المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6253 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



التلازم بين الصبر و الشكر  
  
2421   12:39 مساءاً   التاريخ: 7-8-2016
المؤلف : محمد مهدي النراقي
الكتاب أو المصدر : جامع السعادات
الجزء والصفحة : ج3 , ص301-305
القسم : الاخلاق و الادعية / الفضائل / الشكر والصبر والفقر /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-8-2016 3330
التاريخ: 2023-02-09 3123
التاريخ: 7-8-2016 2033
التاريخ: 22-8-2020 2334

اختلف في أفضلية كل من الصبر و الشكر على الآخر، فرجح كلا منهما على الآخر طائفة والظاهر أنه لا ترجيح لأحدهما على الآخر، لأنهما متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر.

اذ الصبر على الطاعة و على المعصية هو عين الشكر، لكون أداء الطاعة و ترك المعصية شكرا ، كما مر في باب الشكر.

والصبر على الشدائد و المصائب يستلزم الشكر، لما مر من‏ أن الشدائد و المصائب الدنيوية تتضمن نعما ، فالصبر على هذه الشدائد يستلزم الشكر على تلك النعم ، و لأن الصبر على المصائب هو حبس النفس عن الجزع تعظيما للّه - سبحانه-.

وهذا هو الشكر بعينه ، لأنه تعظيم للّه يمنع عن العصيان ، و الشاكر يمنع نفسه عن الكفران مع ميل النفس إليه ، و هذا هو عين الصبر عن المعصية.

وأيضا ، توفيق الصبر و العصمة من الجزع نعمة يشكر عليها الصابر، فكل صبر يستلزم الشكر، و بالعكس.

وبالجملة : لا ريب في استلزام كل من الصبر و الشكر للأخر، فان اجتماعهما في الطاعة و ترك المعصية ، بل اتحادهما فيهما ، امر ظاهر، كما تقدم.

وفي البلاء المقيد الدنيوي ، اذا حصل فيه الصبر، فلا ريب في عدم انفكاكه عن تصور النعم اللازمة له ، من الثواب الاخروي ، و حصول الانزعاج عن الدنيا و الرغبة إلى الآخرة   فيشكر على ذلك.

فهو لا ينفك عن الشكر، لانه يعرف هذه النعم من اللّه ، كما يعرف البلاء أيضا من اللّه ، فيفرح بالنعم ، و يعمل بمقتضى فرحه من التحميد و غيره.

وفي النعمة المقيدة ، مثل المال ، إذا توسل به إلى تحصيل الدين ، فلا ريب في أنه كما تحقق فيه الكر تحقق فيه الصبر أيضا.

إذ في إنفاق المال و بذله في تحصيل الدين حبس النفس عما تحبه و تميل إليه ، و ثبات باعث الدين في مقابلة باعث الهوى , و في البلاء المطلق ، كالكفر و الجهل ، لا معنى لتحقق الشكر أو الصبر فيه ، و في النعمة المطلقة ، كسعادة الآخرة و العلم و حسن الأخلاق ، كما يتحقق فيها الشكر يتحقق فيها الصبر أيضا , إذ تحصيل السعادة ، و العلم ، و الأخلاق الفاضلة ، و الابقاء عليها ، لا ينفك عن مقاومته مع الهوى و منع النفس عما تميل إليه , مع ان الشكر عليهما يستلزم منع النفس عن الكفران ، و هو الصبر على المعصية , حتى أن شكر العينين بالنظر إلى عجائب صنع اللّه يستلزم‏ الصبر عن الغفلة و النوم ، و النظر إلى ما تميل إليه النفس من النظر إلى غير المحارم و أمثال ذلك.

فان قيل : استلزام كل من الصبر و الشكر للأخر مما لا ريب فيه ، إلا أن الكلام في أنه إذا لم يتحقق الاتحاد بينهما في فعل ، كما في فعل الطاعة و ترك المعصية لكونهما متحدين فيهما ، بل تحقق الاستلزام الموجب لتحقق جهتين ، فأي الجهتين أفضل؟ , مثل أن يبتلى أحد بمصيبة دنيوية ، فصبر عليها ، بمعنى أنه عرف أنها من اللّه و حبس نفسه عن الجزع و الاضطراب و شكر عليها أيضا ، بمعنى أنه عرف أن النعم اللازمة لها من الثواب الاخروي وغيرها من اللّه  وفرح بها ، و عمل بمقتضى فرحه من التحميد أو طاعة أخرى ، فهل الأفضل حينئذ جهة الصبر، أو جهة الشكر؟.

