المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

الجهر والعلانية في القران الكريم
21-01-2015
تفسير سورة الحديد من آية ( 13-28)
2024-02-14
القواعـد والنظريات الاقتصادية في خصخصـة المرافِق العامـة وتطبيقها والمشكلات التي تواجهـها
18-7-2021
Definition Of Nouns
9-5-2021
Spacial Frequency k
3-12-2020
الاقتدار والهداية
8-1-2016


الله ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﺣﺪ ﻻ ﺛﺎﻧﻲ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﻡ  
  
1080   11:03 صباحاً   التاريخ: 23-10-2014
المؤلف : الشيخ الطوسي
الكتاب أو المصدر : الاقتصاد
الجزء والصفحة : ص 44
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / اثبات وجود الله تعالى و وحدانيته /

ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺪﻳﻢ ﺛﺎﻥ ﻟﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺸﺎﺭﻛﺎ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺻﻔﺎﺗﻪ، ﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺘﻪ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺻﻔﺔ ﺫﺍﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺎﻳﻦ ﺑﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺍﺕ ﻷﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻭﺻﺎﻓﻪ - ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﻭﻗﺎﺩﺭﺍ ﻭﺣﻴﺎ ﻭﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﻭﻣﺮﻳﺪﺍ ﻭﻛﺎﺭﻫﺎ ﻭﻣﺪﺭﻛﺎ - [ ﻳﺸﺎﺭﻛﻪ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺪﺛﺎﺕ ﻗﺪﻳﻤﺎ ﻭﻻ ﻳﺸﺎﺭﻛﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﻡ، ﻓﺒﺎﻥ ﺃﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪﻳﻤﺎ ] ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﻤﺤﺪﺛﺎﺕ.

ﻭﺍﻟﺸﺊ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﻏﻴﺮﻩ ﺑﺼﻔﺘﻪ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻭﺑﻬﺎ ﻳﺘﻤﺎﺛﻞ ﻣﺎ ﺗﻤﺎﺛﻠﻪ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺷﺎﺭﻙ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻪ ﺳﻮﺍﺩﺍ ﻭﻳﺨﺎﻟﻒ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ (1) ﻭﺍﻟﺤﻤﻮﺿﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﺳﻮﺍﺩﺍ [ﻭﻳﺸﺎﺭﻙ ﺳﻮﺍﺩﺍ ﺁﺧﺮ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﺳﻮﺍﺩﺍ] ، ﻓﻌﻠﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻙ ﻓﻲ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻳﻮﺟﺐ ﺍﻟﺘﻤﺎﺛﻞ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺠﺐ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻬﻤﺎ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﺎﻟﻤﻴﻦ ﺣﻴﻴﻦ ﻭﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺻﻔﺎﺗﻬﻤﺎ. ﺛﻢ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻘﺪﻭﺭﻫﻤﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﺃﻭ ﻣﺘﻐﺎﻳﺮﺍ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﺟﺎﺯ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﺇﻟﻰ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﻣﻘﺪﻭﺭﻩ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻳﺼﺮﻓﻪ ﻋﻦ ﺇﻳﺠﺎﺩﻩ، ﻓﻴﺆﺩﻱ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻮﺏ ﻭﺟﻮﺩﻩ، ﻟﺪﻋﺎﺀ ﻣﻦ ﺩﻋﺎﻩ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﺇﻟﻰ ﺇﻳﺠﺎﺩﻩ ﻭﻭﺟﻮﺏ ﺍﻧﺘﻔﺎﺋﻪ ﻟﺼﺎﺭﻑ ﻣﻦ ﺻﺮﻓﻪ ﻋﻦ ﺇﻳﺠﺎﺩﻩ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﺤﺎﻝ. ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺪﻭﺭﻫﻤﺎ ﻣﺘﻐﺎﻳﺮﺍ ﻟﻢ ﻳﻤﺘﻨﻊ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﺇﻟﻰ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﻓﻌﻞ ﻭﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﺼﺮﻓﻪ ﻋﻦ ﺇﻳﺠﺎﺩﻩ ﻭﻭﺟﻮﺏ ﺻﺎﺭﻑ ﺻﺮﻓﻪ ﻋﻦ ﺇﻳﺠﺎﺩﻩ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﺤﺎﻝ. [ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺪﻭﺭﻫﻤﺎ ﻣﺘﻐﺎﻳﺮﺍ ﻟﻢ ﻳﻤﺘﻨﻊ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﺇﻟﻰ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﻓﻌﻞ ﻭﻳﺪﻋﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﺇﻟﻰ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺿﺪﻩ]. ﺛﻢ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﺃﻥ ﻳﻮﺟﺪﺍ ﺃﻭ ﻻ ﻳﻮﺟﺪﺍ ﺃﻭ ﻳﻮﺟﺪ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ، ﻓﺈﻥ ﻭﺟﺪﺍ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻀﺪﻳﻦ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﺤﺎﻝ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻮﺟﺪﺍ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻻ ﻟﻮﺟﻪ ﻣﻨﻊ ﻣﻌﻘﻮﻝ، ﻭﺇﻥ ﻭﻗﻊ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻋﻦ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻻ ﻟﻤﻨﻊ ﻣﻌﻘﻮﻝ. ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻘﺪﻭﺭﺍ، ﻷﻥ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻘﺪﻭﺭﺍﺗﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ.

ﻓﺈﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﺫﻟﻚ ﺑﻄﻞ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻗﺪﻳﻤﻴﻦ، ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻄﻞ ﻭﺟﻮﺩ ﻗﺪﻳﻤﻴﻦ ﺑﻄﻞ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺜﻨﻮﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﻴﻦ ﺑﺎﻟﻨﻮﺭ ﻭﺍﻟﻈﻠﻤﺔ، ﻭﺑﻄﻞ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻤﺠﻮﺱ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﻴﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺑﻄﻞ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﻴﻦ ﺑﺎﻟﺘﺜﻠﻴﺚ. ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺜﻨﻮﻳﺔ ﻳﺒﻄﻞ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺩﻟﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ، ﻭﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﺟﺴﻤﺎﻥ، ﻭﻷﻧﻬﻤﺎ ﺃﺛﺒﺘﻮﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻋﺘﻘﺪﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻳﻀﺎﺩ ﺍﻟﺸﺮ، ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﺭﺍ ﻣﻦ ﻓﺎﻋﻞ ﻭﺍﺣﺪ. ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻃﻞ، ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﺍﻟﺸﺮ، ﻷﻥ ﺃﺧﺬ ﻣﺎﻝ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻏﺼﺒﺎ ﻫﻮ ﻇﻠﻢ ﻭﺷﺮ ﻭﺃﺧﺬﻩ ﻗﻀﺎﺀﺍ ﻟﺪﻳﻦ ﺣﺴﻦ ﻭﻋﺪﻝ ﻭﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﻟﻄﻤﺔ ﺍﻟﻴﺘﻴﻢ ﻇﻠﻤﺎ ﺷﺮ ﻭﻟﻄﻤﺘﻪ ﺗﺄﺩﻳﺒﺎ ﺣﺴﻦ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺎ ﺿﺪﻳﻦ ﻟﺠﺎﺯ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﺭﺍ ﻣﻦ ﻓﺎﻋﻞ ﻭﺍﺣﺪ، ﻷﻥ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺊ ﻭﻋﻠﻰ ﺟﻨﺲ ﺿﺪﻩ، ﻭﻫﺬﺍ ﺑﻌﻴﻨﻪ ﻫﻮ ﺷﺒﻬﺔ ﺍﻟﻤﺠﻮﺱ، ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺍﺣﺪ.

ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻗﻮﻟﻬﻢ ﺃﺟﻤﻊ ﻳﺒﻄﻞ ﺍﻟﻤﺪﺡ ﻭﺍﻟﺬﻡ، ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻄﺒﻮﻉ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻣﺪﺣﺎ ﻭﻻ ﺫﻣﺎ، ﻛﺎﻟﻨﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻻﺣﺮﺍﻕ ﻭﺍﻟﺜﻠﺞ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺒﺮﻳﺪ. ﻭﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﺢ ﺍﻻﻋﺘﺬﺍﺭ ﻷﻥ ﺍﻻﻋﺘﺬﺍﺭ ﺣﺴﻦ ﻻ ﻳﻘﻊ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﻭﻣﺎ ﻳﻌﺘﺬﺭ ﻣﻨﻪ ﻗﺒﻴﺢ ﻻ ﻳﻘﻊ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﺭ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺍﻻﻋﺘﺬﺍﺭ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻓﺎﻋﻞ ﺍﻹﺳﺎﺀﺓ، ﻭﺫﻟﻚ ﻗﺒﻴﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻓﻤﻦ ﺧﺎﻟﻒ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﻧﺒﻮﺓ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻓﺎﻟﻜﻼﻡ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ...، ﻭﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺑﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻟﺘﺜﻠﻴﺚ ﻭﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﻭﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻓﻘﻮﻟﻬﻢ ﺑﺎﻃﻞ، ﻷﻥ ﻗﻮﻟﻬﻢ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻗﺎﻧﻴﻢ ﺟﻮﻫﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﺘﻨﺎﻗﺾ، ﻷﻥ ﻓﻲ ﺇﺛﺒﺎﺗﻪ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻧﻔﻴﺎ ﻟﻤﺎ ﺯﺍﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻓﻲ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﺜﻠﻴﺚ ﺇﺛﺒﺎﺗﺎ ﻟﻤﺎ ﻧﻔﻰ ﺑﻌﻴﻨﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﺤﺎﻝ. ﻭﻗﻮﻟﻬﻢ ﺑﺎﻻﺗﺤﺎﺩ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺻﺎﺭﺕ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻣﺤﺎﻝ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻗﻮﻟﻬﻢ ﺻﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺳﻮﺕ ﺇﻟﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﺤﺪﺙ ﻗﺪﻳﻤﺎ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﺤﺎﻝ. ﻭﻟﻮ ﺟﺎﺯ ﺫﻟﻚ ﻟﺠﺎﺯ ﺃﻥ ﻳﺼﻴﺮ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﺎﺋﺔ ﻭﺃﻥ ﻳﺼﻴﺮ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻣﺤﺪﺛﺎ، ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﺳﺪ، ﻓﻴﺒﻄﻞ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻮﻩ. ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﺒﻨﻮﺓ ﻓﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻻﺑﻦ ﻣﻦ ﻭﻟﺪ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﺷﻪ ﺃﻭ ﺧﻠﻖ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﻪ، ﻭﻛﻼﻫﻤﺎ ﻳﺴﺘﺤﻴﻼﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﻣﺠﺎﺯ ﺫﻟﻚ ﻳﻄﻠﻖ ﻓﻴﻤﻦ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻮﻟﺪ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﺷﻪ ﺃﻭ ﻳﺨﻠﻖ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﻪ. ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ " ﻳﺒﻨﺎ ﻓﻼﻥ ﺑﻔﻼﻥ " ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﺻﻐﺮ ﻣﻨﻪ، ﻭﻻ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ " ﻳﺒﻨﺎ ﺷﺎﺏ ﺷﻴﺨﺎ " ﻭﻻ " ﻳﺒﻨﺎ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺑﻬﻴﻤﺔ " ﻟﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺠﺰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﻪ، ﻓﻤﺠﺎﺯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻔﻈﺔ ﻳﺠﻮﺯ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺠﻮﺯ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﻭﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻓﻤﺠﺎﺯﻫﺎ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ. ﻭﻗﻮﻟﻬﻢ " ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻠﻪ " ﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺘﻪ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﻴﺌﺔ، ﻳﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻛﻠﻬﻢ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ، ﻷﻧﻬﻢ ﻳﻮﺍﻓﻘﻮﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﻴﺌﺔ ﻭﻫﻢ ﻻ ﻳﻘﻮﻟﻮﻧﻪ.

ﻓﺒﺎﻥ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﺴﺎﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ، ﻭﺛﺒﺖ ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﺣﺪ ﻻ ﻳﺸﺎﺭﻛﻪ ﺃﺣﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﻡ. ﻓﺄﻣﺎ ﻣﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﻓﻘﻮﻟﻬﻢ ﺑﺎﻃﻞ، ﻷﻥ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻘﻬﺎ ﻗﺒﻴﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ. ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺇﻧﻤﺎ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﺑﺄﺻﻮﻝ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺟﻌﻠﻪ ﺣﻴﺎ ﻭﻗﺎﺩﺭﺍ ﻭﺇﻛﻤﺎﻝ ﻋﻘﻠﻪ ﻭﺧﻠﻖ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻬﺎ ﻳﻨﺘﻔﻊ ﻭﻳﻨﺎﻝ ﺍﻟﻤﻼﺫ ﻭﺧﻠﻖ ﺍﻟﻤﺸﺘﻬﻴﺎﺕ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ. ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻘﺒﺢ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ. ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺟﻤﺎﺩﺍﺕ ﻭﻣﺴﺨﺮﺍﺕ، ﻭﻛﻴﻒ ﻳﺼﺢ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ. ﻭﻗﻮﻟﻬﻢ {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر: 3] ﺑﺎﻃﻞ، ﻷﻥ ﺍﻟﺘﻘﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻘﺒﺎﺋﺢ ﻗﺒﻴﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ. ﻭﻟﻴﺲ ﻳﺠﺮﻱ ﺫﻟﻚ ﻣﺠﺮﻯ ﺗﻌﻈﻴﻤﺎ ﻟﻠﺒﻴﺖ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻭﺍﻟﺤﺠﺮ ﻭﺳﺠﻮﺩﻧﺎ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻧﺎ ﻧﺴﺠﺪ ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻧﺘﻘﺮﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻻ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺍﻟﺤﺠﺮ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺗﻌﺒﺪﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﺭﻏﺒﻨﺎ ﻓﻴﻪ. ﻓﻨﻈﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺛﺒﺖ ﺑﺸﺮﻉ ﻣﻘﻄﻮﻉ ﺑﻪ ﺍﻟﺘﻘﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ، ﻭﺍﻟﻘﻮﻡ ﻻ ﻳﺬﻫﺒﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﺒﻄﻞ ﺗﺸﺒﻴﻬﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎﻩ ﻭﺑﺎﻥ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ.

____________

(1) ﻭﻳﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.