أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-6-2016
4536
التاريخ: 21/10/2022
2119
التاريخ: 23-3-2022
1681
التاريخ: 2024-05-29
618
|
عسل النحل
العسل مادة غذائية غنية بالطاقة ودوائية، ويأتي في مقدمة الاغذية الكاملة التي اعتمد عليها الانسان منذ اقدم العصور، وقد عرفت فوائده ومزاياه في العديد من المجالات، فهو غذاء لا يضاهية مأكل او مشرب في لذته وفوائده التي لا تحصى، كما ان له مردود اقتصادي كبير، وقد ورد ذكره في القران الكريم، قال تعالي: ( وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا، يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ، إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69). سورة النحل، كما ذكر العسل في العديد من الاحاديث الشريفة.
ولقد تتبع العلماء والمهتمين بالنحل احوال هذه الحشرة العجيبة، وكتبوا فيها المؤلفات الكثيرة، وخرجوا بأمور عديد منها:
1- ان النحل يعيش ضمن مجموعات كبيرة، بحيث تسكن كل مجموعة في خلية خاصة بها.
2- يوجد في كل خلية نحلة واحدة كبيرة تسمى الملكة، وعدد يتراوح ما بين اربعمائة الى خمسمائة نحلة تسمى الذكور، وعدد اخر من النحل يتراوح تعدادها ما بين خمسة عشر الفا الى خمسين الف وتسمى الشغالات.
3- تعيش هذه الفصائل الثلاث في كل خلية بشكل تعاوني، فالذكر مسؤول عن تلقيح الملكة، ويتم التلقيح عادة خارج الخلية في الهواء الطلق، حيث تطير الملكة محدثة صوتا كي تجذب اليها الذكور مع افراز مادة ذات رائحة خاصة، بحيث يلقحها اسرع الذكور طيرانا بالوصول اليها، ثم ما يلبث ان يموت بمجرد انتهاء عملية التلقيح. وبعد ان تتم عملية التلقيح تقوم الملكة بوضع البيض في الخلية، وتقوم الشغالات بخدمة الخلية ومن فيها، فتنطلق في المزارع طول النهار لجمع الرحيق، ثم تعود الى الخلية فتفرز عسلا يتغذى به من في الخلية، وتقوم ايضا بإنتاج الشمع لتبني به البيوت التي تخزن في بعضها العسل، وتربي الصغار في بعضها الاخر، كما تقوم بتنظيف الخلية، وتوفير التهوية له عن طريق تحريك اجنحتها. كما ان الشغالات عليها الدفاع عن الملكة وحراستها من الاعداء، والاهتمام بخزن العسل وغبار الطلع في الخلايا واغلاقها، وكذلك صنع اقراص الشمع من المادة الشمعية التي تفرزها اربع غدد تقع بين قطع البطن. وتكون هذه المادة اول الامر سائلة، ثم تتصلب بعد تعرضها للهواء، فتتحول الى قشور تمضغها الشغالة ثم تبني بها سلسلة الخلايا السداسية المتصلة ببعضها البعض.
ويعطي هذا الشكل اكبر فراغ ممكن باقل كمية من مواد البناء، وهو في الوقت نفسة من اشد الاشكال متانه وقوة. ومن مهام الشغالات ايضا دعم جدران الخلية لتكون صامدة، وتستعين الشغالات على ذلك بالمواد الراتنجية التي تجمعها من اشجار الصنوبر والتنوب وبراعم الحور وغيرها.
ولكي يصنع النحل كيلو جرام واحد من العسل، عليه ان يقوم بخمسين الف رحلة طيران يقطع خلالها مسافات كبيرة متنقلا بين الازهار المختلفة ومتغذيا على رحيقها لينتج لنا هذا العسل العجيب في تكوينه وتركيبه.