قلنا : التأمل يعطى : أن كل صبر هو شكر بعينه ، و بالعكس , فلا تتحقق بينهما جهتان مختلفتان حتى يتصور الترجيح بينهما , فان الصبر على البلاء إنما هو حبس النفس عن الجزع تعظيما للّه.

وهذا هو الشكر، إذ كل طاعة للّه - سبحانه- شكر، و في الشكر على النعم المطلقة منع النفس عن الكفران ، و هو عين الصبر عن المعصية.

فان قلت : فعلى هذا ، يجتمع الصبر و الشكر في محل واحد بجهة واحدة ، و قد تقدم انهما متضادان ، اذ الصبر يستدعي ألما ، و الشكر يستدعى فرحا ، و قد ذكرت ان اجتماع الصبر و الشكر في محل واحد انما يكون من جهتين متغايرتين لا من جهة واحدة.

قلنا : امتناع الاتحاد فيهما انما هو في الصبر و الشكر على ما هو كان نعمة و بلاء بعينه ، فانه لا يمكن ان يكون الصبر على فوت ولد - اعني حبس النفس عن الجزع - هو عين الشكر على النعمة ، اذ موت الولد بعينه ليس‏ نعمة ، بل هو مستلزم للنعمة , فالشكر على اللازم ، و الصبر على الملزوم ، فاختلفت جهتا الصبر و الشكر، فلا اتحاد , و ما ذكرناه من الاتحاد انما هو الشكر و الصبر على النعمة و ترك المعصية ، او على البلاء و الطاعة , وندعي أن من وصلت إليه نعمة ، فشكر عليها بعرفانها من اللّه ، ففرح بها ، و عمل بمقتضى الفرح ، من التحميد او طاعة أخرى ، كان هذا الشكر عين الصبر عن معصية هي الكفران ، او على الطاعة التي هي التحميد و غيره.

كذا من ابتلى ببلية ، فصبر عليها بحبس نفسه عن الجزع ، فهذا الصبر عين الشكر بأداء الطاعة التي هي تعظيم اللّه بكف النفس عن الجزع ، أو عن المعصية التي هي الجزع و الاضطراب. وهذا الاتحاد و العينية يطرد في كل صبر و شكر، و لا يتحقق شكر لا يكون عن الصبر من هذا الوجه ، و بالعكس.

وليس بينهما تضاد و تغاير أصلا ، و الاستلزام و اختلاف الجهة انما هو في الصبر على البلاء والشكر على ما يستلزمه من النعم ، ولا يمكن هنا اتحادهما لتضادهما , و في هذه الصورة  يكون كل من الصبر و الشكر المتميزين عن الآخر باختلاف الجهة عين الآخر، من حيث ملاحظة الاعتبار السابق ، فلا يمكن الترجيح في هذه الصورة مع اختلاف الجهة أيضا.

فان قيل : عرفان النعم من اللّه داخل في حقيقة الشكر، و ليس داخلا في الصبر، فينبغي ان يكون الشكر لذلك أفضل من الصبر.

قلنا : في الشق الأول من صورة العينية و الاتحاد ، يكون عرفان النعمة داخلا في الصبر، و في الشق الثاني منهما ، و في صورة الاستلزام ، يدخل عرفان البلاء من اللّه في الصبر.

فكما ان الشاكر يرى نعمة العينين من اللّه ، فكذا الصابر يرى العمى من اللّه ، فهما في المعرفة متساويان.

ثم جميع ما ذكر في الفرق بين الصبر و الشكر إنما إذا كانت حقيقة الصبر حبس النفس‏ عن الشكوى في البلاء مع الكراهة و التألم‏ ، و على هذا يكون الرضا فوقه ، لو قطع النظر عن كون الصبر شكرا أيضا ، و يكون الشكر فوق الرضا ، إذ الصبر مع التألم و الرضا يمكن بما لا ألم فيه و لا فرح ، و الشكر لا يمكن إلا على محبوب يفرح به ، و لو لم يعتبر في مفهوم الصبر الكراهة و التألم ، لصار الرضا و الشكر في بعض درجاته ، إذ يمكن أن يصل حال العبد في الحب مرتبة لا يتألم من البلاء أو يفرح به ، لأنه يراه من محبوبه.

و حينئذ ، ترك الشكوى في البلاء مع الكراهة صبر، و بدونها رضا ، و مع الفرح به شكر.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.