﺩﺭﺍ ﻭﺇﻛﻤﺎﻝ ﻋﻘﻠﻪ ﻭﺧﻠﻖ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻬﺎ ﻳﻨﺘﻔﻊ ﻭﻳﻨﺎﻝ ﺍﻟﻤﻼﺫ ﻭﺧﻠﻖ ﺍﻟﻤﺸﺘﻬﻴﺎﺕ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ. ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻘﺒﺢ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ. ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺟﻤﺎﺩﺍﺕ ﻭﻣﺴﺨﺮﺍﺕ، ﻭﻛﻴﻒ ﻳﺼﺢ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ. ﻭﻗﻮﻟﻬﻢ {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر: 3] ﺑﺎﻃﻞ، ﻷﻥ ﺍﻟﺘﻘﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻘﺒﺎﺋﺢ ﻗﺒﻴﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ. ﻭﻟﻴﺲ ﻳﺠﺮﻱ ﺫﻟﻚ ﻣﺠﺮﻯ ﺗﻌﻈﻴﻤﺎ ﻟﻠﺒﻴﺖ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻭﺍﻟﺤﺠﺮ ﻭﺳﺠﻮﺩﻧﺎ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻧﺎ ﻧﺴﺠﺪ ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻧﺘﻘﺮﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻻ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺍﻟﺤﺠﺮ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺗﻌﺒﺪﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﺭﻏﺒﻨﺎ ﻓﻴﻪ. ﻓﻨﻈﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺛﺒﺖ ﺑﺸﺮﻉ ﻣﻘﻄﻮﻉ ﺑﻪ ﺍﻟﺘﻘﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ، ﻭﺍﻟﻘﻮﻡ ﻻ ﻳﺬﻫﺒﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﺒﻄﻞ ﺗﺸﺒﻴﻬﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎﻩ ﻭﺑﺎﻥ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ.
____________
(1) ﻭﻳﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|