انتاج العسل وانواعه
العسل مادة عطرية سميكة حلوة المذاق تنتج من جمع النحل لرحيق الازهار وتحويله لسائل سميك القوام، والرحيق عباره عن مادة تفرز من غدد رحيقية موجودة بأزهار النباتات، ويحتوي على سكريات ونسب بسيطة من المركبات النيتروجينية والاحماض العضوية وبعض الفيتامينات والصبغات والمواد العطرية، كما يحتوي على مركبات مانعة لإنبات حبوب اللقاح اضافة الى مواد عديدة. كما ينتج العسل من رحيق الغدد الرحيقية الاضافية على اوراق بعض النباتات كالزهور مثلا. فعندما تمتص النحلة (الشغالة) رحيق الازهار تقوم بتبخير الماء الموجود به وذلك بإخراج لسانها اثناء رحلة العودة الى الخلية لكي تعرضه لأشعة الشمس فيتبخر الماء ويتركز الرحيق- العسل الناضج هو الذي لا تزيد نسبة الرطوبة فيه عن 18%، فاذا وصل الى حوصلتها امتزج بالأنزيمات اللعابية ليتحول من سكر القصب (سكروز) الى سكر الفواكه، فتوفر النحلة بذلك على الانسان عملية هضم هذه المواد السكرية، حيث يعد هذا من اعجاز الله سبحانه وتعالي في خلق هذه الحشرة. كما تقوم النحلة ايضا بعملية اخرى اكثر اهمية وهي تثبيت الفيتامينات في العسل ومنعها من التحلل. بعد قيام النحلة بتكثيف العسل وتركيزه، يتم وضعة في خلايا الاقراص، ومن ثم تجفيفه بأجنحتهن. ومع انه لا يزال الغموض يكتنف عددا من خواص العسل الحيوية والدوائية وتركيبه الكيميائي، الا ان بعض الدراسات اثبتت ان العسل يتركب من: 20% ماء، و 70% سكريات بسيطة سهلة الهضم كسكر الفواكه 40% (فركتوز)، وسكر العنب 30% (جلوكوز)، ونسب قليلة من سكر القصب والشعير.. وغيرها، و5 % بروتينات، واملاح معدنية كأملاح الكلس والصوديوم، وفيتامينات، ومضادات حيوية، وحبوب طلع، ومركبات عطرية، واصباغ مختلفة، وانزيمات هاضمة، واحماض عضوية كثيرة، منها: حمض الليمون، وحمض النمليك، وحمض التفاح، وحمض اللبن... وغيرها.
ويمكم تقسيم العسل الذي ينتجه النحل الى ما يلي:-
- عسل القرص
عسل القرص عبارة عن العسل المخزن بواسطة شغلات نحل العسل في الخلايا الشمعية حديثة التكوين والخالية من بيض النحل التالف او أي طور من اطوار نمو الحشرة، ويستخدم بحالته داخل الاقراص.
- عسل نحل مفروز:
عسل النحل المفروز عبارة عن العسل المتحصل عليه بالطرد المركزي للأقراص المفتوحة الخالية من بيض النحل التالف او اجزاء من احد اطوار نمو الحشرة.
- عسل نحل متبلور (متحبب)
يتم الحصول عليه من الاقراص الشمعية للعسل المفروز والطبيعي، والذي حدثت له ظاهرة التبلور بطريقة طبيعية او صناعية.
عملية فرز العسل بالفرازة
- عسل الندوة العسلية
عند قطع بعض اشجار الغابات كأشجار البلوط والصنوبر يتسرب منها سائل تتغذى عليه بعض الحشرات كالمن والبق الدقيقي وبعض الحشرات القشرية، حيث تقوم بهضمه، ومن ثم افرازه على هيئة سائل ذا طعم ومن ثم افرازه على هيئة سائل ذا طعم حلو يطلق عليه اسم عسل الندوة العسلية. يقوم النحل بجمع هذا العسل وتخزينه في الاقراص الشمعية. كما قد يحصل النحل على هذا العسل من بعض الحشرات التي تصيب بعض الاشجار المثمرة والتي تقوم بإفرازه.
يتصف عسل الندوة العسلية بطعمة الحامض ولونه الغامق، وهو اقل حلاوة من عسل النحل الطبيعي، وغني بالأحماض الامينية، وليس لدية ميل الى التبلور (التحبب) نظرا للزوجته العالية، وطعمة غير مستحب نظرا لارتفاع نسبة الكربوهيدرات التي تمثل نسبة 90-95% من المادة الجافة، وهو غني بالدكسترينات بنسبة تصل الى 10%، مقارنه بنسبتها في العسل الطبيعي التي تصل الى 1%. وقد يكون هذا العسل مضرا بالنحل خاصة في فصل الشتاء، لأنه قد يتسبب في سد قناته الهضمية له اذا لم يطير ويخرج من الخلية، كما قد يكون ساما للنحل في حالة ارتفاع نسبة المعادن فيه وبالأخص البوتاسيوم.
يختلف تركيب عسل الندوة العسلية عن تركيب عسل النحل الطبيعي حيث تكون نسبة الماء فيه اقل، وهذا يفسر سبب لزوجته العالية وصعوبة فرزه من الاقراض الشمعية، واختلاف نسبة سكر الفركتوز الى سكر الجلوكوز عن تلك التي في العسل الطبيعي اضافة الى زيادة نسبة السكريات المختزلة والمعقدة وزيادة في نسبة المعادن والاحماض.
كما يوجد نوع اخر من العسل ينتجه النحل من جمعه لعصير الثمار المتهتكة ذات الطعم الحلو وتحزينه في الاقراص الشمعية داخل الخلية، ويتميز هذا النوع من العسل بالحموضة العالية، وقد يصبح غير صالح للاستهلاك عند تخزينه لفترة طولية.
المصدر
المقبس، خالد بن سعد، مجلة العلوم والتقنية،(2005) العدد الرابع والسبعون (منتجات نحل العسل).
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|